الأربعاء , 25 ديسمبر 2024

نصر الله خلال إحياء يوم القدس: مخططات الاعداء ستفشل ومحور المقاومة أثبت قوته

أحيا “حزب الله”، عصر اليوم، “يوم القدس العالمي” في احتفال أقامه بمجمع “سيد الشهداء”، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب حكمت ديب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أيوب حميد، سفير ايران الدكتور محمد فتحعلي، سفير فلسطين أشرف دبور، وشخصيات حزبية وسياسية فلسطينية ولبنانية وعربية، وممثلين عن الاجهزة العسكرية.

بعد أي من الذكر الحكيم، تلاها القارىء الإيراني محمد رضا ضفري والنشيد الوطني ونشيد “حزب الله”، وعرض فيلم وثائقي من وحي المناسبة، كانت كلمة تقديم للشاعر علي عباس. ثم قدمت فرقة الولاية أناشيد من وحي المناسبة أيضا.

ثم أطل الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله عبر الشاشة وقال: “إن آخر يوم جمعة من شهر رمضان هو أفضل يوم اختاره الامام الخميني ليكون يوما عالميا لأقدس قضية تتحمل مسؤوليتها اليوم الانسانية كلها والامة جمعاء. ومنذ ذلك الاعلان، يتم احياء هذا اليوم بالاحتفالات والمظاهرات والمسيرات ومختلف الانشطة لايصال رسالة واضحة في كل عام”.

أضاف: “بعد وفاة الامام الخميني، أكد الإمام الخامنئي هذا الخط وهذا اليوم وهذا الاحياء وهذه المسؤولية. ولذلك، منذ ما بعد انتصار الثورة الى اليوم، يتم احياء هذا اليوم، وهو ينمو وينتشر وينتقل ويمتد من قارة الى آخرى. وهذا ما نتطلع اليه وسيأتي يوم يشهد فيه الناس أن يوم القدس سيكون الزمان الذي يخرج فيه الناس جميعا في العالم العربي والاسلامي للتعبير عن ايمانهم والتزامهم”.

وتابع: “يأتي يوم القدس هذا العام، متزامنا مع الذكرى ال50 للحادثة المؤسفة، وهي احتلال الصهاينة للقدس. لقد كانوا في الامس يحتفلون بسيطرتهم وهيمنتهم على القدس”.

وأردف: “إن منطقتنا دخلت في مرحلة مختلفة تماما، وهذا مفصل صعب ومؤلم، وفيه الكثير من المخاطر والتحديات والايرادات والتضحيات والصمود والانجازات”.

وقال: “إن الحراك الشعبي كان شعبيا أصيلا صادقا مخلصا وطنيا، وليس بفعل مؤامرة أو مخططات، ولكن للأسف بسبب غياب القيادات الحكيمة والانسجام الوطني ولاسباب عديمة وقدرة الولايات المتحدة وادواتها الاقليمية، تمت محاولة استيعاب هذا الحراك وأخذ المنطقة باتجاه ما أخذت اليه الان، وهي اعادة سيطرة قوة الهيمنة على منطقتنا وأموالنا ونفطنا وخيارتنا، ومن أهم الاهداف انهاء القضية الفلسطينية والوصول الى تسوية بين الكيان الصهيوني والدول العربية والاسلامية”.

وأشار إلى أن “الشعب الفلسطيني يتعرض داخل فلسطين إلى صعوبات، حصار، تجويع، قطع الكهرباء، اعتقالات وسجون، قتل على الشبهة، تقطيع أوصال الضفة الغربية، الاستيطان، التهويد للقدس، هدم المنازل، تجريف الاراضي، وانسداد الافق السياسي”، لافتا إلى أن “الهدف الرئيسي أن ييأس الشعب الفلسطيني وقياداته ليقبلوا بالقليل”، وقال: “هناك عقوبات اقتصادية وضغوط سياسية ومؤامرات لعزل إيران وتحويلها إلى عدو بدل اسرائيل واستنزافها في الحروب، ونقل الحرب الى داخلها بواسطة الجماعات التكفيرية”.

أضاف: “سوريا دولة مركزية في محور المقاومة، وهي جبهة مع العدو، ولها أرض محتلة. كما أنها داعم أساسي للمقاومة في لبنان وفلسطين، وعقبة كبيرة أمام أي تسوية عربية شاملة على حساب المصالح العربية. لقد عملوا خلال السنوات الماضية على اسقاط نظامها السياسي وتدمير جيشها واستبدال ذلك بقيادات هشة نراها في المناسبات والمؤتمرات تتزلف لاسرائيل وأميركا”.

وسأل السيد نصر الله: “أليس من الهوان أمام 50 رئيس دولة عربية واسلامية أن يقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليتهم حركات المقاومة بالارهاب؟”.

وعن العراق، قال: “بعد أن أظهر العراق إرادة سياسية واضحة من خلال الانتخابات والحكومات المتعاقبة، أنه لن يكون جزءا من العملية السياسية الاميركية العربية لتصفية فلسطين، وبعد ظهور تيارات شعبية وجهادية وثقافة مقاومة وروح مقاومة واستعداد عال لمساندة حركات المقاومة، أرسلوا داعش الى العراق، ولا تنسوا أن داعش هو صناعة أميركية”.

أضاف: “بفعل تضحيات العراقيين وثباتهم، اليوم نشهد الانتصارات الحاسمة، والمسألة في الموصل مسألة وقت وداعش في العراق الى زوال. وفي العراق وعي كبير وايمان راسخ واستعداد هائل واحساس قوي بأنهم جزء من هذه المعركة على مستوى المنطقة وهذا خبر سيء لاسرائيل”.

وعن اليمن، قال: “إن الحرب على اليمن تشن لأن الشعب اليمني يقف بجانب فلسطين، فهذه حقيقة الحرب على اليمن، الذي لا يمكن أن يكون جزءا من عملية بيع فلسطين والتخلي عن القدس، لا من أجل عرش ولا سلطان ولا من أجل ترامب.

أضاف: “أصبحت للمقاومة اليوم قوة شعبية وسياسية ووطنية وعسكرية وجهادية حقيقية وصلبة في اليمن، ونحن نفتخر أن يكونوا جزءا من هذا المحور وأن ننتمي اليهم”.

وتابع: “في نهاية المطاف، إن المستهدف المركزي هو الشعب الفلسطيني”.

ولفت إلى أن “الاسرائيلي الآن يرفض أي مفاوضات مع الفسلطينيين، لأنه يعلق آماله على الدول العربية، فهذا مشروعهم وخططهم ومعاركهم ووسائلهم”، .

وقال: “ايران لم تعزل وصمدت أمان العقوبات وازدادت قوة وطورت صناعاتها واصبحت أقوى حضورا في الاقليم، والذين يريدون محاربتها في الارهاب، فهي لن تتسامح مع الارهاب وسترد بقوة وفعلت ذلك، ومعركة الارهاب مع ايران خاسرة وفاشلة وستكون لها نتائج عكسية، اذ ستصبح أشد حضورا.ايران ستبقى داعمة لفسلطين وللقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة في المنطقة مهما كانت الظروف أو الضغوط. وموقف ايران من القضية الفلسطينية هو موقف عقائدي ديني له علاقة بالقران والنبي وبشهر رمضان وبليالي القدر وليس سياسيا، وعندما يتخلش الشعب الايراني عن دينه وصلاته وصومه يمكن أن يتخلى عن القصية الفلسطينية”.

واشار الى ان “سوريا، بفضل الصمود والثبات والمقاومة، تجاوزت خطر اسقاط النظام، وهي ستتجاوز خطر التقسيم، ومحاولات عزلها جغرافيا فشلت، وهي ثابتة في موقفها السياسي في محور المقاوم”.

ولفت نصرالله الى ما قاله ليبرمان عن “لا نية لاسرائيل للقيام بحرب لا في الخريف ولا الصيف ولا الشتاء ولا في الشمال أو الجنوب”، مشيرا الى ان “من يقول هذا الكلام هو وزير حرب العدو، هو يعلم أن الحرب على غزة وعلى لبنان لن تصل به الى نصر”.

وقال: “القدس وفلسطين حاضرة وستزداد حضورا، والهدف المركزي لاخراج القضية الفلسطينية من المعادلة فشل، ومحور المقاومة يزداد قوة وفعالية”.

أضاف: “في رسالة يوم القدس، ومن خلال هذه الوقائع من ميادين القتال الى السياسة يجب أن نأخذ النتائج الآتية: على الشعب الفلسطيني والمعنيين بهذه القضية، ألا ييأسوا، رغم كل الصعوبات، وألا يملوا ولا يتعبوا، بل أن يصبروا ويواصلوا، لأن هناك الكثير من الآمال والانجازات، ولا يجوز أن نستسلم. وعلى الجميع أن يعرف أن محور المقاومة قوي جدا وأثبت ذلك، ولم يسقط، ولم ينهار، ولم يتداع، واستعاد زمام المقاومة في أكثر من ميدان. إن محور المقاومة لم ولن يخلي الساحة”.

وتابع: “الاوضاع في المنطقة لن تبقى هكذا، ومخططات الاعداء ستفشل. لقد فشلوا في تحقيق أهم الاهداف السياسية، والذين صمدوا وواجهوا سيواصلون العمل لتغيير الاوضاع، فالوجوه والدول والانظمة باتت مكشوفة بالكامل، ولعبة النفاق انتهت”.

وأردف: “أيا تكن التطورات، على أميركا واسرائيل أن تعرفا أن الشعب الفلسطيني وشعوب امتنا لن يعترفوا بإسرائيل، التي ستبقى غريبة عن المنطقة ودولة احتلال وإرهاب”.

أضاف: “في المشهد السياسي الاقليمي الحالي، الذي يقوم الان بتقديم الاثمان لاسرائيل ويفتح الابواب لها من أجل علاقات وتطبيع، إنما هو النظام السعودي، فالسعودية بما تملكه من موقع متقدم ومال ونفوذ، وباسم الدين تفعل كل ذلك”.

ودعا الامة الى “مواجهة هذا النظام لانه مدان في هذه الامة، فهو نظام سيبيع كل شيء لترامب والاميركي واسرائيل”، مقترحا على السعوديين “تغيير المناهج التربوية في السعودية وايقاف تصدير الوهابية”، وقال: “عندها يتوقف الارهاب”.

وشدد على أن “الفكر الارهابي يأتي من السعودية وعلمائها”، معتبرا أن “محاسبتها اليوم لجيرانها فضيحة”.

وجدد أيضا ايمانه ب”القدس والقضية الفلسطينية والتزامه بمحور المقاومة وبالمقاومة، وقال: “بتقديم التضحيات نحمي لبنان ونصون المنطقة وندفع عن بلادنا وحشية داعش وامثاله. وسنكون حيث يجب أن نكون، وبالصبر نمشي إلى النصر الآتي.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *