شبكة أخبار لبنان
أكدت المساعدة الخاصة لرئيس الجمهورية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز أن “الانماء المتوازن هو شعار هذا العهد، وإن ما وعد به الرئيس في هذا المجال يلتزم تنفيذه لأنه درج على الوفاء بكل التزاماته، فكيف الآن وهو رئيس البلاد”.
واعتبرت أن “الهم الأمني له الأولوية، وبالتالي فإن متابعته تتم بشكل دائم لمعالجة بعض الثغرات التي تقع من حين إلى آخر”.
كلام روكز جاء في ختام جولة قامت بها قبل ظهر اليوم في منطقة دير الاحمر دعما لمزارعي الكرمة في المنطقة، تخللها قداس في سيدة بشوات احياه راعي ابرشية بعلبك المارونية المطران حنا رحمة، وجولة في الكروم والدير وتعاونية “كوتو ايليوبوليس” بدعوة من التعاونية للاطلاع على نشاطها وحاجاتها وتذوق نبيذها الفاخر “الضيعة”.
وكانت روكز قد وصلت الى مطرانية دير الاحمر المارونية عند التاسعة والنصف من صباح اليوم، وكان في مقدمة مستقبليها المطران رحمة، رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر ومنطقتها المحامي جان فخري، رئيس التعاونية شوقي الفخري، مرشح “القوات اللبنانية” للانتخابات النيابية في بعلبك الهرمل انطوان حبشي، نائب رئيس الاتحاد الوطني للتعاونيات في لبنان جورج فخري ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية وهيئات من المجتمع المدني.
ثم زارت دير سيدة الوردية حيث رفعت صلاة الابانا وصلاة السلام الملائكي الى جانب رحمة والآباء، وجالت في أرجاء الدير واطلعت على مشروع “المسبحة” من الشرفة المطلة عليه. وقدم لها رئيس دير سيدة الوردية الأب بيار غصين صورة للسيدة العذراء تمثل الأيقونة في الكنيسة التي توجد نسختها الأصلية في فرنسا، كما قدم لها رئيس جمعية مسبحة الحماية والخلاص الدكتور بول نجيم شرحا مفصلا عن المشروع، وصور التصميم الكامل له.
بعد ذلك، ترأس رحمة قداسا احتفاليا في الباحة الخارجية لكنيسة سيدة بشوات، احتفاء بالزائرة الرئاسية، عاونه خادم الرعية الأب فيلمون سلوان، في حضور رؤساء بلديات واتحاد بلديات منطقة دير الأحمر وفاعليات رسمية وسياسية وأمنية وجمعيات كنسية وأهلية.
والقى المطران رحمة عظة قال فيها: “ايها الاحباء اليوم احد العنصرة، نجتمع في علية سيدة بشوات اليوم لنعيد عيدين، عيد الروح القدس وعيد حضور السيدة كلودين ابنة رئيس الجمهورية لنصلي جميعنا على نية العهد وعلى نية الرئيس وكل اصحاب الارادات الطيبة لينقذوا لبنان ويعيدوا له مجده وحريته وبهاءه وكرامته ونقاءه، بعدما شوه وجهه بامور كثيرة وآخرها الفساد المستشري”.
أضاف: “في العهد القديم اجتمع كل البشر ببابل لبناء حضارة ومجد الانسان وفي نهاية المطاف تبلبل الناس واصطدموا ببعضهم وانهار برج بابل، ولكن مع المسيح اجتمعت الجماعة الاولى وصلوا في عيد العنصرة عيد المزار وهناك حل الروح القدس ووحد شعوب العالم كلها، فلغة الروح والمحبة تجمع وتقرب الناس الى بعضهم البعض. المسيح يقول تشهدون للحق اذا اعطيتم روح القدس، وروح الحق هو الذي يحرركم ويجعلكم اقوياء احرارا وشهودا الى منتهى الدهر. ومن هنا يمكننا ان نحب ونسامح ونغفر ونكسر كل الحواجز ونربط كل الجسور لتلتقي الناس وتجلس مع بعضها لتصلي وتفكر وتبني وتخطط وتضع استراتيجية موحدة لبناء عالم افضل. هذه هي الكنسية وهذه رسالة يسوع: انتم اخوة، جميعنا اخوة، احبوا بعضكم بعضا كما احببتكم. رسالة المسيح واضحة كنور الشمس فهي رسالة الحب والالفة والبناء ورسالة دخوله الى الهيكل وطرد الباعة والتجار والسماسرة والمسيئين من الارض هذه هي رسالة المسيح وروح القدس”.
وتابع: “هنا في بشوات علية جديدة لعمل الروح وعلية قديمة لعمل امنا مريم العذراء في هذه المنطقة من لبنان، وسيدة بشوات لم تكن ولا مرة للموارنة او المسيحيين فقط، بل هي ام لكل انسان وام الله وام يسوع وام كل من يلجأ اليها. نصلي اليوم معكم ومع كريمة فخامة الرئيس بايمان ثابت أن لبنان مهما علا فيه اكتاف الاشرار والمعرقلين الذين يضعون العصي في الدواليب، لبنان سيعود وطن الايمان والانسان والتعايش ووطن اللبنانيين الصالحين، لبنان بقوة الناس الطيبين واولهم فخامة الرئيس عون وكل المحبين والزعماء المخلصين، لان هناك من يضع العصي في الدواليب ويفتشون في حساباتهم اين يكبرون واين يصغرون. هؤلاء غير مخلصين للشعب اللبناني الذي يكفيه عذابا وآلاما وعدم استقرار وسلبا للوطن وارزاقه”.
وقال: “نحن نضع يدنا بيد الرئيس عون ونصلي له في هذا المكان المقدس وهنا العذراء مريم لامست هذه الارض المباركة، البقاع الشمالي هو ارض مباركة وقلت لفخامته عندما التقيناه كوفد من المنطقة أن البقاع الشمالي يمكن ان يكون رافدا للبنان وليس عالة، رافدا للبنان بالسياحة الدينية والاقتصاد والرجال وكل الامكانات، ولبنان يكون غنيا من خلال البقاع الشمالي اذا اعطي الامن والسلام اذا تضبضبت العصابات التي تقف في وجه الدولة. لا يحق للدولة اذا اعتدى احد على الجيش او قتل احد عناصره بحجة الاخذ بالثأر ان تنام الدولة او قائد الجيش ولا اي ضابط في الجيش او القوى الامنية، هذه خطيئة عظيمة لان الجيش اللبناني والقوى الامنية هم حماة الوطن. عندما قررنا حمل الصليب على صدورنا قررنا ان نستشهد كل يوم امام قيمنا ونظرتنا للانسان، وهذه هي سيدة بشوات تشهد للحق ونحن نشهد للحق”.
أضاف: “الأمن ليس بالتراضي يا معالي وزير الداخلية، ولا حسابات تحت الطاولة وفوق الطاولة يا دولة الرئيس نبيه بري، فلبنان لكل اللبنانيين يا فخامة رئيس الجمهورية، لبنان اما يكون كله او لا يكون، هذا البلد لكل اللبنانيين ولكل الناس الطيبين وسيعود لبنان يلعب دوره في هذه المنطقة، في هذا الشرق، سيكون لبنان الانسان ولبنان القيم ولبنان الحضارة والتقدم ولبنان الثقافة ولبنان الايمان وقد يكون اعظم سر للبنان انه بلد الايمان لان تلالنا وجبالنا وودياننا مليئة بدم الشهداء وبالمزارات والصلبان والقديسين والعائلات المباركة هذه هي هوية لبنان”.
وتابع: “جعلنا لبنان مزرعة، وجعلناه سائبا لان حدوده سائبة، طرقاته سائبة، وهذا يكفي، يجب ان نكشف هوية كل انسان يضع العصي بالدواليب امام العهد. بعمل روح القدس ونحن مؤمنون به سنصلي لفخامة الرئيس وهو يصلي ويعرف لبنان وعاش خمس سنوات في بعلبك اي انه يعرف هذه المنطقة عن بكرة ابيها خدم فيها وصان كرامتها علينا، نفض غبار قلعة بعلبك وتكون موطنا لكل انسان احب التاريخ والسياحة والفكر والحضارة”.
وطالب ب”اتخاذ القرار السياسي بتنفيذ حفر النفق الذي يربط بين هذه المنطقة ومحافظة الشمال لخلق لبنان جديد ومجتمع جديد، والموافقة على مشروع المستشفى في دير الاحمر الذي كلفنا خمسة ملايين دولار منذ خمس سنوات وحتى الآن لم نحصل على الرخصة، ولكن لدينا وعد بالموافقة خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. هذا العالم الموجوع في البقاع الشمالي اصبح مأسورا من بعض العصابات القليلة، ونحن ساكتون، ولكن البقاع الشمالي بدأ اليوم يقول كلمته فهو من هذا الشعب اللبناني الاصيل الذي لديه كل الكرامة والقيم والمزايا لان يكون شعب بناء لمجتمع لبنان الجديد”.
وختم رحمة: “اذا لم نبدأ بالكلام بصدق وصراحة فلا يبنى وطن لابنائنا وأحفادنا. ربنا يحميكم ويحمي لبنان ويعطي القوة والصحة لرئيس الجمهورية ولكل الارادات الطيبة معه”.
بعد القداس تفقدت روكز كروم العنب في وادي الملاحة في سهل بلدة بشوات، وزارت مصنع النبيذ “Cave couvent rouge”، ولبت دعوة تعاونية “كوتو ايليوبوليس” إلى حفل غداء على شرفها حضره زوجها العميد شامل روكز والوفد المرافق وفاعليات المنطقة الروحية والسياسية والأمنية والاجتماعية”.
وأعربت روكز عن سعادتها بالمجيء الى منطقة البقاع عموما ومنطقة دير الاحمر خصوصا “للاطلاع على الأوضاع ولقاء الأهالي ولتهنئة القيمين على مشروع تعاونية كوتو ايليوبوليس على هذه التجربة الانمائية الناجحة والرائدة والتي يجب أن تكون نموذجا لسائر المناطق، بغية الانتقال من الزراعات غير الشرعية الى زراعة منتجة ومفيدة”.
ونقلت تحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “واهتمامه الدائم بالمنطقة من ضمن الاهتمام بكل المناطق اللبنانية”. وأكدت أن “الانماء المتوازن هو شعار هذا العهد، وإن ما وعد به الرئيس في هذا المجال يلتزم تنفيذه لأنه درج على الوفاء بكل التزاماته، فكيف الآن وهو رئيس البلاد”.
واستمعت الى مطالب الاهالي، مؤكدة أنها “سوف تنقل المطالب بأمانة إلى فخامة الرئيس لمتابعتها مع الأجهزة والمؤسسات والإدارات المختصة”. واعتبرت أن “الهم الأمني له الأولوية، وبالتالي فإن متابعته تتم بشكل دائم لمعالجة بعض الثغرات التي تقع من حين إلى آخر”.
وهنأت التعاونية على “مشروعها الناجح الذي يستبدل الزراعات غير الشرعية بزراعات مفيدة، ويجذر ويثبت أهل المنطقة بأرضهم، ويحد من النزوح الى العاصمة والضواحي، وهو مشروع يكبر القلب، ويعطي النموذج للمناطق الأخرى في لبنان وبخاصة في سهل البقاع”. ورأت “ضرورة أن تعمم هذه التجربة الرائدة وإعداد برنامج توجيهي وإرشادي للمزارعين يتناول الزراعات التي يمكن تسويقها”.
كما أكدت أن “الدولة تولي موضوع الكرمة والنبيذ عناية خاصة، وهي أعدت برنامجا لتصدير الانتاج اللبناني إلى الخارج، ولاسيما أن النبيذ اللبناني يلقى إعجاب الذواقة”. وشددت على “أهمية المحافظة على البيئة لأنها رأسمال البلد، ويمكن إستثمار هذا المشروع في السياحة البيئية ولخير المواطنين”.
ونوهت ب”المعالم السياحية الدينية في دير الأحمر وسيدة بشوات ومسبحة الحماية والخلاص والأديرة التاريخية، اضافة الى المقاهي والمطاعم والمنتزهات والكروم المستحدثة التي تشكل مقومات للسياحة، وخصوصا أن هذه التربة ومصادر المياه غير ملوثة”. ولفتت إلى أن “مشروع النفق هو مشروع حيوي يربط المنطقة بمحافظة الشمال”. وشكرت رحمة وفاعليات المنطقة على “الحفاوة” التي أحاطوها بها.
بدوره أكد رئيس التعاونية أن “الدولة اللبنانية ساعدت التعاونية بمبلغ 14 ألف دولار فقط خلال 17 سنة، بينما كنا نتلقى هبات خارجية سنويا تبلغ حوالي 50 ألف يورو”.
وأوضح أن “مشروع زراعة الكرمة يندرج ضمن الزراعات البديلة عن الزراعات غير الشرعية، فهذا السهل كان قبل ست سنوات يزرع بكامله تقريبا بالحشيشة، اما الآن فقد عمت زراعة الكرمة 90% من مساحته، والمزارع لا يرغب بزراعة الممنوعات ولا يرغب بالعيش خارج القانون، ولكن المطلوب الدعم والرعاية من الدولة خصوصا في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون”.
