أحيا “حزب الله” الذكرى السنوية الاولى لاغتيال مصطفى بدر الدين، في حفل أقيم في مجمع “سيد الشهداء”، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب حكمت ديب، ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب عبد المجيد صالح، السفيرين الايراني محمد فتحعلي والسوري علي عبد الكريم علي ونواب وممثلين عن الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية.
بعد النشيد الوطني ونشيد “حزب الله” وكلمة لعريف الاحتفال الشاعر علي عباس وكلمة لعلي بدر الدين، وهو ابن المحتفى به، كانت أنشودة من وحي المناسبة، ثم عرض فيلم وثائقي من إعداد الاعلام الحربي.
بعدها، أطل الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله متحدثا عبر شاشة فقال: “عام مضى على اغتيال القائد الجهادي الكبير ذو الفيقار، وتحضرنا الذكرى من جديد، فهو لم يغب عنا يوما لأنه حاضر دائما في عقولنا وقلوبنا، ونحن نعيش في بركات تضحياته، فهو القائد الجريح والاسير والمقاتل في كل ميدان من لبنان إلى فلسطين والعراق، وهو المجاهد في كل ساحة للدفاع عن المقاومة من لبنان إلى سوريا وإيران. لقد كان مقداما لا يهاب الموت، دؤوبا في الليل والنهار لا يكل ولا يمل، وكان يجمع بين القوة والعاطفة. كان قائدا في تحرير الارض واسترجاع الاسرى بكرامة، وفي الدفاع عن الوجود والكرامة، وفي الدفاع عن محور المقاومة. عاهد الله ألا يعود من ساحة جهاده في سوريا، إلا منتصرا أو شهيدا، وقد عاد منتصرا وشهيدا، وقد خابت آمال التكفيريين في سوريا. وكان أيضا قائد معركتنا في مواجهة عناقيد الغضب الصهيونية، التي هزمت فيها إسرائيل، واتفق فيها على تفاهم نيسان الذي أسس للتحرير عام 2000، وسقط فيها شيمون بيريز في الانتخابات، مما أطاح بالتسوية المذلة. ومن الطبيعي، وهو الذي كان أيضا شريك القيادة في عملية أنصارية وقائد العمليات في المقاومة على مدى سنوات، أن يسعى البعض إلى النيل منه ثأرا لهزائمهم”.
أضاف: “شيد الاسرائيليون في السنوات الماضية بعض الجدران، وأقاموا شبكات انذار متطورة جدا على الحدود، ولكن قبل اسابيع استطاع مواطن لبناني أن يعبر الشريط الشائك، ويمشي على قدميه، ويصل إلى محطة الباصات في كريات شمونا، مما كشف ان كل هذه الاجراءات بالية. إذا اكتشفوا أن اجراءاتهم وتقنياتهم وجيشهم وأمنهم هشة فسارعوا إلى اتخاذ هذا القرار بالاسراع في تشييد الجدار”.
واعتبر أن “من دلالات هذا الجدار، الذي سيرتفع عند الحدود، اعتراف بانتصار لبنان الساحق واعتراف بهزيمة اسرائيل ومشاريعها وأطماعها، واعتراف بسقوط مشروع اسرائيل الكبرى التي ارادوها من النيل إلى الفرات”، وقال: “الاسرائيلي تعلم أن أي مواجهة مقبلة قد تكون في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. ولذلك، يأخذ الأمور بجدية، ويقابل التهديد بإجراءات وخطط ومناورات وإخلاء مستعمرات وبناء جدران وما شابه، وهذا نصف المعركة. الاسرائيلي لا يستطيع ان يبقى في لبنان وفي غزة. لقد انتهت اسرائيل العظمى، الدولة الجبارة المرعبة والمخيفة، اسرائيل العظمى التي تفرض شروطها على شعوب المنطقة وحكوماتها من دون تفاوض حتى سقطت، لأنها تختبىء وجيشها ومخابراتها خلف الجدران العالية. إسرائيل أصبحت ضعيفة ودولة كبقية الدول. إذا، هذا تطور استراتيجي في مشروع المقاومة”.
ولفت إلى أن “ميزة المقاومة أنها لا تهدد من فراغ، ولا تطلق الكلام من أجل الكلام، مشيرا إلى أن “الكلام عن الحرب الاسرائيلية على لبنان وحزب الله والمقاومة، هو جزء من الحرب النفسية والمعتادة والطبيعية، ولا يجوز ان يخضع لها الشعب اللبناني لأن هذا الكلام ليس بجديد”، وقال: “اليوم، بعد كل انتصارات المقاومة، يأتي الإسرائيلي ليشيد هذه الجدران وليعبر عن خوف جنوده وخوف قطعانه المستوطنين، فهذا أمر ممتاز في الحسابات النفسية والعسكرية. إن العدو الاسرائيلي خائف وقلق من أي مواجهة مقبلة”.
وسأل: “لماذا إقلاق الناس وتخويفهم؟ فأقول للشعب اللبناني وكل المقيمين في لبنان عيشوا حياتكم الطبيعية، لأن هذا التهديد ليس جديدا، والعدو يقوم بحرب نفسية. ولذلك، ثقوا بالله الذي نصركم في مواقع كثيرة، وثقوا بمعادلتكم الذهبية”.
وتحدث عن “الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام”، وقال: “ننحي أمام صمودهم، وندين سكوت الحامعة العربية والانظمة العربية والمجتمع الدولي وكل المؤسسات الساكتة والصامتة تجاه هذا الشعب الذي يواصل تقديم التضحيات”.
وعن الوضع اللبناني، قال: “هناك تطور إيجابي عند الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، فهذه الحدود أصبحت آمنة بدرجة كبيرة، ونحن في المقاومة دخلنا إلى تلك الجبال، وقضى مجاهدونا في الجبال ليال وأياما صعبة، قتلوا وقدموا الشهداء، والآن على الحدود لم يعد هناك أي داع لتواجدنا. لقد فككنا وسنفكك بقية مواقعنا العسكرية على الحدود من الجهة اللبنانية، لأن مهمتنا أنجزت. منذ اليوم، تقع المسؤولية على الدولة، فنحن لسنا بديلا عن الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، والأمور في السلسلة الشرقية متروكة منذ اليوم للدولة”.
أضاف: “إن بلدة الطفيل لبنانية، وليس لها طريق صحيح، ومن يريد أن يذهب إليها عليه ان يدخل إلى سوريا أولا، ثم إلى بلدة الطفيل. عندما وقعت المواجهات في السلسلة الشرقية، اضطر أهالي الطفيل إلى مغادرتها. واليوم، مع انتفاء السبب، تواصلنا مع أهالي الطفيل، وقلنا لهم إنهم يستطيعون العودة إلى بلدتهم. وإذا كان أحد يعتبر أن تواجدنا العسكري في تلك المنطقة كان عائقا أمام عودتهم، فأبلغناهم أن مهمتنا انتهت ويمكنهم العودة”.
وتابع: “هناك ملف نريد أن نغلقه، وهو اتهام بعض القوى والمنابر السياسية والاعلامية حزب الله بأنه يريد أن يقوم بتغيير ديموغرافي في بعلبك – الهرمل، في الوقت الذي كان حزب الله إلى جانب الجيش يشكل سدا منيعا لحماية كل البلدات في بعلبك – الهرمل، وقدم في هذه المهمة دماء زكية وتضحيات. لو أردنا تغييرا ديموغرافيا لتركنا النصرة وداعش يدخلان إلى هذه القرى، ويقتلان ويدمر، ثم نحن ندخل إليها وندمرها”.
وقال: “نريد ان يعود أهالي الطفيل إليها وأن يستطيع أهالي عرسال العودة إلى أعمالهم وبساتينهم، فليبق أهالي عرسال في عرسال، ويعود أهالي الطفيل إلى الطفيل ويبقى أهالي القاع في القاع”.