تساعد أطعمة معينة المخ على القيام بوظائفه على نحو سليم. فقد ثبت أن العناصر الغذائية مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية لديها القدرة على تحسين وظائف الدماغ، إذا لم نتناول القدر الكافي من أحماض أوميجا 3 الدهنية، فسوف يُصاب المخ بالتهاب، وبالتالي تتأثر القدرات الإدراكية سلبًا. تعد أحماض أوميجا 3 الدهنية من العناصر الغذائية الأساسية مما يعني أننا يجب أن نحصل عليها من خلال الطعام الذي نأكله لأن أجسامنا لا يمكنها إنتاجها. ويتوفر حمض ألفا لينولينيك (ALA)، وهو أحد أحماض أوميجا 3 الدهنية، في النباتات؛ مثل الجوز والحبوب الصالحة للأكل مثل بذور الكتان.
أما حمض الدوكوساهكساينويك (DHA) وحمض ايكوسابنتانويك (EPA)، فيتوفران في زيوت الأسماك. ويستطيع النظام الغذائي الغني بزيت السمك وأحماض أوميجا 3 الدهنية أن يقلل من خطورة الإصابة باضطرابات المخ، مثل مرض ألزهايمر أو الاكتئاب.
بإمكان هذا الحمض(Docoahexaenoic acid) أن يخفف من وطأة الالتهاب الذي يحدث بعد إصابة المخ، وهي نفس النتيجة التي توصل إليها علماء آخرون. كما وجدنا أيضًا أنه يعزز عملية تخلق الخلايا العصبية الجديدة، ويقلل في الوقت ذاته من موت الخلايا العصبية المصابة. وأخيرًا، وجدنا أنه يزيد من عدد الخلايا الدبقية الصغيرة والخلايا النجمية بالقرب من مكان الإصابة بالمخ.
وعلى الجانب الآخر، إذا لم نحصل في صغرنا على كميات كافية من حمض االدوكوساهكساينويك بالإنجليزية(Docoahexaenoic acid) فقد يترتب على ذلك عواقب سلبية، إذ إن أدمغتهم لا تزال في مرحلة النمو وهي المرحلة التي يلعب فيها هذا الحمض دورًا محوريًا للجسم. وقد اكتشف العلماء أن الشباب الصغار الذين لم يحصلوا على الكميات الكافية من حمض الدوكوساهكساينويك قد يواجهون مشكلات في عملية تخلق الخلايا العصبية الجديدة، وقد يترتب على ذلك تأثير سلبي يطال السلوك والإدراك. والمثير للاهتمام في الأمر أن تناول هذا الحمض يمكنه أن يحول هذه النتائج السلبية إلى إيجابية.
ما الأطعمة الواجب تجنبها للحفاظ على صحة المخ؟
عندما يتعلق الأمر بصحة المخ، تصبح معرفة الأطعمة التي يجب تجنبها ضرورية بنفس قدر معرفة الأطعمة التي يجب تناولها! فالنظام الغذائي السيئ قد يكون ضارًّا للجسم والمخ على حد سواء. على سبيل المثال، من شأن تناول الكثير من السكريات أن يؤثر على ذاكرة المخ وقدرات المرء على التعلم.
كلنا نعلم أن المشروبات الغازية تحتوي على كميات كبيرة من السكر والمحليات الصناعية، لذا هي ليست صحية بالنسبة للمخ. حتى تلك التي تسمى خالية من السكر (الدايت)، فقد تتسبب مادة الأسبارتام، وهي مادة تحلية صناعية موجودة في هذا النوع من الصودا الدايت، في الإصابة بسرعة الانفعال أو التوتر، فضلًا عن اضطرابات في النوم.
بقلم نعمت الصايغ
اخصائية تغذية