كمال جنبلاط قائد من الطراز الرفيع وذو ثقافةٍ عظيمة وشخصية فذّة…مؤثِّرة ومتواضعة.
مولده وطريقة حياته…ومؤلفاته
وُلد كمال جنبلاط في 6 كانون الأول/ ديسمبر عام 1917 ، في بلدة المختارة بقضاء الشوف في لبنان . لم تأتِ مورثات جنبلاط القيادية من والده فؤاد فحسب، بل إن والدته هي نظيرة جنبلاط، وقد اختيرت زعيمةً تتكلم باسمهم بعد موت زوجها، وكانت تقيم في قصر المختارة، وقد استطاعت أن تؤثر في الدروز وأن تحظى برضى الأكثرية مستمدةً قوتها من علاقتها المتينة بالفرنسيين.
تلقى علومه الأولية على يد مربيةٍ خاصة في المختارة تدعى ماري غريب من الدامور وهي خريجة الفرنسيسكان، ثم التحق بمعهد الآباء العازاريين في كسروان،ونال الشهادة الابتدائية عام 1928، وقد بقي في المعهد حتى عام 1937
كره جنبلاط السياسة وأراد دراسة الهندسة، إلا أنّ القول الفصل كان لوالدته التي أرادت إعداده للسياسة، فأرسلته لدراسة الحقوق في جامعة السوربون في باريس عام 1938، كما التحق هناك بمعاهد الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع، ونال شهاداتٍ في تلك التخصصات، إلا أنّ اندلاع الحرب العالمية الثانية أجبره على العودة إلى لبنان، ليتابع دراسة الحقوق في الجامعة اليسوعية.
خاض المعلم كمال جنبلاط غمار الإبداع في عالم الفكر السياسي على أسسٍ عقليةٍ إنسانية معاصرة هدفها العمل على تحرير الإنسان من الانعزال والعصبيّات والانتماءات المناطقيّة، والعائليّة، والعشائريّة، والمذهبيّة، إلى عالمٍ أوسع. سعى الى قيام مجتمعٍ يسود فيه العدل والمساواة.
أما أفكاره الفلسفية الإنسانية التحرريّة، فرضت نفسها أمام أفكارٍ ذات نزعات مناطقية، وإقليمية ومذهبية وأمام واقعٍ مأساويٍ عنوانه الإنهيار العام،
ومن كلام المعلم كمال جنبلاط عن التربية: (إنّ التربية لا تنفصل عن كينونة الإنسان، أي عن تفتّح مقدوراته، وتصوّره شخصاً، ومواطناً، وعقلاً متفهماً، ومنظّماً، ومبدعاً، وقلباً ينبض، ويتحسّس بأرفع مشاعر الحياة والمحبة الجامعة لها جميعاً).
ومما يحكى عنه، أنه دعا بعض زملائه الوزراء الى مأدبة في قصر المختارة ففرحوا ظنا أنه سيلاقيهم بالمناسف والمشاوي، ولكنهم فوجئوا بمائدة من حواضر البيت، زيتون، زعتر، لبنة ، وبيض… فوجموا صامتين.
فانتهرهم قائلا: ما بالكم تحجمون عن تناول زادي، هو عشاء واحد تتناولونه مرة واحدة في حياتكم، فما بالكم بألاف أبناء الفقراء الذين يكادون لا يجدون مثل هذا الزاد؟!
فألف سلام على الأرواح تلك،
التي إن حضرت أثبتت حضورها في الوعي، وإن نأت تركَت عطر السّلام بديلا..
http://سندرج الرابط للاطلاع على مؤلفات كمال جنبلاط: https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.kotobati.com/author/%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584-%25D8%25AC%25D9%2586%25D8%25A8%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7&ved=2ahUKEwjGu_bWqpGKAxVqSaQEHTg9NEAQFnoECEkQAQ&usg=AOvVaw15cOFj7hRqn0xHOPHO1hka
نعمت الصايغ