الأحد , 29 ديسمبر 2024

جعجع دعا في ذكرى ضحايا انفجار المرفأ إلى انتخابات نيابية سريعا: لن نستكين حتى رفع كل الحصانات ومهما حاولتم عرقلة العدالة رح تتحاكموا

أحيت منطقة بيروت في “القوات اللبنانية” ولجنة إغاثة بيروت Ground-0 ذكرى ضحايا انفجار مرفأ بيروت، بمسيرة وفاء حاشدة تحت عنوان “وحياة يلي راحوا، رح تتحاكموا”، بحضور أعضاء تكتل “الجمهورية القوية” وأعضاء الهيئة العامة في حزب “القوات اللبنانية” وحشد من القواتيين في بيروت.

 

وانطلقت المسيرة من مدرسة الحكمة في الاشرفية باتجاه شركة الـAudi مقابل المرفأ، حيث أقيم لقاء كبير شارك فيه أعضاء التكتل وفاعليات المنطقة والجمعيات الأهلية، واستهل بالنشيد الوطني ونشيد حزب “القوات اللبنانية” وبصلاة عن أنفس الضحايا تلاها الأب مارون عودة، ثم كانت دقيقة صمت.

 

وتضمن اللقاء شعر للشاعر حبيب أبو أنطون وتقارير مصورة عن الانفجار وعمل “Ground-0″، كما رفعت في الساحة لائحة كتب عليها أسماء شهداء المرفأ، وختم بأغنية “لما نزلوا من عينيكي” من كلمات نزار فرنسيس وألحان ميشال فاضل.

 

جعجع

وألقى جعجع كلمة قال فيها: “في البدء كان هناك مرفأٌ، وقامت حوله مدينة اسمها بيروت، شكلت على مدى العصور رئة لبنان وجوهرته. من دون المرفأ، لا بيروت. وفي لحظة جهنمية، غادرة مجرمة مدمرة، ضرب مرفأ بيروت انفجار شبه نووي قضى على البشر والحجر، قضى على الأبنية، والمحلات، والمدارس، والمستشفيات والملاعب. كما ضرب إرثا ثقافيا حضاريا هائلا، راكمته الأجيال والعصور. أبعد بكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمقدرات، كانت صدمة وجودية حفرت عميقا وعميقا جدا في نفوسنا جميعا، وفي لحمنا ودمنا، حفرت عميقا وعميقا جدا في لاوعينا الجماعي. صدمة ستترك آثارا لن تمحى في ذاكرة الأجيال القادمة جيلا بعد جيل”.

 

أضاف: “لبيروت الأبية ألف تحية وتحيّة. ولأرواح شهدائها ألف صلاة وصلاة. لأرواح شهدائها الذين سقطوا في الأشرفية، الرميل، الصيفي، المدور، المرفأ، وفي كل أحيائها من الجميزة، مار مخايل، الجعيتاوي، مستشفى الروم، الحكمة، البدوي، وصولا إلى ساسين ومستشفى رزق والسيوفي وكرم الزيتون، لأرواح شهدائها الذين سقطوا في الخندق الغميق، الدورة وبرج حمود وفي كل منطقة من بيروت ومحيطها، ولأرواح شهدائها الذين سقطوا وهم يؤدون الواجب في فوج إطفاء بيروت. وفي المناسبة، أدعو المواطنين جميعا إلى حضور القداس الاحتفالي الذي يقيمه غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في المرفأ يوم الأربعاء في 4 آب الجاري للصلاة عن أرواح الشهداء”.

 

 

وتابع: “إن جرح بيروت لم ينل من جسدها وروحها فحسب، بل شكل وما زال جرحا نازفا في ضمير لبنان والإنسانية جمعاء، لكن الألم مضاعف، لأن بيروت بما تلقاه من إنكار وتبرؤٍ وغسل أياد من دماء شهدائها تغتال مرتين. نحن أكثر من يعرف قيمة الشهادة ، إنما الألم الناجم عن شهادة أكثر من مئتي بريء ذنبهم أنهم اطمأنوا إلى بقية باقية من ضمير لدى أهل السلطة، هذا الألم أشد وقعا ومرارة”.

 

وتوجه جعجع إلى “شهداء انفجار المرفأ وضحاياه وجرحاه ومنكوبيه”، بالقول: “بقدر ما ننحني لذكراكم ولأوجاعكم، بقدر ما نقف في وجه محاولات تبرئة المرتكبين وحماية المتورطين. وبقدر ما يهربون من المحاسبة، بقدر ما سنلاحقهم حتى الساعة. إخوتنا أهالي الضحايا، ويا أهلنا في بيروت، كما كنا دائماً معكم على الوعد والموعد، دفاعا عن حقكم في الحياة والحرية والكرامة والعدالة، نحن معكم دفاعا عن حقكم في معرفة الحقيقة وتطبيق العدالة”.

 

أضاف: “منذ اللحظة الأولى وحتى النفس الأخير باقون معكم بقدر ما قدر الله ونبضت عروقنا. إن العديد من الشهداء والمصابين والمنكوبين هم من رفيقاتنا ورفاقنا، لكننا في المصاب الأليم جميعنا سواسية، لأن الكارثة لم تميز بين إنسان وآخر وبين بيت وآخر. إن إحقاق الحق وجلاء الحقيقة هما عنوان أساس من عناوين نضالنا الحالي ولن نستكين حتى رفع الحصانات، كل الحصانات، وإسقاط الحرمات، كل الحرمات، فشهادتكم دين في أعناقنا. فإلى كل أم ثكلى وإلى كل أب فقد ابنة أو ابنا، وإلى كل ابنة وابن يتمتهما لحظة غادرة تختصر سنوات من الاستهتار والتآمر، إلى كل أخت وأخٍ وإلى كل حبيبة وحبيب، قضيتكم قضيتنا. لن نتخلى عنها مهما كلف الأمر وطال الزمن، لا سيما بعدما أظهره المحقق العدلي من جدية. أما إذا حاولوا إحباطه وإفشاله، فإن ورقة التحقيق الدولي ستبقى في يدنا ونواصل السعي لبلورتها من دون كلل أو ملل للوصول إلى ما يرضي الشهداء في سمائهم”.

 

وتابع: “نحن اليوم في دوامة أزمة غير مسبوقة أوصلتنا إلى هذا الدرك وطنيا ودستوريا وسياسيا وماليا واقتصاديا ومعيشيا. لا داعٍ لمزيد من التوصيف للأزمة لاننا نعيشها جميعا ويوميا، الأهم أن نعرف أن جل ما تهدف إليه المجموعة المتحكمة بالسلطة حاليا هو أن تبث اليأس وتزرع الإحباط ، حتى نتخلى عن روح المقاومة والصمود ونستسلم في منتصف الطريق من دون أن ننجز عملية التغيير المطلوب. من هنا، علينا ألا نقع في اليأس والإحباط، رغم المعاناة المتفاقمة وأن نتمسك بأهلنا وعائلاتنا وبلداتنا ومدننا وبوطننا أكثر فأكثر، والأهم أن نتمسك بمستقبلنا أكثر من أي وقت مضى”.

 

وأردف: “كونوا على ثقةٍ بأن الحلول ممكنة ومتوافرة، عندما يوجد أناس يسعون إليها. ولذلك، لا بد أن نلتزم بعض المسلمات:

أولا: رفض اليأس أو محاولات التيئيس والإحباط، رغم كل وجعنا وألمنا وانسداد الأفق، واتخاذ قرار ضمني وحاسم بالمواجهة أيا تكن الصعاب والتحديات.

ثانيا: ألتعاون والتعاضد في ما بيننا كي نجتاز معا المرحلة الصعبة الراهنة.

ثالثا: والأهم، المبادرة إلى خوض المعالجة الجذرية لأزمتنا المتمادية، من خلال تغيير المجموعة الحاكمة، تغييرا لن يتم إلا عبر انتخابات نيابية بأسرع وقت ممكنٍ، إذ لم يعد من الجائز، بل إنه من الجريمة إضاعة المزيد من الوقت: إنتخابات نيابية في أسرع وقت ممكن حتى ولو قبل يوم واحد من موعدها المحدد، لأن كل يوم إضافي يرتب علينا مزيدا من الآلام والجوع والعوز والخسائر والويلات”.

 

وقال: “من هذا المنطلق بالذات، وفي مناسبة هذه الذكرى الأليمة بالذات، ومن هذه البقعة المناضلة بالذات، أوجه نداء إلى شابات لبنان وشبابه إلى أي فئة أو منطقة أو توجهٍ انتموا، كي نتكاتف جميعا ونسقط الاعتبارات الضيقة والشكوك والتحفظات المفتعلة، ونضغط بمختلف الوسائل المشروعة، حتى يكون مطلبنا واحدا من أقاصي لبنان إلى أقاصيه: إنتخابات نيابية في أسرع وقت ممكنٍ، إنتخابات لا نخشى فيها أحدا ولا يهمنا منها إلا إيصال الصوت التغييري، الصوت النظيف، الصوت السيادي الحر للخلاص من الطّغمة المتحكمة وبدء مسيرة الإنقاذ”.

 

أضاف: “القوات اللبنانية أثبتت في مختلف المراحل وفي مختلف المجالات أنها على قدر المسؤولية، بأعلى درجاتها، من دون وجل أو ارتباك. إنها تنفذ ما تعد به بصدق وشفافية واستقامة، والأمثلة كثيرةٌ حيثما حللنا وتولينا المهمات، في مختلف الوزارات وفي الندوة النيابية تشريعا ومحاسبة، وفي المناطق المختلفة، خصوصا تلك التي أعطتنا شرف تمثيلها بالكامل. أدعوكم يا شابات لبنان وشبابه إلى التكاتف معا لأن القوات فعلا لا قولا ناضلت وتناضل للوصول إلى جمهورية فعلية قوية، جمهورية تحمي شعبها وتؤمن له سبل العيش الحر الكريم”.

 

وتابع: “القوات اللبنانية ناضلت وتناضل لمكافحة الفساد، وحاربت وتحارب عند اللزوم وجها لوجه في المؤسسات الدستورية، وكما يحصل الآن بموضوع رفع الحصانات، بالفعل وليس بالقول، بالمواجهة وليس فقط بالتمني والاستنكار. لقد مرت القوات اللبنانية باختبارات وتحدياتٍ نضالية كثيرة، ولديها التجربة اللازمة والتمرس والممارسة المطلوبان وتعرف كيفية التصرف بإصرارٍ وصلابة ووعيٍ وحكمة. فتجربتنا الطويلة والمضنية صقلت فينا العزيمة وصلبت عودنا وتعودنا مواجهة الصعوبات والعراقيل والاضطهاد والاعتقال والتنكيل والإرهاب والترهيب والابتزاز بأبشع صورها”.

 

وأردف: “أدعوكم كي نتكاتف معا لأن القوات اللبنانية أثبتت أنها تمثل حالة شعبية واسعة وحالة تنظيمية كبيرة على مستوى الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ناهيك عن بلاد الانتشارحيث يبرز حضورها المتميز والمتقدم جدا. إن الوقت والفرصة اليوم هما لتجميع القوى وتضافر الجهود حتى نستطيع جميعا، وعبر جهودنا الموحدة، الخلاص من الطغمة الحاكمة. سنخسر معا رهان التغيير إذا عملنا مشتتين متفرقين، ولن نكسب إلا معاً رهان التغيير”.

 

وختم متوجها إلى “المسؤولين عن انفجار المرفأ، إهمالا أو فعلا، شراكة أو تواطؤا”، قائلا: “مهما تهربتم، ومهما تحورتم، ومهما تنصلتم، ومهما تبرأتم، ومهما حاولتم عرقلة العدالة، وحياة يللي راحوا، رح تتحاكموا”.

 

واكيم

من جهته، ألقى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم كلمة تمنى فيها “لو أن ضحايا انفجار المرفأ وشهداء فوج الإطفاء الأبطال موجودون اليوم، كما لو أن الزحمة مستمرة في بيروت والأبنية تنبض بالحياة”، وقال: “عندما كنا نعيش حياتنا ونبحث عن تطويرها، كان هناك وحوش يطورون قنبلة نووية ويفكرون كيف ينهون حياتنا”.

 

أضاف: “بيروت لا تموت، و4 آب كان اليوم الأصعب في حياتنا. تخيلوا إلى أي مدى صعب رؤية رفاقكم تحت الردم، وجيرانكم يبحثون عن مخرج خارج بيوتهم، وأصحابكم مجروحين، وأهلكم فاقدي الأمل شبه أموات. تخيلوا سماع خبر فقدان أهلكم وأحبابكم من دون أن تعرفوا مكانهم، رغم أنكم تريدون مساعدتهم والاطمئنان إليهم، لكنكم لا تعرفون السبيل، بسبب المشهد الرهيب. تخيلوا فوق كل هذا، أن تكونوا بموقع المسؤولية وتريدون مساعدة الناس، ولا تعرفون من أين تبدأون”.

 

وأشار إلى أنه “كان اليوم الأصعب والأقسى في حياة كل فرد”، معتبرا أنه “أظهر الفشل الواضح للدولة المستهترة بالشعب والملتهية بفسادها. كما أظهر مجموعة من الشعبويين التي تسعى إلى المزايدة ولا تهتم بوجع الناس، بل همها “قوم تإقعد محلك”، وأظهر مجموعة تستغل وجع الناس لتربح الأموال.”

 

وشدد على أن “نواب القوات كانوا يعلمون منذ لحظة دخولهم المجلس النيابي بأن المهمة صعبة جدا، وأن الأمور غير مريحة مع وجود منظومة لا تصلح لتقديم أي حل”، وقال: “كان من الواضح أن المرحلة المقبلة صعبة. لذا، عملوا قدر المستطاع ليكونوا الى جانب أهلهم وكل من منحهم الثقة لاجتياز المرحلة في أسرع وقت، إلا أن الوحوش أرادوا زرع قنبلة في كل بيت ومكتب وشركة ومبنى ودمروا المستشفيات والمدارس والأديرة والكنائس والجوامع والمدافن”.

 

أضاف: “في هذا اليوم، بات لكل فرد قصة وذكرى، وخسر كل فرد قطعة منه. شعورنا اليوم مع كل من يسمعنا وموجود معنا، وجعنا واحد، كلنا خسرنا وكلنا وجعنا وكلنا بكينا. وكان من السهل علينا القول إنها قصة كبيرة فلندر ظهرنا ونغادر من دون أي خطة، ومقاومة، ولكن منذ اللحظة الاولى، اعتبرنا أن مسؤوليتنا باتت أكبر بكثير، ومن واجبنا البقاء ووضع خطة للصمود لأن من زرع هذه القنبلة عام 2013 لديه خطة أكبر”.

 

وتابع: “من واجبنا المواجهة من داخل المجلس وخارجه وجمع كل القوى والوقوف بجانب أهلنا، كما اعتدنا أن نفعل منذ زمن، وأينما تطلب القضية منا ذلك. إن القوات أطلقت منذ اللحظة الأولى لجنة إغاثة بيروت Ground-0، وقمنا بما تمكنا. لقد سرقتم الحياة الكريمة، حرقتكم أحلامنا وطموحنا، دمرتم حقوقنا بالأمن والسلام ب550 طنا من متفجراتكم، ولكن في تضامننا ووجودنا معا ومشاركتنا سويا وعملنا يدا بيد، سنعيد حقوقنا التي سرقتمونها منذ سنوات وما زلتم.”

 

وأردف: “بيروت ستنهض من تحت الردم، وحياة روح كل شهيد من شهدائنا وتضحيات كل شاب وفتاة بيننا. لن نستطيع أن نعيد من ذهب ضحية الانفجار، لكن لأننا ندرك معنى الشهادة سنؤكد لأهلهم أننا سويا سنعيد البلد، وسنسترجع الحقوق ولن نسمح لأحد بهزيمتنا. انتصرنا سويا لأننا وقفنا سويا وواجهنا وسنبقى لبناء “الجمهورية القوية”، ولكن فسادكم وسوء إدارتكم واستهتاركم وكذبكم بكفة وانفجار المرفأ بكفة أخرى.”

 

وجدد واكيم التذكير بأن “القوات اللبنانية طالبت منذ اليوم الأول بلجنة تقصي حقائق دولية. وعندها، ووجهت بأن هناك قضاء لبنانيا”، وقال: “عندما توجهوا إلى القضاء وبدأ بكشفهم اتهموه بالتسييس. وعندما طلب القضاء رفع الحصانات واجهوه بقصة المجلس الأعلى. نحن رفعنا الحصانة عن أرواحنا، وضحينا ودافعنا عن لبنان، إلا أن البعض يتمسك بحصانة ساقطة للدفاع عن نفسه والتضحية بلبنان وشعبه”.

 

وختم: “بالنسبة إلينا، إن الشهيد لا يموت مرتين، وهذه الأرض التي نقف فيها شاهدة على صمودنا وتضحياتنا ودحر النظام السوري، وكانت البداية. وسنشهد على نهاية كل متورط أو مقصر أو مرتكب. “وحياة اللي راحوا” في حصانات أو من دونها، بمجلس أعلى أو قضاء عدلي، بتحقيق دولي أو من دونه، نريد الحقيقة. وحياة اللي راحوا رح تتحاكموا”.

 

شدياق

بدورها، ألقت الوزيرة السابقة مي شدياق كلمة قالت فيها: “كل اللي راحوا ما راحو… وطني الإيمان سلاحو”.

 

وذكرت شدياق “هذه الاغنية التي عكست سابقا شغف اللبنانيين وتعلقهم بأرضهم رغم كل التضحيات”، متخوفة “اليوم بألا يبقى إيمان بهذا الوطن للتسلح فيه، والخوف الأكبر، ان يكون “كل اللي راحوا، يكونوا هالمرة بالفعل راحوا”.

 

ورأت أن “الناس بحالة صدمة، ويشعرون كأنها نهاية العالم، وكأنهم متروكون لقدرهم وسط الصمت الصارخ لحكام هجروهم وتخلوا عنهم”، آسفة ل”أن قتلى وجرحى 4 آب ذهبوا ضحايا هذه المنظومة الحاكمة الأنانية اللامسؤولة التي تمارس عليهم العنف المعنوي عندما لا تبدي أي تعاطف وتضامن مع أوجاعهم وعندما تعزز غطرستها بتقاذف طابة المسؤولية وعندما ترفع لواء الحصانة”.

 

وشددت على أن “هذه المنظومة تطلق وعودا فارغة ومسكنة لأوجاع الناس اليومية وهمومهم الحياتية في بلد ينزف شعبه ذلا وقهرا ومرارة”، وقالت: “365 يوما مرت على أبشع كارثة بشرية وعلى أكبر جريمة بالتاريخ الحديث، على جريمة وجود نترات الأمونيوم من أيلول 2013 داخل الإهراءات، والدولة في غيبوبة تامة عن خطورة هذا الأمر”.

 

وقالت: “إنها جريمة لأن ما جرى ليس قدرا أو صدفة أو توقيتا سيئا، بل هو جريمة مخطط لها هزت الوطن والعالم باستثناء ضمائر المسؤولين في البلد، اذ حتى الآن ما من محاسبة أو عدالة أو حتى خيط لحقيقة من الممكن أن تطفىء حرقة قلوب أهالي الضحايا والجرحى”.

 

أضافت: “لقد عين محقق عدلي أول، عمل واجتهد واستدعى مسؤولين للتحقيق. وفجأة، كفت يده وعين بديل، فتابع القاضي الثاني المهمة ورفع سقف الاستدعاءات. الله يستر من الشوك الذي ينتظره، والله يأخذ بيده ليكمل مساره، ولا تتوقف التحقيقات عند حدود بعض الموقوفين من موظفين وأمنيين”.

 

وتابعت: “إبقاء كل قاتل أو متسبب بالقتل حرا يحفز القتلة الآخرين على الإكمال بنحر الشعب اللبناني، مطمئنين إلى أن لا محاسبة، فالثقة ستبقى معدومة بهذه المنظومة التي تحمل شعار “يا ربي نفسي فقط…لا شعبي… ولا وطني…”. إنها منظومة لا مبادئ لها ولا تحترم حقوق الإنسان بل تمسك بسلاسل معدنية لعرقلة أي خطة إصلاحية، في وقت تغيب لديها أي رؤية مستقبلية. كما أنها لا تهتم إذا تشكلت حكومة أو إذا ارتفع الدولار أو إذا مات نصف الشعب من الجوع وقلة الغذاء والنصف الثاني من قلة الدواء والغلاء. بالنسبة إليها، الكراسي هي فقط للمصالح الشخصية وليس للخطط البنيوية المستقبلية.”

 

وأردفت: “في السابق، عشنا على قنبلة الأمونيوم الموقوتة. واليوم، نعيش على قنابل معيشية موقوتة. لقد باتت الاستمرارية في هذا الوطن حظا، وكذلك المعيشة. إن وضعنا في دائرة مسيجة باللامبالاة أمر مفتعل لتضييق الخناق على شعب لم يعتد إلا على حب الحياة والحرية، لكنهم لم يدركوا أننا شعب لا يعرف الاستسلام، وهو مجبول بالقوة والإصرار والتحدي والتصدي”.

 

وقالت: “الحرب علمتنا، والدنيا جربتنا، وما من شيء يمكنه كسرنا. باستطاعة هذا الشعب المقهور، اختيار الانتقام الشعبي، لكن العنف سيستتبعه عنف يمكن أن ينتهي بدولة شمولية على طراز دول مجاورة فشلت فيها الثورات، واستخدمت فيها الفوضى والعنف لتفكيك كل المؤسسات.”

 

وسألت: “من يؤكد أن تفكيك الدولة ليس هدفا للبعض لتغيير صورة البلد وانتمائه؟ من يؤكد أن الهدف ليس نسف كل ما سبق وتميز به لبنان من اقتصاد حر ونظام تعليمي ومصرفي واستشفائي وطبي وسياحي متميز، لجعله دولة فاشلة؟ بهذه الطريقة، يجبر الناس على التوجه شرقا واستجداء أي حل أو دواء، حتى لو كان غير مطابق للمواصفات أو يؤدي إلى فرض عقوبات علينا أو حتى الابتعاد عن العمق العربي واختراب العلاقات مع الغرب”.

 

وقالت: “يسعون لإيصالنا إلى حال من اليأس، إلا ان ذلك لن يحدث، إذ لن ننسى أن هؤلاء أنفسهم عملوا على تعزيز ميليشياتهم وقواهم العسكرية ومخزون سلاحهم. وبعد خروج الاحتلال السوري، افتعلوا الحروب لسرقة ثورة 14 آذار وتابعوا بالاغتيالات وباستخدام مؤسسات الدولة والتسلل لوضع اليد على كل مقومات البلد للاستحصال على أكثرية جعلتهم الآمر الناهي عند كل الاستحقاقات، ملوحين دائماً بعصا الفراغ والضياع في حال عدم الانصياع”.

 

وتحدثت شدياق عن “إمكان استخدام مؤسسات الدولة لاستعادة السلطة وزمام الأمور من خلالها والضغط بكل الوسائل لرفع الحصانات كافة”، داعية إلى “الإصرار على اتخاذ الإجراءات الحازمة من خلال برلمان منبثق من إرادة الشعب ومن خلاله”.

 

وقالت: “إن اللبنانيين بمعظمهم يطلقون اليوم الصرخة نفسها، ويطالبون بوقف سرقة المال العام ومحاسبة اللصوص وسوقهم إلى السجن. أما آن وقت المحاسبة والمساءلة؟ أما آن وقت إنهاء الإفلات من العقاب؟ فليتحمل كل مرتكب وزر أفعاله ولنفتح صفحة جديدة للبنان. بعدها، قد يصبح بإمكاننا دفن أمواتنا وعيش الحداد الفعلي على ضحايانا والانطلاق لإعادة بناء الوطن”.

 

وجددت التأكيد أن “القوات مصرة على المحافظة على جذورها وهويتها وثباتها في هذه الأرض، ولن تستسلم، وهنا ستبقى”.

 

وختمت: “نحن كقوات لبنانية قوتنا من قوة هؤلاء الناس المتجذرين بالأرض. وكلما كانت جذورههم أكبر وأعمق، كنا أقوى. إن الهدف الأسمى سيبقى دائما عدم إخلاء الساحة لهم: لنا السعي للإنماء ضمن معايير الشفافية، ولهم الإمعان في الفساد. لنا استراتيجيات مكافحة الفساد والإصلاح وتحديث الدولة والحوكمة، ولهم تعطيل الدستور. لنا العمل على إصدار مراسيم القوانين التنفيذية والخطط العملية، ولهم العنف والتهديد والترهيب. لنا الانفتاح على الآخر السيادي والعمل على المكشوف بعيدا عن الحسابات التي بعضها من فوق الطاولة وبعضها الآخر تحت الطاولة، ولهم حقدهم. وفي النهاية، لدينا الأمل بأن لبنان سينتصر على كل التحديات.”

 

وشددت على “إعادة بناء هذا الوطن الذي يرفض أن يموت، ويروى كل يوم بدماء شهدائه الأبرار”، مؤكدة أن “القوات اللبنانية كانت مع أهلها وستبقى”، وقالت: “حتى فريق GROUND-0 آمن بأن لا بد لهذا الليل الطويل أن ينجلي”.

 

حديفة

بدوره، قال منسق منطقة بيروت في “القوات” سعيد حديفة: “في 4 آب 2020، وقع الزلزال الثامن في بيروت، ليس بفعل الطبيعة، ولكن بفعل سلطة غير طبيعية. كلنا ضحية سلطة لا تؤمن بالله قطعا، ولا بالخير”.

 

ودعا أهالي الضحايا إلى “الإصرار على مطلب رفع الحصانات، والقاضي طارق البيطار إلى عدم الخوف من الضغوط”.

 

وشكر “كل من وقف بجانب أهالي المنطقة منذ اللحظة الأولى للانفجار”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *