تأمل أوساط سياسية لبنانية ان تنتج الإيجابيات الإقليميـــــة المتسارعـــة توافقا لبنانيا على رئيس للجمهورية، ليمثل لبنان في القمة العربية المقبلة التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية في أيار.
وقد يكون هذا الأمل بمنزلة حلم ليلة صيف، لكن من الواضح ان الحراك الرئاسي المتسارع، أكان على مستوى الداخل أو الخارج، أخرج الملف الرئاسي من دوامة المراوحة، بعد خمسة أشهر من إغلاق أبواب القصر الجمهوري في بعبدا.
وانطلاقا من «الفحوصات» الرئاسية الجارية في باريس، بعلم القوى الدولية الأخرى المعنية، أو بغض نظر منها، إضافة إلى حركة الموفدين الدوليين والعرب، وآخرهم وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية د.محمد بن عبدالعزيز الخليفي، الذي وصل إلى بيروت في جولة استطلاعية خاطفة شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ومن الفاعليات السياسية التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، ومن رجال الدين زار مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان والبطريرك الماروني بشارة الراعي.
وعقد الخليفي خلوة مع ميقاتي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
وخلال الاجتماع، شدد رئيس الحكومة «على العلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وقطر على المستويات كافة»، مشيدا «بالمساهمات القطرية في مساعدة لبنان على الصعوبات التي يمر بها سياسيا واقتصاديا».
كما عرض رئيس الحكومة الوضع الراهن في لبنان والجهود التي تبذلها الحكومة في معالجة الملفات الطارئة وفق ما يتيحه الدستور في مرحلة تصريف الأعمال.
واعتبر «أن مدخل الحل للازمات التي يعاني منها لبنان يكمن في انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت».
ومن السراي إلى عين التينة، انتقل الموفد القطري، حيث التقى الرئيس بري وتناول معه الأوضاع العامة وآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها.
وخلال لقائه مفتي لبنان، استعرض الخليفي الأوضاع العامة وجرى التأكيد على أهمية استقرار ووحدة لبنان.
وتندرج حركة الخليفي ضمن إطار التحضير للقاء خماسي جديد يعقد في الرياض، قبل القمة العربية، لحل عقدة الرئاسة اللبنانية وهو كان زار طهران، وتردد ان ثمة من يطرح تحويل اللقاء «الخماسي» إلى «سداسي»، من خلال ضم إيران إليه، وان هذه المسألة مازالت قيد التداول بين القاهرة والعواصم الأخرى المعنية وهي واشنطن والرياض وباريس وقطر ومصر.
وتبقى الأنظار على باريس، التي تتحضر لاستضافة أسماء لبنانية إضافية تتطلع لخوض غمار الرئاسة، ما يعني ضمنا ان الأمور لم تحسم لصالح مرشح «أمل ـ حزب الله» سليمان فرنجية، وان المستشار الفرنسي باتريك دوريل لم يغلق الباب بوجه فرنجية، إنما أبقاه مردودا، بانتظار «فحص» الآخرين، وكذلك الضمانات التي أعطاها فرنجية، والمطلوب المصادقة عليها من الجهات المعنية، ومن ثم تثبيتها من خلال الإعلان عنها.
على المستوى الداخلي، نفت مصادر تيار «المردة» ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن اعتذار الفرنسيين للوزير فرنجية بعجزهم عن إقناع الآخرين به، وسجلت سلسلة تصريحات نيابية تعكس الصعوبات التي تواجه فرنجية، مثل تصريح للنائب التغييري وضاح الصادق الذي قال: لو أتت 212 دولة في العالم، ومعها كوكب الأرض لإقناعي بانتخاب فرنجية، لن افعل، بسبب تحالفه مع فريق لا التقي معه أبدا.
النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة كان قد قال: ان المدخل لإعادة بناء الدولة هو انتخاب رئيس.
وأضاف: ان الطرف الآخر لم يترشح أو يدعم أي مرشح، لأنهم يراهنون على كلمة سر تأتي من الخارج، وفي رد غير مباشر على هذا، قال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في مداخلة صباحية عبر إذاعة «لبنان الحر»: لدينا مرشح واضح المعالم هو ميشال معوض، الذي اقترعنا له في 11 جلسة، وكان عليهم (يقصد التيار الحر وحلفاءه) ان ينتخبوه، بحكم انه كان معهم في مرحلة من المراحل.
المصدر: الأنباء