* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
في موازاة التفاهم العربي والأوروبي على ضرورة قيام حكومة إصلاحات في لبنان، تحرك أميركي في السياق نفسه، عبر مجيء الديبلوماسي الأميركي ديفيد هايل الى بيروت، بعدما تبلغ لبنان رسميا بموعد الزيارة مطلع الأسبوع المقبل، وهي تمتد لأيام عدة في إطار زيارته لعدد من دول المنطقة.
هذا التحرك الأميريكي، رافقه تشديد على أهمية ولادة الحكومة، وسط استمرار التجاذب على صعيد الحكم، لأهداف محلية.
وفي الغضون، في ظل الأزمة الاقتصادية الضاغطة على المواطن، حاكم مصرف لبنان يقول: “تعالوا وخذوا ما تريدون في إطار التدقيق الجنائي”.
وفي الأزمة المعيشية، تنبعث أنوار فردية بمبادرات تجاه الفقراء، تكافل وتكاتف بين اللبنانيين للمساعدة، ونحن على أبواب الشهر الفضيل.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
يوميا تتكرر مشاهد امتهان كرامة اللبناني، متسولا رغيفه في الأفران، ودواءه في الصيدليات، وغذاءه في السوبرماركت، وشيئا من ماله في المصارف، ووقود سيارته في المحروقات.
هذا غيض من فيض مآسيه، ومنها الدولار الذي استأنف مسيرته الصعودية، والكهرباء الغائبة، والمواد الغذائية الملتهبة أسعارها، ولا سيما اللحوم التي ربما تفتقدها مائدة إفطار الصائمين، خلال رمضان الكريم الذي يطرق الأبوب.
كل هذه المصائب تحل على اللبناني، فيما بلده بين مطرقة حكومة لا تصرف، وسندان حكومة لا تؤلف رغم وفود تأتي وأخرى تغادر مناشدة ومحذرة، ولكن لا حياة لمن تنادي. حتى ليبدو أن المنخفض الجوي الذي لفح لبنان اليوم، استهدف أول ما استهدف، خط بعبدا- بيت الوسط، الذي انحدرت درجة العلاقة بين سيديهما إلى ما دون الصفر.
وحده الحراك الذي يقوده الرئيس نبيه بري من دون ضوضاء، يبقى الحبل الذي تعلق عليه الآمال للعبور إلى بر أمان حكومي، لكن هذا يتطلب تسييل القوى السياسية مواقفها المعلنة إلى قرارات جدية.
وهنا تبرز ضرورة النزول عن شجرة المواقف الشعبوية، والمحاولات الرامية إلى حرف الأنظار عن الأولوية الحكومية، إلى أولوية أو سواها.
في اليوميات اللبنانية، برز إعلان الرئيس حسان دياب تأجيل زيارته إلى بغداد لأسباب داخلية عراقية. وقد زجت تقارير صحفية باسم الرئيس سعد الحريري في هذا الموضوع، لكن الأخير نفى أي مسؤولية له في إلغاء الزيارة، التي كانت ستتم في السابع عشر من الشهر الحالي.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
عادت طوابير الخوف عند أبواب الأفران، بل أعادها الذين لا يعتبرون من التاريخ ولا يخافون اللعب بلقمة عيش اهلهم ومستقبل بلدهم ..
فالسياسيون يبحثون عن الحكومة، والمواطنون عن رغيف الخبز الذي فجأة يختفي وفجأة يعود، وكأن في أسراره الكثير من الرسائل التي تحمل نوايا التوتير.
وإن كان من خلاف بين أصحاب الافران ووزارة الاقتصاد، فهل من مبرر لأحد بإذلال الناس هكذا؟، وهل من مبرر لما تبقى من سلطة مسؤولة أن تترك شعبها رهينة السوق، حتى برغيف الخبز؟.
قرارات تتخذ من أجل منع تفشي كورونا، واجتماعات تعقد وفرمانات تقر، فيما لم ير أحد من المعنيين زحمة الناس وعذاباتهم وتدافعهم على أطراف الرغيف؟.
أما ليترات البنزين، فتسكب على الأزمة الملتهبة بطريقة متعمدة لم تعد خافية على أحد، فهل صدفة أن خراطيم المحطات زاخرة في مناطق، وجافة في مناطق اخرى؟، وكيف يتوافر البنزين بين ليلة وضحاها متى وافق جدول الأسعار نوايا التجار؟.
بعيدا عن نوايا السياسيين، فإن مساعيهم الحكومية لا تزال على جديتها، وتبادل الافكار يجري بزخم وتكتم شديدين.
وعلى خطوط التماس السياسي وخطوط الترسيم البحري، يمشي المبعوث الأميركي ديفيد هيل قادما الى بيروت الاسبوع المقبل، فيما تتردد أخبار عن استتباعه بموفد فرنسي، أما الأخبار الوافدة من مصادر متابعة، فلا ترى بالزيارات الخارجية الى الآن أي جديد، ليبقى الرهان على ما قد يحمله جديد المشاورات الداخلية. ولاننا في لبنان فـ “ما في فول تيصير بالمكيول”..
في المكيال الإيراني، أوزان دبلوماسية وسياسية ثقيلة، تزيد من أرصدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتثقل على أعدائها.
بالخط الموازي لمفاوضات فيينا، أحيت إيران مراسم اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية بالإعلان عن بدء ضخ الغاز في سلسلة أجهزة الطرد المركزي الحديثة في منشأة نطنز، ضمن إنجاز علمي، ويستفاد منها بمجالات الليزر والطب النووي وتخصيب اليورانيوم.أنشطة جميعها سلمية، وتستمد شرعيتها من الاتفاق النووي.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
طالما تؤكد الوقائع ألا مجال لتشكيل حكومة خارج الاطر الدستورية والميثاقية والمعايير الموحدة التي تساوي بين جميع اللبنانيين،…ماذا ينتظر رئيس الحكومة المكلف؟.
هل ينتظر مثلا أن يتراجع رئيس البلاد عن التدقيق الجنائي، بما هو عنوان الإصلاح الفعلي والجدي شبه الوحيد في لبنان؟. إذا كان الأمر كذلك، فانتظاره سيطول، لأن الرئيس العماد ميشال عون قال كلمته بوضوح في رسالته الأخيرة الى اللبنانيين، وقبلها بالتحذير الذي وجهه الى حاكمية مصرف لبنان ووزارة المالية.
أم ينتظر رئيس الحكومة المكلف أن يتدهور الوضع المعيشي أكثر، مع ارتفاع سياسي جديد لسعر صرف الدولار، وتحريك سياسي جديد للشارع؟. إذا كان الأمر كذلك، فانتظاره سيطول ايضا، لأن اللبنانيين كشفوا اللعبة، وهم يعرفون أن كل ما يجري تحت هذين العنوانين، أي سعر صرف الدولار والشارع، إنما هو تلاعب مفضوح لأهداف سياسية بات يدركها الناس من كبيرهم الى الصغير، وأولها الهرب من الإصلاح والحساب العادل، وثانيها إعادة البلاد الى ما قبل 2016، في موضوعي الرئاسة والحكومات، والى ما قبل 2005 في موضوع قانون الانتخاب وتصحيح التمثيل النيابي الذي بدأ عام 2005 شعبيا، واستمر عام 2008 بقانون الانتخاب الذي اتفق عليه في الدوحة، واستكمل بجزئه الكبير عام 2017 مع اقرار قانون الانتخاب الحالي، إثر رفض الرئيس عون توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل اقراره، كما استخدم المادة 59 من الدستور للمرة الأولى في تاريخ لبنان، لمنع مجلس النواب السابق من الانعقاد للتمديد لنفسه.
أما إذا كان الرئيس سعد الحريري ينتظر اشارة خارجية ما، ليس معروفا هل تأتي أم متى، فيبدو ايضا وايضا أن انتظاره سيطول، إلا اذا حدث ما لم يكن في الحسبان،… واذا كان الامر كذلك، فلماذا رشح نفسه لرئاسة حكومة لا يملك الضوء الخارجي الأخضر لتشكيلها؟.
التساؤلات الثلاثة السابقة مشروعة، وتختصر لسان حال اللبنانيين جميعا، الذين لم يفهموا بعد أسباب المسار الذي اعتمده الحريري منذ اليوم الأول للتكليف، بعدما عولوا كثيرا على دوره في المساعدة على الانقاذ بما يمثل على المستوى الشعبي، وما له من علاقات إقليمية ودولية كان يؤمل أن تستثمر لمصلحة لبنان، وليس لحسابات سياسية. كما تحدثت بعض الصحف اليوم، بما يتعلق بإلغاء زيارة الرئيس حسان دياب للعراق، وهو ما نفاه المكتب الإعلامي للحريري.
والى تساؤلات الناس، أسئلة من “التيار الوطني الحر” عبر عنه بيان هيئته السياسية اليوم: السؤال الأول حكومي، حيث لم يعد من شك في أن رئيس الحكومة المكلف “يسعى لتأخير تشكيل الحكومة، ويأتي في هذا السياق تفشيله للمسعى الفرنسي الأخير”. أما الاختبار الجدي لاقتراب موعد التشكيل وفق بيان التيار، فهو “قيامه بتقديم صيغة حكومية متكاملة ومفهومة، لا غموض فيها لرئيس الجمهورية، وهو ما سوف يكشف نواياه الحقيقية بالسعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة زائدا واحدا”، على ما جاء في بيان التيار.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
في أدبيات خصوم سعد الحريري وفي إعلامهم، أن الرئيس المكلف “عطل المبادرة الفرنسية وقبلها المساعي الأميركية، وبعدما “عمل عملته” ها هو يقنعهما بفرض عقوبات على شركائه الممانعين من أهل السلطة”.
وفي عز خلافه مع السعودية، والذي بنى عليه خصومه الكثير من الآمال، تمكن الحريري من “تشغيل الرياض في خدمة سياساته، وبواسطتها تمكن من إقناع بغداد بتعطيل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى العراق، وتزامنا كان الحريري حرض جمهورية مصر العربية والجامعة العربية، على ممارسة الضغوط على فرنسا وعلى باقي المنظومة في لبنان. بعد كل هذه الارتكابات، يسافر الحريري الى الفاتيكان في 22 نيسان ليحله قداسة البابا من خطاياه”.
هذه الاتهامات اختصرها اليوم بيان الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر”، بواحدة. إذ اعتبر أن الرئيس المكلف “يعمل على تعطيل تشكيل الحكومة”، فرد عليه “تيار المستقبل” ببيان عنيف اتهمه فيه “بالاستيلاء على توقيع رئاسة الجمهورية في ما يخص تأليف الحكومة”.
ما تقدم يؤكد أن لا حكومة في المدى المنظور. وسط هذه الفوضى، ذكرت “الوكالة المركزية” أن مساعد وزير الخارجية الأميركية سيزور بيروت قريبا، والمتوقع أن هيل يأتي أساسا ساعيا لإنعاش مفاوضات الترسيم جنوبا، وإقناع السلطة بالعودة الى مشروع هوف، وسيعرج هيل على الوضع الحكومي المأزوم. لكن حظوظ نجاحه في الملفين ضئيلة بل معدومة.
ولا تكتفي المنظومة بصراعاتها، ولا بتركها اللبنانيين فرائس الجوع والفقر والمرض والتوترات الأمنية، بل تزيد الأمور اهتراء وهشاشة بقرارات عشوائية مبهمة، فقد طالع وزير الاقتصاد اللبنانيين، بكتاب وجهه الى المحقق العدلي في قضية المرفأ القاضي طارق بيطار طالبا فيه، على غرار ما فعله السيد حسن نصرالله، “التعجيل في إصدار الأحكام واعتبار القضية حادثا وليس عملا إرهابيا، كي يتمكن المتضررون من قبض تعويضاتهم من شركات التأمين”، ما أثار موجة غضب عارم لدى أهالي الضحايا فهددوا بمقاضاته، كما أثار لغطا سياسيا وقانونيا، دفع الوزير راوول نعمة الى تلطيف كتابه، لكن الضرر كان قد وقع.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
يتقاتل السياسيون على نهب 16 مليار دولار، هي أموالنا في المصرف المركزي، بحجة أنهم يؤمنون لنا المواد الأساسية بسعر مدعوم، فيما هم يتاجرون بالسلع المدعومة التي تقدر ب- 500 مليون دولار شهريا، عبر مافيات منظمة تابعة لهذه الطبقة السياسية.
وهذه المافيات، إما تحتكر البضاعة المدعومة لصالح جماعاتها، وإما تبيعها للخارج، وتجني منها الثروات بفعل فرق سعر الصرف. والثروات تحقق أرباحا تصل أحيانا الى 700% بفضل فرق سعر صرف الدولار، أما الـ fresh dollar فتكسبه هذه المافيات، لتصرفه على جماعاتها ومناصريها.
يحيا الزعيم، ويحيا السياسيون. ونموت نحن…وتتساءلون لماذا لا يوقفون الدعم او حتى يرشدونه؟. بكل بساطة لأنه ضد مصالحهم… فهم عبر استمرار الدعم، يؤمنون المزيد من الثروات، يشترون من خلالها ذمم مناصريهم، ويضحكون عليهم تحت شعار “نحنا حامينك” هم فعليا، يحمون 15% من المواطنين، فيما غالبية الـ85 % تكاد تموت…
حتى الساعة وبناء على ما سبق، لا أحد في وارد وقف استنزاف هذه الأموال، فلا حكومة تصريف الاعمال، ولا مجلس النواب، ولا حتى الرئيس المكلف في هذا الوارد، وكرة النار ترمى من ملعب الى آخر، ومن شهر الى ثان فيما أموالنا تتبخر يوما بعد يوم.
آخر حجج تأخير قرار ترشيد الدعم، حلول شهر رمضان المبارك، وبعد هذا الشهر “منشوف شو منعمل”… هكذا قال مسؤولونا…إنهم كالعادة، يشترون الوقت، تماما مثلما فعلوا منذ باريس واحد… ولكن، كل الفرق، اننا اليوم فقدنا الأموال والسيولة والمساعدات وحتى القروض، فيما جريمة الدعم مستمرة.
والأنكى، أن البضائع المدعومة شبه مختفية، وطوابير الذل تتمدد من محطات البنزين الى الأفران، وهي ستكبر لا سيما وأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بدأ عمليا ما يمكن تسميته ترشيدا من عنده، عبر تقليص حجم فتح الاعتمادات…
المشكلة كبيرة، وترقيعها لم يعد ينفع، والدولة المتفككة تقارب الزوال… فيما بعض أبنائها يلجأ الى قوته، ويتحصن خلف عشيرته، ليحل مشاكله.. فيعتدي على هيبة الدولة المستضعفة، ويصادر القانون، تحت شعار: أحكام عشائرية لا تنتمي الى مفهوم الدولة المعاصرة، تماما كما حصل مع طبيبين في الجامعة الأميركية في بيروت، عالجا مصابا بكورونا، توفي لاحقا، فتحركت العشيرة، وغابت الدولة…
هذا ليس لبناننا كلنا، وهو اليوم لم يعد يشبهنا…
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
يوم آخر يطارد فيه اللبناني رغيف خبزه، وينقب عن النفط بين محطات الوقود .. فيطالعه في المقابل بيانان لتيارين يجرفان البلد، بتسديد الاتهامات عن تعطيل الحكومة. و”فولت” مع المواطنيين الذين اصطفوا طوابير أمام المحطات لتعبئة البنزين، من دون أن يحصلوا عليه .. وطلبا أيضا لخبز خرج من الأفران، ولم يصل إلى الدكان.
لكن البؤس اللبناني اليوم، هو “لا بأس” على الضفة السياسية .. فالمهم في تراشق التهم ورفع المسؤوليات .. والأهم أن “التيار الوطني” اكتشف بما لا يقبل الشك، أن رئيس الحكومة المكلف يسعى لتأخير التأليف.
وأدرجت الهيئة السياسية للتيار في هذا الإطار، إحباط الحريري المسعى الفرنسي الأخير، وأرشدت الرئيس المكلف الى اختبار آخر يقرب موعد التأليف، وهو قيامه ب- “تقديم صيغة حكومية متكاملة ومفهومة (لا غموض فيها) لرئيس الجمهورية، وهذا ما سوف يكشف نيته الحقيقية في السعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة “زائد واحد”.
وسرعان ما رد “المستقبل” على باسيل، معتبرا أن القيادة “تعاني التخبط والإنكار السياسي، وتقدم الدليل تلو الآخر على التصرف كحزب حاكم، يستولي على توقيع رئاسة الجمهورية بشأن تأليف الحكومة”.
وإذ نفى تعطيله المبادرة الفرنسية، توجه “تيار المستقبل” إلى كل من يعنيهم الأمر، بأن الرئيس المكلف لن “يكون رئيسا لنصف المجلس، ولا لثلثه أو ربعه، والذين يقولون إنه يطلب النصف زائدا واحدا يريدون رئيسين للحكومة، رئيسا كلفه مجلس النواب تأليف الحكومة، ورئيسا مكلفا من “التيار الوطني الحر” لتعطيل عمل الحكومة”.
وتحت سقف تبادل الردود يبدو أننا ندخل شهر رمضان على صيام حكومي ..وتعطيل يلتمس هلاله بالعين المجردة .. والجماعة السياسية “مش مصليين عالنبي”.. ولم تردع فرق التعطيل كل الرياح العقابية الآتية من صوب الغرب، لكونها اكتفت الى الآن باستخدام آلة العقوبات كسلاح ردعي، ودخلت البازار اللبناني لتهدد بأوراق القوة.. وذلك في انتظار اجتماع الاتحاد الأوروبي في التاسع عشر من الجاري.
ولا يبدو أنه الى ذلك الحين، ستتظهر علامات القيامة الحكومية، ولا حتى تفعيل حكومة حسان دياب المصرفة على شفير وهاوية معا .. والمحاصرة منذ اندلاعها حكوميا، حيث جرى إلغاء الزيارة الوحيدة خارج لبنان إلى العراق. ولو كانت هناك نيات للحلول لاستخرجها السياسيون من قلب احتدام الأزمات .. أو لذهبوا إلى اقتراح انتقالي كالذي قدمه النائب نعمة طعمة، بتأليف حكومة طوارئ اقتصادية “تنكب على معالجة الأزمة المتنامية”.
في الشأن الاقتصادي، لأن لبنان على شفير الهاوية، وثقة المجتمع الدولي بنا باتت مهزوزة، لكن لا حلول قادمة بل قرارات ترتفع فوق مستوى الغباء عن سطح الأرض لتلامس الجريمة، وهذا ما ورد في كتاب وزير الاقتصاد “راوول ممتلىء النعمة المضادة” الذي طلب الى قاضي التحقيق طارق البيطار “إخراج الأعمال الحربية والإرهابية من دائرة الأسباب التي أدت الى وقوع انفجار الرابع من آب”، وذلك بهدف مخاطبة هيئات إعادة الضمان الدولية، لتسديد التزاماتها المالية حفاظا على حقوق المواطنين المؤمنين لا خير في قرارات الحكومة..
ولا خبر عن تأليف حكومة جديدة، والبقية السياسية المعارضة مجرد محفل للمزايدة، وعلى رأسهم القوات اللبنانية التي لا ينفك قائدها يعطينا الإرشادت بانتخابات نيابية مبكرة، لا لشيء إلا ضمانا لحاصل رئاسي يرشحه الى المنصب بأعداد نيابية وافرة. وأما انتقاده لرئيس الجمهورية في التدقيق الجنائي وإعلانه أن عون، بقي خمس سنوات في العهد وبجانبه أكثريتان نيابية ووزارية، وسؤاله لرئيس الجمهورية لماذا أحجم في حينه عن التدقيق .. فكل ذلك يسأل عنه سمير جعحع نفسه وعملا بالمثل.
فالقوات هي من رشح ميشال عون وبالأنخاب المشهودة على أدراج معراب .. وحكمت معه وإلى جانبه بكتل وزارية ونيابية .. والقوات هي من هادنت العهد ومشت في ركبه الى أن وقع أبغض الحلال على الحصص الحرام. ولم تبدأ القوات اللبنانية المساءلة والحرتقة السياسية النيابية، إلا عبر النائب جورج عدوان في العام الماضي .. وقبله كانت تنعم بشهور العسل مع العهد.
وعلى الرغم من حركة عدوان في لجنة الإدارة والعدل، فإن النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان كشفت اليوم “للجديد”، عن عملها على قوانين أحبطت في لجنة الإدارة والعدل عبر رئيسها جورج عدوان. وقالت “إنه ينفذ أجندة الرئيس نبيه بري بحذافيرها لكأنه ممسوك من المافيا .. “وقد أصابني بالإحباط”. وتحدثت يعقوبيان عن قوانين أوقفتها القوات ولم تحولها الى الهيئة العامة.