الانتخابات النيابية 2022: «عينة أولى» من معلومات وترشيحات

الانتخابات النيابية للعام 2022 لم تعد بعيدة، وإنما بدأ العد العكسي لها، خصوصا مع وجود احتمال أن تجرى في شهر مارس بدلا من شهر مايو الذي يصادف شهر رمضان. هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها في كل شيء، في الظروف غير الطبيعية المحيطة بها في ظل أزمة شاملة غير مسبوقة اقتصاديا واجتماعيا وماليا، وفي المتغيرات الحاصلة بالمجتمع اللبناني، وفي المزاج الشعبي واتجاهات الرأي العام بعد «ثورة» ناقصة لم يتح لها أن تكمل في الشارع، ولم يعد أمامها إلا الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وفي الرهان الدولي على الانتخابات كمحطة مفصلية وفرصة سانحة لإحداث تغيير في الطبقة السياسية المغضوب عليها والمتهمة بالفساد والفشل.

 

الانتخابات ستجري في موعدها. المجتمع الدولي يصر على ذلك بعدما أدار ظهره للحكومة وحول كل تركيزه على الانتخابات. والجميع في لبنان بدأوا حساباتهم واستعداداتهم على أساس أن الانتخابات حاصلة وعلى أساس القانون الحالي النافذ، ولم يعد من أسباب وعوامل تدفع في اتجاه التأجيل أو الإلغاء، إلا انهيار دراماتيكي في الوضع الأمني. أما الخلاف على قانون الانتخابات، فإنه وضع جانبا. أما الحكومة التي ستشرف على الانتخابات، فإنها باتت تفصيلا بين أن تشكل «حكومة انتخابات» أو تتولى المهمة حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة حسان دياب.

 

مما لا شك فيه أن هناك شكوكا بشأن إجراء الانتخابات، وما إذا كانت الدولة قادرة على إجرائها، وهي التي لم تقدر على إجراء الامتحانات. وأن هناك ضغوطا وهموما حياتية تضع الناس في مقلب آخر وتجعل موضوع الانتخابات آخر همومها، ومجرد التلميح إليه أمر مستنكر وسابق لأوانه وفي غير وقته. لكن رغم كل ذلك انطلقت التحضيرات، وصار موضوع الانتخابات مادة نقاش وتداول في الصالونات والكواليس، وبدأت الأحزاب «تزييت» ماكيناتها الانتخابية، في وقت تستعد قوى المجتمع المدني والثورة وتوحد وتعبئ صفوفها وتتلقى تشجيعا ودعما خارجيا، وتحضر لوائحها في كل منطقة على طريقة معركة نقابة المهندسين ولائحة «النقابة تنتفض»، وحيث ستكون لها في كل منطقة «لائحة تنتفض».

 

وفيما يلي نماذج عن التحضيرات والترشيحات، وعينة أولى من معلومات تتردد وتتسرب من باب «جس النبض» وتوجيه رسائل:

 

٭ المعركة في كسروان ستكون واحدة من أهم المعارك الانتخابية، ويرى أكثر من مراقب أن أربعة مقاعد باتت في حكم «المحجوزة» لكل من: نعمة افرام، فريد هيكل الخازن، القوات، والتيار. والمعركة تدور على المقعد الخامس. وتردد أن النائب شامل روكز يفكر في نقل ترشيحه من كسروان الى منطقة البترون التي ينتمي إليها.

 

٭ لم تأخذ السيدة يمنى بشير الجميل قرارها النهائي بعد بخصوص الترشح الى الانتخابات وفي أي منطقة، والخيار يدور بين دائرتين:

 

1 ـ الترشح في دائرة كسروان، وهذا يفرض عليها التفاهم مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، خصوصا أن مرشح الحزب في هذه الدائرة هو نائب الرئيس الوزير السابق سليم الصايغ.

 

2 ـ الترشح في دائرة الأشرفية، وهذا لن يحصل إلا بالتفاهم والاتفاق مع شقيقها النائب نديم الجميل الذي مازال حتى الآن متمسكا بترشحه وعن هذه الدائرة تحديدا.

 

٭ تصنف الدائرة الانتخابية المسيحية في الشمال (بشري، زغرتا، الكورة، البترون) «دائرة رئاسية» كونها مسرح مواجهة بين أربعة مرشحين إلى رئاسة الجمهورية: سمير جعجع، سليمان فرنجية، ميشال معوض، وجبران باسيل.

 

٭ تتجه القوات اللبنانية إلى إدخال تعديلات ملموسة على لوائح مرشحيها تتناسب وتعقيدات المعركة الانتخابية المقبلة. وعلم أن هناك أسماء تعد من الثوابت بعدما أظهرت نجاحا في أدائها وحضورها مثل جورج عدوان (الشوف) وجورج عقيص (زحلة) وزياد حواط (جبيل). كما علم أن هناك وزراء سابقين من المحتمل أن يخوضوا المعترك النيابي مثل غسان حاصباني (الأشرفية) وملحم الرياشي (المتن).

 

٭ تؤكد أوساط في التيار الوطني الحر أن النائب سيمون أبي رميا باق مرشح التيار عن دائرة جبيل، وأن ما يقال عن استبداله بأحد اسمين: د.ناجي حايك والمحامي وديع عقل، ليس صحيحا (يتردد أن حايك سيكون مرشح التيار في دائرة الأشرفية).

 

٭ في نطاق دائرة عاليه، علم أن:

 

1 ـ رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط قد اتخذ من حيث المبدأ، وفي سياق البحث عن بديل للنائب المستقيل هنري حلو، قرارا بالتعاون مع الخبير المالي والمصرفي راجي السعد (ابن شقيق النائب السابق فؤاد السعد) الذي ترشح في دورة العام 2018 ونال منفردا رقما مرموقا.

 

2 ـ النائب سيزار أبي خليل سيكون مرشح التيار الوطني الحر في هذه الدائرة (المقعد الماروني) للمرة الثانية.

 

3 ـ القوات اللبنانية ستركز في الدورة المقبلة أكثر على المقعد الماروني في هذه الدائرة، مع العلم أن عضو كتلتها النيابية النائب أنيس نصار يشغل المقعد الأرثوذكسي.

 

٭ أبلغ النائب نعمه طعمه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أنه لن يكون مرشحا بالانتخابات النيابية على لائحته للعام المقبل (المقعد الكاثوليكي في الشوف). وهذا التطور دفع بمرشح التيار الوطني الحر عن هذا المقعد غسان عطاالله الى تكثيف حراكه الانتخابي.

 

تجدر الإشارة الى أن النائب المستقيل مروان حمادة لن يترشح للدورة المقبلة ويحل محله نجله كريم حمادة.

 

٭ بعد قرار نائب البقاع الغربي (عن المقعد الماروني) النائب هنري شديد عدم الترشح مجددا، من المتوقع أن تدور منافسة على هذا المقعد بين التيار الوطني الحر الذي خسر مقعده الأرثوذكسي (إيلي الفرزلي) والقوات اللبنانية، التي تتطلع إلى تحقيق اختراق في البقاع الغربي مماثل لذلك الذي حصل في البقاع الشمالي (النائب أنطوان حبشي عن المقعد الماروني).

 

من جهة أخرى، فإن المقعد الدرزي في هذه الدائرة ستتكرر فيه المنافسة بين مرشح الاشتراكي وائل أبو فاعور وآل الداوود مع فارق هذه المرة أن طارق الداوود هو الذي سيحل محل النائب السابق فيصل الداوود.

 

٭ يتجه نائب بيروت فؤاد مخزومي للعزوف عن خوض الانتخابات مجددا بعد أربع سنوات مخيبة لآماله أمضاها في مجلس النواب.

 

٭ لم يتخذ رجل الأعمال بهاء الحريري قراره النهائي بعد بشأن خوض الانتخابات، ومازال يدرس خياره وظروف المعركة وشروط النجاح فيها. وتقول مصادر ان بهاء الحريري في حال نزل بثقله المالي والشعبي سيكون قادرا على حيازة كتلة من 4 أو 5 نواب، موزعين على البقاع الغربي وبيروت والضنية وعكار.

 

٭ أحمد هاشمية، رئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية ومقرب من الرئيس سعد الحريري، سيكون على لائحة المستقبل في دائرة بيروت الثانية، وسيحل محل النائب نهاد المشنوق.

 

٭ يقول خبير في شؤون الانتخابات إن انتخابات العام 2022 مختلفة عن سابقاتها في مكوناتها وظروفها، حيث تلعب ثلاثة عوامل دورا مؤثرا فيها:

 

1 ـ المال في ظل ضائقة اقتصادية مالية غير مسبوقة. وهذا العامل يرجح دورا مؤثرا ومشاركة أوسع من جانب رجال الأعمال.

 

2 ـ التحالفات التي لها دور مؤثر في تأمين وتعزيز «الحاصل الانتخابي» للائحة.

 

3 ـ الأحصنة، أي المرشحون الأقوياء الذين لديهم حيثية شعبية، وهذا عامل مهم في معركة يحسمها «الصوت التفضيلي».

المصدر: الأنباء الكويتية

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *