كتبت صحيفة “نداء الوطن”: المشهد في سوريا مزلزل، ارتداداته المتسارعة على الداخل السوري والخارج تصدرت المشهد الإقليمي، بعد الضربة الموجعة التي تلقاها رئيس النظام السوري بشار الأسد وخسارته المدوية لحلب وحماة، فيما تتجه الأنظار إلى المعركة المنتظرة في حمص والتي تشكل قبلة العبور في اتجاه الساحل السوري حيث مركز الثقل البشري للنظام.
سقوط حماه، فتح أبواب السجون التي أوصدها النظام طيلة سنوات، فتحرر عدد كبير من السجناء الذين كانوا معتقلين من قبل النظام السوري في سجن حماة المركزي، وقد تداولت مواقع التواصل الإجتماعي لقطات تظهر لحظة تحريرهم. هذه الصورة الإنسانية التي تعيد النظر والأمل إلى مصير ما لا يقل عن 622 مواطناً لبنانياً، توجب على السلطات اللبنانية التحرك سريعاً لتقصّي الحقائق.
في المشهد الداخلي خرج الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في خطاب باهت سياسياً، افتقد إلى المنطق في محاولته الفصل بين جنوبي الليطاني وشماله ومضيه قدماً في تعويم ثقافة الانتصار والتي باتت كـ “أحلام اليقظة”، فيما الجديد في كلمته توزيعه الهدايا على مناصريه كتعويض عمّا لحق بهم من أضرار جسيمة وإعلانه الوقوف إلى جانب سوريا لإحباط ما يحصل.
من الواضح أن الشيخ قاسم لم يستخلص الدروس والعبر، يعيد وحدة الساحات مع نظام الأسد الذي نأى بنفسه عن الحرب في لبنان، ويزج بما تبقى له من عديد وعتاد في أتون جهنم جديد. وقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية في هذا السياق أن “حزب الله” أرسل مئات من مقاتليه إلى سوريا وأشارت إلى أن إسرائيل حذرت إيران من إرسال قوات أو نقل أسلحة إلى سوريا و”الحزب”.
يحاول الأمين العام لـ”الحزب” امتصاص علقم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار والنقمة الشعبية على “الحزب” والاتفاق معاً، والتذاكي على الاتفاق والالتفاف عليه لتفريغه من بنوده الأساسية وتفسيرها اعتباطياً في محاولة منه لفصل جنوب الليطاني عن شماله وإيجاد حجج واهية للإبقاء على سلاحه شمالي الليطاني من منطلق اعتباره أن المسألة شمال النهر تُحل داخلياً بين “الحزب” والدولة والجيش. فقد اعتبر الشيخ قاسم “أن الاتّفاق هو آليّة تنفيذيّة للقرار 1701 هو تحته وليس فوقه، هو جزءٌ منه وليس قائماً بذاته، ولا هو اتّفاق جديد، إذاً هو اتّفاق لجنوب نهر الليطاني”.
كلام قاسم جاء بعد يوم واحد من موقف مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط الدكتور مسعد بولس لصحيفة “لوبوان” الفرنسية والذي أشار فيه إلى سوء الفهم الحاصل، حيث كان يُعتقد أن وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار، تشمل فقط منطقة جنوب نهر الليطاني، ليقولها بولس بالفم الملآن إنها تشمل شمالي الليطاني. وفي الاحتكام إلى بنود اتفاق وقف إطلاق النار، فقد نصت وبشكل صريح لا يحمل التأويل على “تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات”. إذاً لم يحدد منطقة جنوبي الليطاني فقط بل أشار إلى كلمة “جميع” بما معناه على كافة الأراضي اللبناني.
أما في ما يتعلق بهدية “الحزب” وإيران إلى العائلات النازحة والتي هي عبارة عن مبالغ نقدية زهيدة، أثارت وبحسب مصادر “موجة تململ وانزعاج داخل البيئة الحاضنة التي حمّلت إيران مسؤولية الحرب والدمار الهائل وطالبتها بالتعويض الكامل، واصفة المبالغ بالمعيبة وبمثابة “ضحك ع الدقون”.
داخلياً أيضاً، تعوّل مصادر لـ “نداء الوطن” على الاجتماع الأول للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار والمرجح انعقادها منتصف الأسبوع المقبل لوضع جدول الأعمال لتحديد المهام برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز الذي زار عين التينة وبحث مع الرئيس نبيه بري في معالجة الخروقات وآليات انتشار الجيش اللبناني”.
وفيما يواصل الجيش تعزيز انتشاره في الجنوب، لفتت مصادر بكركي عبر “نداء الوطن” إلى حملة منظمة يتعرض لها الجيش وقائده من أجل حرف الأنظار عن الخسائر التي مني بها من يقف خلف هذه الحملة. تضيف المصادر “أن هذه الحملة لن تهدّ من عزيمة الجيش ولن تردعه عن مواصلة انتشاره على كل الأراضي اللبنانية وتقوية الدولة وبسط سيادتها. وأكدت المصادر “أن الجيش واحد موحد، وحتى من كان يصنف على أنه يدعم من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، نراه اليوم وفي العديد من المناطق يرفع علم لبنان والجيش بدل العلم الحزبي في دلالة على الالتفاف الوطني الكبير حول الجيش من الطوائف كافة وفي طليعتها الطائفة الشيعية.
وفي هذا السياق لفت موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من مبنى وزارة الخارجية أكد من خلاله السعي للوصول إلى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه.
رئاسياً، وفيما تتواصل المشاورات والاتصالات بين الكتل السياسية، استعداداً للجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، وجه بري دعوة للوسيط الأميركي آموس هوكستين لحضور الجلسة في خلال اتصال هاتفي بينهما، وقد وعد الأخير بتلبية الدعوة.
وفي تأكيد على موقف سابق حول ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل “لم نكن سلبيين في موضوع ترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية عندما طرح علينا وهذا حقه فهو لديه تمثيل وإذا استطاع تغيير مقاربته فلا مانع لدينا”.
رئاسياً أيضاً، لفت موقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في إطلالة عبر برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم عبر الـMTV أشار في خلاله إلى أن “رئاسة الجمهورية جزء من مسار ويجب عقد جلسة مفتوحة لمجلس النواب على مدى شهرين أو ثلاثة والبدء بانتخاب رئيس يتبعه إعادة النظر بنظامنا السياسي ومعالجة عوراته”.