الأربعاء , 22 يناير 2025

صورة …وخبرية

كيف تأثر الغرب بـ”ألف ليلة وليلة”؟

الديكاميرون لـ جوفانى بوكاتشو

“الديكاميرون” ملحمة إيطالية وضعها جوفانى بوكاتشو (1313 – 1375) وتباهت إيطاليا بها معتبرة إياها صنو “ألف ليلة وليلة” وهي تسمية محرفة لعبارة “عشرة أيام” باليونانية، ومدلول التسمية مستمد من ارتباط بوكاتشو وعصره باللغة اليونانية.
وتأثر بوكاتشو بـ “ألف ليلة وليلة”، حيث يلتقى مع شهرزاد فى اعتبار الحكى ذاته وسيلة من وسائل الخلاص والنجاة، وكلما زاد الإتقان فى الحكاية أصبح أمل النجاة أقرب إلى التحقّق، لأن النجاح فى الانعزال عشرة أيام أو ربما أسبوعين، عن مجتمع الوباء، ينقذك مباشرة من الإصابة بالمرض الفتاك.

بورخيس وألف ليلة وليلة

بورخيس من عائلة عريقة فى الأرجنتين، وقد تعلم اللغة الإنجليزية قبل أن يتعلم الأسبانية، كذلك فإن علاقته باللغة العربية بدأت مبكرا فقد تعلم فى أوروبا، وهناك درس اللغة العربية، كما أن مكتبة والده شملت أعمالا مهمة منها “ألف ليلة وليلة”.
وكثيرا ما استلهمت موضوعات قصص “بورخيس” مصادر عربية وإسلامية، مثل “ألف ليلة وليلة”، وكتب الأخبار العربية وتاريخ الإسلام على نحو ما يظهر فى بعض القصص المنشورة.

مؤلفة هاري بوتر والبساط السحري

يقول الشاعر أحمد سويلم في كتابه “استلهامات ألف ليلة وليلة فى الشرق والغرب “أؤكد استلهام الكاتبة ج.ك.رولينج مؤلفة سلسلة هارى بوتر لمفردات السحر والخوارق التى جاءت فى ألف ليلة وفى أدب الشرق واليونان.. وقيامها بصياغتها صياغة عصرية”.
ويذهب الكتاب إلى أن هارى بوتر تأثرت مؤلفته بما جاء فى الليالى من خوارق وسحر، فعلى سبيل المثال نجد استخدام هارى بوتر لسيارة مسحورة تطير وتعبر البحر مثل البساط السحرى فى الليالى، وفى هارى بوتر التنين والثعابين والوحوش ذات الرؤوس المتعددة مثلما جاء فى الليالى تماماً من الحصان ذو الرأسين والثعابين ذات الرؤوس، كما نجد ايضاً البلورة المسحورة فى كلا من الكتابين.

ويذكر الكتاب أن “ألف ليلة وليلة” من أكثر الآثار الأدبية تأثيراً فى الآداب الأجنبية، لكونهم اعتبروه يعبر بصدق عن المجتمع الشرقى فى قوالب فنية وأدبية مختلفة تجمع بين الزمان والمكان والأسطورة والسحر والخوارق والشعر والغناء وغيرها من سمات المجتمع الشرقى.
ويقول الكتاب اعتمادا على آراء مستشرقين أنه لولا ألف ليلة وليلة لما عرف الناس قصة روبنسن كروزو، وقصص دانيال ديفو، وأن رحلات جلفر الأربعة للكاتب الأيرلندى جوناثان سويفت متأثرة برحلات السندباد البحرى وبينهما تشابه كبير، والكاتب “إتش ويلز” استمد طائر الرخ فى إحدى قصصه من ألف ليلة.

ن.م.

عن Nehmat Al sayegh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *