أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء الثلاثاء، أن الكلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع مرفوض ومستغرب وهو دعوة إلى الحرب وإحتلال لبنان من قوات أجنبية.
وفي كلمة متلفزة بذكرى القادة الشهداء، أعلن السيد نصرالله أن حزب الله لا يقبل من أحد الحديث عن قرار فصل سابع مهما كان السبب كما لا يمكنه المجاملة في ذلك، مشدداً على أن الحديث عن التدويل أيضاً من خلال أخذ الملف اللبناني إلى الأمم المتحدة يضر بلبنان وسيادته ويعقد الأمور فيه، وأضاف أن التدويل قد يكون غطاءً لاحتلال جديد والدول التي يدعونها، والتي لن تقدم مصحلة لبنان أولاً لأن لديهم مصلحة “إسرائيل” أولاً.
ولفت إلى وجود جوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أي حجة، وهو أمر يعبر عن أصحابه، كما أن الذي يشتم يعبر عن ضعف وعجز، ودعا جمهور المقاومة ومحبوها إلى عدم المقابلة بالمثل فيما يتعلق بالسباب، مشدداً على أننا أقوياء ولسنا محبطين لكي نقابل هذه الحملات التي لا تؤثر علينا بالمثل، وأوضح أن ما يجري ضد حزب الله من اتهامات هو خارج كل الأعراف والشرائع والقواعد القانونية. وكذلك التعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته.
وأكد نصرالله وجود استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وشدد على أن الحملة فشلت في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها، وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي يقتل اليهود أنفسهم من أجل خدمة مشروعه، وقد قامت “إسرائيل” بعمليات قتل كثيرة في دول مختلفة بحق اليهود الذين رفضوا الذهاب إلى فلسطين.
وجدد موقفه في قضية إنفجار مرفأ بيروت، بأن من واجب الجهة المعنية في القضاء اللبناني الإعلان عن نتائج التحقيق، ونوه إلى أن البعض قال أن قيمة التأمينات المستحقة لعوائل الشهداء والمتضررين قد تصل إلى 1.2 مليار دولار. بينما تقول بعض عوائل الشهداء أن شركات التأمين ترفض دفع بدلات التأمين قبل معرفة حقيقة ما حصل، كما أن بعض الشركات تعرض 30% فقط من قيمة التأمين.
وتطرق إلى الشأن الحكومي، معتبراً أن لا أحد في لبنان لا يريد تأليف حكومة جديدة، بينما هي مصلحة الجميع، ورفض الكلام عن انتظار النووي الايراني واعتبره ممجوج ولا مكان له، لافتاً إلى أن انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، وأن الضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه، كما شدد على أنه من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية، وجزم بتفهم حزب الله لمطالبات بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل، بينما لا يتفهم الإصرار على حكومة من 18 وزيراً، فيما تعتقد بعض الشرائح أن الهدف من ذلك هو إلغاءها.
وأشار نصرالله إلى العلاقة مع التيار الوطني الحر، قائلاً “إن 15 عاماً مرت وهذا التفاهم صمد ومستمر على عكس التفاهمات والتحالفات في لبنان، وهو حقق مجموعة من المصالح للبنان والطرفين” ، وأوضح أن حزب الله لا يوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار الوطني، والتي تعطي مادة للمتربصين، مؤكداً متانة العلاقة مع الحلفاء والحرص على تطويرها.
وتحدث عن أدوات الحرب الناعمة، ورأى أن هناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي، ولفت إلى أن تل أبيب وواشنطن وحلفاؤهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً الكترونية لإثارة الفتن والخلافات، داعياً إلى الحضور القوي على وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الاساءة.
وتناول التطورات الكبيرة التي تحصل في المنطقة، وإلى تأثر لبنان كجزء أساسي فيها بكل ما يجري، وأوضح أن هناك قلق إسرائيلي وسعودي واضح حيال ملفات النووي الإيراني واليمن، في وقت يتقدم فيه الجيش اليمني واللجان الشعبية في كل الجبهات.
وقال إن في سوريا هناك حديث الأميركيين أن مهمتهم لم تعد تشمل حماية النفط هناك ترافق مع إعادة إحياء تنظيم “داعش” الإرهابي، مؤكداً أن من هزم “داعش” سابقاً سيلحق الهزيمة به مجدداً.
وذكرّ بأن لا أحد يتحدث اليوم عن صفقة القرن التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراج نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة، ونوه بموقف الشعبين المصري والأردني الذي يشكل نموذجاً واضحاً لرفض التطبيع وهو ما ينسحب إلى باقي الشعوب، كذلك ما زالت دول عربية واسلامية كالجزائر وتونس وباكستان صامدة ومتماسكة، وأضاف أن أصحاب الأوهام كحكام السودان سيكتشفون أن التطبيع مع “إسرائيل” لن يحل مشاكلهم الاقتصادية.
ونبه نصرالله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بالقول “أننا لا نبحث عن مواجهة ولا عن حرب ولكن إن فرضتم حرباً سنخوضها”، مهدداً “إن قصفتم مدينة سنقصف مدينة وإن قصفتم قرى سنقصف المستوطنات”، متوعداً بأن لا أحد يضمن ألا تتدحرج الحرب القصيرة أو الأيام القتالية إلى حرب شاملة.
واستذكر الذكرى الـ42 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، لافتاً إلى الجمهورية التي صمدت وتطورت على كل صعيد حتى باتت قوة إقليمية عظمى يحسب لها كل حساب، واعتبر أن الثورة الإسلامية تشكل حجة على كل شعوب العالم بحضورها في الساحات للحفاظ على سيادتها وحريتها لتحجز لها مكاناً في الاقليم أو المنطقة.
وعن محطات الشهداء القادة رأى نصرالله أن من جملة الصفات المشتركة بين القادة هي الذوبان في مشروع المقاومة حيث لم يكن لديهم أي هدف أو مشروع آخر. مشيراً إلى قدرات المقاومة الكبيرة والمتطورة اليوم بينما كانت في المرحلة السابقة مع الشهداء القادة في ظروف مختلفة، والذين تحملوها من أجل تطوير هذا المشروع.
وأوضح أنه عندما كان جنوب لبنان يمتلىء بعشرات الاف الجنود “الإسرائيليين” كان الشيخ راغب حرب يرفض المصافحة، وكرس هذا الموقف سلاحاً شكل التحول إلى المقاومة المسلحة. كذلك كان هم الشهيد الحاج عماد مغينة تطوير هذه المقاومة كماً ونوعاً، والسيد عباس الموسوي التي كانت وصيته الأساس حفظ المقاومة.
وربطاً بواقعنا اليوم شدد السيد نصر الله على أننا بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع، كما أننا نحفظ وصية السيد عباس الموسوي بحفظ المقاومة وخدمة الناس.