السبت , 28 ديسمبر 2024

الديار: المبادرة الفرنسية:الثالثة ثابتةٌ؟!… والحريري يحشد لدعم عربي وخارجي لحكومته تفاؤلٌ بشأن “التأليف” وتقدمٌ فرنسي في العجلة الحكومية… وحرب “فيتوات”

كتبت “الديار” تقول:لبنان الجريح يخوض عدة معارك لعدم الانهيار بشكل كامل، وينازع بين الحياة والموت، ولكنه يستمر في الكفاح. المعركة الاولى التي اصبحت اولولية بسبب الظرف الصحي الخطيرنتيجة انتشار وباء كورونا، سجل لبنان تقدما ضئيلاً، حيث تراجع عدد الاصابات انما ليس بالشكل المطلوب والضغط على المستشفيات لا يزال بوتيرة عالية، الامر الذي يشير الى ان المسار طويل في احتواء كورونا الى ان يصل اللقاح ويبدأ اللبنانيون باخذه. بناء على ذلك، عقدت لجنة متابعة تدابير كورونا اجتماعا اوصت فيه بفتح البلاد بعد 8 شباط على اربعة مراحل وكل مرحلة تمتد اسبوعين. اول مرحلة تشمل فتح المصارف والسوبرماركت ضمن الحفاظ على التدابير الملزمة.

بموازاة ذلك، لا تطور ايجابياً في تشكيل الحكومة حيث لا يزال كلا من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على موقفهما.صحيح ان العقبات واضحة وتتعلق بوزارة العدل والداخلية وتسمية الوزراء المسيحيين انما الاساس يبقى ان هذه الحكومة ستكون حكومة العهد الاخيرة وهنا يقع صراع نفوذ على مرحلة ما بعد العهد. من جهته، يريد الحريري الامساك بالحكومة المرتقبة في حال حصل فراغ رئاسي وعدم اعطاء التيار الوطني الحر اي قدرة على التعطيل وفي المقابل يخوض العهد والوطني الحر معركة بقاء. ذلك ان الوطني الحر يريد الحصول وحده على الفيتو الحكومي دون مساندة حليفه حزب الله بعد موقف الاخير الذي وازن فيه بين الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري. لذلك يخشى الوطني الحر ان لا يدعمه حزب الله في وجه سعد الحريري لحصول ربما تقاطع مصالح بين الحريري وحزب الله فلا توافق المقاومة على استخدام جبران باسيل الفيتو ضد حكومة سعد الحريري في مرحلة الفراغ الرئاسي اذا حصل.

 

 

من جهة اخرى، ترى اوساط نيابية في 8 آذار لـ”الديار” ان الاجواء الدولية مؤاتية والبيان الفرنسي ـ الاميركي المشترك الذي حثّ المسؤولين اللبنانيين على الاسراع في تأليف حكومة يجب ان يكون له صدى محلي وهذا يؤشر الى تفعيل المبادرة الفرنسية ودخولها مرحلة جديدة ورفع “الفيتو” الاميركي الذي كان موضوعاً عليها في عهد دونالد ترامب.

 

 

وفي حين تؤكد الاوساط ان الوساطات الداخلية لا تزال مستمرة ويجهد “الثنائي الشيعي” عبر تحرك اللواء عباس ابراهيم الى جمع الرئيسين ميشال عــون وسعد الحريري ويبدو ان الامور تسير في اتجاه عقد “لقاء مصارحة ومصالحة” في وقت قــريـب لم تحدد الاوساط توقيته ولكنه سيكون فاتحة نجاح الوساطة الداخلية ومواكبة للتهدئة التي ارساها “حزب الله” عبر تواصله مع بعبدا وبيت الوسط الاسبوع الماضي وسبق لـ”الديار” ان اشارت اليه.

 

 

وتشير الى ان هذا اللقاء اذا نجح سيؤدي الى بداية تشكيل الحكومة وهو الامر الذي يشترطه ماكرون للمجيء بعده الى لبنان او على الاقل ان يصل في موعد ينضج التأليف فيه ويعلن عن ولادة الحكومة في حضوره.

 

 

ما هي ابعاد زيارات الحريري الخارجية؟

وتزامنا مع ذلك، لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري يقوم بزيارات للخارج في هذا الوقت الضائع على امل ان تنجح الوساطات الخارجية في تقريب وجهات النظر والتوصل الى ولادة الحكومة قريبا. وتعقيبا على ذلك، اعتبرت اوساط سياسية للديار ان زيارة الحريري لدول عربية لها عدة اوجه. اولا من خلال زياراته الخارجية، يوجه الرئيس المكلف رسائل لرئيس الجمهورية ولرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مفادها ان ما استطيع ان اقوم به على المستوى الدولي والعربي من شبكة علاقات على غرار لقائه مع الرئيس التركي والمصري والفرنسي وغيرهم في حين ان لا يمكن للرئيس عون وباسيل القيام بهذه الزيارات. وبمعنى اخر، يريد الحريري القول للرئيس عون وجبران باسيل انكم “تتكبرون” في وقت الرئيس حسان دياب الذي اختاره عون لم يستطع القيام باي زيارة خارجية بل كانت حدوده السراي. وبالتالي قام الحريري بعرض عضلات في مواجهة عون وباسيل قائلا لهم بطريقة غير مباشرة عبر هذه الزيارات ان حدودهم بعبدا وميرنا الشالوحي في حين ان حدودي العالم العربي والمجتمع الدولي. وفي الوقت ذاته، هي رسالة ايضا لحزب الله حيث يريد الحريري ان يظهر للمقاومة كم انه يشكل حاجة لها عربيا ودوليا نظرا للموقع الذي يشكله سعد الحريري لان لا رئيس حكومة الا هو قادر على توظيف هذه العلاقات من اجل تحسين الوضع السياسي. وبالتالي يحث الحريري حزب الله على الضغط على الرئيس عون من اجل ان يتراجع ويقدم التنازلات لتشكيل حكومة باسرع وقـــت لان موقف عون يضر بحزب الله بالنسبة للحريري.

 

 

والوجه الثاني موجه الى اللبنانيين وتحديدا للشارع السني حيث يريد تبيان نفوذه وقدرته عبر علاقاته العربية والدولية وعليه مسألة تأليف الحكومة لا يجب ان تشكل عامل ضد سعد الحريري بل عامل ايجابي له كما ان الطائفة السنية عليها ان تعطيه الثقة انطلاقا من الوضعية المميزة التي يتمتع بها.

 

 

والوجه الثالث للزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس المكلف الدخول الى التأليف من موقع قوة لان العقبات والتعثر في التشكيل نتيجة الخلافات على بعض الحقائب يضعف من موقعه.

 

 

اما الوجه الرابع وهو الاهم بالنسبة للحريري هو انه يسعى لجس النبض لحشد اوسع دعم له وللحكومة التي سيترأسها كي يتمكن من معالجة الوضع الاقتصادي والمالي. ذلك ان الحريري لا يريد ان يكرر تجربة حكومة دياب التي منيت بالفشل وعليه يحاول الحوار مع الامارات ومصر وفرنسا نظرا لعلاقتهم الودية مع السعودية لمساعدته على اعادة بناء علاقة وطيدة مع المملكة مجددا؟

 

 

وفي هذا المسار، يبقى السؤال الاساسي : الى اي مدى سيذهب الموقف الاميركي والسعودي باتجاه فك الحصار عن لبنان ووقف العقوبات وافساح المجال امام باريس لتنفذ مباردتها؟ وفي حال افسحت واشنطن والرياض المجال لباريس لادارة الملف اللبناني، هل ستكونان في موقع الداعم؟ واذا ابقت المملكة العربية السعودية بابها مغلقاً امام سعد الحريري، هل سيتمكن الاخير من النـجاح في مهــمته؟

 

 

لا يبدو حتى هذه اللحظة ان الولايات المتحدة ستكون داعمة لفرنسا في لبنان في حــين انه ليــس في الوارد ان تغير السعودية سياستها تجاه الدولة اللبنانية بل على الارجح ستسمح واشنطن فقط على اعطاء باريس مجالاً للعب دور على الساحة اللبنانية ولكن دون مساعدتها او دعمها.

 

 

المبادرة الفرنسية: الثالثة ثابتة؟؟؟

كشفت اوساط ديبلوماسية للديار ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هو الوحيد الذي يتحرك على الساحة اللبنانية ويحاول ان يسلف السعودية موقفا مهما يلقى اعتراضا كبيرا من قبل الايرانيين لجهة اشراك السعودية في حال استؤنفت الاجتماعات بين الجهة الدولية وطهران حول الملف النووي الايراني. انما اذا دخلت السعودية مع الجهة الدولية في المفاوضات فسيشكل ذلك خطوة نوعية ومهمة للرياض على قاعدة انه لا يمكن ان يتقرر اي شيء على مستوى المنطقة سواء في الملف النووي او في الدور الايراني الا وتكون المملكة العربية السعودية شريكة في القرار. عندها هل ستفوض الرياض دورها لباريس في لبنان؟ الصورة غير واضحة حتــى هذا التــاريــخ ولكن الرئيس ماكرون يصب جهوده للحصول على ادارة الملف اللبنــاني كاملا لان اصــبح جليا ان لبنان يشكل نقطة استراتيجية لفرنسا.

 

 

مصادر مقربة من قصر بعبدا: الرئيس عون يريد الشراكة الفعلية في الحكومة

من جهتها، اوضحت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان لا تطور داخلياً في ملف تشكيل الحكومة بل تحريك هذا الملف اصبح خارجيا حيث يقوم الرئيس الفرنسي بكل ما في وسعه للتوصل الى نتيجة ايجابية تخدم مصلحة لبنان.

 

 

وشددت المصادر ان لحزب الله الحرية في الرأي اذا كان وازن بين موقف الرئيس عون والرئيس الحريري ذلك ان مطالب عون هي مبدئية مرتكزة على وحدة المعايير والشراكة الحقيقية في حكومة متوازنة.

 

 

واضافت ان الرئيس عون لا يعمل الا على تطبيق الحق والشراكة التي للاسف لم يراعيها الرئيس المكلف. واشارت الى ان رئيس الجمهورية يريد ولادة حكومة باسرع وقت للانصراف لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي انما لا بد الحريري ان يتجاوب.

 

 

مصادر التيار الوطني الحر: مطالب رئيس الجمهورية مرتبطة بالدستور وبوجود المسيحيين

بدورها، قالت مصادر في التيار الوطني الحر ان مطالب الرئيس عون لا علاقة لها بالمحاصصة بل مرتبطة بالدستور والوجود ذلك انه لو سلم الرئيس ميشال عون حق تسمية الوزراء المسيحيين لرئيس الحكومة بينما الاخير يسمي وزراءه السنة والقيادات الشيعية تسمي وزراءها عندها يكون رئيس الجمهورية يؤسس لنهج تآكل وجود المسيحيين. اما عن الحالة المعيشية المتدهورة التي يعيشها الشعب اللبناني فقد حملت مصادر الوطني الحر المسؤولية لسعد الحريري مشيرة انه لو اراد تشكيل حكومة لكان حصل هذا الامر ولكن في الحقيقة لم يقدم الحريري حتى اللحظة اي صيغة حكومية قابلة للحياة وبالتالي هو مسؤول عن تراجع الحالة المالية والاجتماعية للناس.

 

 

وحول الوساطة الخارجية لحلحلة الامور اللبنانية العالقة، كشفت مصادر التيار الوطني الحر ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعول على الادارة الاميركية الجديدة باعطائه التفويض الكامل لادارة الملف اللبناني وتوازيا مع ذلك يحاول الرئيس المكلف سعد الحريري الوساطة مع دول عربية عدة على غرار مصر لتسهيل العلاقة مع السعودية وحصوله على الضوء الاخضر غير المتوفر حتى اللحظة تشكيل الحكومة. والحال ان سعد الحريري بات على يقين ان المملكة العربية السعودية تميل الى بهاء الحريري اكثر منه وعلى هذا الاساس قام بجولة عربية لعلها تعيد ترتيب علاقته مع الرياض.

 

 

القوات اللبنانية: لا امل يرجى من هذا الفريق الحاكم

الى ذلك، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان القوات لا تأمل بأي شيء من الفريق السياسي الحاكم لانه لو فعلا يتحمل هذا الفريق مسؤولياته الوطنية لكان يفترض ان تتشكل الحكومة في غضون اربع وعشرين ساعة في حد اقصى نظرا للظروف المالية والاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي يشهدها لبنان. ولفتت الى ان هذه الصراعات التي نشهدها تؤكد بشكل واضح وملموس ان هذا الفريق لا يبحث عن اولوية الشعب اللبناني بل عن مصالحه الضيقة وبالتالي لا امل يرجى منه لا من قريب ولا من بعيد. وتابعت ان كل ما يحصل هو مضيعة للوقت لان العدائية الموجودة وغياب عامل الثقة بين القوى المكونة للحكومة يقدم اكبر دليل ان ما نشهده اليوم على مستوى التأليف يتكرر في كل مناسبة وعشية كــل جلسة لمجلس الوزراء ذلك ان المكتوب يقرأ من عنوانه.

 

 

ترايسي داني شمعون والعهد

في غضون ذلك، وجهت ترايسي داني شمعون السفيرة اللبنانية المستقيلة في الاردن انتقادات لاذعة لرئيس الجمهورية محملة اياه مسؤولية تعطيل ولادة الحكومة بسبب تعنته ومعتبرة انه لا يمثل المسيحيين ولا حتى اللبنانيين من كافة الطوائف الذين يعانون الجوع والعوز والفقر.

 

 

في المقابل، ردت مصادر في التيار الوطني الحر ان موقف ترايسي شمعون ليس وطنيا بل مبني على مصلحة شخصية. وقالت هذه المصادر ان فور اســتقالة وزير الخارجية السابق ناصيف حتي، اتصلت ترايسي شمعون بالوزير باسيل وابلغته رغبتها بتولي هذا المنصب بما انه اصبح شاغرا ولكن لم يلب مطلبها. وتابعت انه منذ ذلك الحين، بدلت موقفها ترايسي داني شمعون واصبحت معادية للعهد.

 

 

هبة من تعاونية الزراعة الفرنسية الى ادارة الاهراء في وزراة الاقتصاد

 

 

على صعيد اخر، سلمت تعاونية الزراعة الفرنسية آلة لفحص رطوبة الحبوب الى ادارة الإهراء بحضور وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمه، مقدمة كهبة من تعاونية الزراعة الفرنسية Vivescia بطلب من ملحق الشؤون الزراعية في السفارة الفرنسية الكساندرا ترويانو غرو. وهذه الالة ستساعد ادارة الاهراء بأخذ عينات من الحبوب وفحص رطوبتها خلال تفريغ البواخر للتأكد من مطابقتها للمواصفات قبل دخولها الى الأسواق اللبنانية حفاظاً على سلامة المستهلك.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *