شيعت مدينة بعلبك الطفلة الشهيدة لميس حسن نقوش، التي قضت جراء اطلاق النار أمام منزلها أمس، وسط أجواء من الحزن والغضب، بمشاركة راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، المفتي السابق الشيخ بكر الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس وأعضاء المجلس البلدي، رئيس رابطة مخاتير بعلبك علي عثمان ومخاتير المدينة وفاعلياتها.
وجاب موكب نقوش التي حمل جثمانها على الأكف، شوارع بعلبك الرئيسة، من ساحة ناصر إلى السوق التجاري، وكانت وقفة استنكار أمام السراي تخللها إقفال المحلات التجارية والمؤسسات، ليكمل المشيعون باتجاه مدافن العائلة في حي آل صلح.
وقد أم مفتي بعلبك الهرمل الصلاة على الجثمان، وألقى كلمة تأبينية قال فيها: “اليوم بعلبك تفقد لميس وبالامس فقدنا، وكل يوم نفقد شهيدا ولا ندفن ميتا، بسبب رصاص متفلت، ولكن للأسف هذا الرصاص محمي ومرخص له من الدولة ومن غيرها. نقول لهم ارحموا بعلبك من هذا الفلتان الامني الذي تعيشه، هذه المنطقة تستحق الحياة، واهلها يستحقون العيش بكرامة، فكيف بأطفال المدارس الذين ينتظرون الافطار فتأتي رصاصة لتأخذ القلوب والعقول”.
أضاف: “أين أنت أيتها الأجهزة الأمنية، نحن حتى الآن ما زلنا نراهن على دور المؤسسة العسكرية بقائد جيشها وبقواها الأمنية ان تضرب بيد من حديد على كل عابث بأرض هذا الوطن. هل محافظة بعلبك الهرمل هي جزء من هذا الوطن أم أنها خارج كيان الوطن؟ الجواب عندكم”.
وتابع: “لن نسمح بعد الآن أن تتوانى السلطات الامنية حتى عن أدنى واجباتها، وهو إجراء التحقيق في ساعته، فكيف إذا مضى يوم أو اكثر وبعد ذلك نأتي ونسأل ماذا حصل؟”.
وقال: “هذا الوطن يستحق الحياة، لذلك نحن لا نريد أمنا ذاتيا، ولا زواريب واحياء تحمي ذاتها، إنما نريد الدولة أن تقف إلى جانب المقتول لا إلى جانب القاتل”.
أضاف: “إن أهل بعلبك هم بجميع أطيافهم خرجوا اليوم ليودعوا لميس، وبالأمس خرجنا لنودع زهرة شباب سقطوا بهذا الرصاص الذي لا يرضي الله، ولا يرضي أهل بعلبك، فأهل بعلبك بريئون من كل من يطلق النار بسبب أو بدون سبب”.
وختم: “بناء على رغبة عائلة الشهيدة وزملائها وزميلاتها في مدرسة الباسل، لا عزاء حتى يوضع القاتل في السجن، وإلا عزاء كل بعلبك سيتوقف، ولتتحمل الدولة بعد ذلك مسؤوليتها”.
بدوره، قال الرفاعي: “فتوى شرعية، من مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون كرامته فهو شهيد، ومن أراد أن يعتدي عليك، عليك أن ترد الاعتداء، كائنا من كان الذي قام بهذا الاعتداء، هذه فتوى شرعية، ونقطة على السطر”.