استقبل رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال ارسلان في دارته في خلدة رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد من اللقاء ضمّ النواب: أكرم شهيب، هادي ابو الحسن، وائل ابو فاعور وفيصل الصايغ وأمين السّرّ العام للحزب ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، وحضر عن “الديمقراطي اللبناني” أعضاء المجلس السياسي: نائب رئيس الحزب نسيب الجوهري، الوزير السابق صالح الغريب، الامين العام للحزب وسام شروف ولواء جابر، ومسؤول العلاقات الخارجية محمد المهتار، وجرى خلال اللقاء عرض لآخر التطورات المحلية والاقليمية.
وإثر اللقاء، قال أبو الحسن: “تأتي هذه الزيارة ضمن سياق الاتصالات والزيارات التي نقوم بها على مختلف القوى السياسية، وكانت مناسبة للبحث في الأمور كافة على كلّ المستويات وفي أكثر من اتجاه، تحديداً في هذا الظرف العصيب والمرحلة الدقيقة والعصيبة التي تمرّ بها المنطقة ولبنان، وكان البحث بدءاً بما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصمود الشعب الفلسطيني البطل، مع تداعيات هذه الأحداث على الساحة اللبنانية وما يجري في الجنوب اللبناني”.
وأضاف: “كما كانت وجهات النظر متطابقة حول أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، الذي يبدأ من محاولة منع تفاقم الأوضاع جنوباً باتجاه توسيع العدوان إلى الداخل، وطبعاً في هذه الحالة لا يكون القرار لبنانياً، وما يجري في الجنوب حتّى هذه اللحظة وفق ضبط للأمور والمطلوب ألا تتفنّد، لكن يبقى الخطر من العدو الإسرائيلي رغم كل المساعي الدولية والإقليمية”.
وتابع: “نأمل أن تمر الأمور ضمن هذا الانضباط المقبول، على أن تأتي الحلول السياسية وتوفّر المناخات المناسِبة لوقف إطلاق النار والمطلوب وقف اطلاق النار في غزة، وعدم تفلّت الأمور في الجنوب اللبناني، وفي سياق الاستقرار لا بد من توافر الظروف أيضاً لضرورة إعادة انتظام العملية الدستورية، وهذا الأمر يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة كما السير في نهج إصلاحي، ويبدو أن البعض ينتظر نتائج الحرب في فلسطين، هذه مسؤولية لبنانية أولاً، وليست مسؤولية الخارج مع كل التقدير لأصدقاء لبنان وللجنة الخماسية التي تحاول دوماً ايجاد الحلول، إنما تبقى مسؤوليتنا كلبنانيين بمحاولة إيجاد الحلول المناسبة للملف الرئاسي اللبناني”.
ولفتَ أبو الحسن إلى أنّه “جرى البحث أيضاً في ضرورة تمتين وتحصين الوحدة الداخلية اللبنانية، وزيارات اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط على كافة القوى السياسية تأتي في هذا السياق، والمطلوب تحصين الواقع السياسي، وواقع الجبل محصّن والمصالحة مصانة، والتشاور مع الحزب الديمقراطي اللبناني ومختلف القوى السياسة في الجبل قائم، ونسعى إلى تمتين هذا الجو المستقر وعلينا جميعاً مسؤولية تحصين الواقع الاجتماعي والصحي والاقتصادي في الجبل، وستستكمل اللقاءات للبحث في الاستحقاقات المقبلة والهواجس والتفاصيل”.
ورداً على سؤال، قال أبو الحسن: “تم البحث في موضوع رئاسة الأركان ضمن الإطار العام وهو ليس مطلباً فئوياً بل عاماً، وعندما كنا نطالب بتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية، كنا نطرح هذا الأمر، وكنا رأس حربة في تأكيد أهمية تلافي الفراغ وحسناً أنه حصل التمديد لقائد الجيش، ونحن اليوم نطالب بملء الشغور في المجلس العسكري ورئاسة الأركان من ضمن المواقع الأساسية والضرورية، ولم نتداول موضوع الأسماء، كما وأن هناك رأيا لقائد الجيش في هذا الموضوع واحتراما للأقدمية أيضاً”.
بدوره، قال الوزير صالح الغريب: “نرحب بزيارة وفد قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور بك جنبلاط، الذي نكن له كل الاحترام والتقدير وبخاصة في ما يتعلق بتوجهاته الانفتاحية وسياساته الحوارية مع مختلف الافرقاء والمكونات في الداخل اللبناني. وهذا ما نحن في أمس الحاجة اليه في هذه الظروف الصعبة وفي مواجهة التحديات الوجودية التي يمر بها لبنان والمنطقة برمتها”.
اضاف:” كما نؤكد حرصنا على تعزيز وتطوير العلاقات مع الحزب التقدمي الاشتراكي، املين ان تنعكس هذه السياسة الانفتاحية والحوارية على كل الملفات الداخلية خدمة لأهلنا وناسنا ومجتمعنا. هذا الجبل لا يبنى بالخصام والتقرقة والشرذمة، هذا الجبل يبنى بالانفتاح والحوار والتفاهم ضمن إطار التعدد والتنوع واحترام الرأي الاخر”.
تابع:” كما تم التطرق إلى الاوضاع الماسوية التي يمر بها المواطن اللبناني، وبكل اسف على ما نشهده من مظاهر تحلل في ادارات ووزارات ومؤسسات الدولة اللبنانية، كل ذلك يجري في ظل فراغ رئاسي قاتل وفي ظل خطر توسع الحرب، وهنا نوجه دعوة إلى الافرقاء كافة إلى ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بعيدا من الدلع والكيد السياسيين اللذين ما زالا بكل اسف يتحكمان في مسار الامور”.
واردف:” لا بد من توجيه التحية إلى الدور الحريص والجريء للمقاومة في لبنان، في وضعها التوازن الدقيق بين اسناد جبهة غزة والحفاظ على عدم تدحرج الأمور إلى حرب كبرى، مع العلم، والكل يعلم، أن قرار الحرب اليوم في المنطقة هو في يد حكومة صهيونية مجنونة تثبت يوما بعد آخر، استعدادها إلى حرق كل العالم من أجل أن تبقى في الحكم. كما كان هناك بحث في كيفية تطوير العلاقة البينية فيما بين حزبينا خدمة لمجتمعنا، وان شاء الله سوف يكون هناك لقاءات لاحقة”.
وختم بالقول:” كما تم تأكيد أحقية القضية الفلسطينية و إدانة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية التي ترتكب في فلسطين، وفي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مطالبه المحقة لنيل حريته واستقلاله ولبناء دولته المنشودة”.
وردا على سؤال، أوضح” انه ليس من المفروض ان يكون هناك ارتباط بين استحقاق رئاسة الجمهورية والعمليات العسكرية على غزة وجنوب لبنان، انما واقع الحال اليوم يشير إلى ارتباطهم بكل اسف”.