الأحد , 22 ديسمبر 2024

اللقاء الاستثنائي الموسع للمجلس المذهبي: لترجمة التضامن الشعبي الى تضامن سياسي يجنب البلد مآسي المرحلة

عقد اللقاء الاستثنائي الموسع للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في مقر شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في شانيه، وحضره أعضاء الهيئة العامة للمجلس وفي مقدمهم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي و”اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، النواب: مروان حمادة، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، مارك ضو وفراس حمدان، الوزراء والنواب السابقون: غازي العريضي، أيمن شقير وعادل حمية رئيس “جمعية الغد”.

 

كما حضر عضو المجلس الدستوري القاضي عفيف الحكيم ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب: الشيخ سليم العيسمي، فؤاد حمدان، الشيخ غاندي مكارم، منح نصرالله، الشيخ دانيال سعيد، أمير أبو زكي والشيخ سعيد مكارم، ورئيس مؤسسة “العرفان” التوحيدية الشيخ نزيه رافع، ومستشاري مشيخة العقل وحشد من المشايخ من مختلف المناطق.

 

وطلب المجتمعون في بيان على الاثر، “الرحمة للشهداء الأبرياء”، داعين “للجرحى والمصابين بالشفاء، ولمن فقد بيته وخسر مؤسسته بالعافية والتعويض وإعادة البناء”.

 

ودانوا “غطرسة العدو الإسرائيلي وتمادي عدوانه على لبنان بأدواته التدميرية والإجرامية المتعددة، وسيطرة لغة الغدر والإرهاب والنار، من غزة المقتولة ظلما، إلى جنوب لبنان المدمر المهجر، إلى سوريا المفككة أشلاء، إلى العراق واليمن وليبيا والسودان وغير مكان”.

 

ونظروا بـ”عين المسؤولية إلى واقع الطائفة وواقع الوطن”، مؤكدين “الثقة بقدرتنا على التحمل والمواجهة وصون وجودنا وولائنا الوطني وعيشنا الواحد، من خلال ترسيخ إيماننا الروحي أولا، وحفاظنا على قيمنا المعروفية المتوارثة، وتماسكنا الاجتماعي، وعشقنا لأرضنا وتاريخنا، ووحدتنا الداخلية والوطنية، وتمسكنا التاريخي بهويتنا العربية الإسلامية”.

 

ودعا المجتمعون “أهلنا الموحدين وأبناء وطننا الموحدين لاستضافة إخوانهم النازحين قسرا من بيوتهم وقراهم، ومعاملتهم بلطف وإحساس مرهف، وتحمل عبء الاستضافة برحابة صدر والتعاون مع القيمين على النظام والأمن لمعالجة واقع الحال ومتابعة المستجدات”.

 

وحثوا “الأهالي على المحافظة على أملاكهم وأرضهم، إذ هي ليست للمساومة والتخلي مهما كانت المغريات أو التحديات، بل هي موئل الكرامة وضمانة الوجود، وفي كنفها تعلم أجدادنا وآباؤنا الصمود حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من تاريخنا وتراثنا”.

 

وإذ وجهوا “الشكر والتقدير إلى الأستاذ وليد بك جنبلاط بالدرجة الأولى، وإلى القيادات الدرزية والوطنية التي تميزت بموقفها التضامني المسؤول، وإلى الهيئات الحزبية والمدنية والأهلية المتابعة بجدية، وإلى خلايا الأزمة والبلديات”، حثوا “المجتمع العربي والدولي على مضاعفة الدعم للبنان، والدولة على تأمين وصول المساعدات لمستحقيها من النازحين والأهالي في كل المواقع والمناطق”.

 

ونوهوا بـ”الحركة الإيجابية التي قام ويقوم بها الزعيم القائد وليد جنبلاط، وبما صدر عن لقاء عين التينة الذي جمعه بصاحبي الدولة الرئيسين بري وميقاتي، وما تبعه من زيارات ولقاءات”، مؤكدين “حرصنا الشديد على الوحدة الوطنية والحاجة إلى مشاركة جميع الأطراف السياسية في البحث عن سبل الخلاص وصياغة برنامج إنقاذي للوطن للوصول إلى موقف لبناني تاريخي موحد يضع الأنانيات جانبا ويتجاوز الاختلافات والمطالب الفئوية الضيقة، ويؤكد على وجوب التضامن والعودة الى الجذور، أي إلى التاريخ المشترك والعنفوان المشترك والعيش المشترك والإرادة الوطنية القوية المشتركة”.

 

ودعا المجتمعون إلى “تلقف المبادرات الخيرة والتقدم خطوات إلى الأمام في ظل ما حصل من متغيرات وما يجب أن نتعلمه من دروس وعبر للوصول إلى حل واقعي انطلاقا من العناوين التي تبناها لقاء عين التينة، والذي كان بمثابة مقدمة لإنجاز تفاهم وطني واسع يخرج لبنان من المواجهة المتصاعدة والمجهولة النتائج، ويدفع تلقائيا وفي أسرع وقت ممكن إلى انعقاد المجلس النيابي الذي تتمثل فيه كل القوى وجميع العائلات الروحية، لانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم ويرعى إعادة انتظام الدولة وإحياء مؤسساتها، من أجل القيام بواجباتها تجاه المواطنين على كافة المستويات، دون ربط هذا الاستحقاق الأساسي بأية شروط تتعلق بوقف إطلاق النار أو غير ذلك”.

 

وشددوا على “ترجمة التضامن الشعبي الى تضامن سياسي يجنب البلد تحديات ومآسي المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد ويساهم في تعطيل المشروع الاسرائيلي ضد لبنان، انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا، بعيدا عن التعطيل والمناكفات، والتي تقضي بتعزيز وجود الدولة واحترام مؤسساتها الدستورية التي هي المرجعية الرسمية الوحيدة لرعاية جميع اللبنانيين وحماية حدود الوطن والعناية بمن هم على أرضه”.

 

ودعوا “الأمم المتحدة والدول العربية ودول القرار إلى يقظة دولية وإلى موقف عربي موحد وإلى وحدة وطنية وتضامن داخلي للضغط باتجاه فرض حل واقعي يوقف إطلاق النار فورا ونهائيا، ويؤكد على دعم الجيش اللبناني، لتمكينه من حفظ الاستقرار العام ومن الانتشار الواسع في جنوب الليطاني، ويدفع باتجاه تطبيق القرارات الدولية، وأولها القرار 1701 كاملا. أملا في إعادة الاعتبار لاتفاق الهدنة الموقع في العام 1949 وإحيائه من جديد، وبالتالي الاكتفاء بما حصل حتى الآن من تداعيات كارثية نتيجة ربط مصير لبنان بمصير غزة، وفصل المسارين بعضهما عن بعض، مع تأكيد التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

 

وناشدوا “المسؤولين اللبنانيين وقف المناكفات والتصعيد والتعقيد ومحاولة فرض الشروط من هنا وهناك، والتأكيد بأن الوقت ليس لاتخاذ المواقف الفئوية والطائفية، ولا للاصطفافات المحورية وربط مصير الوطن بأي مصير آخر على امتداد المنطقة كلها بل للتفاهم والتوافق والتلاقي، في العمق وليس سطحيا، لأن لبنان يواجه خطرا وجوديا، والكيان معرض للتفكك والضياع، وأطماع العدو الغاصب ليس لها حدود، لا في الزمان ولا في المكان، والاقتناع بأن المطلوب هو تعزيز الثقة الداخلية، ثقتنا بعضنا ببعض، وثقتنا بالدولة المسؤولة القادرة على تحصين شعبها وتطوير مؤسساتها”.

 

وجددوا “التأكيد والثقة بالعمق العربي للبنان، ودعوة الأشقاء العرب وأصدقاء لبنان الكثر وأبنائه المنتشرين الى مضاعفة دعم لبنان واحتضان مؤسساته الاجتماعية والإنسانية”.

 

وتوقف المجتمعون “بتمعن واعتبار أمام الذكرى الأولى للحدث التاريخي المسمى “طوفان الأقصى” الذي عبر عن أسى واحتقان ونفاد صبر من تمادي العدوان والمماطلة في إهمال حقوق الشعب الفلسطيني، وما أعقب ذلك من حرب طاحنة ومن إطلاق جبهة مساندة لبنانية أدت إلى شن حرب مدمرة على لبنان استهدفت البشر والحجر وتكاد تدفع البلاد إلى حافة الفوضى والانهيار الكامل”.

 

وأشاروا إلى أن “القضية المركزية التي تدور حولها بقية القضايا في المنطقة هي القضية الفلسطينية والتي ما زالت تنتظر الحل العادل والشامل، لتكون للفلسطينيين دولتهم السيدة المستقلة. فلا يحتاج هذا الشعب المقهور والمقاوم إلى الانتفاضة من جديد ولا تضطر أجياله الصاعدة إلى طوفان آخر، حلا ترعاه الأمم المتحدة وعواصم القرار والأشقاء العرب، فيتكرس من خلاله السلام وتنتهي بتنفيذه المأساة”.

 

وأكدوا على “دور اجتماعي استثنائي للمجلس المذهبي في هذه الظروف القاسية، لأن الواقع المأزوم يشير إلى أن الأزمة ربما تكون إلى اتساع، مما يحتم رسم خطة عمل وتشكيل خلية أزمة في المجلس من الأعضاء والموظفين، تتعاون مع خلية إدارة الأزمة في الجبل والمناطق لجهة تحديد أماكن الاستيعاب إذا ما حصل المزيد من النزوح، ومعالجة المشاكل وحل الأزمات التي يمكن أن تستجد، بالإضافة إلى تلقي الدعم من الجهات المانحة، والاستفادة من خدمات الدولة”.

 

ودعوا “اللبنانيين والأصدقاء، مقيمين ومغتربين، للدعم والزكاة ومساندة صندوق المجلس المذهبي الخيري، ليتمكن من القيام بواجبه، والاستعداد، واثقين بأننا لسنا متروكين، كما يردد دائما مشايخنا الأجلاء”، داعين إلى “إقران الأمل بالعمل، والدعاء بالإرادة، فالأرض أرضنا ولن نتخلى عنها، والوطن وطننا جميعا ولن نرضى بأن تدمر صيغة التنوع فيه، إذ هو وطن الآباء والأجداد والأمجاد، راجين أن يحفظه الله لنا ولأولادنا وأحفادنا من بعدنا”.

 

 

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *