إن إصابة الطفل بمرض نفسى يرجع إلى الكثير من المتاعب التى تترجم فى شكل سلوكيات سيئة وشاذة.
يؤكد أخصائيو العلاج النفسى، إن السرقة تمثل شكلًا من أشكال السلوكيات المضطربة لدى الأطفال المرضى بمرض نفسى، ويفسر ذلك السلوك بأن الطفل يسرق الأطفال، وذلك لدوافع قد تكون إما اقتصادية بدافع سد الاحتياجات البيولوجية كالجوع، والعطش، لأنه لا فضيلة مع الجوع، كما أن للسرقة أسبابًا اجتماعية نتيجة فقدان الانضباط الأسرى، وضعف السيطرة العائلية للقيم الاجتماعية السائدة، أو تفكك العلاقات كسلوك طفل الزوجة المطلقة أو تعدد الزوجات.
كما أنه قد يسرق الطفل بدافع إشباع ميل أو هواية أو عاطفة، كميل الطفل إلى ركوب الدراجات، أو دخول السينما، أو لشراء ما يلزمه لممارسة هواية كالتصوير أو جمع طوابع البريد، وأحيانا يسرق الطفل لعبة أخيه أو زميله لجهله معنى الملكية، وكيف يحترم ملكية الآخرين، لأن تنشئته لم تمكنه بعد من التمييز بين ما له وما ليس له.
فالطفل قد لا يفهم أو يدرك أن أخذه للعبة غيره، أمر مشين، أما الطفل الذى نشأ فى بيئة إجرامية عوّدته الاعتداء على ملكية الغير، فهو يسرق عادة، وهو يشعر بنوع من القوة وتقدير الذات خصوصاً لأنه يفلت من العقوبة.
وفى حالة الطفل الذى يعانى حالة نفسية، مثل الاكتئاب النفسى تكون السرقة نوعاً من معاقبته للنفس، إما بالشعور المفرط بالذنب المصاحب للسرقة حيث يجد الطفل المكتئب نوعًا من التفريغ العقلى، والراحة فى السرقة، حتى لو كانت مصدر الراحة عقوبة بدنية من الأسرة، مضيفًا أن حالات الضعف النفسى أو التخلف الذهنى يكون الطفل فيها غير مدرك لطبيعة ما يقوم به، فتسقط عنه المسؤولية.
نعمت الصايغ
دبلوم في ABA