دعا منسّق عامّ المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عدنان بدر المنظّمات الدوليّة والإقليميّة الى “وقفة جادّة وفاعلة ضدّ الكيان الصهيوني المصطنع وجرائمه المتتابعة التي تحصد البشر والحجر، ولا تلتزم المواثيق والمعاهدات الدوليّة، ولم يعد مُجدياً مجرّد الشجب والاستنكار”، مشددا على توفير الدعم اللازم للمقاومة في غزّة وكلّ الساحات، مشيرا الى جملة من المواقف.
واكد ان “العدوان الصهيوني بالشراكة مع الإدارة الأميركيّة والإدارة الغربيّة الأوروبيّة تجاوز كلّ الحدود والحرمات، وبات الواقع يملي على الجميع التحرّك في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة ومجلس الأمن لتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة المعنون: (فيما يتّخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان) وتنصّ المادّتان(٤٣) و(٤٥) على استخدام القوّات الجويّة والبحريّة والبرّيّة المشكّلة من وحدات من الدول الأعضاء لردع المعتدي ووقف جرائمه وإخلاله بالسلم العالمي”.
اضاف: “لقد أصدرت محكمة العدل الدوليّة قرارها بتاريخ ١٩-٧-٢٠٢٤ وعنوانه: “الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي أو قانوني للأرض الفلسطينيّة”. ويطالب القرار كيان العدوّ الصهيوني بإنهاء وجوده غير الشرعي ووقف الاستيطان والعدوان، ويطالب الأمم المتّحدة ومجلس الأمن بالعمل لتطبيق قرار المحكمة.
وعند مراجعة الفصل الرابع عشر من ميثاق الأمم المتّحدة بشأن محمكة العدل الدولية، يجد المتابع في المادة (٩٤): “يعتبر جميع أعضاء (الأمم المتّحدة) بحكم عضويّتهم أطرافاً في النظام الأساسي لمحكمة العدل الدوليّة”.
وفي الفقرة “٢” من المادة (٩٤): “إذا امتنع أحد المتقاضين في قضيّة ما عن القيام بما يفرضه عليه حكم تصدره المحكمة فللطرف الآخر أن يلجأ إلى مجلس الأمن… مجلس الأمن يتّخذ التدابير اللازمة لتنفيذ الحكم.”
والجريمة هنا هي في موقف الولايات المتّحدة الأميركيّة وحقّ النقض (الفيتو) الذي يعطّل عمل المنظّمة الدولية أمام صمت بعضهم وتآمر آخر، وتخاذل ثالث ورابع….. الخ”.
ورأى ان “العدوّ الصهيوني المجرم والغادر قد تمادى في جرائمه غير مبال بالقانون الدولي الإنساني المتمثّل باتفاقيّات جنيف الأربع ( ١٢-٨-١٩٤٩)،
في المادّة (١٩) من الاتفاقيّة الأولى: “لا يجوز بأيّ حال الهجوم على المنشآت الثابتة والوحدات المتحركة التابعة للخدمات الطبيّة…” فهل التزم العدوّ الإسرائيلي هذا النصّ؟
وفي المادّة (٥٠) من الاتفاقية الرابعة: “تكفل دولة الاحتلال بالاستعانة بالسلطات الوطنيّة والمحلّيّة حُسن تشغيل المنشآت المخصّصة لرعاية الأطفال وتعليمهم…” فهل التزم العدوّ هذه المادّة، أم أنّه قصف الأطفال في مركز تعليمهم “مدرسة التابعين”؟
واشار الى ما تضمنته المادة (٥٥): “من واجب دولة الاحتلال أن تعمل بأقصى ما تسمح به وسائلها على تزويد السكّان بالمؤن الغذائيّة الإمدادات الطبية…” متسائلا: هل قام العدوّ بهذا الواجب؟”.
واضاف: “وقد كان ملفتاً مبادرة الإدارة الأميركيّة اليوم بالإفراج عن مساعدة بقيمة ٣.٥ مليارات دولار للعدوّ الصهيونيّ وهذه المبادرة تدلّل على مشاركتها مع العدوّ في ارتكاب المجازر بحقّ أهلنا في غزّة، ويترتّب على هذه المشاركة العدوانيّة قطع العلاقات العربيّة مع الإدارة الأميركيّة ومقاطعتها اقتصادياً على المستوى الرسمي والشعبي”.
وختم مجدّدا “دعوة أنفسنا ومقاومتنا البطلة وكلّ الشرفاء والأحرار إلى مزيد من التضحيات، فهي ركيزة الانتصار، ونذكّر بأنّ تواريخ الأمم العظيمة تخطّها دماء الشهداء، وكما قال جمال عبدالناصر: لا يقدر على دفع ضريبة الدمّ غير الذين يقدّرون شرف الحياة”.