كشفت دراسة أجراها قسم علم البيانات لدى مجموعة “غلوب مد”، بإشراف أطباء متخصصين، إنخفاض أعداد المرضى المؤمنين الذين خضعوا لجراحة القلب المفتوح لتغيير الشرايين في لبنان، خلال الفترة الممتدة بين أعوام 2010 و2016 بنسبة 50%. وجاء ذلك نتيجة لجوء الأطباء الى علاج توسيع الشرايين بالبالون (Coronary Angioplasty) واستخدام الدعامات الحديدية “الرصورات” Stents قبل التفكير بالجراحة، الأمر الذي ساهم بإفادة عدد أكبر من المرضى، ولا سيما أولئك الذين لا تسمح حالتهم الصحية بإجراء الجراحة، كما بخفض الكلفة المترتبة على الجهات المعنية كافة.
وفي هذا الإطار، لعبت شركة “غلوب مد” لبنان دورا حيويا من خلال حث شركات التأمين المتعاقدة معها على رفع التغطية التأمينية لتشمل أحدث أنواع الرصورات بدءا من عام 2012.
وأظهرت الدراسة أن 40 مريضا مؤمنا خضع للجراحة عام 2010 من أصل 155 مريضا خلال الفترة بكاملها، ليتراجع العدد الى 20 مع حلول عام 2016 حيث سجل عام 2014 أدنى نسبة لتبلغ عدد الحالات 11 حالة خضعت للجراحة. وقد قارنت الدراسة الأرقام مع تلك المسجلة في الولايات المتحدة حيث سجل إنخفاض مماثل بنسبة 46% بين أعوام 2001 و2011.
وتكمن أهمية الدراسة في الكشف عن خصائص المرضى المؤمنين الذي خضعوا لهذه الجراحة وتباعا ما يمكن إستنتاجه من مؤشرات. فالفئة العمرية 46- 55 هي أكثر الفئات المعنية بهذه الجراحة، وترتفع نسبة الذكور الى 87% مقابل 13% للإناث من أصل 155 مريضا خلال الفترة المذكورة اعلاه. كما ظهر أن 61.28% من المرضى يعانون من حالة مرضية واحدة على الأقل، منهم 17,5 % يعانون من السكري و24% من إرتفاع ضغط الدم و8.7% من نقص التروية القلبية (الذبحة الصدرية) و12.5% من إضطرابات الأيض.
أما على صعيد النتائج التي تلت الجراحة، فسجلت المضاعفات خلال الفترة بأكملها (2010-2016) نسبة 9.62% أي 15 حالة، والعدوى نسبة 3.21% أي 5 حالات، في حين تدنت نسبة الوفيات الى 1.92% ما يعادل ثلاث حالات من أصل 155 مريضا مؤمنا خضع للجراحة، في حين كان 30.13% من المرضى بحاجة للعودة الى المستشفى للعلاج. والجدير بالملاحظة في هذا الإطار أن نسبة المضاعفات في لبنان أعلى بقليل من الولايات المتحدة في حين نسبة الوفيات أدنى في لبنان.
لذا، مع تطور العلاجات والمعدات الطبية المستخدمة بات بالإمكان إنقاذ حياة المزيد من المرضى، ولا سيما أن هذا التطور ساعد على جعل علاج أمراض القلب والشرايين أسهل نسبيا وبالتالي سرع من عودة المريض لمزاولة نشاطاته اليومية.
وأكدت الدراسة أنه لا بد من العمل المستمر على تعزيز جودة ونوعية الخدمات والأدوات المستخدمة، الأمر الذي سيساهم مساهمة مباشرة في تحسين صحة المريض وخفض نسبة المضاعفات، وبالتالي الحد من عودة دخول المريض الى المستشفى لتلقي المزيد من العلاجات. وهذا بدوره يساهم بتقديم خدمات رعاية صحية فعالة وآمنة، ويخفف الأعباء الصحية والمادية المترتبة على المريض من جهة كما على الشركات الضامنة من جهة أخرى.