لبنان المربك داخليا حضر على طاولة اجتماع وزيري الخارجية الأميركي والفرنسي على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، حيث كانت لافتة تغريدة الوزير الأميركي أنتوني بلينكن عبر تويتر، وقوله انه «ناقش وزميله الفرنسي جان إيف لودريان الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا كما ناقش معه ملف إيران ومنطقة الساحل ولبنان».
ومجرد ورود اسم لبنان بين الدول التي تواجه أوضاعا ساخنة، يوحي بأن البلد الصغير بات مدرجا على جدول أعمال الدول الكبرى، ربما من زاوية الخطر الذي بات يشكله، أو من زاوية قضايا أخرى، مازالت في ضمير الغيب.
والتقدير ان اختبار القوة الذي أجراه حزب الله، من خلال تطيير المسيرات فوق الكيان الإسرائيلي، والرد المدوي لإسرائيل في سماء بيروت، استلفتا وزيري خارجية أميركا وفرنسا، من حيث الخشية من عودة لبنان حلبة للصراع الإقليمي أو صندوق بريد لتوجيه الرسائل، وسط صمت أهل السلطة، كما لو أنهم صم بكم لا يفقهون.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي التقى لودريان الذي لا بد ان تكون بلغته رسائل حزب الله بواسطة الطائرات المسيرة، وقد تم الاتفاق على استكمال المباحثات بزيارة لودريان القريبة إلى لبنان.
وفي موقف لافت لحزب الله، أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، ان أميركا بسفارتها وحلفائها تنفق أموالا من أجل تخريب لبنان، وان المستقبل للمقاومة وللمعادلة التي رسمتها المسيرات، والآتي أعظم.
بدوره، وصف المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان أمس طائرة «حسان» المسيرة بفخر سيادة لبنان.
في غضون ذلك، تساءلت قناة «الجديد» عن معنى صمت حزب الله عن ترسيم الحدود البحرية في الجنوب، والذي قضم الخط 29، وانخفض إلى ما دون 23؟ قياسا على استدعاء مجموعة «الشعب يريد إصلاح النظام» الحقوقية إلى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، تطلب فيه إفادتها خطيا عن صحة التصريح المنسوب إلى رئاسة الجمهورية في قضية ترسيم الحدود البحرية وتنازل لبنان عن 1430 كيلومترا من منطقته الاقتصادية للعدو الإسرائيلي، وإفادتها عن السند القانوني المتذرع به.
لكن رئاسة الجمهورية أهملت الرد في المرسوم، وفي رسالة إثبات الحق الموجهة إلى الأمم المتحدة، وتركت الملف رهن التسويات السياسية، فهل سترد على مجموعة حقوقية لبنانية؟ لكن الخبيرة في مجال النفط لوري هايتايان تقول: ان جميع القوى السياسية في لبنان تراجعت في موضوع الحدود البحرية.
وهنا تقول قناة «الجديد» ان الرئاسة لا تبدو معنية إلا بترسيم حدود جبران باسيل كثروة للأجيال الطالعة، ولم يعرف إلى اليوم من يديرها، فلبنان الرسمي يهمل حقه على المنابر الدولية، والعربية معا.
آنيا، يبقى موضوع إجراء الانتخابات النيابية في صدارة الاهتمامات المحلية، وسط محاولات الفريق الرئاسي وحلفائه تطيير هذا الاستحقاق، تحسبا لخسارة الأكثرية المسيحية في الانتخابات المرتقبة، وآخر المحاولات استهدفت تصويت المغتربين، الناقمين، بغالبيتهم، على تحالف حزب الله وأدائه، من خلال السعي لتعديل قانون الانتخابات، بحيث يقترع المغتربون لستة نواب، بحسب عدد قارات انتشارهم، رغم رد مجلس النواب هذا التعديل وإصراره على ان يشمل الصوت الاغترابي الـ 128 نائبا في الداخل.
ولفتت المصادر المتابعة إلى اتجاه رؤساء الوحدات الإدارية في وزارة الخارجية والمغتربين إلى إعلان الإضراب بسبب مرور 5 سنوات على مناقلاتهم التي لم يصدرها مجلس الوزراء حتى الآن. ومن شأن تنفيذ الإضراب، توقف كل المعاملات اليومية للمواطنين والمغتربين بدءا من جوازات السفر، وصولا إلى عرقلة الانتخابات النيابية.
في هذا السياق، كشف النائب جورج عقيص عن اقتراح قانون يطرح على مجلس النواب الذي يعقد جلستين تشريعيتين اليوم وغدا، تمكن المغتربين من الاقتراع من خلال أي ورقة رسمية بحوزتهم، في محاولة للالتفاف على أي إجراء للتضييق عليهم. ودعا عقيص اللبنانيين إلى مواكبة جلسة مجلس النواب اليوم.
متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة اعتبر في عظة الأحد من الأشرفية أمس ان «صوت اللبنانيين يجب ان يصدح عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات التي من الضروري ان تحصل في وقتها المحدد ومن دون تأجيل أو تمديد أو تهديد».
بدوره، النائب التقدمي الاشتراكي هادي أبوالحسن أكد عزم الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والبطريرك الماروني بشارة الراعي الوقوف بوجه أي محاولة لتأجيل الانتخابات.
المصدر: الأنباء الكويتية