أقام مكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة “امل” حفل إفطاره السنوي برعاية وزير المال علي حسن خليل في فندق “ريفييرا” في بيروت. حضره علي فواز ممثلا وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، النائب قاسم هاشم، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري أحمد بعلبكي، رئيس اللجنة الأولمبية جان همام، وأعضاء اللجنة رئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، رؤساء الإتحادات ومسؤولو الرياضة في الأحزاب وممثلو المنظمات الشبابية في الأحزاب والقوى الوطنية وأعضاء هيئة الرئاسة والهيئة التنفيذية والمكتب السياسي وواحة الشهيد اللبناني وكشافة الرسالة الإسلامية ومدراء الجامعات ولجان الشعب.
بعد النشيدين الوطني وحركة “امل”، ألقى مسؤول الشباب والرياضة المركزي في حركة “أمل” مصطفى حمدان كلمة قال فيها: “اننا في مكتب الشباب والرياضة المركزي وكما دأبنا على مر العهود، نقف دائما في صف الإجماع الوطني الرياضي، متماهين مع سياسة حركتنا، نجهد للم شمل الأسرة الرياضية وصقلها دائما بأصحاب الخبرات المهنية، وفي هذا الإطار لا يسعنا إلا أن نثمن الجهود المبذولة بالتعاصد والتعاون مع الإخوة في المكاتب الحزبية ومع الشخصيات الوازنة رياضيا”.
وأشار حمدان الى “ان الحضارات لم تعد تقاس بالتطورات التكنولوجية فقط بل أصبحت الرياضة من أهم عوامل نهضة الدول الإقتصادية والثقافية منها”. وقال: “نحن متمسكون بكل حقول الرياضة كسلاح لمحاربة الآفات التي تعصف بالمجتمع، فنحن بالرياضة نواجه الجريمة التي وصلت حدا لا يطاق، ومعها نواجه آفة المخدرات المنتشرة بشكل مرعب. كل ما نصبو اليه بالتعاون مع المنظمات الشبابية هو ألا يبقى القلق ملازما للشباب اللبناني حول عمله ومستقبله ومشاركته في شؤون الوطن، والدولة اللبنانية. أدركت ان المجتمع الذي يخلو من طموحات شبابية ووجودهم الفعال، هو مجتمع لا يعول عليه، وقد بدأ العمل على وضع السياسات الشبابية منذ العام 2000، وأعلن عنها العام 2012 في بعبدا، ولكن بقيت حبرا على ورق دون تطبيق أو التفاتة، لمن هم يشكلون ثمانية وعشرين في المئة من المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة عشرة وتسعة وعشرين عاما. هذه السياسات يجب أن تنفذ للحد من التحديات التي تواجه الشباب اللبناني من البطالة الى هجرة الأدمغة…”.
ثم ألقى الوزير خليل كلمة قال فيها: “نجتمع في هذه الأمسية الرمضانية المباركة في أواخر هذا الشهر الفضيل الذي نجتمع فيه على الألفة والمحبة والتسامح والغفران والتلاقي، ونجتمع مع بعضنا البعض ونفتح قلوبنا لبعضنا البعض، بعيدا عن البغضاء والتشرذم والتباعد. نلتقي على قاعدة الإنسانية الحقة. نلتقي اليوم في رحاب مكتب الشباب والرياضة في حركة “أمل” في اجتماع هو على صورة ما نريده لهذا المكتب: الصورة الجامعة لكل اللبنانيين على اختلاف انتمائهم وطوائهم ومذاهبهم ومسيراتهم السياسية وهو الإجتماع الأحب الى قلب إمامنا ورئيسنا، لأنه يعكس صورة لبنان الذي نريد، صورة لبنان الجامع القادر على أن يوفق بين كل الإختلافات التي تجتمع تحت سقف ميثاقه ودستوره، لبنان الأنموذج في هذا العالم، التي تتصارع فيه الأفكار وصولا الى حد مصادرة الأديان في معارك دموية. لبنان هذا الذي أردناه على الدوام، واحة حضارية تقدم للعالم أنموذجا متقدما، هذا ما نريده للبنان أن يبقى ويستمر وأن يتطور وأن نحبه جميعا بإرادتنا وسواعدنا وأفكارنا وأن نتعاون معا من أجل خروجه من كبواته”.
وتابع خليل: “كنا نتمنى أن نلتقي اليوم وقد زفينا للشباب تخفيض سن الإقتراع الى 18 عاما، وللأسف ما زلنا كطبقة سياسية نخاف من الشباب وللأسف ما زلنا عاجزين على أن نترجم ما نتحدث به في العلن الى وقائع عندما يحين النقاش التفصيلي حول صياغة القرارات. لهذا تم الهروب من اعتماد سن 18 عاما تحت عناوين لا ترتقي الى الواقع بصلة لأن الأمر لا يعدو هروبا الى الأمام. واني أعرف حساسية هذا الأمر، لكن دور الشباب وديناميتهم في صناعة مستقبل الوطن في الدفاع عنه، في مقاومته وفي جيشه، يستأهل هذا ان نتوقف ماليا عنده حرمان هذه المساحة الواسعة من اللبنانيين من المشاركة في الحياة السياسية والإنتخابية، ولكن هذا الأمر لن يوقفنا عند حد، سنبقى نعمل من أجل تمكين الشباب من لعب أدوارهم الأساسية على مستوى صياغة المجتمع وحماية هذا المجتمع من التحديات التي تواجهه ودعم كل حركاتهم ومنظماتهم نحو تفعيل أدوارها داخل المؤسسات التعليمية وفي الجامعات على مستوى الساحات المختلفة من أجل تكوين الرأي العام، القادر على توجيه الطبقة السياسية نحو المشكلات والتحديات التي تواجه هذه الشريحة”.
وعن الوضع الرياضي قال خليل: “ان لا قيامة ولا نهوض ولا حضور لوطن في عالم أصبحت الرياضة فيه موقعا متقدما في تصنيف الأمم والدول في حضاراتها. الكثير من الدول اليوم أصبحت تعرف برياضاتها، وتصنف حضاريا بقدرتها على ما تقدم للقطاع الرياضي واتحاداته وهيئاته المختلفة. نحن نشد على أيدي العاملين في هذا القطاع، ومسلمين ان الدولة لم ترتق بعد الى المستوى الذي تستطيع فيه أن تتحمل مسؤولية دعمها لهذا القطاع وتسهيل أموره بالشكل الذي يسمح لها أن يتطور وأن يحجز لشباب هذا الوطن موقعا متقدما على صعيد الساحة الرياضية العربية والعالمية.
لدينا الكثير من القدرات والإمكانات البشرية، علينا أن نستفيد منها وأن نعمل من أجل إفساح المجال لتطورها وتقدمها، لتقدم صورة لبنان الأفضل في العالم”.
أضاف خليل: “نلتقي اليوم ويدخل لبنان مرحلة سياسية جديدة بعد إنجاز قانون الإنتخابات. لقد شعر اللبنانيون بقلق كبير خلال الأشهر الماضية على صورة مستقبلهم وهم يرون ان الوصول الى قانون انتخابي كان الى حدود المستحيل أو المتعذر. ولقد وصلنا بإرادة التوافق اللبنانية التي انتصرت وحدها على الجميع وأخرجت لبنان من مأزق كبير كان يقع فيه وهو الفراغ وما له من تداعيات أو التمديد القسري وما له من تداعيات أو الوصول الى حالة سياسية تعقد حياتنا وتفسح المجال الى اللا استقرار في زمن تعيش المنطقة فيه أعلى درجات التوتر. لقد انتقلنا الى مرحلة جديدة بعد إقرار هذا القانون الإنتخابي، نحن نريد لها أن تكون مرحلة تتسم بالهدؤ السياسي، بالحفاط على الإستقرار بالداخل من خلال تنظيم الإختلاف السياسي وعدم تأثيره على عمل الحكومة وأدواتها من أجل خدمة الناس والقيام بالمشاريع المطلوبة من اجل مستقبلهم. انه من المشروع ان نختلف مع بعضنا البعض لكن من غير المسموح ان تحول اختلافاتنا الى أزمات وطنية وطائفية والى أزمات تعيق عمل الإدارات والمؤسسات والحكومة نحو إنتاج حقيقي يشعر معه المواطن بثقته بدولته”.
وتابع: “نعم نحن بحاجة الى ترميم ثقة الناس بدولتهم وهذا الأمر يتم من خلال ممارسة حكومة رشيدة بعيدة عن كل أشكال الفساد والمحسوبيات التي أقلقت اللبنانيين وأفقدتهم ثقتهم بدولتهم خلال المرحلة الماضية. نحن بحاجة الى ان نصنع مستقبلا جيدا لوطننا من خلال الإلتزام الصادق بالشعارات وترجمتها كوقائع فعلية على الأرض لا أن نرفع الشعار ونمارس عكسه. المسؤولية الوطنية تقتضي أن نترفع عن حساباتنا الخاصة والشخصية وأن نترفع ايضا عن استخدام خطاب الغرائز من أجل التحضير لاستحقاقاتنا المقبلة انتخابية أو غيرها.
اليوم في القانون الجديد، أرسينا قاعدة نقلت البلد من النظام الأكثري الى النظام النسبي والتي تسمح بمشاركة الجميع، وعلينا أن نحترم هذه الإرادة وان نفسح المجال لكل القوى السياسية والهيئات والفاعليات لكي تلعب دورا محوريا في إنجاح هذه التجربة التي للأسف خلقت مع بعض التشوهات ولكن المطلوب أن نحميها بالتجربة من خلال الوصول الى ترجمة حقيقية مثالية لهذا القانون الإنتخابي. وعملنا جاهدين على حماية هذا القانون من بعض الأفكار الطائفية والمذهبية التي كان يراد أن نلصق به لكن المسؤولية اليوم تقتضي ان ننجح في إدارة العملية الإنتخابية والتحضير لها لتكون مثالية تنقلنا بشكل واقعي الى مرحلة أفضل على مستوى الوطن”.
وختم: “أيها الشباب والرياضيون، المسؤولية علينا جميعا اليوم ان نكون حراسا حقيقيين لوطننا بوحدته وباستقلاله بالدفاع عن ارضه، بحماية مقاومته، بدعم جيشه. لطلابنا ولمسؤولينا في الجامعات نقول: كونوا على شاكلة قيادتكم، منفتحين على الآخر ولا تهابون الحوار، قلوبكم دائما مفتوحة للاستماع الى من تختلفون معه، تحاورونه بمسؤولية، تحت عناوين وطنية، وإنسانية والإبتعاد عن العصبيات والمذهبيات، وانتصروا لإنسان هذا الوطن لتحيوا في وطنكم لبنان أعزاء كرماء”.
وفي ختام الحفل، وزع خليل وحمدان دروعا تكريمية لممثلي المنظمات الشبابية عن مشاركاتهم في كأس المقاومة والتحرير.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام