عادت الرياح الدولية والمحلية، إلى المجرى الملائم لأشرعة سفينة الحكومة الحريرية، مع بيان وزارة الخارجية الروسية المتزامن مع تصريحات مكررة لرئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، معطوفة على بيان الناطق بلسان الخارجية الأميركية، ومن ثم على محادثات السفيرتين الأميركية والفرنسية في الرياض.
الموقف الروسي الجديد القديم تلقاه الرئيس المكلف سعد الحريري عبر اتصال هاتفي، مع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، عارضا معه وجهة نظره ورأيه وتقييمه لما يتعلق بتطور الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، في لبنان، والذاهبة باتجاه المزيد من التعقيد.
وأكدت الخارجية الروسية، التي كشفت عن الاتصال على ضرورة دعم كل الجهود في سبيل الإسراع بتشكيل حكومة قادرة، من التكنوقراط برئاسة الحريري.
كما شددت على ضرورة الوصول إلى توافق وطني بين كل القوى السياسية والوطنية الأساسية الفاعلة، على مبادئ الوحدة الوطنية ووحدة الأراضي اللبنانية والاستقلال والسيادة.
وفي ظل هذه الأجواء أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا، على لسان سفيرتيهما في بيروت، دوروتي شيا وآن غريو العائدتين من زيارة للرياض ان الحاجة ماسة لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات.
وانضم رئيس التيار الحر جبران باسيل مجددا إلى دعاة تشكيل الحريري للحكومة بقوله ان الأمر لديه حسم بعدم المشاركة في حكومة سعد الحريري، ليس لأسباب شخصية، بل لأنه، وبالمنطق، هل يدخل أحد إلى ما لا يملك فيه ليتبهدل؟
وعن اعتذار الحريري قال باسيل لصحيفة «السهم»: «لماذا عليه ان يعتذر؟ وماذا علينا ان نقوم به كي لا يفعل؟ نحن لم نقم باختياره، لكننا لا نريده ان يعتذر.. لقد خسرنا 9 أشهر وحق هذه الأشهر 6 مليارات من الدولارات، خسرناها».
وكرر القول: «الأكيد اننا لا نريد الحريري ان يعتذر، والأكيد اننا نريده ان يؤلف حكومة»، واعتبر انه من المعيب الحديث عن معركة رئاسة الجمهورية فيما البلد ينهار، بعد ان فقد موارده الأساسية.
وفي تصريح آخر لـ«تيار أورغ» قال: «إذا الحريري مقرر الاعتذار لماذا يقوم بذبح البلد؟».
ورد عليه تيار المستقبل بالقول «اننا قد لا نكون في حاجة للرد أو التعقيب على كلام النائب جبران باسيل، لأن صهر العهد كفيل بتقديم أسوأ صورة عن العهد، ويتقن فن إهانة نفسه ورئاسة البلاد كلما نطق بتصريح يستهدف فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري».
ولفت التيار في بيان، إلى ان «باسيل يتحدث عن النحر اليومي للبنان أكان في الأدوية أو المحروقات أو غيرها، ويوجه تهمة النحر للحريري، وتغيب عن عبقريته السياسية ان المسلخ الوطني مقره الرئيسي في بعبدا».
غير ان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يرى ان الحل بالضغط، لكي يتنازل المعنيون عن مكتسبات وهمية لحسم ملف الحكومة، وقال في تصريح له أمس: فليحسم الرئيس المكلف خياره، ما بين الاعتذار واللا اعتذار، وانه يجب ان يكون هناك حسم، بالتشكيل او الاعتذار، في الأسبوع المقبل لأن الناس لم تعد تتحمل!
وتبقى محنة اللبنانيين مع الانقطاع الكلي للكهرباء الذي أودى بالإنترنت، وكذلك ماراثون التطعيم ضد كورونا الذي كان مقررا أمس، لانعكاس الانقطاع على منصة التسجيل، كما أعلنت وزارة الصحة.
وقد اتهمت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان في مؤتمر صحافي «السلطة المجرمة تسرقنا وتقتلنا بواسطة 8000 مولد كهربائي في بيروت».
المصدر: الأنباء الكويتية