أقامت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت حفل افطارها في البيال، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ووزراء ونواب وشخصيات.
استهل الحفل بكلمة لرئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق قال فيها:… “هذه هي الأمسية المباركة التي تجمع الأسرة المقاصدية من كل لبنان مع دولة الرئيس وسماحة المفتي ورئيسنا الفخري وأصحاب الدولة والمعالي والنواب والسماحة والفضيلة والسيادة وأصدقاء المقاصد. إنها أمسية تعطي المقاصديين زخما سنويا نفتخر به ونؤكد مع وجودكم معنا أن المقاصد لا زالت جمعيتكم المحبوبة الجمعية الأقدم والتي تعني الكثير لمعظم مجتمعها في كل لبنان، بيروت حاضنتها وهي ستبقى وفية لبيروت الى ما شاء الله…. ونستمر.
واليوم الى جانبها مؤسسات دار الفتوى التي تنمو بتوجيه كريم من صاحب الدار سماحة المفتي. وأيضا الى جانبنا مؤسسة عريقة اجتماعية خيرية جاهدة في الخدمة وهي تحتفل بالمئوية الأولى، أعني مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية وهي رائدة في العمل الإنساني والاجتماعي… فللدار والقيمين عليها حاضرا وسابقا ألف تحية.
صاحب الدولة، صاحب السماحة، أيها الحفل الكريم،
هذا هو العام 139 للتأسيس وما زالت المقاصد تجدد رؤيتها تباعا لما رسمه الأمناءالمؤسسون، وتتالى على الاشراف عليها قيمون خيرون مؤمنون بالله وبالوطن بنوا الصروح وأسسوا لوقفية مقاصدية كبيرة في وسط بيروت دعمت عمل المقاصد أكثر من 100 سنة الى أن أتت عليها الحرب الأهلية فخسرتها المقاصد.من هنا، فإننا نتطلع الى العام القادم، الأربعين بعد المئة لنطلق الخطة العشرية لتطوير المقاصد، لتصل الى الاكتفاء الذاتي بل مع فائض في العام الـ 150 للتأسيس للاستمرار في التحديث والخدمة. اذا جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت دخلت الى نفوس وبيوت مجتمع عريض بين بيروت وأكثر من 100 بلدة وقرية في الوطن منذ مطلع انشاء لبنان الكبير وحتى يومنا هذا. كانت قبل ذلك تعمل في بيروت لأكثر من 40 سنة على التربية والنشاط الاجتماعي. وقد عمل القيمون عليها بموجب الآية الكريمة ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” أي لم ينتظروا لا حمدا ولا شكورا من المجتمع، متوجهين دائما بما أملى عليهم ضميرهم وتربيتهم واسلامهم … وما زلنا …
بقيت المقاصد أيها الأصدقاء متميزة باعتدالها وبالمحافظة خاصة على التربية الاسلامية المعتدلة، دائماَ بارزة في مواطنيتها وعروبتها ومؤكدة في جميع توجهاتها على صالح المواطنة. شددت على انتمائها الى مجتمعها وانتماء أسرتها الصامدة الصابرة لها بشغف مقاصدي وحب ولائي. تعمل هذه الأسرة في التربية والاستشفاء والصحة العامة بانفتاح ملحوظ على الجميع خاصة في مساجدها وحلقات التربية الدينية فيها وفي المدارس. فالمقاصدي ان كان تلميذا او خريجا او موظفا يتحلى بانتمائه المقاصدي، بوفائه ومحبته لأخيه في الوطن، ليشعر بالشراكة الحقيقية فيه، عروبيا مسلما معتدلا متعاونا صامدا محبا.
اليوم المقاصد 40 مدرسة وجامعة في كليتين ومستشفى جامعي وسبع مساجد ومدفنين وسبعة مستوصفات في بيروت وفي الريف. ترعى المقاصد سنويا وتخدم أكثر من 100 ألف شخص تربويا وصحيا ورعائيا، وهذاأحد مميزاتها وانتشارها في قلوب الناس.
أما مدارس بيروت فنالت جميعها الاعتمادات المختلفة .. فكلية خالد بن الوليد الحرج تمتاز بالاعتماد AdvanceED الاميركية واعتماد Celf الفرنسية، وكلية خديجة الكبرى اعتمدتها المؤسسة الفرنسية Institut Francaisومنحتها Label FrancEducation الى جانب شهادات Celf و Delf. وكلية علي بن ابي طالب هي كلية دولية باعتماد British Council …و Show Case School من مايكروسوفت للمرة الثانية، وكلية عمر بن الخطاب الحرج هي أيضا كلية دولية باعتمادBritish Council … وابتدائية ابي بكر الصديق نالت اعتماد AdvancED الاميركية وابتدائية خليل شهاب هي مدرسة دولية من British Council وايضا ومعتمدة، ونالت المرتبة الأولى في العالم في مباريات مايكروسوفت هذا العام كما ودخلت في مشروع Cambridge English ProficiencyExam وإدارة المعلوماتية في الجمعية نالت لقب Microsoft Academy وتعطي شهادات مايكروسوفت على هذا الاساس.
وقد دخلت كلية الدراسات الإسلامية بتعاون عملي وأكاديمي مع جامعة الأزهر، فالعام القادم سيرى بإذن الله تعالى تبادل طلاب وأساتذة وقد أحيينا اتفاق تعاون يعترف الأزهر بشهادة كلية الدراسات الإسلامية المقاصدية. وإن شاء الله يكون في الأزهر بعض العلماء المقاصديين يبحثون ويدرسون ويتدربون بهذه الجامعة العريقة.
إن مستشفى المقاصد الجامعي يستمر في منح شهادات الاختصاص للأطباء والجراحين وذلك بالتعاون مع الجامعات الكبرى في لبنان، الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة بيروت العربية، والجامعة اللبنانية وجامعة ليل في فرنسا ومعهد كوستاف روسي في باريس. كما وقد منحت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية مستشفى المقاصد ثقتها فاعتمدته لإدارة مستشفى الشيخ خليفة في شبعا … هذا المستشفى الذي سمح لبنان لنفسه أن يتركه مغلقا 8 سنوات … لكن الحمد لله بدأت عملية العمل فيه باصرار من سفير دولة الامارات الصديق…. والعرقوب اللبناني ينعم بالعطاء الاماراتي الكريم فشكرا لدولة الإمارات.
هذه الانجازات الكبيرة هي نِتاج عالم وناس طموحين محبين مخلصين صامدين صابرين هم الأسرة المقاصدية العريقة … فالتحية لكم فردا فردا.
اسمحوا لي هنا أيها الأصدقاء أن أبدي رأيي بما أسمعه مرارا … “يا ريت بترجع المقاصد الى ما كانت عليه”… أنا أقول : “لا يا صاحبي – المقاصد لا تنوي أن ترجِع الى ما كانت عليه… فهي تخطت ما كانت عليه وأصبحت بعيدة جدا أمام ما كانت عليه … فلا الرجوع مقبول والتقدم هو الهدف … ألا إذا كانت العودة الى ما كانت عليه يعني البحبوحة والوضع المادي الوفير والقوي… فهذا مرتبط بكرمكم ودعمكم لها كما آباؤكم وآباؤنا.
أيها الحفل الكريم ، حظيت مستشفى المقاصد بتبرعات عديدة هذا العام من دولة الإمارات العربية المتحدة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومن المملكة العربية السعودية، ومن أهلنا في لبنان أمثال السيد لطفي الزين الذي تبرع بإنشاء المدخل الأساسي للمستشفى ومن أبناء المرحوم الشيخ حمدي الزعيم الذين تبرعوا بتطوير وتجهيز قسم الطوارىء في المستشفى، كما تبرع المقاصدي الأستاذ علي طبارة ببناء للإدارة كامل من 6 طوابق ملاصق للمستشفى يوفر زيادة 30 سريرا، بالإضافة الى جميع مكاتب الاداريين. وتستمر مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية بدعم مرضى السرطان في المستشفى بمبالغ سنوية سخية وكبيرة لم تتوقف، كما وأسمح لنفسي أن أذكر دعما سخيا من أصدقاء المقاصد، فمؤسسات محمد البساتنةالخيرية قدمت ثلاث منح جامعية لطلاب المقاصد في الجامعة الأميركية والجامعة الأميركية اللبنانية منحتان كاملتان للطب، ومنحة كاملة للهندسة، والخير الى الأمام مع أهل الخير في لبنان والبلاد العربية والإسلامية الأخرى. ويستمر بنك عودة بتقديم دعم “بلاتيني” من منح وجوائز كبيرة جدا للتلاميذ المميزين والمحتاجين في المدارس… فالشكر لكل من تبرع لإستمرار المقاصد في المدارس والمستشفى والجامعة والحمد لله هم كثيرون وهم بيننا اليوم… وان شاء الله نرى أيضا بعض المشاريع الإنتاجية مثلا مدرسة المقاصد الدولية في منطقة رأس بيروت وبناء جديد لمختبرات المستشفى ومبنى برج المقاصد… هذا ما يريده أهلنا ومجتمعنا وهذا ما يدعم المقاصد.
اسمحوا لي هنا بأن أتقدم بالشكر الكبير لأصحاب الأيادي البيضاء الذين ساهموا مساهمات بلاتينية وماسية وذهبية في هذا الموسم الرمضاني، ويهمني هنا أن أذكر للحاضرين الكرام الصندوق الخاص الذي أنشأناه منذ اثني عشر عاما وهو مخصص لتعليم المقاصديين المتفوقين في الجامعات الكبرى في بيروت الذي يوفر لهممنحا كاملة سنويا لنيل شهادات التعليم العالي، وتفوق قيمة هذه المنح 200 ألف دولار سنويا…والحمد لله نتائجهم مشرفة وبتفوق دائم… فمن يريد ان يساهم أيضا في هذا المشروع يكون قد أنشأ باسمه صدقة جارية أكيدة.
دولة الرئيس، صاحب السماحة،اصحاب الدولة والمعالي والسعادة والسيادة والفضيلة وجودكم الى مائدة المقاصد مع المقاصديين ومحبي وأصدقاء المقاصد هو شرف كبير لنا وهو ما يحملنا أيضا مسؤولية الاستمرار والصمود في وجه ما هو يأتي على هذا الوطن.
والمقاصد، يا دولة الرئيس ، كما تعلم تقدر تقديرا كبيرا المواقف الوطنية والتضحيات السياسية الجمة ووضعكم رصيدكم السياسي على المحك في سبيل انقاذ لبنان وإعادة الحياة السياسية العادية اليه وبالتالي اعادة عجلة التطوير والعمل من اجل وطن اشتاق للأمن والاستقرار ، اشتاق للثقافة والفنون ، اشتاق للعلم والارتقاء، اشتاق للعيش الكريم والرخاء اشتاق لأن يكون أفضل بقعة على الأرض، اعانكم الله على من يناكفوكم ويضعون المصالح الشخصية او المصالح المذهبية نصب أعينهم، اعانكم الله على إعادة الاستقلال لكل شبر في الوطن وعلى فرض السلطة اللبنانية في كل مكان والأهم القضاء على الفساد المستشري … لقد أنجزتم انتخاب رئيس الجمهورية واليوم انجزتمقانون انتخاب مجلس النواب… وأثبتم دولة الرئيس بأن لرئيس الوزراء في لبنان الدور الأساس في استنباط الحل وإخراج البلاد من المحن، مهمتك كبيرة لكن ليست مستحيلة … هذا ارث رفيق الحريري … الله معك تحياتي الى الاصدقاء جميعا والى المقاصديين بيننا فالمقاصد فخورة بالجميع.
رمضان مبارك وكريم وكل عام وأنتم بخير.
ثم القى الرئيس الحريري الكلمة الآتية :”أود أن أشكر جمعية المقاصد على هذا الإفطار الذي يجمع خيرة الناس الذين يعطون لكي تستمر هذه المؤسسة في نضالها والعمل الذي تقوم به. وأعتقد أن كل واحد منكم لديه قصة مع رفيق الحريري وقصة مع المقاصد، ونحن سنكمل هذه المسيرة لأننا نؤمن أنها السبيل الوحيد كي يتقدم الوطن، حين نعلم الأطفال والكبار والصغار فهذا ما يبني الوطن. أما إذا بقينا في الجهل نحارب بضعنا بعضا ولا نسمع لبعض ولا نتحاور في ما بيننا، فإن هذه تكون أكبر مشكلة. هذا ما كان حاصلا في الوطن، الكل كان يتحدث ولا أحد يسمع. وأنا أرى أن قوة رفيق الحريري أنه كان قادرا على أن يسمع الجميع، وكان قادرا على أن ينتقي من كل ما يسمع، الأفكار التي تفيد الوطن. ونحن آتون من هذه المدرسة وسنكمل في بناء الوطن.
نعم أنجزنا قانون الانتخاب ولكن مع الجميع، فأنا لست ممن يدعون العمل وحدهم، كلا الجميع عمل. ربما كانت هناك تحديات كبيرة ولكن الجميع كان إيجابيا. والأهم بالنسبة إلي الآن هو الاقتصاد ولقمة العيش وفرص العمل، وهذا ما يحتاجه اللبناني في نهاية المطاف. لذلك علينا ن نعمل على الاقتصاد اللبناني. نحن نريد أن نعيد البحبوحة إلى البلد، لذلك علينا جميعا أن نعمل سويا لأن البلد بحاجة إلى ذلك ولآن التحديات لدينا كبيرة جدا، خصوصا وأن لبنان يأوي حاليا مليون ونصف المليون لاجىء سوري، هذا البلد الصغير يقدم خدمة لكل العالم، والعالم يجب أن يعرف ذلك. وأنا حين أسافر وأحضر المؤتمرات سأؤكد على هذه النقطة.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الانتخابات قادمة إن شاء الله، وغدا سنذهب إلى مجلس النواب، مع الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام والنواب الكرام، وسنصوت إن شاء الله على هذا القانون الذي أنجزناه بعد عناء طويل، وإن شاء الله مشوارنا معكم مستمر. ورمضان كريم.