الخميس , 20 مارس 2025

كيف تؤثر شخصية الأب على تربية أبنائه

اهتم علماء النفس التنموي بكيفية تأثير الآباء على نمو الطفل. ومع ذلك، يصعب كثيرا العثور على السبب والنتيجة الفعلية بين الإجراءات المحددة للوالدين والسلوك اللاحق للأطفال.

ويمكن لبعض الأطفال الذين نشؤوا في بيئات مختلفة بشكل كبير أن يكبروا فيما بعد ليصبح لديهم شخصيات متشابهة بشكل ملحوظ.

وعلى العكس من ذلك، يمكن للأطفال الذين يتشاركون في المنزل ونشؤوا في نفس البيئة أن يكبروا ليصبح لديهم شخصيات مختلفة تماما.

ورغم هذه التحديات، افترض الباحثون أن هناك روابط بين أنماط الأبوة والأمومة وبين تأثير هذه الأساليب على السلوكيات الحالية والمستقبلية للأطفال.

أنواع الآباء
تقول الباحثة في علم النفس كندرا تشيري في مقالها “لماذا تعد أنماط الآباء مهمة في تربية الأطفال؟” المنشور بموقع “فيري ويل مايند” إن “عالمة النفس ديانا بومريند أجرت أوائل ستينيات القرن الماضي دراسة على أكثر من 100 طفل في سن ما قبل المدرسة، وذلك باستخدام الملاحظة الطبيعية، والمقابلات مع الوالدين، وأساليب البحث الأخرى. وقد حددت بعض الأبعاد الرئيسية للتربية، والتي أصبحت منهجا في إستراتيجيات التأديب والتنشئة وأساليب التواصل مع الأبناء”.

بناء على هذه الأبعاد، رأت بومريند أن غالبية الآباء يمكن تقسيمهم وفق ثلاثة أنماط، كما اقترح عالما نفس آخران هما إليانور ماكوبي وجون مارتن إضافة نمط أبوة رابع، بعد مزيد من البحث.

وبالرجوع إلى سلسلة مقالات تشيري حول نماذج الأبوة والأمومة، نعرض فيما يلي الأنماط الأربعة وكيفية تأثيرها على الأطفال وشخصياتهم حينما يكبرون.

الآباء المستبدون
النمط الاستبدادي كان أحد أنماط الآباء الرئيسية الثلاثة التي حددتها بومريند، ويشمل الأمهات أيضا.

في هذا النمط يتبع الأطفال القواعد الصارمة التي وضعها الوالدان المستبدان لأن عدم اتباعها عادة ما يؤدي إلى العقاب.

والآباء المستبدون لا يفسرون السبب وراء هذه القواعد، وإذا طلب منهم التوضيح قد يردون ببساطة “لأنني قلت ذلك”.

وينتظر هؤلاء الآباء من أطفالهم أن يتصرفوا بشكل استثنائي وألا يرتكبوا أية أخطاء، في مقابل ذلك هم لا يقدمون التوجيهات الكافية لأطفالهم عما ينبغي فعله أو تجنبه.

كما أن الآباء والأمهات ممن يتبعون هذا الأسلوب غالبا ما يوصفون بالدكتاتورية، ويتوقعون الطاعة من أطفالهم دون سؤال أو اعتراض.

الآباء الحازمون
هؤلاء الآباء يضعون القواعد والمبادئ التوجيهية التي يُتوقع اتباعها من قبل أطفالهم، إلا أن هذا النوع من الآباء أكثر ديمقراطية، فهم يستجيبون لأطفالهم ويرغبون في الاستماع إلى أسئلتهم، وفي مقابل توقع الكثير من أطفالهم فهم يوفرون الدفء والحب والدعم الكافي.

وعندما يفشل الأطفال في تلبية التوقعات، يكون هؤلاء الآباء أكثر رعاية وتسامحا بدلا من العقاب.

وفي هذا الصدد تقول بومريند عنهم إنهم آباء حازمون، لكنهم ليسوا متطفلين ومقيدين. كما أن أساليبهم التأديبية داعمة وليست عقابية، فهم يريدون أن يكون أطفالهم حازمين ومسؤولين اجتماعيا

نعمت الصايغ

دبلوم في ABA

عن Nehmat Al sayegh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *