الإثنين , 23 ديسمبر 2024

الحريري في مقابلة تلفزيونية: العلاقة مع حزب الله ربط نزاع وهناك أمور أختلف فيها معهم ولن اوقف مصالح البلد والمواطن بسبب هذا الخلاف

وصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري العلاقة مع “حزب الله” بأنها “ربط نزاع”، وقال: “هناك أمور أختلف فيها معهم، من هنا إلى يوم الدين، في موضوع سوريا وسلاحهم وطريقتهم في توجيه السلاح إلى داخل البلد، ولكني لا أوقف مصالح البلد والمواطن وتحريك الاقتصاد بسبب هذا الخلاف”، معتبرا أن “خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا تفيد لبنان لا من قريب ولا من بعيد”.

وقال في مقابلة أجراها معه الاعلامي احمد عدنان عبر قناة “روتانا خليجية”: “أنا أخذت قرارا في لبنان أن لدينا سياسة النأي بالنفس، ونحن كتيار المستقبل أخذنا قرارا بدعم الشعب السوري بشتى الوسائل السياسية والإعلامية وحتى الإنسانية، أما في ما يخص القتل وكل هذه الأمور، فلا نتدخل بها”.

وأكد الرئيس الحريري أن “علاقاته ممتازة مع كبار المسؤولين السعوديين”، موضحا أن “المشاكل التي تعاني منها شركة “سعودي أوجيه” هي قيد المعالجة”. ودعا “الخليجيين والسعوديين إلى العودة لزيارة لبنان بلدهم الثاني”، وقال: “قد تسمعون كثيرا عن اختلافات سياسية تحصل في لبنان، الا انكم تعرفون ان الشعب اللبناني شعب محب ومضياف، وقد استقبل هذا البلد على الدوام أهل الخليج والسعوديين في كل المراحل، ولبنان بخير الحمد لله”.

سئل: انت تزاملت مع الوزير عادل الجبير في الولايات المتحدة الاميركية، هل كان من عشاق الكبسة التي يطبخها سعد الحريري؟
أجاب: “كان اكثر انسان يقول انه يعرف طهوها لكن فعليا كان اكثر شخص يأكلها، علمني الصديق الاخ عبد العزيز النويصر كيف اطبخها، والى الان نطبخ الكبسة عندما نذهب الى الرياض”.

سئل: ما الذي لا يعرفه السعوديون عن عادل الجبير؟
أجاب: “عادل قارئ كبير، يقرأ كثيرا وهو يدرس ملفه حتى النهاية، وهذا ما يميزه ربما عن الاخرين، فهناك الكثير من الامور التي يدرسها الانسان ويقرؤها ويتعلم منها لذلك تكون لديه طريقة الرد السريع في بعض الاماكن، مثلا عندما واجه في المانيا محاولة اتهام الاسلام او المملكة بالعنف، كانت سرعة جواب الوزير عادل الجبير لها معاني كبيرة جدا”.

سئل: على ذكر ابنك الكريم حسام وأسرتك لماذا تعيش اسرتك في السعودية؟ لماذا ليس في فرنسا؟
أجاب: “أريدهم ان يعيشوا حياة طبيعية، انت تعرف ان هناك خطرا امنيا علي في لبنان والحياة ستكون صعبة بالنسبة لهم، ونحن نعتبر ان المملكة احتضنتنا واحتضنت الوالد وهي بالنسبة لي بلدي الثاني”.

سئل: جدة بالنسبة لك تعني نشاطين مهمين الهارلي والغوص، لماذا؟ الغوص مفهوم ولكن لماذا الهارلي في جدة اكثر من الرياض؟
أجاب: “تعلمت الغوص أولا في جدة وتعلمته في بيت صديق، والحمد لله صرت هاو للغوص، الهارلي تعلمت عليه مجددا عندما صار عمري 30 عاما، عبد العزيز هو من اشترى لي اول هارلي، “ما كنت اعرف اركب” بدأت اتدرب عليها في جدة، ثم دخلت في ” الهارلي كلوب”، كنت من الناس المزعجين في الهارلي”.

سئل: هل حصلت على مخالفة يوما ما؟
أجاب: “الحمد لله أنني مواظب وأسير وفق القانون”.

سئل: هل سنراك تركب هارلي في بيروت؟
أجاب: “لم لا”.

سئل: دولة الرئيس الناس تعرفك ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما بدأت العمل في قطاع المقاولات في “اوجيه” هل بدأت كرئيس او بتدرج طبيعي؟
أجاب: “عملت لمدة سنتين في كل الاقسام في الشركة ثم اصبحت مساعدا للمدير العام لمدة سنتين بعد ذلك بدأت اتسلم المهام. عملت في الاقسام من الموقع الى المحاسبة الى القسم القانوني والكمبيوتر وكل الاقسام في الشركة، ثم كنت مساعد مدير عام لمدة سنتين ورأيت كل ما يحصل في الشركة”.

سئل: ما هي المشاريع التي تفتخر انك انجزتها؟
أجاب: “كل المشاريع التي أنجزناها، أحد المشاريع التي أفخر بها هي قصر المؤتمرات في الرياض، هذا كان تحديا كبيرا بالنسبة لكبر القاعات، وهو أُنجز في وقت قصير وكان الملك عبد الله رحمه الله يريد إنجازه في وقت قصير جدا، لانه حينها كان يريد ان يعقد مؤتمر الارهاب فيه، والمشروع الثاني هو بيت الامير سلطان في أغادير، أتذكر انه عندما اجرى عملية كان لديه فترة علاج فيزيائي، وكان يجري هذا العلاج وقد أنجزناه بمدة شهرين، وهذا كان من اكبر التحديات التي قمنا بها”.

سئل: قلت لي ان الاسئلة ليس فيها خطوط حمراء من هنا أسألك صراحة عن اخبار “اوجيه” التي كانت تتصدر وسائل الاعلام ومشاريع عملاقة في فترات قياسية، الآن إما سحب مشاريع او توقيف رواتب، لِم تغيرت الصورة؟
أجاب: “هناك تغير في المملكة ونحن كشركات مقاولات في السعودية كان يجب عليها ان تعود وتتأقلم، هناك مرحلة تتخذ فيها الضوابط، ولا شك ان الصدمة كبيرة بالنسبة إلى شركة سعودي اوجيه، وتعلم انني لا اديرها الآن، يومها كان أخوتي يديرونها وكان هناك مدراء عامون آخرون يديرونها، بعدما دخلت أنا في السياسة لم اركز على عمل الشركة. كنت في لبنان ودخلت هذا المجال بشكل كبير وكانت هناك تحديات كبيرة جدا في لبنان، وموضوع الشركة بالنسبة لي كان ثانويا ولكن إن شاء الله تحل الامور عاجلا أو اجلا، لأنه توجد مستحقات وأمور يجب ان تحل، ويوجد فريق عمل يعمل على هذا الموضوع وان شاء الله ينتهوا منه”.

سئل: الشركة مرتبطة بآلاف الاسر، هل نطمئنهم انهم سيستلمون رواتبهم وتعويضاتهم؟
اجاب: “اقول لهم امرا واحدا، في المملكة لا يوجد شخص لا يأخذ حقه، خاصة ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قال بكل صراحة ان اي شخص لديه مستحقات من الدولة سيحصل عليها بالتاكيد، ونحن معظم عملنا مع الدولة”.

سئل: ربما هناك من لامك لأنك لم تكن على تواصل مباشر مع العمال، ربما انت كرب للشركة لو تواصلت معهم بشكل مباشر؟
أجاب: “لا احب ان ادمج الامور، انا دخلت في معترك السياسة وعملت ووضعت كل وزني في السياسة، ربما حصلت اخطاء وان شاء الله نصححها”.

سئل: كما قلت كان الرئيس رفيق الحريري في لبنان وانت كنت على رأس الشركة في الممكلة، وكانت في ذروة النجاحين سياسيا وفي المقاولات، عندما استلمت التركة كلها على كاهلك حصل اختلاف، ما هي اكثر الصعوبات التي واجهتك؟
أجاب: “السياسة، انت تعرف ان استلام السياسة من شخص كبير مثل رفيق الحريري ليس سهلا، وأن تحاول اكمال هذه المسيرة التي قُتل لأجلها رفيق الحريري، قُتل لانه كان يبني البلد، قُتل لأن لديه مشروع عربي يريد تثبيته في لبنان، قتل لأنه رجل معتدل، قتل لأن لديه نظرة في العالم العربي لا يتوافق معها الآخرون، لذلك كان من الصعب أن أكمل هذه المسيرة، خاصة وأن خبرتي السياسية فيها لم تكن في المستوى الذي يجب ان تكون عليه. مثلا عندما استلمت العمل في الشركة بقيت اربع سنوات حتى تسلمت زمام الأمور فيها، هنا استشهد الوالد رحمه الله في 14 شباط وانا استلمت العمل السياسي بعد ذلك بشهر، تستلم كما من العواطف والمواقف المسبقة التي لا تستطيع بلحظتها ان تفرق فيها بين الصح والخطأ، عندما افكر بالوالد اليوم ارى انه كان رحمه الله اكثر انسان يحاول تدوير الزوايا وجمع اللبنانيين حتى على خلافهم يستطيع ان يجمهم، وهذا واجبي اليوم، كنت اسير في مرحلة من المراحل في الانقسام وبرأيي كان يمكن لكثير من الامور ان تكون مختلفة لو أننا عملنا بفكر الوالد”.

سئل: الحديث عن الوالد يفرض علي سؤال، شئنا ام ابينا، توضع احيانا مقارنات بين اداء سعد الحريري واداء رفيق الحريري، وانت احيانا تكرسها بأن تقول دائما لو كان رفيق الحريري كذا كان فعل كذا وكذا، الا ترى ان هذا يزيد العبء عليك؟
أجاب: “لا على العكس. يوجد فرق بين الاشخاص. يوجد شخص يقول لك اريد ان ابني نفسي بنفسي وانسى التاريخ ويوجد من يقول انني اريد ان ابني على التاريخ وهو الحمد لله تاريخ مجيد جدا ومليء بالانجازات، برأيي انجز رفيق الحريري الكثير من الامور وكانت لديه خلطة سحرية بالنسبة الي، خلطة رفيق الحريري السرية هي ان الاماكن التي توجد فيها تحديات كثيرة كان “يجوهر” فيها رفيق الحريري. ربما كان يخسر في بعض المعارك السياسية ولكنه كان يربح قلوب الناس، وكان يخسر احيانا أخرى قلوب الناس لانه كان يفكر بمصلحة البلد. أذكر لك مثلا حادثة صغيرة عند حصول حوادث الضنية التي كان فيها بعض المتشددين المتطرفين ضد الجيش هناك، يومها جمع رفيق الحريري كل المشايخ وقال كلاما لم يتوقعه احد في شهر رمضان المبارك، انه يجب ان نحترم الدولة واننا نقف وراء الجيش. شخص غير رفيق الحريري كان اقتنص هذه الفرصة حتى يكسب المزيد من الشعبية ويهجم في مكان اخر، الا انك اذا اردت ان تكون مسوؤلا عن دولة وعن مستقبل فيجب عليك ان تقف مع المؤسسات الوطنية للبلد. هنا الفرق بين رجل الدولة ورجل همه القليل من الشعبية. لا شك انك تربح هذه الشعبية الا ان هذه الشعبية يمكن ان تضرك في مرحلة من المراحل لأنها ستضعك في صدام مع الدولة. انت اليوم مشروعك المؤسسات والدولة وغيرها. لذلك الشعبوية امر مهم جدا شرط أن تكون لمصلحة البلد. حصلت انتخابات في فرنسا اليوم، وكان يوجد مرشحان، مرشحة تستعمل الشعبوية والكلام العنصري للتقدم في مآربها السياسية، وكان يوجد مرشح يقول انني اريد فرنسا المختلطة التي تجمع الجميع وتتحاور مع الجميع من جميع الاديان. كان لرفيق الحريري هذه الخلطة السحرية”.

سئل: سأعود بالتفصيل الى لبنان ولكن اريد ان اكمل ملف “اوجيه” خاصة وانك شرفتنا في الحديث عنه لاول مرة، وانت من اكبر المتابعين على “توتير” ووسائل التواصل الاجتماعي، هناك صور جديدة عن “اوجيه” لم تكن موجودة في السابق، اولا انها شركة فوق القانون ويضربون مثلا بموضوع السعودة هل انتم ملتزمين ببرنامج السعودة؟
أجاب: “نحن كنا من الشركات التي تصنف في المنطقة الخضراء، رغم أن هناك شركات أخرى في المنظقة الحمراء وغيرها”.

سئل: انت دعمت شخصيا توظيف المرأة السعودية في اوجيه، اعطينا تفصيلا في هذا الامر؟
أجاب: “كنت ارى ان مشكلتنا في السعودة هي انه يجب، في اي مكان في العالم ان يتم تطوير الناس، فقد يكون هناك أشخاص يتم توظيفهم وليس لديهم الخبرات ولكن واجبك كشركة ان تطور هؤلاء الاشخاص كي يصلوا الى الاماكن التي يريدون الوصول اليها، قد توظف اليوم شخصا عمره 18 او 21 عاما، كمحاسب او كحرس، ولكن قد يكون هذا الشخص بحاجة إلى تعلم الانكليزية او غيرها، لذا يجب محاولة تطويره”.

سئل: في الصورة عنكم، انكم شركة تأخذ كثيرا ولا تقدم ما يوازي في المقابل وتحديدا في موضوع المسؤولية الاجتماعية؟
أجاب: “سأقول لك كيف نعمل نحن ولغاية الآن نعمل بهذه الطريقة ولن نغير هذا الامر. رفيق الحريري لم يعرف احد انه كان يعلم 40 الف طالب حتى استشهد، نحن لم نعمل يوما بهدف الدعاية، وعندما انشأنا مركز تدريب للسعوديين لم ننشر الخبر ونقول بالاعلام كذا وكذا. نحن لا نقوم بشيء كي “نربِح الناس جميلة فيه”، هذا الجميل نقوم به لانه واجب وطني، وهذا واجب على الانسان ان يقوم به كي يبني أخيه الانسان، رفيق الحريري قام بآلاف المشاريع. انا هنا في لبنان لا يعرف احد ماذا أفعل، قمت بمشاريع وغيرها ولكن عندما يأتي الفريق الاعلامي الي ويقول لننشر هذا او نعلن عن ذاك، اقول لهم لماذا كي يقول الناس انني “اربحهم جميلة”، انا لم اقم بهذا الامر كي “اربحهم جميلة” وهذه كانت سياستنا سواء في المملكة او في لبنان. لذلك لدينا مشاريع لمساعدة طلاب وتولينا تدريس طلاب وقدمنا رعايات للطلاب في الجامعات والمدارس، هناك مئات الطلاب يدرسون مجانا، ولكن نحن لا نقول فلان علمناه دفعنا له او فلان لم نعلمه، وهناك مشاريع كثيرة قمنا بها ولكن سياستي كانت كما سياسة الوالد رحمه الله، أنني في هذه الامور أقوم بما أريد القيام به وانتهى. انت تقوم بهذه الامور لماذا؟ للدعاية لنفسك او لله سبحانه وتعالى، اذا كان لله سبحانه وتعالى فاطمئن الله يعلم بما تفعله”.

سئل: سأسألك عن معهد رفيق الحريري كم خرج من السعوديين تقديرا؟
أجاب: “اظن ما يفوق الثلاثة آلاف”.

سئل: أنت كرجل عملت في التنمية السعودية طويلا لماذا تعاني السعودية كلما هطلت الامطار؟ وهل دخلت او وقعت “اوجيه” في هذا الفخ في احد المشاريع ؟
أجاب: “أتذكر انه في موضوع الامطار صارت مشكلة في الانفاق في طريق الملك عبد الله وهذا المشروع كنا قد سلمناه منذ سنوات وكانت الصيانة مع فريق من شركة اخرى. المشكلة في هذا الموضوع هي في المتابعة الحقيقية فعندما يتم بناء نفق وتعرف ان هناك مشكلة امطار في بعض الاماكن فكل الانفاق مجهزة وقبل ان يأتي موسم الامطار. نحن كذلك نقوم بهذا الأمر هنا في انفاق المطار رفيق الحريري وغيره، كل نفق مجهز وقبل الشتاء يجب تنظيفه لأنه مع الترسبات خلال هذه الفترة التي ليس فيها امطار تغلق الانابيب واذا لم يتم تنظيفها تصبح هناك مشكلة، حينها اتهمونا ان المشكلة من عندنا ولكن فعليا ليست لدينا، بل يوجد امر اخر، يوجد اماكن عندما تهطل الامطار بشكل غير طبيعي، وهذا من عند الله سبحانه وتعالى، وهذا لا يحصل فقط في السعودية بل يحصل ايضا في اميركا واوروبا ويحدث في مناطق اخرى، هناك اماكن تبني حسب الـمواصفات التي تحميك لنقل من 100 ملمتر مكعب، لكن اذا هطلت كمية 700 ملم لا يحميك شيء، هذا مثل الزلزال”.

سئل: هي ازمة مواصفات او مقاولات او صيانة؟
أجاب: “في اماكن مثل ما كان يحصل في جدة وتتم معالجته، بالتاكيد هناك مشكلة في كل الـنظام من الفساد وغيره، وفي الوقت عينه ما حصل في بعض الاماكن الشركات التي كانت تتابع صيانة هذه الطرق لم تكن تتبع المسار الذي يجب ان تتبعه، حصل هذا المشكل في هذا النفق واذكر انني تدخلت شخصيا وارسلت فريق صيانة مع انه لم يكن لي دخل بالشركة، ويومها ساعدنا البلدية”.

سئل: هل ما زالت الان هناك شركة اسمها “سعودي اوجيه”؟
أجاب: “هي تقوم ببعض مشاريع الصيانة فقط”.

سئل: لماذا نسمع كثيرا عن ازمة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف فيما يخص رواتب العاملين وهي ايضا لها علاقة بكم؟
أجاب: “هذا له دخل بالعقد، صراحة لست متابعا للتفاصيل منذ فترة، لانه يوجد فريق يعمل هذه الامور. لكن ما اعرفه انه كان يوجد عقد لإدارة المجمع ووضعت تعديلات على هذا العقد ولم تطبق، وحصلت ازمة”.

سئل: شخص مثلكم عمل فترة طويلة في التنمية السعودية، جاءت رؤية 2030 التي تغير اولا شكل الاقتصاد من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج، وكذلك الامر تشغل التنمية حيزا كبيرا فيه، هل ستنجح هذه الرؤية؟ وما هي قراءتك لها؟
أجاب: “نحن في عالم يتطور، واذا وقفنا مكاننا توجد مشكلة. ربما يتكل العالم اليوم على البترول ولكن ربما لن يتمكن من ذلك بعد عشر سنوات، خاصة ان كل العالم يتجه الى الطاقة البديلة وغيرها من الطاقات. لذا بالتاكيد ان رؤية 2030 هي رؤية تخرج السعودية من اقتصادها الموجود اليوم وتنتقل الى اقتصاد مختلف، ولكي يتم ذلك توجد طريقتان، أن يؤمن البعض انك تقوم بانتقال مرحلي بطيء او يوجد ما يسمى التحول، انا من الاشخاص الذين يؤمنون بالتحول، اؤمن اننا في عالمنا العربي والاسلامي لا يمكننا ان نستمر في النظر الى امجادنا وما قمنا به. نعم كنا متقدمين في مرحلة وتصدرنا في بعض الامور عندما كانت لدينا هذه القوة الاقتصادية، الا اننا وصلنا الى مرحلة من الترهل، واذا لم نجر تحولا كبيرا في اقتصاداتنا العربية او الاسلامية وخاصة ما اراه في الـ 2030 ليس انتقالا في الاقتصاد بل تحول كبير جدا في الاقتصاد، وما يحصل. نعم توجد مرحلة تعاني منها لكن مرحلة ما بعد هذه المعاناة صغيرة في حياة الشعوب والدول وهي ” لا شيء”. فمثلا في العام 1992، كانت هناك انتخابات في اميركا بين جورج بوش الاب وبيل كلينتون، بوش قام بتبديل القوانين كي يغير باقتصاد اميركا فكانت المرحلة التي عاشها بالاقتصاد، هو ربح الحرب، ولكن الاقتصاد في السنوات الاربع كان منحدرا، وفي آخر شهرين او ثلاثة من ولايته بدأت القوانين التي وضعها والتي غيرها بالنسبة للأميركيين تعطي ايجابياتها. لذلك كان عهد كلينتون الذي يعتبر العصر الذهبي للاقتصاد الاميركي بفضل ان جورج بوش قام بكل التغييرات اللازمة في اميركا لكي تتغير. لذلك عندما تريد ان تقوم بتحول ما هناك مرحلة يقع فيها التشنج ، وانا ارى ان الرؤية التي تطبق في السعودية هي رؤية فيها نظرة مختلفة وهو تحول فعلي، وأنا أرى أن نجاح هذا الموضوع يعود الى السعوديين، اذا كانوا يريدون فعلا رؤية تحول في بلدهم ام لا”.

سئل: لديك قصص كثيرة مع ملوك المملكة العربية السعودية، لديك قصة مشهورة مع الملك فهد ليتك ترويها للمشاهدين؟
اجاب: “عندما بدأت بالعمل في السعودية عام 92، كان الوالد قد انتقل الى لبنان وبدأت اعمل وكنت لا ازال انتقل من قسم الى آخر في الشركة. في تلك الفترة لم اكن اعرف الملك جيدا، ولكنه يعرف أنني ابن رفيق الحريري. بعد فترة، تطلب مواعيد من الوزراء ولكنهم لا يعرفونك جيدا. وفي يوم ما كان الملك يخرج من السفرة سلمت عليه فأمسكني من يدي وجلسنا وسألني عن الوالد وكثير من الامور، وعندها فهم الناس أنني شخص قريب ففتحت كل الابواب أمامي”.

سئل: المشاهدون لم يروا هذا القلم؟
أجاب: “هذا القلم اعطاني اياه الملك عبد الله رحمه الله”.

سئل: متى؟
أجاب: “في احدى الجلسات، طلب مني أن اكتب شيئا، فكتبت بقلمه، ثم قال لي: ” خليه هذا هدية مني الك”.

سئل: عندما ربحت في انتخابات 2009 عقدت لقاء تاريخيا مع الملك عبد الله. ماذا حصل في هذا اللقاء؟
أجاب: “حينها لم يكن هناك احد يصدق اننا يمكن ان ننجح بالانتخابات وكانت كل التقارير من كل السفارات تأتي اننا كفريق 14آذار حينها لن ننجح وسنخسر الانتخابات والفريق الآخر سيربح. والحمد لله الملك عبد الله كان يثق بنا وكان يريدنا ان نربح، وهو كان داعما لنا. وعندما ربحنا في الانتخابات وقابلته رحمه الله قال ان هناك كثيرا من الناس حاولوا ان يجعلوني اشك بك ولكن قراري كان في محله”.

سئل: حين تبث الحلقة يكون قد مر ايام على ذكرى 7 ايار ، انذاك تلقيت اتصالا من الملك عبد الله بن عبد العزيز وانت في قصر قريطم محاصر. ماذا حصل في هذا الاتصال؟
أجاب: “قال لي ان هناك خطرا ويجب ان تخرج، قلت له اخرج جثة ولكن لا أهرب ولا اترك أهلي في بيروت”.

سئل: ما هي القصة التي ستخصنا بها والتي حصلت بينك وبين الملك سلمان؟
أجاب: “كانت هناك قصص كثيرة مع الملك سلمان لأنه شخصية قريبة جدا، ولكني سأروي لكم قصة لا يعرفها احد. في يوم كنت ذاهب لتأدية واجب عزاء، ولكني كدت أن أتعرض لحادث فأوقفت السيارة وحصلت ملاسنة بيني وبين الشخص الذي كان في السيارة الثانية، وحصلت مشكلة صغيرة، واتت الشرطة وعرف الملك سلمان بالامر. بعدها كان يوجد غداء يوم الجمعة عند الملك فهد غفر الله له، وفي حين كنا خارجين امسك الملك سلمان بيدي وقال لي “شو صاير عربجي تعمل مشاكل في الطرقات وانا احببت ان اطمئن عليك”.

سئل: ما رأيك بالناس الذين يقولون أن سعد الحريري انتهى سعوديا ولم تعد له علاقة جيدة مع السعودية، طبعا هذا قبل رحلة الطائرة الشهيرة من القمة العربية؟
أجاب: “لسوء الحظ بعض السياسيين في لبنان يحاولون زرع الشكوك في علاقاتي، وإذا تساءلنا من يقول هذا الكلام ولماذا يقوله؟ نجد أنه يقوله لمصلحته الشخصية”.

سئل: او انه مستند لأزمة اوجيه مثلا او ازمة المؤسسات اللبنانية؟
أجاب: “ربما، لكنه يعرف جيد جدا ان سعد الحريري يذهب ويأتي والامور عادية ولا يوجد مشكل. هذا التشكيك دائما بهذه العلاقة كان موجودا منذ ايام الوالد رحمه الله وسيبقى مع ايام سعد الحريري وسيستمر. كلما اسمع هذه الامور ابتسم واضحك واقول “خليكم كدا لانكم حتشوفو”.

سئل: بشكل مباشر كيف هي علاقتك مع المحمدين، ولي العهد الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان؟
أجاب: “علاقتي ممتازة مع ولي العهد الامير محمد بن نايف، والذي هو في رأيي خدم الممكلة بشكل كبير جدا والعلاقة معه مبنية دائما على الاحترام الكبير، واذكر عندما زرته بعد محاولة اغتياله دخلت الى الغرفة نفسها التي حصلت فيها محاولة الاغتيال، كان المشهد مخيف اذ ترى الدم والرائحة. ومع الامير محمد بن سلمان الحمد لله العلاقة مميزة ايضا”.

سئل: الشائعات التي تُنشر على انه توجد قطيعة مع ولي العهد او خصومة ليس لها اساس؟
أجاب: “لا توجد قطيعة، وكلما توجهت الى الممكلة أزوره. توجد محاولات لوضع شكوك بهذه العلاقة الا انها ليست موجودة”.

سئل: ادخل الان الى الشان اللبناني، انت تحب الغوص مع اسماك القرش؟
أجاب: “نعم”
سئل: ما هو اسهل، الغوص مع اسماك القرش او في السياسة اللبنانية؟
أجاب: “مع اسماك القرش اسهل بكثير على الاقل تعرف اين فمه”.

سئل: انت ترفع شعار الاعتدال، ويقول بعض خصومك وبعض محبيك ان سياستك ليست اعتدال بل تنازل وتفريط سواء في قيادة 14 اذار او فيما يخص صلاحية رئاسة الحكومة، لماذا هذا التناقض في الصورة بين الاعتدال وبين التنازل؟
أجاب: “من يقول ان الاعتدال ليس موقف قوة يكذب على نفسه. فعندما يقولون هذا يقولونه لمآرب سياسية حتى يتقدموا هم سياسيا. كيف تحاول ان تربح اليوم على سعد الحريري؟ ان تزايد عليه. بعض السياسيين يزايدون علي في موضوع حزب الله، ماذا فعلوا هم مع حزب الله عندما كانوا في السياسة؟ كل ما اقوله انه يوجد لدي ربط نزاع مع حزب الله وتوجد امور سأختلف فيها معهم من هنا الى يوم الدين، في موضوع سوريا وسلاحهم وطريقتهم في توجيه السلاح إلى داخل البلد، لكن السؤال هنا هل اوقف مصالح البلد والمواطن لمآربي السياسية؟ او اسير البلد واقتصاده وابقى مختلفا مع حزب الله في كل هذه الامور؟”.

سئل: سأعطيك امثلة محددة، ربحت انتخابات 2009 واعطيتهم الثلث المعطل الذي اسقطوا به حكومتك؟
أجاب: “وذهبت الى سوريا. الا اننا كنا يومها في تحالف. كان يوجد انقسام في البلد، كنا قوى 14 اذار وكانوا هم 8 اذار وكانوا في فلك سوريا وايران وغيره ونحن مع الخليج وخاصة مع المملكة، يومها طلبت مني المملكة ان اتوجه الى سوريا وأن أقوم بمصالحة مع بشار الاسد، وهذا الامر يعرفه الجميع، كذلك حاولنا ان نصل الى توافق معهم على اساس اننا نبني امرا ايجابيا، كانت فكرة المملكة العربية السعودية حينها محاولة ابعاد بشار الاسد عن ايران، هذا الامر لم يحصل وعندها وقعت المشكلة. نقطة على السطر. من “يتفزلكون” علي في هذه الايام اذا ارادوا انتقادي لينتقدوا السياسة التي كان الخليج يتبعها و”لا يتفزلكوا” علي انا سعد الحريري في هذا الموضوع لانهم يعرفون جيد جدا وكانوا يعيشون هذه المرحلة السياسية.
وحتى لا ينتقدنا احد لماذا كنا نسير في السياسة السعودية، أقول أن من اسقطوا الحكومة يومها كانوا يأخذون اوامرهم من الممانعة”.
سئل: حين قمت بالتسوية مع الرئيس ميشال عون كان لـ 14 اذار اغلبية الحكومة وللاخرين الثلث المعطل او الثلث الضامن؟
أجاب: “متى؟”

سئل: في حكومة تمام سلام، وحكومة فؤاد السنيورة الاولى والثانية. حكومة نجيب ميقاتي كانت استثناء؟
أجاب: “نحن بلد فيه سنة وشيعة ومسيحيون وفيه مذاهب، واذا اعتقد احد ان طائفة ما يمكنها ادارة هذا البلد بمفردها يكون كمن يرتكب اكبر جريمة بحق هذا البلد. ميزة لبنان هي تنوعه وانك تحاول تدوير الزوايا في بعض التسويات. ماذا كان ليفعل رفيق الحريري؟ هل كان قام بمواجهات سياسية او انه كان ليكون خائفا على البلد وسير البلد واقتصاده؟ دخل رفيق الحريري الى حكومة لم يكن يملك فيها وزيرين، دخل الى مجلس النواب ولم يكن لديه اي نائب في الـ 92، كانت كتلة رفيق الحريري النيابية 12 او 13 او 15 ، لم يكن لدى رفيق الحريري ما لدينا اياه اليوم، الا ان الامر الوحيد الذي لم يكن لديه هو هذا الانقسام المذهبي الحاصل في البلد. فهل علي أن أرسخ هذا الانقسام أو أنهيه؟ أنا برأيي انه كلما يكون هناك استقرار إقتصادي وكلما قويت الدولة فإن الافرقاء الذين يحاولون استزلام الناس سيصبحون هم الاضعف، وكلما استطاعت وزارة الصحة ان تطبب الناس بإمكانياتها لن يذهب أحد الى حزب سياسي ليطالبه بأن يعالجه. وهذاالمثل ينطبق على كل الوزارات”.

سئل: سأسالك عن المحكمة الدولية، منذ زمن لم تسمع عنها شيئا. انت مطمئن الى ان القتلة، من قتلوا شهداء 14آذار وعلى رأسهم والدك الشهيد رفيق الحريري، سيتحاسبون ويأخذون عقابهم او ستقتضي مصلحة البلد اغلاق هذه الصفحة؟
أجاب: “ليس هناك إغلاق، فهذه المحكمة دولية لا أحد يغلقها لا انا ولا غيري، هذه المحكمة تسير، اليوم قضية الرياض على موضوع تجاري تأخذ كم عام برأيك؟ 10 سنوات او 15 سنة، هذه جريمة كبرى، الفرق في هذه المحكمة، وهذا ما لا يعرفه الناس، اننا دخلنا اليها ولم نكن نعرف من القاتل، كان لدينا اتهام سياسي، في المحاكم الدولية الاخرى التي حصلت لسيراليون او غيرها كان القاتل معروفا فكانت هناك محاكمة لأناس معروفين. من هنا الفرق بين المحكمة الخاصة بلبنان ومحاكم اخرى وانا لدي ثقة ان هذا سيحصل”.

سئل: ليس كل الناس يعرفون لبنان، اي مشاهد عادي لديه معلومات بسيطة سيتعجب جدا من ان سعد رفيق الحريري يترأس حكومة فيها حزب الله المتهم باغتيال رفيق الحريري والشهداء؟
أجاب: “لا شك، ولكن حزب الله يمثل شريحة كبيرة من اخواننا الشيعة، حزب الله مع حركة امل يمثلون الشيعة ام لا؟ هل يجب ان نكون واقعيين ام لا؟ أقول لكل الذين ينتقدونني في السياسة، لنفترض ان سعد الحريري قرر اليوم ان يتنحى، فلتتفضل يا فلان لتشكل حكومة، مع من ستشكلها؟”.

سئل: مع حزب الله.
أجاب: “شكرا ، فليسكتوا ويحترموا انفسهم”.

سئل: كيف ترى خطابات امين عام حزب الله حسن نصر الله الاخيرة ؟
أجاب: “لا تفيد لبنان لا من قريب ولا من بعيد”.

سئل: ولكن هناك بعض حلفائك لا أعرف السابقين ام ما زالوا حلفاءك، صرحوا عبر “توتير” ان نصر الله يتصرف كمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية وان ما يريده يحصل. هو قام باستعراض برج البراجنة ولم يفعل احد له شيئا، وقام باستعراض “القصير” لم يفعل له احد شيئا؟
أجاب: “اولا نحن تدخلنا في ما حصل في برج البراجنة وتحدثنا عن هذا الموضوع وهذه مشكلة كانت لديهم هم، وهم عانوا منها اكثر مما عانت منها الدولة. موضوع القصير ليس في لبنان، وانا ليس لي دخل بسوريا، انا اخذت قرارا في لبنان أن لدينا سياسة النأي بالنفس ونحن كتيار مستقبل اخذنا قرارا بدعم الشعب السوري بشتى والوسائل السياسية والاعلامية وحتى الإنسانية، اما في ما يخص القتل وكل هذه الامور فنحن لا نتدخل بهذه الامور. لما تلوموننا نحن في لبنان، حزب الله موجود وما قامت به ايران موجود من 30 سنة، لماذا لبنان يجب ان يحاسب، هذا الواقع موجود في كل المنطقة لماذا التركيز على لبنان؟”.

سئل: واضح من الاجواء السياسية ان هناك تصعيدا دوليا واقليميا ضد حزب الله، وتصنيفه كارهابي؟
أجاب: “هذا موجود منذ زمن”.

سئل: يبدو أن العقوبات الاقتصادية ستكون أشرس من العقوبات السابقة وهناك حديث صريح عن حرب ضد حزب الله؟
أجاب: “انا اشك”.

سئل: انت كيف ستتصرف في ظل هذا التصعيد سواء كانت هناك حرب او لا؟
أجاب: “من سيرمي قنبلة على لبنان يكون قد رماها على لبنان. عندما شنت اسرائيل حرب العام 2006 شنتها على من؟ على حزب الله؟ لم تشنها على حزب الله بل شنتها على كل لبنان. ما دخل مطار رفيق الحريري بحزب الله؟ هجمت اسرائيل على كل لبنان، كنا مختلفين مع حزب الله عندما قام بما قام به في البداية، لكن عندما حصلت الحرب قلنا أنه يوجد عدو اسرائيلي يهاجم كل لبنان ويركز على المناطق المدنية. كم هو عدد الاشخاص الذين استشهدوا في لبنان؟ تكلف لبنان 10 مليار دولار في هذه الحرب، هل تكلف حزب الله 10 مليار؟ يعني ان اسرائيل تضرب الدولة. يوجد وضع اقليمي اكبر من لبنان ومن الحكومة اللبنانية، نحن لسنا بمستوى ايران او اميركا او السعودية، وواجب علي في لبنان حماية اللبنانيين وحماية هذا البلد. انا مختلف مع حزب الله في كل الامور التي يؤمن بها اقليميا لكنني في الوقت عينه اريد ان اقوم بالبلد”.

سئل: يوجد كلام كثير عن مكافحة داعش وتنظيم القاعدة، ما ارتكبه “حزب الله” كميليشيا عسكرية لا يقل في سوريا واليمن والبحرين. كيف تتم مواجهة حزب الله؟
أجاب: “قبل ان تكلمني عن داعش، ماذا فعل العالم مع ما ارتكبه بشار الاسد؟ نحن الان “نتفزلك” على موضوع داعش وبشار الاسد الذي قتل 700 الف سوري. لدي في لبنان مليون ونصف سوريا وفي تركيا يوجد 3 مليون نازح سوري ومليونين في الاردن مليون في اوروبا وتكلمني عن داعش وحزب الله؟ المجرم الاساسي في كل هذه المعادلة هو بشار الاسد. ولأكون واضحا، داعش خطأ وما يقوم به حزب الله خطأ وليست لدي مواربة في هذا الموضوع لكننا اتخذنا قرارا واتمنى على الناس ان تفهمه، وهذا القرار هو لحماية لبنان واقتصاده والشعب اللبناني الذي يتحمل ما لم يتحمله شعب ثان. توجد خلافات يجب ان نضعها جانبا ونحاول ان نتعامل بشكل ايجابي”.

سئل: تيار المستقبل الذي تترأسه هو تيار سني أو عابر للطوائف؟
أجاب: “عابر للطوائف”.

قيل له: لكن أغلب جمهورك من السنة؟
أجاب: “صحيح الا انهم ليسوا متطرفين، لا يتحدثون بالمزايدات، بل يتحدثون بفكر رفيق الحريري او سعد الحريري، لا يقولون إنهم لا يريدون الآخر. وبالنسبة الينا اي شخص يكون في موقع يجب ان يكون كفوءا، ليس لأنه سني او شيعي او ماروني او أرثوذكسي. وبالنسبة الي الكفاءة مطلوبة، وهذا التفكير بالشكل الطائفي والمذهبي الذي يحاول بعض خصومي المزايدة علي به، هم أنفسهم يعرفون أنهم لا يستطيعون القيام بواحد في المئة مما أقوم به، لأنهم اذا وصلوا الى هذه المعادلة أريد ان ارى كيف سيديرون البلد عندها ومع من”.

سئل: لماذا ظهرت صورة عن “تيار المستقبل” أنه جشع جدا بالتهام ما يسمى “حقوق المسيحيين”؟
أجاب: “هناك معركة سياسية نظمت ضدنا في السابق من قبل التيار الوطني الحر، وهذا الامر لم يعد موجودا. كانت عدة شغل التيار الوطني الحر ضد تيار المستقبل. وحلفاؤنا لم يعرفوا كيفية الدفاع عنا، لسوء الحظ”.

سئل: هل فقد تيار “المستقبل” حصرية التمثيل السني؟
أجاب: “برأيي لم يفقدها، هناك محاولات اليوم للمزايدة على “تيار المستقبل”، فانا ارى ان “تيار المستقل” هو الاكثر تمثيلا في كل لبنان، وهذا سببه الاساسي اننا انجزنا”.

قيل: عدد نوابك 35 تقريبا.
أجاب: “33 نائبا”.

سئل: كم سيصبحون بأي قانون آخر؟
أجاب: “27 أو 28”.

سئل: هل انت راض عن هذا الامر؟
أجاب: “انا راض عن هذا الامر”.

قيل له: رغم كل الازمات التي تمر بها المؤسسات سواء في لبنان او السعودية؟
أجاب: “ليست لدي مشكلة”.

سئل: ستخوض الانتخابات؟
أجاب: “سأخوض الانتخابات. وفي النهاية، إذا صوت الناس لسعد الحريري فأهلا وسهلا، وإن لم يصوتوا وأرادوا أحدا آخر فهذه هي الديموقراطية”.

سئل: لماذا يقولون انك على خلاف مع الجميع؟
أجاب: “مع من؟”.

قيل له: سنيا مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق عبد الرحيم مراد ويقال الرئيس فؤاد السنيورة.
أجاب: “أبدا، لا خلاف سياسيا مع نجيب ميقاتي بل هناك اختلاف سياسي، فنجيب ميقاتي في مرحلة من المراحل شكل حكومة ليس لي دخل بها وخاض الانتخابات. ولغاية الآن، إذا حاول ان يقوم بالامر نفسه سأكون خصمه”.

سئل: وعبد الرحيم مراد؟
أجاب: “إنه خصم منذ البداية، منذ أن استشهد الرئيس رفيق الحريري”.

سئل: التحالف الذي حصل بينك وبينهم بلديا، فهل سيكون انتخابيا أيضا؟
أجاب: “لا”.

سئل: والرئيس فؤاد السنيورة؟
أجاب: “فؤاد السنيورة أختلف معه بالآراء، ولكن على العكس في السياسة لا مشكلة معه”.

قيل له: النائب وليد جنبلاط قال ألا حليف له إلا الرئيس نبيه بري؟
أجاب: “صحتين على قلبو”.

سئل: هل عادت العلاقة مع “القوات اللبنانية” إلى متانتها نفسها بعد ازمة القانون الارثوذكسي الانتخابي وازمة ترشيح النائب سليمان فرنجية؟
أجاب: “برأيي، العلاقة مع القوات استراتيجية، ولطالما كانت كذلك، ففي الامور الاستراتيجية نحن دائما متفقون مع بعضنا البعض. هناك امور تفصيلية كموضوع قانون الانتخاب وغيره، سنبقى نختلف مع بعضنا البعض على هذه التفاصيل، ولكن في الجوهر لا اختلاف”.

سئل: بعد ستة اشهر تقريبا على عهد الرئيس العماد ميشال عون، هل كنت ترى أنه يمكن ترشيحه والتفاهم معه سنة 2008 و2009؟
أجاب: “لو كانت لدى احد هذه الخبرة. انا اقول انه اذا كان هناك خطأ استراتيجي قمنا به فهو هذا”.

سئل: رسالتان توجههما واحدة إلى بشار الاسد وواحدة إلى مرشد ايران علي خامنئي؟
أجاب: “في موضوع بشار الاسد جميعكم تعرفون موقفي، انا برأيي ان هذه الشعوب يجب ان تركز على انفسها، لبنان بلد صغير وبشار الاسد أعتبره اكبر مجرم في عصرنا هذا.
أما في موضوع ايران فالعلاقات يجب ان تكون من دولة إلى دولة، ليس على شكل التدخل الذي يحصل في لبنان او المنطقة. اليوم لبنان دولة عربية في نهاية المطاف، ونحن نريد ان يكون لدينا هذا الاجماع العربي”.

سئل: في محور الممانعة ام في صف الاعتدال والعروبة؟
أجاب: “رئيس الجمهورية قال نحن مع العرب والعروبة”.

سئل: اشكرك دولة الرئيس وليتك توجه كلمة اخيرة للمشاهد السعودي الذي يشاهدك الآن؟
أجاب: “اتشرف ان أكون على هذه القناة واتكلم مع اخواننا في السعودية واقول لكم يجب ان تعودوا وتزوروا لبنان بلدكم الثاني. قد تسمعون كثيرا عن اختلافات سياسية تحصل في لبنان، الا انكم تعرفون ان الشعب اللبناني محب ومضياف، وقد استقبل هذا البلد على الدوام أهل الخليج والسعوديين في كل المراحل، ولبنان بخير الحمد لله”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *