حملت سفيرتا الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا وفرنسا آن غريو الملف اللبناني الى المملكة العربية السعودية أمس، في خطوة مشتركة وغير مسبوقة، من جانب سفيرتي دولتين كبريين في بلد مأزوم، باتجاه دولة اقليمية كبرى شقيقة، معنية بالشأن اللبناني. وتأتي هذه الزيارة الثنائية استكمالا لما تم التباحث فيه خلال لقاء وزراء خارجية الدول الثلاث في روما، وما تلاه من لقاء السفيرة الاميركية شيا مع السفير السعودي وليد البخاري في دارته باليرزة، وتزامنا مع بيان للخارجية الأميركية، دعا اللبنانيين لاظهار الليونة في تشكيل حكومة تطبق اصلاحات انقاذية. سفيرتان معتمدتان في لبنان، تزوران بلدا عربيا معنيا بهذا البلد، وعرابا لميثاقه الوطني المعروف بـ«اتفاق الطائف» للبحث في أزمة لبنان، من دون تشاور او تكليف مع السلطة اللبنانية الغارقة في مستنقع انانياتها الغريزية المستفحلة، مع اقتراب نهاية ولايتها!
حزب الله وعبر قناته التلفزيونية «المنار» اعتبر ان تحرك السفيرتين يجسد الانتداب السياسي، بكل وقاحة على البلد، وشبهت اعلانهما، بذهاب مندوب سام لدولة انتداب، للتفاوض نيابة عن الدولة المنتدبة، وتساءلت ساخرة، أين السياسيون والاحرار والثوار وأسياد الجبل؟ والراهن ان بياني السفارتين، تحدثا عن تطوير استراتيجية ديبلوماسية للدول الثلاث، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، تركز على تشكيل الحكومة واجراء الاصلاحات العاجلة والاساسية التي يحتاجها لبنان بشدة. وتناولا خطورة الوضع في لبنان، مع اهمية المساعدة الانسانية للشعب اللبناني. في حين شدد بيان السفارة الفرنسية على ضرورة عمل فرنسا والولايات المتحدة معا لإخراج لبنان من الأزمة، في ضوء عجز السياسيين اللبنانيين عن تغليب المصلحة العامة، فضلا عن العمل معا، ومع الشركاء الاقليميين، للكشف عن المسؤولين عن التعطيل.
وفي بيروت فالوضع الحكومي على حاله، الرئيس المكلف على موقف اللا موقف من التأليف والاعتذار، ويبقى موعد صعوده الى بعبدا اليوم الجمعة، في دائرة التوقعات، خصوصا بعد التراجع الكبير في مواقف رئيس التيار الحر جبران باسيل، على ما نقلته عنه «النهار» البيروتية، حيث تساءل باسيل: لماذا الاعتذار طالما ان موضوع الثقة بالحكومة قد تمت معالجته، وكذلك موضوع الوزيرين المسيحيين، حيث من المنطقي ان يختار كل من الرئيسين اسما من لائحة تعرض عليهما من ضمن اختصاصيين غير محسوبين على أي منهما، بما يضمن بأنه لا يحصل رئيس الجمهورية، بأي شكل على الثلث الضامن (المعطل).
باسيل اعتبر أن «اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة هو خسارة لنا وليس ربحا، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جدا أن يعتذر، ونحن قمنا ومستعدون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري في مهمته»
وواضح من هذا التحول في موقف باسيل، انه قرأ أبعاد التحرك الأميركي ـ الفرنسي، عبر السفيرتين شيا وغريو، والذي وفق مختلف التقديرات سيصب في خانة دعم الحريري.
المصدر: الأنباء الكويتية