أخبار عاجلة

فضل الله في خطبة الفطر: واضح دور الإرهاب في تمزيق المنطقة والتوافق هو السبيل لحماية لبنان

ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي عيد الفطر المبارك من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بعدما أم حشود المصلين الذين غصت بهم ساحات المسجد الداخلية والخارجية، وقال في خطبته: “يقبل العيد علينا وعالمنا العربي والإسلامي لا يزال يعاني ومعه العالم من الإرهاب التدميري الطارىء على قيم أمتنا الذي لا يعرف حدودا ولا يقيم وزنا للدماء البريئة وللمقدسات حتى بلغ باستهدافه ما حصل بالأمس عندما طاول محيط الحرم في مكة المكرمة وقبله في المدينة المنورة كما طاول المساجد والحسينيات والأسواق والشوارع والأزقة حتى تحول معه القتل إلى هدف. ومن الأسى أن يتعنون بعنوان رسول الله رسول الرحمة والمحبة والسلام وينسب إليه”.

أضاف: “إن هذه الظاهرة كانت وستبقى تمثل تحديا كبيرا لكل الحريصين على بناء المجتمعات واستقرار الأوطان والحفاظ على الصورة الناصعة للأديان، أن علينا أن نبذل جهودا لمواجهة ذلك. هي لا تقف عند حدود العمل العسكري واستجلاب الأحلاف، بل لا بد أن يضاف إلى ذلك معالجة الجذور والمنطلقات الفكرية لهذا الإرهاب والمناهج التربوية التي يتغذى منها، فبدون ذلك سيبقى الإرهاب وإن تغيرت صوره واشكاله. ويبقى الأهم هو في إيقاف الاستثمار بهذا الإرهاب بعدما صار لدى البعض أداة من أدوات الصراع الجاري بين المحاور الدولية والإقليمية”.

وتابع: “أصبح واضحا الدور الذي يؤديه هذا الإرهاب في تمزيق العالم العربي والإسلامي وإضعاف مواقع قوته وخلق التوتر داخله وبينه وبين الغرب.. ولهذا نرى أن الرد على ذلك هو في تعزيز الوحدة على كل المستويات وإزالة كل أسباب التوتر التي باتت تعصف بالساحة العربية والإسلامية سواء ذلك التوتر المذهبي أو الديني أو القومي أو بين الدول العربية والإسلامية، والذي أدى إلى استنزافها ويساهم في إمساك القوى الكبرى بمواردها ومقدراتها ومالها وخلق الأوهام والمخاوف لها. وهذا يتم بتأكيد منطق التواصل ومد الجسور والحوار أبدا ونبذ لغة العنف والتوتر. إنا قلناها لقد جربنا لغة التحاقد والتنابذ والفتن والحروب ولم تنتج إلا المزيد من الاستنزاف، وساهمت بإمساك القوى الكبرى مقدراتنا ومالنا ورسخت الهواجس والأوهام وجعلتنا بقرة حلوب للآخرين. فلنجرب لغة المحبة والتواصل والتي هي أسلم. لذلك نقول الله الله في وحدتكم. الله الله في حاضر هذا العالم ومستقبله لا تضيعوا أرثا بذلت الدماء من أجل الحفاظ عليه، على هويته ووجوده حتى لا يضيع ويصبح لعبة بأيدي الآخرين. إننا في يوم العيد لا بد من التنبه، وبفضل تداعيات ما يجري من خلافات إلى خطورة إدخال الكيان الصهيوني واعتباره سندا وجزءا من لعبة الصراع القائمة حيث يتردد الحديث عن حلف يرسم للمنطقة وسيكون لهذا الكيان دور مباشر أو غير مباشر فيه”.

وقال: “في يوم العيد لا بد من أن نقف مع كل الشعوب المضطهدة. أن نقف مع معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومع الأسرى والمحاصرين في غزة وأن نشد على أيدي الصابرين والصامدين والمضحين هناك حيث يثبت هذا الشعب أنه جدير بالحياة رغم كل الجراح التي يعاني بها، ولنثمن كل التضحيات الجسام التي تبذل في مواجهة الإرهاب في سوريا والعراق وممن يريدون العبث بوحدة هذين البلدين ولعدم تحولهما إلى رهينة في يد أحد يستخدمها في صراعه مع الآخرين، وأن نقف مع شعب البحرين في مطالبه المحقة في الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم. ومع الشعب اليمني الذي تستمر معاناته بفعل العدوان الجائر والأمراض الخطيرة التي تفتك بأطفاله من دون أن يتحرك العالم، أما الأمم المتحدة و منظمات المجتمع المدني فتكتفي بدور الشاهد، شاهد الزور، الذي نخشى أن يكون قد اكتفى بالتفاوض للتفاوض، وأدار ظهره لكل أعمال القتل والحصار والدمار”.

أضاف: “نعود إلى لبنان الذي خرج من الهاوية الذي كاد ينزلق فيه وهو العودة إلى قانون الستين أو الفراغ ليدخل في مرحلة جديدة وهو النسبية وإن لم تكن بالصورة المرتجاة، بعدما اقتنعت هذه القوى أن لا خيار لها إلا التوافق. فهو السبيل الوحيد لإنجاز الحلول ويساهم في استقرار البلد وفي جعله قادرا على مواجهة التحديات الأمنية التي تعصف به من الإرهاب الرابض على حدوده الشرقية والذي يسعى بكل جهده للتمدد من الداخل، إلى العدو الصهيوني من الخارج، إلى ما يرسم في المنطقة”.

وتابع: “المسؤولية ستبقى على عاتق القوى السياسية في المزيد من العمل لتثبيت الساحة الداخلية وتقويتها وتدعيمها وذلك بمعالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية وبإخراج البلد من الحسابات الطائفية والمذهبية والسياسية إلى حسابات الوطن الذي أن قوي وتوحد سلم الجميع. ومن هنا نرى أهمية المبادرة التي قام بها رئيس الجمهورية ورؤساء القوى السياسية الممثلة في الحكومة العمل لتعزيز الساحة الداخلية والانطلاق إلى مرحلة جديدة نأمل الوصول إليها والأمر مرهون بالأفعال لا بالنيات”.

وختم فضل الله: “أخيرا أبارك لكم عيدكم الذي نسأل الله سبحانه أن يجعله عيد خير وبركة وسلام وطمأنينة على الجميع وأن يجعل مستقبلنا”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *