الأساطير…بدعة من خيال الإنسان
في عام 1948، بدأ رجل يدعى توني سينيوريني بتنفيذ واحدة من أكثر الحيل إبداعًا وإثارة للجدل في القرن العشرين. باستخدام حذاء ضخم ثلاثي الأصابع، يزن 14 كيلوجرامًا ومصنوعًا من الرصاص، شرع توني في ترك آثار أقدام عملاقة على شواطئ فلوريدا، مما أشعل موجة من الذعر والدهشة بين السكان المحليين والعلماء على حد سواء.
كانت تلك الآثار تبدو وكأنها تعود لمخلوق خرافي، ربما نوع من طيور البطريق العملاقة التي يُفترض أن طولها يتجاوز 4.5 متر. انتشرت الشائعات بسرعة، وبدأ الخبراء في تقديم تفسيرات علمية ونظريات غريبة، لكن أحدًا لم يرَ هذا المخلوق المزعوم مباشرة، مما أضاف عنصرًا من الغموض زاد القصة إثارة.
على مدى عشر سنوات، استمر توني في تنفيذ خدعته، متنقلًا بين الشواطئ المختلفة، حيث أثارت آثاره كل مرة موجة جديدة من الفضول والتكهنات. كانت وسائل الإعلام تتناول القصة، والعلماء يحاولون فك لغز هذه الآثار، دون أن يدرك أحد أن كل ذلك كان مجرد خدعة بسيطة.
لمدة أربعين عامًا، احتفظ توني بسر خدعته، إلى أن قرر أخيرًا الكشف عنها في مقابلة مع أحد الصحفيين المحليين. حكى القصة بتفاصيلها وأظهر الأدوات التي استخدمها، ليكشف كيف يمكن لخيال الإنسان وإبداعه أن يخلق أساطير ويثير الجدل حتى في عصر العلم.
ن.م.