شهدت بيروت أمس لقاءات ديبلوماسية على وقع النيران في الجنوب، واشتداد حدة المعارك بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله.
ويأتي بين هذه التطورات في الميدان والمقرات تفقّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي مطار رفيق الحريري الدولي بعد الخرق السيبراني فيه.
وقال مولوي، خلال جولة له في المطار، «لو وقع الخرق السيبراني في أي مطار في العالم لكانت حالته الآن أسوأ»، مشيرا إلى ان «الطيران يعمل اليوم في ظروف صعبة وهو بحاجة لنظام أمن سيبراني»، وأعلن انه في «الأغلب ان الخرق خارجي ولكن التحقيقات ستظهر الحقيقة وكل التفاصيل».
وكان البارز في الاتصالات أمس استقبال رئيسي مجلس النواب والوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، بحضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد قوات «اليونيفيل» اللواء ارولدو لازارو، وكان هناك اجتماع في مكتب وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب مع لاكروا.
من جهته، جدد ميقاتي، بعد استقباله لاكروا «مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي»، وقال «نحن طلاب استقرار دائم وندعو إلى حل سلمي دائم، لكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان. الموقف الذي اكرره لهؤلاء الموفدين هو: هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة أمر مقبول؟»، وكرر «استعداد لبنان الدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701».
أما لاكروا فقد دعا كل الاطراف إلى «التهدئة، ودعم الجيش في الجنوب واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق».
بدوره، أثنى الرئيس نبيه بري على الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطاول عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين، منتهكة ليس فقط القرار الأممي 1701 إنما كل قواعد الاشتباك.
رئيس المجلس قدم للموفد الأممي دراسة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية تتضمن مسحا شاملا للاعتداءات الإسرائيلية وأمكنتها والأضرار الناجمة عنها وعدد الشهداء في صفوف المدنيين والمساحات الزراعية والحرجية التي طالتها الحرائق جراء استهدافها بالقنابل الفسفورية المحرمة دوليا.
أما لاكروا فلم يدل بأي تصريح بعد لقائه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي نفى بدوره أن يكون بحث خلال جولته في دول الخارج في موضوع رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن «جميع الدول تشدد على أهمية انتخاب رئيس ليكون العمل متكاملا».
وعن اجتماعه بلاكروا خلال دردشة اعلامية، قال «بحثنا معه الدور المهم لقوات اليونيفيل ونود مواصلته. كذلك بحثنا في دور الجيش اللبناني، وهم مرتاحون له وسنرى الطريقة التي نزيد بها عديد الجيش اللبناني في الجنوب».
وأكد بوحبيب للصحافيين أن «مزارع شبعا ركن اساسي في الحل الشامل ووقف التوتر في الجنوب ولا يمكن القفز فوقها»، وأن «الجيش اللبناني شريك اساسي لضمان الأمن والاستقرار في الجنوب واستهدافه من اسرائيل بـ 34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوض جهود حفظ السلم والأمن».
وأوضح بوحبيب «ما يهمنا هو ان يكون الاتفاق كاملا على الحدود ووقف التوتر في الجنوب. ويبدو لي ان هناك مبادرة اميركية ما يعني لنا ان ننهي اظهار الحدود بيننا وبين اسرائيل وتنسحب من كل الاراضي المحتلة من ضمنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. واذا تم هذا نكون قد حولنا مناسبة مرة، اي الحرب الموجودة الآن، إلى حل شبه نهائي».
في غضون ذلك، كان لافتا استقبال اللواء عباس ابراهيم أمس في مكتبه سفير روسيا الاتحادية في لبنان ألكسندر روداكوف، حيث استعرضا ارتفاع وتيرة عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بالتزامن مع هجمات عسكرية كثيفة رفعت احتمالات توسع الحرب، وتداولا «بتمادي العدو الاسرائيلي في انتهاكاته للسيادة اللبنانية وعدم احترامه للقرار الأممي 1701 وضرورة ان يتدخل المجتمع الدولي لوقف حربه في غزة وعلى لبنان والتي لم تحقق سوى قتل المدنيين والأطفال والإعلاميين».
ميدانيا، شهدت المناطق المتاخمة للحدود الجنوبية عمليات واسعة من القصف ومزيدا من الغارات الجوية، وأعلن حزب الله، في بيان، عن استهدافه، في إطار الرد على اغتيال نائب رئيس الكاتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري وإخوانه وسام طويل، مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.
ونشرت الدائرة الإعلامية في حزب الله معلومات عن هذه القاعدة انها «مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حاليا. الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية. والتي تحوي عددا كبيرا من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان».
وأعلن حزب الله عن استهدافه، صباح أمس، ثكنة يفتاح بالأسلحة الصاروخية وأصيبت إصابة مباشرة، كما استهدفت الدبابات المعادية بلدة رامية بالقذائف المباشرة، وأغار الطيران الحربي المعادي مرتين على منازل في بلدة كفركلا، على أربعة أهداف مختلفة. ونفذ عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه البلدة، وقصفت أطراف عيترون ووادي السلوقي وتلة الحمامص.