كتبت نداء الوطن: “يغرق لبنان بالعتمة تدريجياً. ساعات التغذية بالتيار الكهربائي تراجعت إلى 12 ساعة في بيروت، وما بين 18 و20 ساعة في مختلف المناطق. المشكلة الأساسية تتلخص في تراجع الإنتاج بسبب نقص الفيول، في حين أن إطفاء مجموعات التوليد في الباخرتين التركيتين لم يؤثر بالشكل الذي يحاول البعض تصويره لغاية في نفس “الطاقة”. فالمشكلة أكبر بكثير من خسارة 370 ميغاواطاً، تنتجها كل من “فاطمة غول” و”أورهان به”، في أحسن الأحوال، وبكلفة سنوية تصل إلى 170 مليون دولار، من أصل 1900 ميغاواط يمكن أن ينتجها لبنان.
ومع هذا فإن التهديد بالعتمة الشاملة لن يصبح حقيقة إلا مع نفاد الإحتياطي. وطالما هناك دولار واحد ما زال موجوداً في مصرف لبنان، فسيدفع على الكهرباء تحت ضغط الأمر الواقع.
هذه الحقيقة المرة التي نجح تكتل “الجمهورية القوية” بالتصدي لها دستورياً، ستستمر رغم ما يشوبها من عيوب، إذ وبحسب الخبراء فان “الوقوع في العتمة سيحصل آجلاً، إن لم يكن عاجلاً لكن بكلفة أكبر بكثير وبتحميل المودعين المزيد من الخسائر”. فالسير بسلف الخزينة سيؤخّر إنفجار مشكلة الكهرباء لشهور معدودة، لكنه لن يمنعها في النهاية. ومن الآن حتى ذلك الوقت كل الحلول التي تبدأ بالمناداة برفع التعرفة من 35 ليرة للكيلوواط ساعة إلى 1000 ليرة، على غرار المولدات الخاصة، أو الإنتقال إلى وحدات الطاقة البديلة والإستثمار بالإنتاج… وغيرها من الحلول المهمة تبدو عقيمة حالياً، أمام حجم المشكلة الإقتصادية والنقدية.”
من هنا، فان الحل يجب أن يكون شاملاً، ومن ضمن الخطة الإصلاحية، وإلا فإن الغرق بالعتمة سيصبح حتمياً، إن لم يكن اليوم، ففي الأشهر المقبلة على أبعد تقدير.