الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024

باسيل بعد استقباله وزير خارجية قبرص: اتفاق الغاز والنفط يأتي ضمن حل يعالج عمليا كل المشاكل الموجودة على حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة

استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الوزارة، وزير خارجية قبرص يوانس كاسوليديس على رأس وفد بحضور الأمين العام للخارجية بالوكالة السفير شربل وهبي.

بعد الإجتماع عقد الوزيران باسيل وكاسوليديس مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله الوزير باسيل بالقول:
يسرني ان ارحب بك مجددا في لبنان وزيارتكم اليوم تأتي ضمن زيارة رئاسية هي زيارة دولة للرئيس القبرصي الى لبنان، وتؤكد قوة العلاقة الوطيدة بين الدولتين، ونحن نأخذ مساهمتكم في قوات الطوارىء العاملة في لبنان كرمز لدعمكم وتضامنكم. وأؤكد لكم التزام لبنان القوي بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته. وإلحاقا بالمحادثات المثمرة التي جرت أمس بين رئيسي بلدينا بحثنا اليوم التحديات التي تواجهنا، إضافة الى المشاريع المشتركة والهادفة الى تحقيق ازدهار شعبينا. وأود ان اشكركم على دعمكم للجيش اللبناني من خلال تأمين الذخائر الضرورية في نضالنا ضد الإرهاب. وأشكركم ايضا لتفهمكم وإدراككم لوضع لبنان الإقتصادي المتأزم بسبب الوجود الكبير للنازحين السوريين في بلدنا. و طالما أن المجموعات التكفيرية والفكر الإرهابي ناشطة في المنطقة وطالما ان المجتمعات وبشكل خاص الأقليات مرغمة على النزوح، فإن لا لبنان ولا دول الجوار ، لاسيما قبرص وهي الدولة الأقرب لنا ،محصنة ضد محاولات زعزعة الإستقرار .
تابع الوزير باسيل:” إن دعم قبرص للبنان، وبشكل خاص في إطار الإتحاد الأوروبي ضروري لجهة الإعتماد عليكم في نقل مخاوفنا وحاجاتنا ، ونحن على ثقة أن قبرص الى جانب دول أخرى في الإتحاد ، يمكن ان تساعدنا في نقاشاتنا مع السلطات التجارية في الإتحاد الأوروبي لتعزيز التبادلات بين لبنان وأوروبا ، ونعتقد ان وضع لبنان الخاص يستحق اهتماما خاصا وقد يستلزم تعديل بعض الاجراءات الصارمة التي يخضع لها لبنان ضمن الإتحاد الأوروبي.”
أضاف الوزير باسيل:” ناقشنا ايضا المشاريع المستقبلية في مجال النفط والغاز وأعربت عن استعداد لبنان لزيادة مستوى التعاون من أجل إطلاق الحوار في قطاع الطاقة بين بلدينا، وفقا لمبادىء القانون الدولي واتفاقية قانون البحار.
لقد عبرت ايضا عن دعم لبنان للنقاشات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل الى تسوية الأزمة في قبرص ، وفي هذا الإطار جددت التأكيد على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار الحل العادل للمسألة المتعلقة بعودة الموارنة القبارصة الى قراهم .”
لقد اتفقنا على المضي قدما في مسار بعض المبادرات الإقليمية لجهة عقد اجتماعات لبحث مواضيع ذات صلة، ويسرني ان اعلن اليوم ان لبنان سيستضيف مؤتمرا إقليميا وزاريا حول النزوح كما تم الإتفاق في مؤتمر رودوس الخير.
وختم باسيل قائلا:” أخيرا رحبنا بالدعوة التي وجهها الرئيس القبرصي الى الرئيس عون للإنضمام الى الإجتماع الثلاثي الى جانب رئيس وزراء اليونان، ما يدل على أن مستقبل بلداننا الثلاثة يندرج في الاولويات التي تضعها شعوبنا وقياداتنا.”

بدوره ألقى الوزير القبرصي كلمة قال فيها: “أود أن أعرب عن سعادتي لوجودي في لبنان مرة جديدة بعد الزيارة السابقة التي كنت قد قمت بها منذ أشهر قليلة.
ان الوزير باسيل كان قد عدد في كلمته المسائل التي تربط بين بلدينا الشقيقين المجاورين لبعضهما، وقد ناقشنا السبل الآيلة الى التقريب أكثر فأكثر بين البلدين. وعندما استغرقت رحلتنا من لارنكا الى بيروت نصف ساعة، أدركت كم أننا قريبون من بعضنا البعض ما يدفعنا الى وضع هذا القرب في الإطار المناسب. وهناك ارادة طيبة لذلك، وقد بدأ فعلا تجسيد هذه العلاقة عبر خطوات ملموسة.
لا يمكننا ان نقف ونتفرج على لبنان الذي يرزح تحت تهديد الإرهاب دون أن نتحرك، وكما تحدث الوزير باسيل، فإن مساعدتنا للبنان لن تكون عددية بل يمكننا التحرك في إطار الإتحاد الأوروبي الذي يضم دولا اكبر منا يمكنها أن تقوم بالمزيد. وفي هذا الإطار، نتفهم حاجات لبنان والاعباء الملقاة على كاهله جراء استضافته اعداد كبيرة من النازحين إضافة الى اللاجئين الموجودين في لبنان و جميعهم يشكلون حوالى ثلث عدد السكان، وتوزيعهم في المجتمعات يسبب مشاكل للطبقة الفقيرة في لبنان التي تحتاج ايضا للمساعدة، لذا سنعمل سويا في الجانب التقني لإتمام التبادل التجاري بين لبنان والاتحاد الأوروبي ورفع الضرائب والاجراءات البيروقراطية التي تعيق هذا التبادل، كما سنعمل سويا في المنطقة الاقتصادية الخالصة حسب اتفاقية قانون البحار. وأتمنى أن تتم الاستفادة قريبا من الثروة الموجودة في مياه لبنان لما فيه مصلحة لبنان وازدهاره.”
وختم متمنيا ان يتم التوصل قريبا جدا لقانون انتخاب وان تحصل الانتخابات البرلمانية.

وردا على سؤال حول ما اذا كان الوزيران قد اتفقا على اعادة النظر في الاتفاق الموقع بين البلدين بشأن النفط والغاز، قال الوزير باسيل:” هذا الاتفاق يأتي ضمن حل يعالج عمليا كل المشاكل الموجودة على حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة ، وهناك إشكالات متعددة مع الدول المجاورة لنا بحريا ونفطيا، ولبنان يتصرف في هذه المسألة حسب القانون الدولي و يتعاطى عبر الأمم المتحدة حسب الأعراف والاصول الديبلوماسية لمعالجة أي أمر. والقضية القائمة بيننا وبين قبرص من السهل معالجتها ومقاربتها لأن العلاقات أكثر من جيدة ويمكن معالجتها بالنظر الى موضوع الحدود، وهناك موضوع آخر مهم يمكن ان يستفيد منه البلدان وهو تقاسم الثروات في الحقول المشتركة بيننا.
وكانت مداخلة للوزير القبرصي الذي قال أن بلاده لا تعترض على أي موضوع متعلق بحقوق لبنان السيادية، ومستعدون لتقديم كل مساعدة ممكنة.

والتقى الوزير باسيل المدير التنفيذي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى السلك الخارجي الاوروبي نيكولاس ويستكوت ترافقه سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن.
بعد اللقاء قال ويستكوت :” ناقشنا مع الوزير باسيل مروحة من المواضيع المشتركة بين لبنان والإتحاد الاوروبي والعلاقات الثنائية بين الجانبين وركزنا على النقاشات الجارية حاليا من اجل الخروج بقانون انتخابي. وقد عبر الوزير باسيل عن ثقته بالتوصل الى اقرار القانون في الوقت القريب ما سيتيح المجال امام اقرار اصلاحات في مجالات عدة لإقامة مشاريع بتمويل من الاتحاد الاوروبي .
كما ناقشنا مسألة تسريع الحل للازمة السورية، ما يُسهل عودة النازحين السوريين الى ديارهم.. ونتطلع الى الاجتماع المقبل حول إتفاقية الشراكة التجارية بين لبنان والإتحاد الاوروبي، استتباعا لمؤتمر بروكسل حيث يمكن للاتحاد الاوروبي من تقديم المزيد للبنان لمساعدته في هذه الظروف الصعبة.”

المصدر: tayyar.org

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *