الجمعة , 27 ديسمبر 2024

الجمهورية : التدويل قد يستعجل التأليف.. وبعبدا للحريري: في ‏أي عاصمة ستؤلف؟

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : كان الأسبوع المنصرم أسبوع بكركي بامتياز، فهل سيكون الأسبوع الطالع أسبوع تردّدات ‏مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، أم انّ التأليف الذي يدور في حلقة مفرغة ‏سيتصدّر المشهد السياسي مجدّداً إن من باب تفعيل الوساطات، او من زاوية الكلام الذي ‏يتردّد عن احتمال دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الكتل النيابية إلى الاستئناس ‏برأيها في سبل إخراج التأليف من عنق الزجاجة، وتحميلها مسؤولية خياراتها وقراراتها، ‏لأنّ السؤال الذي لا إجابة عنه بعد: ماذا ينتظر المسؤولون لتأليف الحكومة؟ وهل ‏ينتظرون مثلاً خراب البصرة؟

 

إستقطب التجمُّع الشعبي في بكركي السبت المنصرم كل التركيز السياسي والإعلامي ‏والشعبي، ونجح البطريرك الراعي في تقديم خطاب سياسي جاء مرناً في الشكل، وصلباً ‏في المضمون، شرح فيه الأسباب الموجبة التي دفعته إلى الدعوة لمؤتمر دولي، عازياً ‏السبب الرئيس إلى الفشل الذي أصاب البلاد وغياب النية والسعي لإخراجها من النفق ‏المظلم الذي دخلت إليه، خصوصاً انّ الدولة وصلت إلى الحائط المسدود، فحتى الحكومة ‏لم تبصر النور بعد، والناس جائعة وبلا أفق، والنظرة الدولية إلى لبنان على انّه تحوّل ‏فعلاً الى دولة فاشلة.‏

‏ ‏

فبعد كل المحاولات الفرنسية والمساعي لمساعدة لبنان، اصطدمت بجدار مصالح القوى ‏السياسية السميك، ولا يوجد اي مؤشر حتى اللحظة الى انّ باريس ما زالت مهتمة بتشكيل ‏الحكومة، لأنّ لا مصلحة لها في تبديد رصيدها في لبنان والظهور في مظهر العاجزة عن ‏تأليف الحكومة، فهي على أهبة الاستعداد لتسهيل ما يمكن تسهيله، وتقديم المساعدة ‏اللازمة، ولكن بعد تأليف الحكومة لا قبله، حيث زار رئيسها ايمانويل ماكرون لبنان ‏مرتين من دون نتيجة، وبالتالي لن يجازف بزيارة ثالثة قبل صدور مراسيم التأليف.‏

‏ ‏

ولا شك في انّ البطريرك نقل النقاش من أروقة الحكومة والفراغ والتعطيل، إلى النقاش ‏السياسي العريض الذي يذكِّر بحقبة 8 و 14 آذار عندما كان الانقسام السياسي بين ‏مشروعين سياسيين، فأخرج البطريرك النقاش من التفاصيل ودوامة الفراغ ودائرة ‏التعطيل، إلى التقدُّم بمبادرة تبدأ من لبنان ومن بكركي تحديداً وتنتهي في أروقة الأمم ‏المتحدة، ويلقى الراعي بمبادرته دعماً فاتيكانياً وتفهماً دولياً ودعماً شعبياً، حيث انّ الناس ‏تريد الخلاص من واقع اجتماعي أوصلها إلى خط الفقر والمجاعة.‏

‏ ‏

ولكن السؤال الأساس الذي يطرح نفسه: ماذا بعد مبادرة البطريرك؟ وما هي الخطوة ‏التالية التي سيلجأ إليها؟ وكيف سيتعامل معها الوسط السياسي المؤيّد والمعترض عليها؟ ‏وهل ستحظى بتأييد خارجي؟ وهل سيضع خطة عملية لتنفيذ مبادرته، خصوصاً انّه كان ‏قد دعا القوى السياسية التي زارته إلى تقديم الاقتراحات التي تراها مناسبة لإخراج ‏مبادرته من الأفكار المكتوبة إلى الترجمة العملية؟

‏ ‏

موفدون لبكركي

في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة، انّ موفدين للبطريرك من علمانيين ورجال دين، ‏سيتحركون في اكثر من اتجاه استكمالاً لحملة سياسية وديبلوماسية بدأت قبل 27 شباط، ‏وستُستكمل، بحثاً في سبل الخروج من الأزمة في ظلّ الظروف المتحكمة بغياب الحكومة ‏والشلل الذي اصاب معظم المؤسسات السياسية والدستورية والحكومية.‏

‏ ‏

وبعد “سبت بكركي” سيبقى الصرح البطريركي محجة لمجموعة من القيادات السياسية ‏والحزبية والوطنية، بغية تقويم ما بعد خطاب الراعي ومناقشة صاحبه في خلفيات ما ‏قصد وما يمكن القيام به في قابل الايام.‏

‏ ‏

وسيزور وفد من تيار “المستقبل” برئاسة النائب بهية الحريري بكركي قبل ظهر اليوم، ‏للتشاور مع الراعي في مضمون خطابه والتطورات المتصلة بالأجواء الحكومية، وذلك ‏في إطار جولة بدأها الوفد قبل ايام بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ‏على ان يلتقي لاحقاً شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، وتُستكمل الجولة بزيارة ‏المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في وقت لاحق من هذا الأسبوع.‏

‏ ‏

بكركي و”حزب الله”‏

تزامناً، كشفت مصادر مطلعة، انّ الاتصالات تجدّدت في الساعات الماضية بين اعضاء ‏اللجنة المشتركة ما بين بكركي و”حزب الله”، والتي يترأسها من جانب الحزب عضو ‏المكتب السياسي محمد الخنسا. وفي الوقت الذي لم تشأ مصادر قريبة من الحزب تأكيد ‏الخبر او نفيه، رغم اعتقادها انّ الإتصالات لم تتوقف بين الطرفين في اكثر من محطة، ‏عدا عن حركة اصدقاء مشتركين يتولون حمل الرسائل المتبادلة بينهما. وفي المقابل، لم ‏تستغرب مصادر قريبة من بكركي وجود مثل هذه الإتصالات الروتينية، لكنها لم تشر ‏الى اي معلومات تفصيلية حول توقيت التواصل ومضمونه.‏

‏ ‏

وفيما علمت “الجمهورية”، انّه لم يكن هناك ارتياح لدى اوساط قريبة من عين التينة الى ‏ما حصل في بكركي امس الاول لجهة بعض الهتافات والرسائل السياسية، قال عضو كتلة ‏‏”الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله: “لغبطة البطريرك أراؤه، ونحن لدينا آراؤنا، ‏هو يرى في التدويل حلاً لمشكلة لبنان، ونحن نرى في هذا الطرح تعقيداً للمشكلة، لأنّ ما ‏يهمّ الدول مصالحها ولها حساباتها، فالولايات المتحدة هي المؤثر الأساسي في الأمم ‏المتحدة، ولا تنظر الى الأمور إلّا من زاوية المصالح والأطماع الاسرائيلية. فالبطريرك ‏له توصيفه للوقائع والأزمة الحالية وأسبابها وطرق معالجتها، ونحن نختلف معه في هذا ‏التوصيف. فلا يمكن تجاهل العامل الاسرائيلي عند الحديث عن التدويل الذي هو خطر ‏على لبنان، ورأينا ما حلَّ في ليبيا والعراق وسوريا بسبب التدويل، فهل حمى المسيحيين، ‏أين هم المسيحيون في هذه الدول؟ فلو لم تدافع عنهم الدولة السورية والمقاومة لما بقي ‏منهم أحد هناك”. وأضاف: “البطريرك يعبّر عن وجهة نظر مجموعة من الناس الذين ‏اجتمعوا عنده، بينما هناك فئات واسعة من الشعب اللبناني لا تؤيّد وضع لبنان تحت ‏وصاية دولية، ولا أحد يستطيع اختصار الشعب اللبناني بموقفه من أي قضية، فهو يمثل ‏مرجعية لفئة من اللبنانيين، وهناك مرجعيات أخرى لها تمثيلها ولكل منها دورها، ونحن ‏نحترم هذه المرجعيات، وكل جهة تعطي المجد لمن ترى أنه أعطى المجد للبنان، وهناك ‏طرق لمعرفة رأي اللبنانيين منها الاستفتاء والانتخابات، ونحن لا نناقش في موقع بكركي ‏ودورها ومن تمثل، بل في الطرح السياسي الذي قدّمته وهو التدويل، الذي بيَّنت التجارب ‏أنّ دخول الدول على لبنان سيؤدي إلى تهديد وجوده”.‏

‏ ‏

وقال فضل الله: “يجب التفريق بين التدويل والمؤتمر الدولي من جهة وطلب المساعدة، ‏وعدم الخلط بينهما. فنحن لا نمانع في تقديم يد العون للبنان، وتجاوبنا مع المبادرة ‏الفرنسية، وهذا يختلف عن دعوة الدول لتفرض وصايتها على لبنان. فعدم اتفاق اللبنانيين ‏على حلول داخلية لا يعني استدعاء الدول الأخرى لتفرض وصايتها”. وأضاف: “ما ‏شهدناه في بكركي على مرأى ومسمع البطريرك، هو تجمّع لشتم فئة واسعة من ‏اللبنانيين، وتهجمّ على فخامة رئيس الجمهورية. فهل يُناسب بكركي والبطريرك ما جرى ‏أمامه من تعرّض لرئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلاد وبحسب العرف يمثل ‏المسيحيين في السلطة، وكذلك إطلاق الشتائم ضدّ فئة واسعة من اللبنانيين تمثلهم ‏المقاومة، وهذا لا يختص فقط بجمهور “حزب الله”، كنا نتوقع تصرفاً مختلفاً حول ما ‏حصل أمام البطريرك ولم نر أي ردّة فعل”. وتابع: “اللعبة مكشوفة في لبنان. هناك ‏محاولة استهداف لرئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” في الشارع المسيحي لتحقيق ‏مكاسب انتخابية، ولذلك يتمّ التصويب عليه تارة بشكل مباشر، وتارة أخرى على سلاح ‏المقاومة لتحميله مسؤولية الأزمة المالية والاقتصادية، وللقول للمسيحيين إنّ حليف التيار ‏هو المسؤول عن معاناتكم”. واشار الى “انّ سياستنا لا تقوم على المقاطعة نتيجة ‏الإختلاف في الرّأي، نحن أهل الحوار والتلاقي والوصول إلى تفاهمات وطنية، فهذا هو ‏الأساس لحل المشاكل الداخلية وليس استدعاء الدول الأخرى للتدخّل، بل يمكن الإستعانة ‏بها لتقديم العون والمساعدة لا أن تحلّ محل اللبنانيين. وعندما يقول البطريرك إننا نقاطعه ‏منذ زيارته للقدس فهذه شبهة لديه او ربما نسي، نحن كنا معترضين على هذه الزيارة، ‏لكن لم يكن ذلك سبباً لأي قطيعة، فهناك عدة زيارات علنية حصلت بعد تلك الزيارة، ‏ويفترض بدوائر بكركي أن تذكّره بها”.‏

‏ ‏

الراعي

وكان الراعي قال في عظة الاحد، انّ الذين احتشدوا في باحة البطريركية المارونية ‏‏”لدعم موقف البطريركية المطالب المجتمع الدولي بالوقوف الى جانب لبنان لكي يتمكن ‏ان يكون ارضاً للتلاقي والعيش معاً والاحترام بين المسيحيين والمسلمين ودولة للصداقة ‏والسلام المنفتحة على بلدان الشرق والغرب”. واشار الى أنّ “الحياد يمكنه تجنيب لبنان ‏النزاعات والحروب ويمكنه ان يحصّن سيادته بقواه العسكرية الذاتية”، ومؤكّداً أنّ ‏‏”الجموع احتشدت للمطالبة بعقد مؤتمر دولي خاص للبنان بسبب عجز الجماعة السياسية ‏عن الحوار”.‏

‏ ‏

الاستحقاق الحكومي

على الصعيد الحكومي، وفيما تشتد وطأة الأزمات الاجتماعية والخدماتية، لا تزال ‏مساعي تشكيل الحكومة تراوح مكانها، من دون أن يبدي المعنيون اي استعداد لتبادل ‏التنازلات حتى الآن.‏

‏ ‏

وابلغت مصادر سياسية الى “الجمهورية”، انّه اذا صحّ انّ الحريري يستعد لرحلة جديدة ‏الى الخارج تشمل موسكو وبرلين وربما لندن، فإنّ هذا يعني انّ ولادة الحكومة غير ‏واردة قريباً، بل هي مرشحة الى مزيد من التأخير المكلف. واعتبرت “انّ الضغط ‏الأميركي المستجد على السعودية من باب ملف مقتل جمال الخاشقجي، كان يجب ان ‏يشكّل فرصة أمام الحريري للتعجيل في تشكيل الحكومة”.‏

‏ ‏

بعبدا

ولم يُسجّل امس اي تحرّك على خط الاستحقاق الحكومي بين القصر الجمهوري و”بيت ‏الوسط” يوحي باستئناف البحث بين المعنيين في سبيل انجازه.‏

‏ ‏

ولخّص زوار قصر بعبدا لـ “الجمهورية” اجواء الرئاسة من ازمة تأليف الحكومة على ‏النحو الآتي:‏

‏1- “لو كان الرئيس المكلّف يريد فعلاً ان يشكّل حكومة، لكنا رأيناه في بعبدا يومياً، ‏يناقش ويعرض ويستمع ويقرّر مع فخامة الرئيس. بعبدا اقرب من اي عاصمة زارها ‏ويزورها. ففي اي عاصمة سيشكّل حكومة لبنان؟”.‏

‏2- “لو كان الحريري يريد تشكيل حكومة لكان تواصل مع جميع الكتل النيابية بلا ‏استثناء، وحتى ولو كانت حكومة اختصاصيين، فهي ايضاً تحتاج الى غطاء سياسي وثقة ‏الكتل”.‏

‏3- “لو كان يريد تشكيل حكومة لكان احترم الميثاق، أي الشراكة الكاملة بين المسيحيين ‏والمسلمين، واحترم الدستور لجهة صلاحية رئيس الجمهورية وهي صلاحية كاملة ‏وتشاركية مع صلاحية رئيس الحكومة في موضوع التشكيل، وإلّا لما كان المشرّع ‏الدستوري أعطى الرئيس صلاحية اصدار مرسوم التشكيل”.‏

‏4- “لو كان يريد تشكيل حكومة كان على الاقل أخذ من لائحة رئيس الجمهورية التي ‏سرّبها الحريري بنفسه. والواقع انّه لم يأخذ”.‏

‏5- “لو كان الحريري يريد تشكيل حكومة لكان رفع عدد اعضاء الحكومة الى 22 او ‏‏24، لكي لا يعطي رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط حصرية التمثيل ‏المذهبي، فيصبح مالكاً مثل الشيعة حق “الفيتو”، إلّا اذا كان المقصود ان تملك الطوائف ‏الاسلامية وحدها (سنّة وشيعة ودروز) القدرة على التعطيل ويمنع على المسيحيين ان ‏يمتلكوا اي ضمان داخل مجلس الوزراء. ثم ان يرفع العدد الى 22 واكثر، يسمح بالالتزام ‏بقاعدة الاختصاص، فلا يحصل اي وزير على حقيبتين لا علاقة لهما ببعضهما”.‏

‏ ‏

في “بيت الوسط”‏

وفي المقابل، ظلّ الجمود مسيطراً في “بيت الوسط”، ولم تُسجّل اي مواقف بارزة إزاء ‏اي حدث، وخصوصاً ازاء اي جديد يتصل بعملية تأليف الحكومة. ولم يُسجّل للرئيس ‏المكلّف سعد الحريري اي نشاط معلن، في وقت افادت معلومات لـ “الجمهورية” انّ ‏الحريري يعقد إجتماعات سياسية وديبلوماسية بعيداً من الاضواء، لرصد المواقف من ‏عملية التأليف، بعدما تحولت هذه المحطة مفتاحاً لمرحلة الإعمار والتعافي فور تشكيل ‏الحكومة، لتنطلق برامج الدعم الخارجية عن طريق الهبات او العقود والقروض ‏المخصّصة لقطاعات مختلفة، ولا سيما منها تلك التي تعني حياة اللبنانيين اليومية، ‏وخصوصاً في قطاع الطاقة والخدمات الطبية والتربوية.‏

‏ ‏

وعلى رغم هذه التحضيرات الجارية، فإنّ اوساط تيار “المستقبل” قالت لـ”الجمهورية”، ‏انّ عقبات كبيرة لا تزال تحول دون التوافق على التشكيلة الحكومية وتعوق ولادتها، ‏بالصيغة التي تحدثت عنها المبادرة الفرنسية التي ما زالت مطروحة على الساحة الدولية، ‏وهي تحظى بالإجماع ولم تتقدّم عليها اي مبادرة اخرى.‏

‏ ‏

كورونا

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس، حول مستجدات فيروس ‏كورونا تسجيل 2258 إصابة جديدة (2252 محلية و6 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي ‏للإصابات الى 375033 اصابة، وكذلك تسجيل 40 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد ‏الإجمالي للوفيات 4692 حالة منذ تفشي الوباء في شباط 2020.‏

‏ ‏

وتمّ أمس تحديث جدول مراحل التخفيف التدريجي لقيود الإغلاق، مع الإبقاء على تدبير ‏الخروج والولوج المعمول به إعتباراً من الساعة الثامنة وحتى الخامسة، مع إلزامية إرتداء الكمامةعند التنقل والتجول.‏

‏ ‏

مع الإشارة الى أنّ المؤسسات التي يستوجب على المواطنين الاستحصال على اذن من ‏المنصّة للذهاب اليها، هي الميني ماركت، والمصارف (50% من العاملين)، والمتاجر ‏الكبرى، والسوبرماركت، ومراكز التزلج، إضافة الى المجمعات التجارية (‏malls‏).‏

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *