الإثنين , 23 ديسمبر 2024

“ملتقى البياضة” حلّ عقدة “الطاقة” وبقيت اثنتان… ومبادرة بري مستمرة مادام أنه لم يعلن سقوطها

مساعي تأليف الحكومة عبر «ملتقى البياضة» بين ثنائي أمل وحزب الله مع التيار الحر، توصل الى حل عقدة وزارة الطاقة. فقد تخلى رئيس التيار الحر جبران باسيل عن هذه «المغارة»، لكنه رفض ان تسلم لأنداده في تيار المردة. وبقي رهن الاتصالات أمران: آلية تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين، ومنح تكتل نواب التيار الثقة لحكومة الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي سجل عتبه على نقل مفاوضات تشكيل الحكومة من القصر الجمهوري الى منزل «ظل» الرئاسة في منطقة البياضة.

 

كما أعربت أوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري، عن انزعاجها مما نقلته قناة «أو تي في» من ان الطرح الذي تم التوافق عليه في اجتماع البياضة ينتظر جواب الرئيس الحريري الذي تبقى الكرة في ملعبه، وان الطرح الذي قدمه الثنائي الشيعي، حصل التوافق عليه بين الجانبين.

 

واعتبرت الأوساط ان في هذا الكلام تهرب من المسؤولية ورمي للكرة في ملعب الحريري، وقد ردت قناة «ان بي أن» الناطقة بلسان بري، بقول العكس، وهو ان اللقاء الأخير نجح في حل عقدة واحدة من العقد، وان العقدتين المتبقيتين، تستوجبان اجتماعات أخرى مع باسيل، وقالت ان مبادرة بري مستمرة طالما انه لم يعلن سقوطها، إلا انها تتعرض للضربات اليومية، سعيا لإفشالها.

 

مصادر التيار الحر، تحدثت من جهتها عن حل تم التوصل اليه، حول تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين، بحيث لا الرئيس عون يسمي ولا الرئيس سعد الحريري، بل يوافقان على أسماء من المجتمع المدني، أو موظفي الفئة الأولى، او من أهل الاختصاص، ولا مانع من ان يعرض البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس نبيه بري الأسماء، لاختيار اثنين منهم.

 

ونفى المصدر «البرتقالي» التمسك بوزارة الطاقة، ولا بأي وزارة أخرى، معتبرا ان الثقة المسبقة التي يطالب الحريري الالتزام بها أثناء التصويت في مجلس النواب، لن يقدمها التيار بالمجان، لكننا نمنح الثقة او نحجبها بناء على برنامج الحكومة، ومن غير الدستوري الاشتراط على رئيس الجمهورية الإتيان بثقة الكتل النيابية.

 

وردا على سؤال، حول مبرر تفاوض الثنائي الشيعي مع جبران باسيل، قالت المصادر ان زيارات وفد الثنائي الى باسيل ليست للتفاوض معه على تشكيل الحكومة نيابة عن رئيس الجمهورية، بل بصفته رئيس تكتل نيابي لمطالبته بالمشاركة في الحكومة، وهو أبلغهم بأنه لا يريد المشاركة.

 

وردت المصادر المتابعة، على هذا الرد، بالقول لـ “الأنباء الكويتية”: إذا كان التعاطي مع باسيل بصفته رئيس كتلته فحسب، فلماذا لا نرى وفد الثنائي في معراب يفاوض سمير جعجع على دخول كتلة القوات اللبنانية في الحكومة؟

 

ويسجل البرتقاليون على الرئيس المكلف سعد الحريري امتناعه من لقاء جبران باسيل الذي يرأس أكبر كتلة في مجلس النواب، وترد المصادر عينها بأن الرئيس المكلف يعتبر أن الكلام عن تشكيل الحكومة يكون بينه وبين رئيس الجمهورية وأنه كرئيس مكلف هو من يعرض الأسماء المقترحة لدخول الحكومة، وعلى الرئيس عون أن يوافق أو لا يوافق.

 

أما عن موضوع الثقة يعطونها نواب التيار أو يحجبونها، وفي الحالة السلبية لا يمكن إعطاء رئيس الجمهورية 8 وزراء في حكومة الـ 24، بينما تحجب كتلة تياره السياسي الثقة عن حكومة له ثلث أعضائها.

 

كما ليس من حق التيار الحر الاعتراض على اختيار وزير الطاقة من كتلة المردة، كما يبدو أنه حاصل.

 

المتابعون لمسار المفاوضات بين ثنائي أمل – حزب الله مع جبران باسيل يلمسون حالة من التباعد بين طرفي تفاهم «مار مخايل» (حزب الله والتيار الحر)، إلا انهم يستصعبون الجزم بأن ما يجري حقيقة هو مجرد توزيع أدوار، في ضوء حاجة التيار الحر إلى استعادة تعاطف بيئته، التي انفضت عنه بنسبة كبيرة بسبب تحالفه مع الحزب الذي بات بحاجة سياسية وشعبية إلى الابتعاد عن حليفه المصاب بالوهن هو الآخر، علما ان ثمة معطيات سياسية توحي للمتابعين، بأن تفاهم مار مخايل، بين الحزب والتيار اقترب من مصير تفاهم معراب بين التيار والقوات اللبنانية.

 

أما التظاهرات الليلية المستدامة من جانب المواطنين المحتجين على طوابير السيارات أمام محطات المحروقات، والمرضى أمام الصيدليات التي قررت الإقفال العام اليوم الجمعة، فقد ارتفع الأدرينالين لدى بعض المراجع الدينية والسياسية، من الفوضى الماثلة امام العيون، وكانت زيارة نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة زينة عكر الى دار الفتوى في بيروت، صباح أمس، حيث أطلعت مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان على واقع الحال، إلا انها طمأنته الى جهوزية الجيش اللبناني لضبط الأوضاع، وتناولت ما تحقق في هذا الصدد.

 

في الأثناء، توقف النائب السابق د.أحمد فتفت، أمس أمام عرض الأمين العام حزب الله السيد حسن نصرالله تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار.

 

وسأل فتفت: هل يريد السيد نصرالله أن يضع يده على النفط والاقتصاد عبر عنوان المتطوعين لإصلاح الإدارات، على غرار ما فعل في وزارة الصحة التي أغرقتها الأدوية الإيرانية؟

 

من جهته، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل فقال لقناة الحرة الأميركية: في لبنان مقرر واحد هو حزب الله، ولو كان يريد تأليف حكومة لكانت تألفت. وأضاف: ان تحالف ميليشيات حزب الله مع المافيا السياسية التي أوصلت الرئيس عون الى بعبدا يمنع قيام الدولة اللبنانية من خلال تيئيس الشعب اللبناني وإقناعه بأن التغيير غير ممكن، ونحن نرى العكس سيحصل في الانتخابات المقبلة.

 

بدوره، النائب السابق فارس سعيد قال في مؤتمر صحافي: سقط لبنان كله تحت الاحتلال الإيراني ووقعنا في المحظور وصار من واجبنا إطلاق معركة تحرير لبنان.

المصدر: الأنباء الكويتية

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *