عرض الأمين العام ل- “حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، لمجريات تطور الأوضاع في المعركة في فلسطين مؤخرا، بدءا من الشيخ جراح وصولا الى القدس وغزة وأرض ال48، متوقعا أن “قادة إسرائيل سيستمرون بحماقتهم وغبائهم وتكرار تجاربهم، التي ستنتهي بهم الى الفشل والهزيمة الكبرى، مما سيعيد الأرض الى أهلها الأصليين”.
وأعرب عن اعتقاده أنه “لم يخطر ببال العدو ولا نتنياهو ولا أجهزتهم، أن غزة ستقدم على قرار تاريخي من نوع تدخلها العسكري، وأن غزة فاجأت العدو والصديق، وهذه خطوة تاريخية في إطار الصراع مع العدو ويجب أن يقدر عاليا، لأن غزة هنا دخلت لتحمي القدس والمقدس فيها، وليس لتحمي غزة فقط”.
وتابع: “لقد وضعت غزة أبناءها على كف حماية الأمة، وهذا القرار كان تضحية وصدق بأعلى مستوى، ولذلك كان تأثيره عاليا في فلسطين وفي الخارج”. مخاطبا قادة العدو بالقول: “عليكم أن تعيدوا النظر في تقديراتكم من خلال ما حصل في غزة، وعندما يتم المس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، لأن لهذا الأمر يكون له حسابات مختلفة والدليل ما فعلته والتزمت به قيادة غزة، تجاه القدس والمقدسات”.
واضاف “على الإسرائيلي أن يدرك أن المس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، وهذا يجب أن يكون التزام كل محور المقاومة في المنطقة، ويجب حسب رأيي الشخصي أن نصنع معادلة جديدة، هي أن القدس يعني حرب اقليمية، وهذه المعادلة جدية وحقيقية ويبحث فيها أهل المقاومة ليل نهار”. وقال:”إن أي حرب إقليمية إذا حصلت ضمن المعطيات القائمة، تعني زوال اسرائيل”.
وفي تقييمه لمعركة “سيف القدس”، تحدث نصرالله عن قسمين في النتائج، “الأولى في إعادة الروح الى الشعب الفلسطيني وفي الشتات، وشعرنا أننا أمام شعب واحد يتحرك بهدف واحد وقضية واحدة، وكذلك في إعادة الحياة الى القضية الفلسطينية في العالم ووسائل الاعلام ووسائل التواصل، كما أنها أعادت الحياة الى فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، وهو تطور استراتيجي عظيم، وارتفاع الثقة بخيار المقاومة المسلحة بعد بؤس نتائج المفاوضات”.
أضاف “كذلك أدت المعركة إلى إسقاط كل دعايات المطبعين من أن الشعب الفلسطيني أسقط هدفه، وأيضا في توجيهها ضربة لمشروع التطبيع وكل ما قامت به وسائل إعلام هذه الدول التطبيعية، وأيضا أنها أدت الى سقوط صفقة القرن”.
وتابع “لقد فرضت المقاومة وفشل الصهاينة في المواجهة على الادارة الاميركية على تعديل ما قام به ترامب، وكان التدخل الأميركي، خشية من تصاعد الموقف وتخرج المنطقة عن السيطرة، كما أظهرت هذه المعركة الوجه البشع لاسرائيل القاتلة والعنصرية، وأعادت بوصلة الصراع في المنطقة مع العدو الصهيوني”.
وقارن نصرالله بين “جيش إسرائيلي مسلح بكل أنواع الأسلحة، ومقاومة لا تمتلك ذات الامكانات، ولكن رغم كل الحصار، فقد أظهرت المقاومة في غزة تطورا في أدائها، ولا سيما في القدرة على إطلاق الصواريخ، وهذا إنجاز عسكري، وكذلك في حجم ونوع ومديات الصواريخ التي أطلقوها، إضافة الى شل كيان إسرائيل”.
ولفت الى انه في حال تم فتح الحدود بين لبنان وفلسطين لذهب كل الفلسطينيين في المخيمات وهو ما يدحض تهمة التوطين، لقناعتهم ان بلدهم هو فلسطين.
ورأى ان ما حصل في أرض ال48 صدم كيان اسرائيل، وأحدثت معركة سيف القدس فيهم خسائر نفسية وبشرية واقتصادية. وأشاد بشموخ أهل غزة والاستعداد لتضحياتهم، وبالنصر الذي حققته المقاومة فيها”.
ثم تحدث عن اخفاقات العدو وفقا لاعترافاتهم ومنها فشلهم في تحقيق نصر استراتيجي، مشيرا الى دور القبة الحديدة والتي على لسان خبراء من عندهم قالوا ان فعاليتها لم تتعد ال35 بالمئة. وأشار الى فشل اسرائيل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ، وفي تحديد أماكن قيادات الصف الأول وأبرزهم أبو خالد محمد ضيف، وكذلك فشل اسرائيل في تقدير امكانات المقاومة، وفشلهم في تقدير رد غزة على ما حصل في القدس ومثلها في ارض ال48″.
وأضاف: “أن اهم علامات الفشل الاسرائيلي هي الضياع”، ساخرا من نظريات رئيس اركانهم كوخافي، ومؤكدا أن اهم علامات الفشل الاسرائيلي أيضا هي عدم تجرؤه على القيام بعملية برية. وهذا فشل استراتيجي”.
ثم انتقل الى الحديث عن الوضع المحلي فشدد نصرالله على ضرورة تشكيل حكومة، ووصف المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية بأنها “مزايدات”، وقال: “نتمنى للرئيس المكلف أن تتسهل مهمته، وليتفضل الرئيس المكلف بوضع تشكيلة حكومة مع رئيس الجمهورية، والمشكلة هي محض داخلية. وأتوجه الى الرئيسين عون والحريري، إن البلد أمانة عندكما، أو الاستعانة بالرئيس نبيه بري”.
وختم “محور المقاومة استطاع عبور أصعب عشر سنوات في تاريخه، وأن صمود محور المقاومة شكل الداعم الأساسي للمقاومة في فلسطين، والانتصار فيها” مؤكدا ان القدس أقرب وأن سلام الليوث والأعزاء والحياة الكريمة هو السلام الذي سيحصل وليس سلام الذل”.