أعلن الدفاع المدني في قطاع غـ.ـزة السبت استـ.ـشهاد 93 شخصاً على الأقل جرّاء ضربة إسـ.ـرائيليّة جديدة على مدرسة في مدينة غـ.ـزة بعد يومين من استـ.ـهداف مدرستين أخريين، وبرر الجيش الإسـ.ـرائيلي القـ.ـصف باستـ.ـهداف مسـ.ـلحين فيما توالت التنديدات الدولية.
تقع مدرسة التابعين في وسط مدينة غـ.ـزة وأفاد الدفاع المدني بأنها تعرضت لضربة إسـ.ـرائيلية ليل الجمعة السبت.
والضربة هي من الأكثر حصداً للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غـ.ـزة إثر هجوم غير مسبوق لحـ.ـماس في جنوب إسـ.ـرائيل في السابع من تشرين الأول.
وقال الجيش الإسـ.ـرائيلي “أغارت طائرة بتوجيه استخباري… على مخربين عملوا في مقر قيادة
عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين”.
وأضاف في بيان منفصل مساء السبت “يمكننا أن نؤكد القضاء على 19 إرهـ.ـابياً على الأقل من حمـ.ـاس والجهاد الإسلامي”، مرفقاّ ذلك برسم بياني يضم أسماء هؤلاء الأشخاص وصوراً شخصية سابقة لهم.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنّ حصيلة قتلى قصـ.ـف المدرسة الواقعة في حيّ الدرج بوسط مدينة غـ.ـزة بلغت 93 شخصاً “بينهم 11 طفلاً وست نساء”.
وأكد ان العشرات أصيبوا بجـ.ـروح بعضهم في العناية الفائقة وثمة أشلاء كثيرة وعدد كبير من المفقودين.
وأضاف أنّ “ثلاثة صـ.ـواريخ إسـ.ـرائيليّة أصابت المدرسة التي كانت تؤوي نازحين” في “مجـ.ـزرة مروعة”، قائلا إن “النيران اشتعلت بأجساد المواطنين”.
ونددت حركة حمـ.ـاس بـ”تصعيد خطير” غداة موافقة إسـ.ـرائيل على استـ.ـئناف المباحثات حول هدنة في قطاع غـ.ـزة، في 15 آب إثر نداء ملح من دول الوساطة.
“العالم ساكت؟”
عمل مسعفون على رفع الجثث المضرجة بالدماء في المبنى المدمر ونقلها إلى سيارات الإسعاف على ما أظهرت لقطات صورتها فرانس برس.
وقال مسعف فضل عدم الكشف عن اسمه “كان الناس في المدرسة يؤدون صلاة الفجر”.
وأضاف “عند وصولنا فوجئنا بحجم المـ.ـجزرة. شاهدنا جثثا بعضها فوق بعض وأشلاء بشرية…”.
وقال أبو وسيم من مكان الضربة “المرء لا يعرف ما يقول، حسبي الله ونعم الوكيل… أشلاء، أطفال مقطّعون، نساء محروقة”.
وأضاف “داخل المسجد لم ينج أحد… المسجد فوقه طابق يضم نساء وأطفالاً نائمين، كلهم احترقوا”.
بدوره، قال رجل آخر كان في المكان “هذه مدرسة إيواء. مدنيون أبرياء ليس لهم أي ذنب كانوا… يصلون صلاة الفجر”. وتابع “أين العالم ساكت؟ يرى هذه الجـ.ـرائم ويبقى ساكتاً؟”.
واستنكر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة “المـ.ـجزرة”، معتبراً أنها “استمرار للمـ.ـجازر اليومية التي يرتكبها الاحتـ.ـلال في قطاع غـ.ـزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتـ.ـلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المـ.ـجازر الجماعيّة وعمليات القتـ.ـل اليومية، في ظل صمت دولي مريب”.
ونددت دول عربية بقصف المدرسة، بينما أعربت الولايات المتحدة، أبرز داعم لإسـ.ـرائيل، عن “قلق بالغ”.
وفيما اتهم الأردن إسـ.ـرائيل بالسعي “لعرقلة وإفشال” مباحثات الهدنة المزمع عقدها الأسبوع المقبل، اعتبر البيت الأبيض أن القـ.ـصف “يؤكد الحاجة الملحة الى وقف لإطلاق النار وصفقة (للإفراج عن) الرهائن، الأمر الذي نواصل العمل بلا كلل لإنجازه”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان “نبدي قلقا عميقا حيال تقارير عن مقـ.ـتل مدنيين في غـ.ـزة”، موضحا ان الولايات المتحدة “طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل”.
كما دانت كل من قطر والسعودية والإمارات بـ”أشدّ العبارات” القصـ.ـف.
في العراق، دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني “العالم – مرة أخرى – للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع”، وبشكل أخص “الشعوب الإسلامية … إلى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حـ.ـرب الإبـ.ـادة في غـ.ـزة”.
ونددت تركيا “بجـ.ـريمة جديدة ضد الإنسانية”، ورأت إيـ.ـران أن “الهجوم الهمجي” نموذج على “جـ.ـريمة
الإبـ.ـادة الجماعية وجـ.ـريمة الحـ.ـرب والجـ.ـريمة ضد الإنسانية في الوقت نفسه”.
ووصف مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربة بأنها “مروعة”. مضيفا أنه تم اسـ.ـتهداف “ما لا يقل عن عشر مدارس في الأسابيع الأخيرة. لا يوجد ما يبرر هذه المـ.ـجازر”.
وقالت الخارجية الفرنسية “على مدى عدة أسابيع، تم استـ.ـهداف المباني المدرسية بشكل متكرر، ما أدى إلى سقوط عدد غير مقبول من الضحايا المدنيين”. مذكّرة بأن “احترام القانون الإنساني الدولي واجب على إسـ.ـرائيل”.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن الضربة “مروِّعة”. مضيفاً “نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين. والإفراج عن جميع الرهائن، وإنهاء القيود المفروضة على المساعدات”.
أما مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز. فاتهمت إسـ.ـرائيل بارتكاب “إبـ.ـادة جماعية ضدّ الفلسـ.ـطينيين، في حيّ تلو آخر ومستشفى تلو آخر ومدرسة تلو أخرى ومخيّم للاجئين تلو آخر وفي منطقة آمنة تلو أخرى”.
بعد عشرة أشهر على اندلاع الحـ.ـرب، ما زال الجيش الإسـ.ـرائيلي يواجه حركة حمـ.ـاس في مختلف أنحاء قطاع غـ.ـزة، ويكرر توجيه الأمر للنازحين بإخلاء مناطق انسحب منها ليقتحمها من جديد.
واستـ.ـهدفت غـ.ـارة إسـ.ـرائيلية أخرى مخيم النصيرات للاجئين (وسط) السبت. ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص. نقلت جثثهم إلى مستشفى في دير البلح.
استئناف المفاوضات؟
خلفت الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس، نحو 40 ألف قتـ.ـيل في القطاع الفلسـ.ـطيني الصغير والمحاصر. حيث اضطُر جميع السكان تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة للنزوح عدة مرات.
وأدت الحـ.ـرب إلى تفاقم التوترات بين إيـ.ـران وحلفائها من ناحية، وإسـ.ـرائيل من ناحية أخرى.
وتزايدت المخاوف من اندلاع حـ.ـرب إقليمية بعد اغتـ.ـيال رئيس المكتب السياسي لحركة حمـ.ـاس إسماعيل هنية في 31 تموز في طهـ.ـران التي حملت إسـ.ـرائيل مسؤوليته. واغتـ.ـيال القائد العسكري لحـ.ـزب الله فؤاد شكر في اليوم السابق في غــ.ـارة إسـ.ـرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر التي تتوسّط بين إسـ.ـرائيل وحركة حمـ.ـاس، بيانا الخميس حضّت فيه طرفي النزاع على استئناف المحادثات في 15 آب في الدوحة أو القاهرة “لسدّ كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل”.
والسبت أكدت إيران أن “أولويتنا هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غـ.ـزة. وأي اتفاق توافق عليه حمـ.ـاس سنعترف به أيضا”.
لكنها أكدت أيضا أن اسـ.ـرائيل “انتهكت أمننا القومي وسيادتنا من خلال العمل الإرهـ.ـابي الأخير. ونملك الحق المشروع بالدفاع عن انفسنا وهو أمر غير مرتبط بتاتا بوقف إطلاق النار في غـ.ـزة”.
وتابعت “لكن نأمل بألا يكون توقيت ردنا وطريقة تنفيذه على حساب وقف إطلاق نار محتمل”.
ووسط ترقب لما سيكون عليه أي رد محتمل من جانب طهران. وجه الرئيس الأميركي جو بايدن السبت كلمة لإيران قائلا “لا تفعلوا!”. وذلك ردا منه على سؤال عن الرسالة التي يريد توجيهها إلى الجمهورية الإسلامية.
ولم تعلق حمـ.ـاس التي عينت خلال الأسبوع الراهن رئيسا لمكتبها السياسي هو يحيى السنوار الذي تقول إسـ.ـرائيل إنه أحد المخططين لهجوم السابع من تشرين الأول، على الفور على إعلان استئناف المفاوضات.
ومساء السبت، تظاهر العديد من الإسـ.ـرائيليين في تل أبيب وحيفا ضد حكومة بنيامين نتانياهو، مطالبين باتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.
مسيّرات من حـ.ـزب الله
على الجبهة الشمالية، يتواصل تبادل القـ.ـصف على طول الحدود بين إسـ.ـرائيل وحـ.ـزب الله بشكل شبه يومي.
وأعلن حـ.ـزب الله السبت أنه شنّ هجوماً “بأسراب من المسيّرات” على قاعدة عسكرية في شمال إسـ.ـرائيل، رداً على اغتـ.ـيال الدولة العبرية الجمعة مسؤولاً في حركة حمـ.ـاس بغـ.ـارة في مدينة صيدا.
وأورد الحـ.ـزب أن القاعدة المسـ.ـتهدفة تقع جنوب غرب مدينة صفد، وتسـ.ـتهدف للمرة الأولى منذ بدء التصعيد.
ونعت الحركة الجمعة مسؤول أمنها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسـ.ـطينيين سامر الحاج جراء غـ.ـارة استـ.ـهدفت سيارته. وأكد الجيش الإسـ.ـرائيلي “القضاء” على الحاج معرفا عنه بأنه كان “قائد القوة العسكرية في مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا.
اندلعت الحـ.ـرب في غـ.ـزة في السابع من تشرين الأول إثر شنّ حمـ.ـاس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً. معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسـ.ـرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، حسب الجيش الإسـ.ـرائيلي.