* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
هل باتت حكومة المهمة قاب موافقتين تحسمان جدلا استهلك انتظاره نصف أعمار اللبنانيين، وأطال أمامهم درب جلجلة تحاكي تلك التي سلكها السيد المسيح، قبل أقل من ألفي عام؟
قد يكمن الجواب في الأحداث الضاغطة التي تتوالى خارجيا كما داخليا، والرامية الى حشر المسؤولين عن تأليف الحكومة، وجديدها أربعة تطورات سجلت اليوم:
أولها، ما نقلته وكالة “رويترز” عن وزير المال غازي وزني، “بوجوب موافقة لبنان السريعة على خطة لتقليص الدعم وإصدار بطاقات تموينية، لأن الاحتياطيات الأجنبية المتبقية للدعم، ستنفد بنهاية أيار المقبل”.
وثانيها، إعلان سفارة ألمانيا عن خطة تكلف مليارات الدولارات، لإعادة بناء مرفأ بيروت، ستعرضها شركات ألمانية على بيروت الأسبوع المقبل، في إطار مساع لحث ساسة البلاد على تشكيل حكومة قادرة على تفادي انهيار اقتصادي.
وثالثها، دعوة الإتحاد الأوروبي القيادة اللبنانية لتحمل المسؤولية، عبر الإسراع بتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات. وإشارة البيان الاوروبي إلى أن لبنان يمر بفترة حرجة، وأن أزمات البلاد المتعددة ما زالت تتفاقم.
أما رابعها، فإحياء المفاوضات النووية بين الغرب وإيران، وبدء البحث الجدي برفع العقوبات عن الأخيرة، بما يمهد لإراحة المناخ في المنطقة ولبنان.
أما المطبخ السياسي في لبنان، فقد سادته أجواء تفاؤلية في الساعات الماضية عن إمكانية التوافق على صيغة: (الثلاث ثمانات) للحكومة العتيدة دون ثلث معطل، التي صاغها كل من الرئيس بري ورئيس الإشتراكي وليد جنبلاط، لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة.
وفيما أكدت أوساط بعبدا، أن الرئيس عون لم تعرض عليه صيغة ال 24 وزيرا لكنه لا يعارضها، تنتظر الأوساط الموقف النهائي للرئيس المكلف، حتى إذا ما نالت موافقتي بعبدا وبيت الوسط، فقد تشهد مرحلة ما بين عيدي الفصح والفطر ولادة الحكومة المنتظرة.
في هذا الوقت ظل هم الكورونا يؤرق اللبنانيين، بعد أرقام شهر آذار المرتفعة، عشية إجراءات الإقفال العيدية وضبط المخالفات التي تبقى عاجزة عن حماية المجتمع، إذا لم تترافق مع نجاح عملية التلقيح واليقظة المجتمعية. وقد سجل عداد كورونا اليوم 2963 إصابة جديدة، و60 حالة وفاة.
إذا، أوضح وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني أن المال المخصص لتمويل الواردات الأساسية، “سينفذ بحلول نهاية أيار، وأن كلفة التأخير في إطلاق خطة لخفض الدعم، تبلغ خمسمئة مليون دولار شهريا”. وقال وزني لـ وكالة (رويترز) إن المصرف المركزي “طلب من حكومة تصريف الأعمال اتخاذ قرار بشأن الرفع التدريجي للدعم، لتقنين احتياطيات النقد الأجنبي المتبقية”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
في الجمعة العظيمة لا خيارات أمام شعب لبنان العظيم، سوى أن يعلق آلامه وآماله على خشبة خلاص واحدة، عمادها الأساس، تشكيل حكومة إنقاذ تطلق مسار الإصلاحات وتجنب لبنان المزيد من جراح أشواك درب الجلجلة.
في التقويمين الغربي والشرقي، العيد هو نفسه والرغبة هي نفسها: رؤية حكومة في لبنان لإخراجه من أزمته الحادة.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعلنا بعد اتصال أنه لا بد من حكومة لبنانية قادرة على تنفيذ خريطة الطريق للإصلاحات المطلوبة للنهوض، كشرط لحشد مساعدة دولية طويلة الأمد.
بتوقيت عين التينة الساعية دوما إلى تدوير الزوايا والتنقيب عن الحلول، وفي سبيل العبور من درب الآلآم الذي يسلكه لبنان، رأى الرئيس نبيه بري في معايدة اللبنانيين “فرصة للدعوة إلى استعادة الصوم والفصح بما يمثلان من عناوين وقيم، لصنع قيامة الوطن والانسان، لا سيما أن الفصح يحمل عناوين عبور من العبودية الى الحرية، ومن الموت الى الحياة، ومن الظلمات إلى النور، ومن الخطيئة الى الحقيقة، ومن الأنانية الى العطاء، ومن الشر الى الخير”.
وفي معلومات ال”NBN” أن الأفكار الحكومية التي يتم تداولها بين الأطراف المعنية لا تزال قيد النقاش، وفق ثلاثة مسارات: مساعي الرئيس نبيه بري الحثيثة، الأجوبة التي يفترض أن تتبلور بعد عيد الفصح، ليبنى عليها ويبان بعد ذلك الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والرهان على تقديم تنازلات متبادلة، بحسب ما قالت مصادر متابعة لملف التشكيل لل”NBN”.
وبالتالي فإن ما تم الإتفاق عليه في مبادرة الرئيس نبيه بري، هو أقرب إلى (اتفاق إطار)، وإذا صدقت النوايا فإنه مسهل إلى حد بعيد على طريق التشكيل، وما يتبقى هو تفاصيل يمكن الاتفاق حولها ولو احتاجت لبعض الوقت.
هذا في أزمات الداخل، أما على صعيد العالم فيحتل خبر المحادثات النووية التي عقد اجتماع افتراضي حولها اليوم بين إيران والدول الموقعة على الاتفاق، ناقش العودة المحتملة للولايات المتحدة إلى الإتفاق، وفيما تم الاتفاق على عقد اجتماع الثلاثاء المقبل في فيينا، أكدت الخارجية الأميركية موافقتها على المضي قدما في المحادثات غير المباشرة، وشددت على أن واشنطن “لا تتوقع محادثات مباشرة في الوقت الراهن مع إيران، لكنها منفتحة على المسألة.
الرد الإيراني كان جاهزا، إذ أكدت الحكومة الإيرانية “رفضها إجراء أي مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، أو أي مقترح يعتمد على مبدأ خطوة مقابل خطوة”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
في الجمعة العظيمة، ما زال البلد معلقا على الخشبة الحكومية، ورجاء قيامته غير معلوم، وإن كانت المساعي على جديتها فإن العديد من أمثال “يهوذا الاسخريوطي” لا يزالون يصعبون المهمة. دخل البلد جمعة الاعياد بحزن اقتصادي وصحي، وبآمال سياسية بإنتاج حكومة تسابق الإنهيار، وتسرع الحلول بتوسيع الخيارات.
خيارات يشاهدها اللبناني كل يوم، ولا يدري لما لا يتم الإقدام نحوها، وما الزيارة العراقية الى لبنان باتفاقيات تبادل الخدمات الطبية اللبنانية بالنفط والفيول العراقي، سوى أبرز مثال.
وزير الصحة العراقي الذي حضر الى بيروت موفدا من حكومته، أسمع الحكومة اللبنانية كل الاستعداد لتطوير التعاون والتبادل بالعديد من المجالات، فيما لبناننا ما زال يكابد لتخفيف ساعات العتمة، وأصحاب المولدات يصرخون لرفع تعرفة الكيلوواط، بسبب زيادة ساعات العتمة الحكومية وارتفاع سعر المازوت.
كل اسعار السلع في الأسواق بارتفاع مستمر، وحتى عداد إصابات كورونا، وحده الإنسان في لبنان يرخص كل يوم في بورصة سياسييه.
في السياسة الدولية دروس إيرانية بالصمود والدبلوماسية، أخذت الخمسة زائد واحد الى فيينا، على نية النووي الإيراني لتبدأ محادثات عنوانها الأساس: إعادة الولايات المتحدة الأميركية الى الاتفاق الذي غدرت به. والعنوان الإيراني على حاله: رفع العقوبات الأميركية أولا وثانيا وثالثا، ومن ثم الحديث عن مفاوضات.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
كم من عبرة في عظة الأباتي نعمة الله الهاشم اليوم. فخلال ترؤسه رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس، ربط الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية بين حدث الصلب، وواقعنا الحالي، هنا والآن، كما قال.
فأول ما يستوقفنا على الجلجلة أمام الصليب هو مشهد انتصار الشر، ونشعر أننا في زمان سيء، وتصل إلى آذاننا، آتية من الأمس من بستان الزيتون، ترددات الكلمات التي قالها يسوع للآتين إليه من الأحبار وقادة حراس الهيكل والشيوخ: “ألص أنا فتخرجوا علي بسيوف وعصي؟”، ويضيف الأباتي الهاشم: “بدل الصمت أمام هول الواقعة وعظمتها، وبدل السكوت الواجب على العاقل في زمن السوء، تطرق مسامعنا وشوشات وأقوال خدام الشر وأدواته والمتواطئين معه، أو بأفضل الأحوال، الجهلة الذين لا يدرون أن بإمكان الشر استعمال تصاريحهم في زمنه لصالحه ضد مصالحهم. ويفتتح يهوذا، أحد التلاميذ، حفل النشاز، فينطق خيانة، مدفوعا بوسوسة مباشرة من الشيطان الذي أغواه بوهج الفضة”.
وأردف الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية: “التلاميذ الآخرون الخائفون، يتبعهم الأحبار والرؤساء وشيوخ الشعب، أي المسؤولون الدينيون والمدنيون، فينطقون تآمرا وخبثا، مدفوعين بظاهر دفاعهم عن دينهم وخوفهم على الشعب، وبباطن خوفهم على مواقعهم وامتيازاتهم ومن الشعب. وينضم بيلاطس، ممثل السلطة الخارجية، إلى قافلة الثرثارين، مفاوضا الجميع: يسوع والرؤساء والأحبار والشيوخ والشعب، فينطق لامسؤولية وانتهازية واسترضاء للشعب بالصحيح سياسيا، غاسلا يديه من واجبه بإحقاق الحق وحماية العدل. أما الشعب، الشعب الذي من أجل خلاصه تجسد يسوع، وجال بينه مبشرا بالسلام والمحبة والخلاص، هذا الشعب شده الحنين إلى أسياده القدماء، إلى مستغليه ومستعبديه، فصاح سطحية وسبابا وسفاهة وشماتة وعقوقية، مدافعا عن المجرم وظالما البريء”.
وتابع الهاشم: “ما يزيد يقيننا أننا نعيش في زمن سوء، هو نوعية الكلام والثرثرات التي نسمعها حولنا: نسمع في الداخل، كما في الخارج، أصوات كذب وخبث وتآمر وظلم وزور وبهتان ولامسؤولية واسترضاء، أو كلام استغلال وانتهازية وتحريض، أو كلام استعطاف وغسل أيدي ولامبالاة. وحتى الشعب الذي ظهر بجزء منه مسيرا، جاء أكثر كلامه شتاما، سطحيا وغير هادف. لكننا هنا أيضا نرى وسط الصخب والضجيج بعض الشجعان يعملون بصمت، نرى بعض المسؤولين المدنيين وغيرهم في مختلف القطاعات، يعملون بعصامية، محافظين على القواعد والمبادئ بالرغم من كل شيء”.
فهل من له أذنان سامعتان، كي يسمع رسالة الأباتي الهاشم، التي منها نبدأ النشرة؟.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
اليوم علق على خشبة…إبن الله، علق على الصليب فأتى بالخلاص للبشرية جمعاء، فيما لبنان المعلق على صلبان كثيرة لا يزال ينتظر الخلاص!، وعلى ما يبدو فان الخلاص لن يأتي قريبا.
فالتفاؤل المبالغ به أمس حول تذليل العقد الحكومية، ووجه بشكوك واقعية اليوم. فكل مبادرة تحتاج الى جهة تتبناها وترعاها وتسوقها لدى الأطراف المتنازعة. وحتى الآن تبدو المبادرة الحكومية لقيطة، إذ ترفض أي جهة الإعتراف بأنها مبادرتها، كأن كل الأطراف المعنية بها تخشى الفشل سلفا.
من جهة ثانية، البحث بالتفاصيل لم يبدأ بعد، وبالتالي فان تسليم رئيس الجمهورية بعدم الحصول على الثلث المعطل، وتسليم رئيس الحكومة المكلف بعدم الإصرار على حكومة من 18 وزيرا، لا يعنيان ابدا نجاح المبادرة. فكما أن سلبيتين لم تبنيا وطنا في العام 1943، فان سلبيتين لا يمكن ان تشكلا حكومة عام 2021.
هذا محليا، أما إقليميا فالأمور أكثر تعقيدا. وبخلاف ما يقال وينشر فان الجو في المنطقة لم ينضج بعد. فالاتصال الهاتفي الذي أجري بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي أدى الى بيانين مختلفين. فالبيان السعودي الصادر حول المكالمة لم يذكر أن ماكرون وبن سلمان تطرقا الى الملف اللبناني، بعكس ما أوردته مصادر الرئاسة الفرنسية. وهذا مؤشر له دلالاته.
من جهة ثانية، التصعيد الإيراني في ذروته. وهو تصعيد بأبعاد ثلاثة: ميداني، وديبلوماسي ونووي. ميدانيا، الحوثيون يواصلون ويوسعون عملياتهم العسكرية ما يدل على رفض إيران مبادرة السعودية لتسوية النزاع. أما التصعيد الديبلوماسي فيتجلى عبر توقيع إيران مع الصين، اتفاقية التعاون الاستراتيجي لمدة خمسة وعشرين عاما.
يبقى التصعيد النووي والمتمثل ببدء إيران تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض، ما يشكل انتهاكا جديدا للاتفاق النووي. ففي ظل كل هذه الأجواء الإقليمية المتشنجة، هل يمكن الحديث عن نضج ظروف التسوية في لبنان؟.
اليوم علق على خشبة… والأحد يوم القيامة. أما لبنان فمعلق على صلبان كثيرة، وان ساعة قيامته لم تأت بعد!.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
هل من علاقة بين كلام قاله الأمين العام ل- “حزب الله” أخيرا، وبين معطيات عن وجود وفدين، أميركي وإيراني في فيينا الأسبوع المقبل؟. هل هذه المعطيات تؤكد نظرية أن لا حلحلة للملف الحكومي اللبناني من دون حلحلة الملف النووي الإيراني مع واشنطن؟.
السيد نصرالله كان قال: “خلال هذين اليومين هناك جهود جادة وجماعية للتعاون، لتذليل ما تبقى من العقبات في مسار التشكيل”. وتابع: “البلد استنفذ روحه وحان الوقت لتنحية الخلافات جانبا لتشكيل حكومة جديدة”. السؤال هنا: هل البلد استنفذ وقته أم أن الملف الإيراني حان وقته؟.
من عشرين كانون الثاني، تاريخ تسلم الرئيس بايدن مهامه إلى اليوم، شهران وأكثر بقليل، فهل كانت هذه المدة كافية لواشنطن وطهران، برعاية أوروبية، لإنضاج الملف النووي الإيراني؟. المتحدث باسم الخارجية الأميركية يكشف ان واشنطن “اتفقت مع الشركاء الأوروبيين والروس والصينيين، على تحديد القضايا المرتبطة بالعودة للالتزام بالاتفاق النووي”، ويشير إلى أننا “لا نزال في المراحل الأولى”.
أما الأوروبيون، فشخصوا الوضع على الشكل التالي: “ستكون إيران والولايات المتحدة في المدينة نفسها، ولكن لا في الغرفة نفسها، وسيجري إتباع أسلوب الدبلوماسية المكوكية”. بهذا المعنى، هل يسير التفاوض على تشكيل الحكومة اللبنانية، وفق توقيت فيينا التي سيتواجد فيها الأميركيون والإيرانيون؟.
فول التشكيل لم يصل بعد إلى مكيول الحكومة الجديدة. كل ما جرى حتى الآن، أن المعنيين بالتشكيل أبدوا فيضا من النيات الحسنة، ولكن هل هذا كاف؟.
التقدم بالنقاط حقق ما يلي: حكومة من أربعة وعشرين وزيرا، لا ثلث معطلا فيها لأي طرف. هاتان النقطتان فقط اللتان تحققتا، يعني أننا ما زلنا في أول الطريق، أما عدا ذلك فمجرد أمنيات لا مفعول ولا مفاعيل لها.
ما عدا ذلك، خبران اقتصاديان كبيران: الأول ما أعلنه سفير ألمانيا في لبنان من أن شركات خاصة عدة “وضعت اقتراحا شاملا لتطوير مرفأ بيروت والمناطق المحيطة. والثاني، إعلان وزير المال غازي وزني، أن المال المخصص للاستيراد سينفد بحلول نهاية أيار، أي بعد أقل من شهرين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
على التوقيت الميلادي، اليوم علق على خشبة في جمعة حزينة، يليها سبت نور قبل أحد القيامة. وعلى التوقيت السياسي بلد يسير على درب الجلجة حاملا صليبه على طريق تأليف، بلا مؤشرات على قرب القيامة من بين الأموات.
الرئيس المكلف سعد الحريري في انتظار هاتف من بعبدا، وبعبدا محزونة.. وقضت نهارها “مفقوسة” على بيضة لا تنكسر، اتضح أنها من العهد القديم. أما التأليف من دون “بيض” العيد، وهو دخل مرحلة التدقيق في الهويات لاكتشاف “الحمض النووي” للوزراء المسيحيين، هل يكونون من أصحاب الاختصاص أم من أصول النسب والحسب السياسي؟، بحسب ما نصت عليه مبادرة “التلات تمانات” التي أرست مشاورات شكل الحكومة على أربعة وعشرين وزيرا، لا ثلث ضامن فيها، ولا شرط معطل وتستمد شكلها من روح المبادرة الفرنسية.
وعلى الرسم التشبيهي هذا، التزمت دوائر القصر الرئاسي بالصمت والاتصال المنتظر في الإمارات جاء من الرياض، عبر خط ساخن مع الإليزيه تشاور خلاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية فإن ماكرون وبن سلمان أبديا خلال الاتصال الرغبة نفسها في رؤية حكومة ذات صدقية في لبنان لإخراجه من أزمته الحادة، وأن ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يعتبران أنه لا بد من حكومة قادرة على تنفيذ خريطة الطريق للإصلاحات المطلوبة للنهوض، التي التزمها القادة السياسيون اللبنانيون. وشددا على أن تأليفها شرط لحشد مساعدة دولية طويلة الأمد.
هي حكومة ذات صدقية، طفت على سطح مبادرة الأربعة والعشرين وزيرا كآخر الدواء، بعدما وصل الحريق إلى كل الأطراف. خمسة أشهر لم تنفع معها المطالبات بتأليف حكومة إنقاذ، استنفر خلالها الغرب والشرق وأحاطتها التهديدات بالعقوبات ومقاضاة بعض المسؤولين اللبنانيين في دعاوى انتهاك حقوق الإنسان، والتلويح بالحجز على أموال البعض الآخر. لكن الحصار لم يلف المسؤولين بل وصل إلى جوع الناس والتهديد بلقمة عيشهم، وسحب الدعم عما تبقى من مواد أساسية للبقاء على قيد الإنسانية لا الحياة، وتضاءل هامش المناورة فسحب فتيل التعطيل والأمور رهن بخواتيمها.
وإلى أن يقضي أولياء التأليف أمرا كان مفعولا، ولو بمفعول رجعي عن أشهر تأخير وصلت فيه الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية إلى خطوطها الحمر، وعليها دق وزير المال في حكومة تصريف الأعمال جرس الإنذار. وفي حديث الى (رويترز) “حذر من نفاد الاحتياطيات الأجنبية المتبقية للدعم في نهاية أيار”، وطالب “بتقليص الدعم وإصدار بطاقة تموينية”، وهو طرح جاء وإن أتى متأخرا خير من ألا يأتي أبدا ومخرج البطاقة التموينية أو التمويلية لأكثر الأسر فقرا، قدمته “الجديد” في غير تحقيق كحل لوقف نزيف الاحتياط على دعم السلع الأساسية، الذي ذهب بمعظمه إلى التجار الكبار.
وفي الطريق إلى الانهيار بعد انفجار الرابع من آب، برزت إلى الواجهة مبادرات إعادة إعمار المرفأ ووضعه على السكة، على أن يتكفل القطاع الألماني الخاص بذلك، ولكن بشروط بحسب تقرير ل- (رويترز) أشار إلى خطة مشروطة بمليارات الدولارات لإعادة بناء مرفأ بيروت، في إطار مساع لحض ساسة البلاد على تأليف حكومة قادرة على تجنب انهيار اقتصادي، وان بنك الاستثمار الأوروبي وافق على المساعدة في تمويل إخلاء المنطقة وإعادة بناء المنشآت.
دخلت ألمانيا من العنبر رقم اثني عشر إلى بيروت، قبل أن تشارك في ترسيم الحدود النووية بالمفاوضات النووية، حيث توجت المحادثات بين القوى العالمية وإيران في شأن الاتفاقية النووية، بما يشبه “الانفراجة” بعد الحديث عن عقد اجتماع حضوري الثلاثاء المقبل في فيينا، قد يكون أول فرصة لإجراء محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، في شأن الاتفاق المتعثر منذ الانسحاب الأميركي منه. لكن وسائل إعلام إيرانية قالت “إن طهران سترفض المحادثات غير المباشرة والرفع التدريجي للعقوبات”. ومن جهتها أكدت واشنطن أنها ستنضم إلى محادثات فيينا، وأبدت استعدادها لمحادثات مباشرة مع طهران.