أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، في حديث الى “إذاعة الشرق”، أن “القوات اللبنانية” “تركت الخيار لمناصريها بالتوجه الى بكركي يوم السبت لأنها لا تريد لا تسييس طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي داعم له، ولا “تحزيبه” كي تبقى بكركي هي المرجعية للمقاربة المطروحة”، معتبرا “ان ” صعود “القوات” الى بكركي ودعمها لمواقف البطريرك الراعي ليس له جانب طائفي بل بعد وطني لما يشكل هذا الصرح من مرجعية وطنية”.
وقال: “عندما يتبنى الشعب الطرح يأخذ الأخير الدفع اللازم ليتحقق. هذا ما نتمناه من توجه الناس الى بكركي وما بعده. يجب ان يكون هناك تماه بين الناس والمسؤولين أو المرجعيات لأنه يؤدي الى ديناميكية شاملة تقود الى تغييرات مجتمعية”.
واعتبر بو عاصي أن “لبنان في حالة كارثية على المستوى السياسي، فيما التجاذبات مستمرة ولا تأخذ بالاعتبار وضع المواطنين، وكذلك الأمر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ولا أفق اليوم للأسف”. وقال: “أسوأ ما يصيب مجتمعا يمر في أزمة هو عدم رؤية أي أفق للحل. الناس رأت في طروحات بكركي أفقا وباب أمل وإمكانا لعدم الاستسلام للأمر الواقع. لذا أعتقد انها ستلبي النداء وتتوجه الى بكركي السبت كي تقول ان لبنان بلدنا ولن نسمح لأحد أن يعمد الى خنقنا فيه إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا ولن نموت صامتين. وتأتي هذه الخطوة تمهيدا لأفق الحل أي الحياد وانفتاح لبنان على المجتمع الدولي”.
وشدد على “دور بكركي التاريخي والمبادئ التي تتمسك بها، وهي السيادة والتعددية وروح الديمقراطية”، معتبرا أن “هذه النقاط الثلاث في جوهر وجود لبنان، وبكركي مسؤولة عنها تاريخيا وتقف دائما بوجه أي مس بها، فهي حارسة الهيكل وهي لم تدخل ولن تدخل في زواريب السياس”، مؤكدا أن “القوات” “تعمل دوما للدفاع عنها”.
ورأى بو عاصي “أن اساس المشكلة اللبنانية سيادية – سياسية، وحلها لا يكون الا سياسيا – سياديا وتدوير الزواية لن يجدي”، وقال: “لا حرية بلا استقلال ولا خبز من دون حرية. من يتمسك بحريته سيلاحقه الرغيف، ومن يتخلى عنها يتخلى عنه الرغيف ويصبح ذليلا. لقد اختبرنا في هذا البلد طرح التمسك بالإستقرار على حساب السيادة، فكانت النتيجة أن خسرنا الاستقرار والسيادة. اليوم إما أن “نعوم” جميعا في هذا البلد وإما للاسف المطروح أن ننزل الى جهنم ولن ننزل. اليوم المعركة وجودية على تثبيت هوية لبنان”.
واكد ان “لا حلول مع هذه الطبقة السياسية، وذلك بدا بوضوح في طريقة تشكيل الحكومة الجديدة، إذ رأينا الخفة في التعاطي في ظل الازمة الكبيرة المستفحلة والفرصة الفرنسية التي كانت للاسف قائمة”.
وردا على سؤال، أجاب: “بناء على ما تقدم، “القوات اللبنانية” ما زالت على موقفها من عدم المشاركة في الحكومة ومن المطالبة بحكومة اختصاصيين مستقلين. الموقع الطبيعي لأي حزب في العالم هو داخل السلطة ليتمكن من تطبيق طروحاته كمشاركتنا في مجلس النواب، ولكن حتى الآن لا نرى ان الظروف مؤاتية للعودة الى السلطة التنفيذية، أما غدا فلكل حادث حديث. لقد قمنا بواجبنا تجاه الناس في عملنا الحكومي ويا ليت استطعنا خدمتهم اكثر”.
من جهة ثانية، أكد بو عاصي أن “القوات” “لن تتراجع عن المطالبة بالحقيقة في انفجار مرفأ بيروت مهما كان الثمن. لأننا لو تراجعنا نكون نشيح النظر عنها ونوافق على الجريمة ونحضر لجريمة اخرى. لا يمكن لأحد القفز فوق ضحايا المرفأ، يمكنه إما أن يدوس عليهم كما نشهد اليوم، وعذرا على التعبير أو ينحني أمامهم أو يعمل من أجل جلاء الحقيقة”.
ورأى “أن جريمتين حصلتا في مرفأ بيروت: أولهما جريمة الإهمال أو التواطؤ، والثانية التي نشهدها اليوم وهي جريمة تضييع الوقت والمماطلة بالتحقيق وعدم الكشف عن الحقيقة، لذا توجهنا الى لجنة تقصي حقائق دولية لأن الأمين العام للأمم المتحدة يمكنه تشكيلها بلا عودة الى مجلس الأمن حيث قد يقابل طلب لجنة تحقيق الدولية بفيتو روسي”.
وعن موضوع التقليح ضد جائحة كورونا، أعلن بو عاصي أنه طالب بعقد اجتماع للجنة الصحة النيابية بأسرع وقت، كونه عضوا فيها “من أجل رؤية اللاعبين في حملة اللقاح وجهاز الرقابة المستقل الذي طالب شخصيا به، كي يفيدوا كيف حصل الخلل وما سببه وما السبل لعدم تكراره”، وقال: “أنا من واجبي التشريع ومراقبة الحكومة بكل حزم، لأنني أمثل كل الامة، وعلي معرفة الحقيقة وتبليغ الناس بها”.
وشدد على أن “المشكلة ليست بالخطة أو بنوعية اللقاحات، بل لدينا علامة استفهام على تنفيذ الخطة وعن البطء بالتنفيذ، فيما نحن أمام سباق بين الاصابة وتحول الفيروس وأخذ اللقاح للوصول الى المناعة الجماعية. اذا استمر التلقيح وفق الوتيرة الحالية فهذه المناعة لن تتحقق إلا بعد 4 سنوات، لذا يجب الاسراع بهذه الوتيرة والاستعانة بالقطاع الخاصة لاستيراد اللقاحات”.
وردا على سؤال قال: “انا لا أضع جهدا لأتكلم لغة الناس، فأنا منهم. موقعي الطبيعي معهم، وأرى في بيوت أهلنا صرخة وجع تخنقها الكرامة. الفقر يضرب الكل ونشهد انهيارا شاملا للمنظومة، وللأسف هناك ألم كبير عند رؤية أناس قاوموا وضحوا بكل شيء وأوصلوهم الى هذا الوضع. كما ان الفقراء الجدد ظاهرة مرعبة، حيث انهم ربما يملكون منازل مرتبة ولكن اموالهم محجوزة واصبحوا عاطلين عن العمل”.
وختم بو عاصي: “العهد ليس قويا، لأن هناك مؤشرا للقوة وهو الوضع الاقتصادي والمعيشي والثقافي، فإذا “كان هيك قوي كيف لو كان ضعيف؟”.