دعت الولايات المتحدة إلى حشد دولي وجذب اهتمام أكبر للشعب اللبناني والاستعانة بالجهود السعودية من أجل إنقاذه، وذلك بعد الزيارة التي قامت بها السفيرتان الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو إلى الرياض.
وأوضح نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، أن ما تحاول الإدارة الأميركية القيام به هو تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب اللبناني، وقال إن الاجتماعات الجارية بين السعودية وأميركا وفرنسا تصب في مصلحة الشعب اللبناني.
وأشار برايس خلال مؤتمره الصحافي إلى أن السفيرتين آن غريو ودوروثي شيا اختتمتا زيارتهما إلى السعودية، وجرى خلال المباحثات الثلاثية التي وصفها بـ«المهمة» مناقشة ثلاثة أمور: أولاً الوضع الراهن في لبنان، وثانياً السبل التي يمكن من خلالها دعم الشعب اللبناني، وأخيراً «الأهم من ذلك، المساعدة من أجل استقرار الاقتصاد اللبناني الذي وضع مثل هذا العبء الهائل على كاهل الشعب اللبناني».
وأفاد بأن الاستراتيجية الأميركية التي تدعو واشنطن إلى تطبيقها في لبنان، وتعتقد أن عدداً من الدول تشترك معها فيها، هي أن يظهر قادة لبنان مرونة كافية لدعم تشكيل حكومة، وأن تكون مستعدة وقادرة على دعم الإصلاح في البلاد، وأن يتمكن الشعب اللبناني من تحقيق الوصول إلى الإغاثة الإنسانية وتحقيق كامل إمكاناتها، مؤكداً أن تنحية الخلافات السياسية ستساعد في دعم الإصلاحات الملموسة الضرورية، وإطلاق الدعم الهيكلي الطويل المدى في لبنان.
وأضاف «اللبنانيون يستحقون حكومة حقيقية، تنفذ بشكل عاجل تلك الإصلاحات الضرورية، لا سيما في ظل الوضع المتدهور للاقتصاد اللبناني. وهذه الأزمة في الاقتصاد اللبناني مستمرة لسنوات، بل عقود، بسبب سوء الإدارة، والفساد، والإفلات من العقاب، ومؤخراً بسبب عدم قدرة قادة لبنان على تنحية الخلافات السياسية جانباً، والعمل من أجل الصالح العام، ومن أجل الشعب اللبناني، وهذا ما كان المجتمع الدولي واضحاً بشأنه. على قادة لبنان وضع مصالح شعبهم أولاً».
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن السعودية لاعب إقليمي مهم، وأنها صاحبة مصلحة مهمة في لبنان، وأن ما تحاول واشنطن القيام به، هو نفس الشيء الذي يحاول شركاؤها القيام به أيضاً، وهو تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية للشعب اللبناني، مشيراً إلى أن هذا الموضوع كان محل نقاش دائم للوزير بلينكن في أوروبا، إذ ناقش الأزمة في لبنان مع عدد من المسؤولين، بمن فيهم البابا فرنسيس خلال لقائه به عند زيارته إلى إيطاليا.
وأصدرت السفيرتان شيا وغريو بياناً مشتركاً بعد محادثاتهما في الرياض جاء فيه «في الثامن من شهر تموز الحالي، عقدت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا اجتماعات ثلاثية مع نظيريهما في المملكة العربية السعودية لبحث الوضع في لبنان. هذه المبادرة تأتي عقب الاجتماعات الثلاثية لكل من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان – إيف لودريان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود التي عقِدت في 29 يونيو (حزيران) الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في مدينة ماتيرا في إيطاليا.
وخلال زيارة العمل هذه، أكدت السفيرتان غريو وشيا على الحاجة الماسة إلى حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة تكون ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات. وأشارتا إلى أن الحكومتين الفرنسية والأميركية، وشركاء آخرين يعتمدون التوجه نفسه، يقومون بمواصلة تقديم المساعدة الطارئة إلى الشعب اللبناني بما في ذلك الدعم الصحي والتعليمي والغذائي. كما شددت السفيرتان غريو وشيا على أن إجراءات ملموسة يتخذها قادة لبنان لمعالجة عقود من سوء الإدارة والفساد ستكون حاسمة لإطلاق دعم إضافي من فرنسا والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين.
المصدر: الشرق الأوسط