الجمعة , 27 ديسمبر 2024

أزمة تشكيل الحكومة: لن أسمح بإعطاء ‏الثلث المعطل لأحد دعا إلى تسليم المُدان باغتيال والده… ونفى التعدي على حقوق المسيحيين

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : كشف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن العقبات التي ‏حالت دون تشكيل الحكومة منذ تكليفه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ‏مؤكداً أنه لن يسمح بإعطاء الثلث المعطل لأحد، ومشيراً إلى أنه قدم للرئيس ‏اللبناني ميشال عون تشكيلة من 18 وزيراً تضمنت أسماء اقترحها عون، ‏وعرض تسهيلات مرتبطة بتغيير أسماء إذا أراد عون ذلك، وعرض حقائب ‏أخرى إذا كانت لا تناسبه، واقتراح أسماء لتولي وزارة الداخلية إذا كانت لا ‏تناسبه، لكن “جواب عون الأولي لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد ‏الطاشناق، أي الثلث المعطل‎”.

 

 

ووجّه الحريري كلمة إلى اللبنانيين في الذكرى الـ16 لاغتيال والده الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري، تحدث فيها عن مجمل الوضع الراهن وخلفيات أزمة ‏تشكيل الحكومة ووقائع مشاوراته مع عون بالتفاصيل، وضمّنها رؤيته للخروج ‏من هذا النفق‎.

وقال إنه بعد 16 سنة على اغتيال والده “مش ماشي الحال!”، مشيراً إلى ‏الانهيار الاقتصادي و”مسلسل الاغتيالات ما زال قائما، ويأخذ بدربه أغلى ‏الناس، وآخرهم الشهيد لقمان سليم‎”.

 

 

وتطرق إلى الحكم الصادر بحق المتهم باغتيال الحريري سليم عياش، الذي ‏ينتمي إلى “حزب الله”، مؤكداً أن هذا الحكم “يجب أن يُنفذ، وعياش يجب أن يتم ‏تسليمه، مهما طال الزمن”، مشدداً على أن “مسلسل الاغتيالات، يجب أن ‏يتوقف‎”.

 

 

ولفت إلى أن “هناك جهوزية عربية ودولية واستعداداً وحماساً لمساعدة لبنان، ‏لوقف الانهيار، لكن ذلك معلق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين، قادرة ‏على أن تحقق الإصلاحات المطلوبة، التي فصلتها ووضعت لها خريطة طريق، ‏مبادرة الرئيس الصديق إيمانويل ماكرون”. وقال: “غير ذلك، لا أحد مستعداً، ‏ولا أحد سيساعد، والانهيار سيكمل حتى الانفجار الكبير‎”.

 

 

وعن الإصلاح ومحاربة الفساد، قال الحريري إنه “يبدأ بإصلاح يضمن ‏استقلالية القضاء، وليس بالضغط السياسي على بعض القضاة ليفتحوا بعض ‏الملفات بالسياسة، ويقفلوا بعض الملفات بالسياسة‎”.

 

 

وتطرق إلى موانع تشكيل الحكومة “بعد كمية الكذب والافتراء والخرافات التي ‏رُميت منذ أن اختارني النواب لتشكيل الحكومة”، قائلاً إن “الحملة لا تطاق، ‏وأنا صبرت كثيرا، وانتظرت كثيرا، لأعطي فرصا، وما زلت أعطي فرصة، ‏لكن الافتراء صار كبيرا. والكذب بات لا يحتمل‎!”.‎

 

 

وشرح أنه قابل عون 16 مرة منذ أن تم تكليفه، لافتاً إلى أنه “في المرة الثانية، ‏أعطاني فخامة الرئيس لائحة، بالألوان، لكل الأسماء التي يجدها مناسبة برأيه ‏للتوزير في ثاني لقاء بيننا”. وأضاف: “بعد 14 جولة تشاور ومحاولات إيجاد ‏الحلول مع فخامة الرئيس، ذهبت إليه وقدمت له اقتراح تشكيلة من 18 وزيرا ‏من الاختصاصيين، غير حزبيين، القادرين على أن ينفذوا كفريق متكامل، ‏الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، وإعادة الأمل ‏للبنانيين‎”.

 

 

وقال: “في هذه التشكيلة ليس هناك ثلث معطل، أي 7 وزراء لأي طرف من ‏الأطراف”، مشدداً على أنه “لا تراجع عن هذه النقطة، لأن الثلث المعطل يعني ‏بأفضل الأحوال أن كل قرار مهم تأخذه الحكومة، وتنتظرها قرارات مهمة ‏كثيرة، يجب أن نعود إلى صاحب الثلث، ونفاوضه، ونقايضه، كذلك إذا قرر أن ‏يمنع النصاب عن الجلسات”، ولأنه “سيكون قادراً على إقالة الحكومة باستقالة ‏وزرائه‎”.

 

 

وسأل: “لماذا يريد الثلث المعطل؟ مما يخاف؟ فخامة الرئيس موجود، ومجلس ‏النواب موجود، ليخبرنا: مما يخاف؟”. وأوضح أنه “من أصل 18 وزيرا، ‏اعتبرت أن لفخامة الرئيس 6 وزراء، علما بأن التيار الوطني الحر لم يسمني، ‏وفخامة الرئيس يقول لي إنه هو يتحدث مع تياره”، لافتاً إلى أن الوزراء الستة ‏من ضمنهم وزير من حصة حزب الطاشناق. وأشار إلى أنه “من الخمسة ‏الباقين، 4 أسماء، تنطبق عليها مواصفات الاختصاص وعدم الانتماء الحزبي ‏والكفاءة، اخترتها من لائحة فخامة الرئيس، اللائحة الملونة، ما غيرها. ‏والخامس، شخصية محترمة، اختصاصية، غير حزبية، مقربة، من فخامة ‏الرئيس وسبق وطلب مني شخصيا أن أدعم ترشيحها لمنصب مرموق، تستحقه ‏وأكثر‎”.

 

 

وأضاف الحريري: “اقترحت في التشكيلة نفسها، لوزارة الداخلية اسم قاض ‏معروف، مشهود لكفاءته ونظافته، ومقرب جدا من بعبدا”، لافتاً إلى أنه “بدل ‏أن يدعو عون الرئيس المكلف، ويعطيه ملاحظاته على التشكيلة، بحسب ما ‏ينص عليه الدستور والمنطق ومصلحة البلد واللبنانيين، جاء الجواب بالإعلام ‏أنها مرفوضة، لأن سعد الحريري هو من اختار الأسماء”، نافياً كل الاتهامات ‏له بالاعتداء على حقوق المسيحيين وعلى صلاحيات الرئاسة‎.

 

 

وأشار إلى أنه طلب من عون تغيير أسماء بين الحقائب الخمس إذا أراد ذلك، ‏وأنه طالبه بتسمية 3 أو 4 أسماء لكل حقيبة تنطبق عليها المواصفات، “وأنا ‏مستعد أن أختار الأفضل من بينها للحقيبة”. كما قال إنه منفتح على تغيير حقائب ‏إذا كانت لا تناسبه، وإنه على استعداد لاقتراح 3 أو 4 أسماء لوزارة الداخلية ‏ليختار منها عون الأنسب‎.

وسأل الحريري: “أين كنتم أنتم من حقوق المسيحيين حين بقيت الرئاسة شاغرة ‏حوالي 3 سنين؟”. وقال: “حقوق المسيحيين هي ببساطة حقوق اللبنانيين” في ‏إشارة إلى وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت وإيقاف الكارثة والقيام ‏بالإصلاحات وإجراء “تدقيق جنائي بالبنك المركزي وبكل المؤسسات ‏والإدارات والوزارات: بالكهرباء، بالاتصالات، بالسدود، بالصناديق، بكل شيء، ‏من سنة 1989 وحتى اليوم، لتُعرف حقيقة ما حصل، وتتم ملاحقة كل مرتكب ‏وفاسد وسارق‎!”.

وقال إن “جواب فخامة الرئيس الأولي بصراحة لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة ‏‏6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل، وهذا مستحيل‎”.

 

 

وأكد الحريري أنه “مستعد وجاهز وملتزم اليوم وغدا وبعده، وليست هناك قوة ‏ستفقدني الأمل ببلدي وبقدرة أبناء بلدي على وقف الانهيار والعودة إلى طريق ‏التعافي‎”.

وأضاف: “بانتظار الفرج، أنا أزور الدول العربية، والدول بالمنطقة وبالعالم، ‏لأحشد الدعم للبنان ولأرمم العلاقات وخصوصا العربية، حتى ينطلق الحل ‏بسرعة، عندما تتشكل الحكومة، وستتشكل الحكومة”. وشدد على أنه “ليس ‏هناك مخرج من الأزمة بمعزل عن العرب والمجتمع الدولي ومن دون مصالحة ‏عميقة مع الأشقاء العرب والتوقف عن استخدام البلد منصة للهجوم على دول ‏الخليج العربي وتهديد مصالح اللبنانيين‎”.‎

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *