لاحظ رئيس “حزب التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، في حديث الى برنامج الحدث من قناة “الجديد”ـ الى أن “الملف اللبناني ليس على الطاولة الأميركية، وزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل للبنان كانت وداعية قبل تركه منصبه وهو لم يقدم أي جديد”، مشيرا الى أن “موضوع الحدود البحرية ليس مطروحا بل الأنظار اليوم الى روسيا وعلاقتها باليونان وإسرائيل وتركيا، وأن روسيا لاعب أساسي في موضوع النفط وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال لقائه وفد “حزب الله” بحيث أبلغه عن الثروة النفطية الموجودة في المنطقة وتحديد في سوريا برا وبحرا مما سينعش الإقتصاد في المنطقة.
وعن ترسيم الحدود ورفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توقيع المرسوم، قال:”في النهاية، سيفاوض الأميركيون الرئيس عون، معتبرا أن “الجيش هو الوحيد القادر على ترسيم الحدود البحرية والبرية”، لافتا الى أن “الرئيس عون طالب بالاستعانة بخبراء دوليين محايدين لترسيم الحدود، وإذا لم يأت الإسرائيليون الى الطاولة فسيوقع المرسوم”، موضحا أن “هناك عوامل معينة تجعل الرئيس عون يوقع ملف الترسيم أو لا”، معتبرا أن “موضوع الترسيم ليس عبئا على الشعب اللبناني ويمكن تأجيل مناقشته على عكس تأليف الحكومة”.
وأضاف: “لا يمكن ابقاء الفراغ الحكومي مع الشتائم المتبادلة وتحميل المسؤولية بنسب متفاوتة”.
وأوضح أن “النظام المصرفي اللبناني والذي عمره 100 عام كان ضحية الوضع القائم”، وسأل: “هل يضع أحد بعد اليوم أمواله في المصارف؟”.
تابع: ” نحن اليوم نحن في الحفرة والتفكير منصب اليوم على طريقة الخروج منها، والخروج من الأزمة ممكن”.
وقال: “إننا بلد فيه حكام فاشلون والجزء الأكبر من الشعب أفشل”، ورأى أن “اللبناني نوعان: نوع يجد ويعمل ويقاوم في لبنان وخارجه والغالبية الباقية حرامية علمت بعضها البعض على السرقة”، مؤكدا أن “الضحية هم المودعون الكبار وجزء كبير افاد من ودائعهم البالغة 150 مليار دولار”، لافتا أن “المعركة اليوم هي على 17 مليارا”.
واضاف: “الضحية الوحيدة هي النظام المصرفي اللبناني الذي فقدت الثقة به، وأن غالبية الشعب اللبناني شريك للنظام الفاسد، وأن الدعم يتوزع كالآتي: 3 مليارات و200 مليون دولار للفيول والمازوت، ملياران بنزين ومليار و200 الف أدوية ومليار مواد تموينية، و500 مليون “حاجات دولة” سنويا مما يساوي 7 مليارات دولار للتجار والحرامية”.
وأعلن ان “رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة “بيريتك” مارون شماس كان يبيع المازوت المدعوم الى القوات الدولية “الأندوف” في جنوب سوريا في الجولان، وقد أوقفته وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر واسترجعوا منه الأموال في وقت يجب سجنه قبل استرجاع تلك الأموال”، لافتا الى أن “الأجهزة شريكة في التهريب عبر الحدود”، متسائلا: “كيف سضبط هذه الحدود؟”.
ودعا الى “ضبط الدعم وترشيده”، وقال: “عندما يتحمل المواطن مسؤولياته ويدفع ما عليه على الدولة عندها يستطيع أن يغير، ورفع المستوى يكون بتحويل المجتمع الى مجتمع منتج”.
وأوضح ان الـ”7 مليارات دولار التي ندفعها للتجار يمكن صرف مليارين منها للكهرباء و3 مليارات للأتوسترادات”، موضحا أن “الرئيس رفيق الحريري عام 1993 ثبت سعر صرف الدولار عام 1993 بقرار سياسي، وان الحياة التي كنا نعيشها في السابق انتهت وأن 20 في المئة من الناس يقومون بواجباتهم ولهم حقوقه و80% يسرقون والسلطة في لبنان حرامية بالكامل ويمكن إزالتها (تغييرها) بالإنتخابات”.
ورأى “أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب استقال من مهماته، وأن تشكيلة 8-8-8 في الحكومة حل منطقي والجميع متفاهم عليه تقريبا”، متمنيا على “التيار الوطني الحر” أن يتخلى عن وزارة الطاقة لأن هناك قرارا بمنعه من انتاج ما يكفي حاجة لبنان الى الطاقة”.
واعتبر انه “مع تأليف الحكومة يمكن إعطاء لبنان القليل من الأوكسجين”، لافتا الى “وجود 30 مليار دولار بين الإحتياط والذهب، ويبدو انهم يريدون الصرف على الدعم حتى آخر دولار”.
وذكر بأن “هناك شيئا ما يعرقل عمل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في التأليف، وهذه العرقلة تعود إما الى القرار السعودي أو غيره، وهناك مَن يتحدث عن أن الحريري ينتظر الإتفاق الأميركي – الإيراني”، معتبرا أنه “لا يمكن الحريري انتظار حل العقد لتأليف الحكومة”، داعيا اياه الى “الخروج من موضوع الثلث الضامن لأنه في أي موقف سياسي لا أحد يترككم في مسألة أو موقف سياسي مهم إن كان “حزب الله” أو القومي أو غيره”.
وأوضح ان “عقدة الحريري في الرياض وكل الزيارات الباقية لا تنفع، وعليه حل هذه العقدة”.
وقال “الروس يقنعون الحريري بالإنفتاح على سوريا لأن الاعمار آت، وهم لا يشجعونه على الخروج من العباءة السعودية، وهو يعتقد أنه يستطيع الخروج من منها، وأن الروسي يدير حوض المتوسط ويرتبه للمرحلة المقبلة”.
وجدد تأكيده أن “الثنائي الشيعي يحمي الحريري ومتمسك به”.
وشدد على أن “حزب الله” لا يضغط على الرئيس عون لأن الحزب لا يضغط على حلفائه والرئيس عون لا يقبل بالضغط عليه”، لافتا الى الحزب “ضاق ذرعا بقضية تأليف الحكومة”، لافتا لى ان “تكليف الحريري كان خدعة والرئيس نبيه بري طمأنهم ان الحكومة ستتألف خلال أيام وأخطأ في ذلك”.
واعرب عن اعتقاده أن “هناك قدرة لترشيد الدعم عبر استخدام الـ 17 مليار دولار أو الذهب ضمن خطة إنقاذ تتضمن المرفأ والمطار والكهرباء”.
رأى أن “التدقيق الجنائي لمدة 5 سنوات واسترجاع المال المنهوب لمدة 15 سنة لا يوصل الى مكان”، موضحا أن “الدعم سيتوقف بعد شهر رمضان”.
وناشد المسؤولين “الإسراع في إصدار قانون العفو وإصدار المحاكمات في حق السجناء، ولا سيما أن “العديد من القوانين في لبنان لم تنفذ، لا يمكن تقديم شكوى ضد أحد في قانون الإثراء غير المشروع”.
ودعا وهاب الحريري الى “تأليف الحكومة قبل عيد الفطر ما قد يخفض الدولار الى 4 أو 5 آلاف ليرة ما يعطي أوكسجينا للبلد وعندها يتم البحث في تثبيت سعر الصرف ووضع الرواتب”.
وأضاف: “إذا لم تتألف الحكومة فنحن ذاهبون الى الأسوأ، أما إذا شكلت فنحن مقبلون على مرحلة أفضل بسبب التطورات الجديدة في المنطقة والإنفتاح على سوريا، وخصوصا أننا “شعب يمكنه القيام من جديد”.
وأعلن ان “لولا الإحتياط الالزامي الذي خدع فيه رياض سلامة المصارف والمودعين الكبار لما كنا نستطيع توفير المأكل والمشرب للبنانيين، وأن الدولة نهبت الجميع وكل شيء سيتم حله”.
ورأى في “تخلية بعض الموقوفين في ملف تفجير مرفأ بيروت دليلا على جرأة (المحقق العدلي) القاضي طارق بيطار ومناقبيته، لافتا الى أن ” المسؤولين الكبار الذي لهم علاقة بملف التفجير لا يمكن استدعاؤهم ومعاقبتهم”.