أطلقت مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الايتام الاسلامية احتفاليات وفاعليات شهر رمضان المبارك من ساحة كنيسة بلدة جدرا في اقليم الخروب، بالتعاون مع البلدية بشخص رئيسها الأب جوزف القزي، في حضور المدير العام لمؤسسات الرعاية الوزير السابق خالد قباني ونائبة المدير سلوى الزعتري ومديرة مجمع الخروب للرعاية والتنمية نورما الزين ورئيسة مركز جدرا للرعاية التابعين لمؤسسات الرعاية ثروت حسن وشخصيات وكاهن جدرا جان خوري .
والقى الأب القزي كلمة لفت فيها الى “ان الاقليم هو النموذج الاساسي الكبير للبنان، لبنان العيش الواحد، والوحدة الوطنية، هكذا اردناه بإرادة وطنية جامعة، مسيحيين ومسلمين، ان نكون كلنا للوطن، وإلهنا واحد خالق السماء والارض”.
واثنى القزي على دور مؤسسات الرعاية”، مشيرا الى ان “نجاح هذه المؤسسات على مدى مئة عام ، تعني انها صادقة وشفافية بعملها وخدماتها الإنسانية”.
اضاف: “شهر رمضان هو شهر الخير وشهر المحبة، والصوم عند الجميع محطة روحية بحياتنا”. وقال: “من ساحة كنيسة جدرا نؤكد معا بأننا عائلة واحدة، وايماننا واحد هو ايمان بالله، وايماننا واحد بالوطن الواحد، العيش المشترك، فلنحافظ عليه من براثن العدو ومن الإرهاب، نحن مع ثقافة الحياة والعيش الواحد، كما تعلم هذه المؤسسات ودار الايتام الإسلامية، ونرفض باسمكم ثقافة الموت والإرهاب. انا ادرك تماما انه على المسيحي ان يدافع عن الإسلام الحقيفي، فنحن من جدرا ندافع عن منطق الإسلام وتعاليم الإسلام الحقيقية السمحاء، بحيث من يذبح ويهجر ويقتل ويفجر بإسم الإسلام هو براء من الإسلام، والإسلام براء منه. وايضا المسيحي الذي يفتعل المشاكل ويؤجج نار الفتنة والكراهية، ويعمل لقوانين طائفية، حيث كل طائفة تنتخب ناخبيها، نحن نرفض هذا القانون. نحن مع قانون عادل وتمثيل حقيقي، مع ان انتخب انا كمسيحي او مسلم المسيحي والمسلم في آن، لانهم هم نواب الأمة وليسوا نواب الطائفة، وان كنا في بلد قدره ان يكون طائفيا، لكن التنوع يغني الجميع، لا ان نتقاتل من اجل مركز، نحن مع قانون عادل ومنصف للجميع ويؤسس الى شراكة وقضية حقيقية بالفعل”.
ثم تحدث قباني الذي قال: “ان العيش المشترك ليس شعارات، بل هو خبز وملح، نتقاسمه نحن اللبنانيون جميعا، العيش المشترك هو تواصل وحوار حياة، وعندما اقول حوار حياة، يعني تواصل وتعاون وانفتاح ومصالح مشتركة وحياة مشتركة في الأعمال في المدارس في الجامعات، في الوطن وفي الحياة العائلية”.
واكد “ان العيش المشترك في لبنان هو حصانتنا، فلا نفتش عن حصانة خارج العيش المشترك، وخارج حياة وتواصل اللبنانيين وحوارهم وتبادلهم افراحهم واتراحهم. نحن اليوم في فرح، نحن نتحفل اليوم بشهر رمضان في باحة كنيسة بلدة جدرا، التي تشع بأنوار الإيمان، وهذا الإيمان هو الذي يوحدنا، ويقوينا ويحمينا ويحمي عائلاتنا، وهو الذي يجعلنا اقوياء في مواجهة الخير وكل من يريد التربص بشر بلبنان وباللبنانيين، هذا هو العيش المشترك الذي نحرص عليه، لا حياة لنا خارج العيش المشترك، لا يمكننا العيش الا مع بعضنا البعض وليس في تقوقع، قدرنا وخيارنا ان نعيش معا ونبني لبنان معا وان نكون موحدين وان نهتم بقضايا بعضنا البعض، هكذا نقوى وهكذا نبني لبنان. دار الأيتام الإسلامية هي دار خير وعطاء، وفي هذه الدار ليس هناك طائفية، ولا مذهبية، ولا عصبية ولا مناطقية واقليمية، هناك خير وعطاء واهتمام بالإنسان، كونه انسانا ويحتاج الى العناية والرحمة، ونحن نقدم هذه العناية والرحمة الى كل من يحتاجها، ولا ننظر الى الهويات ولا الى المذاهب والمناطق، هذه رسالتنا، وهذه رسالة الإيمان التي عشنا عليها وتربينا عليها، وسنستمر في رسالة الخير والعطاء والبناء والتنمية والإعمار من اجل النهوض بمجتمعنا، وبأنساننا والنهوض بلبنان، ومن اجل بناء وطن واحد ومجتمع واحد على قيم العدالة والحق والمساواة والإنفتاح والتسامح، هذا هو لبنان الذي نريده ونحبه، وهذا لبنان الذي سنعمل من أجله وندافع عن قيمه وعن مستقبله”.