أقامت مدرسة كوثرية السياد الرسمية، احتفال “إحياء التراث اللبناني”، تحت عنوان “كان يا ما كان”، بدعم من البلدية وبرعاية وحضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعقيلته.
حضر الاحتفال رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر، ممثل المنطقة التربوية في محافظة الجنوب ذيب فتوني، عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، رئيس بلدية كوثرية السياد محمد علي موسى، مدير مدارس المصطفى الشرقية محسن جواد وشخصيات وفاعليات وأهال.
بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب من المربي حسين صالح، قدم طلاب من المدرسة رقصات فولكلورية وتراثية، ثم ألقى مدير المدرسة ابراهيم قاسم كلمة، شكر فيها اللواء ابراهيم “ابن هذه البلدة العاملية على رعايته هذا النشاط والمعرض التراثي في هذه المدرسة، الذي يقام بفضل جهود فاعليات من مناطق مختلفة واهالي البلدة، وباقتراح من الاساتذة والمعلمين وبدعم من البلدية”.
ووصف النشاط ب”العمل الدؤوب لعرض ما تبقى من تراثنا، ولتعريف الاجيال القادمة على تراثهم والحفاظ عليه، وقد تم انجاز هذا العمل بفضل تعاون مختلف الافرقاء”، املا ان “يكون خطوة جديدة من تضافر الجهود نحو وطن اسمى وابهى في مختلف الميادين”.
ثم ألقى راعي الاحتفال كلمة، فقال: “بلدتي الحبيبة كوثرية السياد، هي البلدة التي أحمل لها ومنها كل الحب والوفاء. بشوارعها وازقتها، بالحقول، بالنورج على البيدر، بصخورها، بعينها التي لم تزل تصارع الايام، رافضة ان تغور في ذاكرة التاريخ. بلدتي، هي بدايتي والمدى الرحب الذي فيه نشأت. هي هويتي التي أفتخر بالانتماء اليها، هي التاريخ لكل الحلو من الايام. مهما قلت لن أنتهي سردا، ولا كلاما ولا شوقا لتلك المرحلة حين كانت البداية…حيث تعلمت ان البساطة تصنع السعادة، وأن المروءة والاخلاق هما من صنيعة الجذور”.
أضاف “أود ان اشكركم من صميم القلب لتنبهكم لأمر التراث اللبناني، بما يعني التعلق بجذورنا، وربط حاضرنا ومستقبلنا بماضينا بوثاق من تقاليد مهمة، تعيدنا الى الأصول التي تصون القيم والاخلاق، وكم نحن بأمس الحاجة اليهما في هذه الايام، حيث محاولات قتل القيم وطمس التاريخ، وصولا الى قتل الانسان ودفن التقاليد والاخلاق، وكل ذلك بإسم التطور والتقدم”.
وتابع “ما أراه اليوم، وأنتم تحيون التراث اللبناني، إنما هو الرد الثقافي المناسب والحضاري، ما يعكس تمسكنا بقيمة الانسان ورفض تحويل اطفالنا واجيالنا الصاعدة الى ما يشبه الألات والدمى، التي تفتقد الى روح الحياة وجوهرها”.
وقال: “وأنا اتطلع الى وجوهكم، أشعر بأنكم أحييتم فينا الينبوع، وايقظتم لديناالذاكرة،اعدتمونا الى البدايات والى الحضارة، لأنه من لا تاريخ له لن يكون بالطبع له مستقبل، ولا حتى حضور او وجود”.
أضاف “ها هي الدول تتصارع على الارض محاولة الغاء هويات بعضها بعضا، وأول ما يفعله المحتل هو طمس تاريخ الشعوب، وصولا الى اقتلاعها من ارضها ومن جذورها. ها هم الارهابيون التكفيريون يحطمون المساجد والكنائس، يدمرون القلاع الأثرية والمتاحف. ما حصل ويحصل في بلداننا وما جرى في افغانستان وسوريا والعراق، من قبل هؤلاء وعلى رأسهم “داعش” خير دليل، دون ان ننسى ما قامت به ايضا اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومحاولاتها المتكررة لتهويد القدس تاريخ المسيحية والاسلام، بهدف محو كل ما له علاقة بتاريخ شعوب المنطقة وحضارتها، حتى وصل بها الامر في جنوب لبنان الى اقتلاع اشجارنا المعمرة، الغارسة في عمرالتاريخ، لأنه ان اردت قتل شعب فما عليك الا محو ذاكرته وتحطيم ماضيه، فالتراث هو هوية الشعوب، واجبنا الحفاظ عليه ومقاومة من يخطط لاقتلاعه، وبالتالي رفض الانصياع او السير وراء ثقافة الغير على حساب ثقافتنا، كي لا يحتل المحتل هذه الذاكرة ويلغي تاريخنا. من هنا يأتي الرد الثقافي والحضاري على منع تنفيذ التخريب والتجهيل. فالدول الاكثر حضورا ووجودا هي تلك التي تحفظ تاريخها وترعى قيمها، فما صنعه الآباء والاجداد سيبقى مفخرة لنا ولكم”.
وتابع “دعونا نستغل هذه المناسبة المحببة الى قلوبنا لنعمل معا، وعلى مستوى بلدتنا الحبيبة، وكل قرية في لبناننا العزيز، لتكون فيها قاعات تحوي بعضا من تراثها، وقصصا من تاريخها وحاضرها تبقيها للمستقبل، تتوارثها الاجيال، يكون الوريد الذي يربطهم ببعضهم بوثائق لا تمحى، وتجعل قوة الاستمرار مستمدة من قوة التاريخ وحضوره الدائم”.
وختم “أشكركم من صميم القلب لاتاحتكم الفرصة لي بأن اشارككم هذه المناسبة الجميلة، حاملة القيم، علها تتكرر سنويا، لنحتفل بها ونورثها لابنائنا وللقادم من الاجيال”.
بعد ذلك، قدم طلاب من المدرسة بعض “الاسكتشات” من وحي المناسبة، وكانت كلمة للمربي حسن عباس، وكلمة شكر باسم الهيئة التعليمية القتها المربية سوزي كجك.
ثم قدم مدير المدرسة درعا تقديرية للواء عباس، الذي قص الشريط التقليدي لافتتاح المعرض التراثي والمأكولات البلدية وجال والحضور في ارجائه.