كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : دخان القنابل الحارقة والإطارات المشتعلة في طرابلس يكشف تباعًا المزيد من وجع الناس ومعاناتهم وقهرهم، دون أن يحجب أن ثمّة من يستغل كل هذا القهر لكسب أوراق في لعبة داخلية مقيتة تستهدف في ما تستهدفه ملف تشكيل الحكومة المعلّقة على حبال التعطيل وما يستتبع ذلك.
وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطة بكافة أجهزتها نفض يدها عن مسؤولية ما حلّ بمدينة طرابلس، فهي تمعن أكثر في صمّ آذانها عن مطالب الناس المحقّة الذين كفروا بها وبممارساتها التي لا ترقى الى أبعد من حدّ مصالحها الخاصة وتسخير الدولة ومؤسساتها خدمة لهذه المصالح.
وفيما لم يتبين بعد ما سيحمله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته المرتقبة الى لبنان اذا ما حصلت، أطلق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صرخة إضافية بوجه الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، محمّلا إياهما مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة. فاتّهم الأول المفترض أنه “رأس الدولة وحامي الدستور”، بتحويل نفسه الى فريق، والثاني بعدم استيعاب الجميع.
مصادر بكركي أوضحت لجريدة “الأنباء الإلكترونية” أن “الراعي ربما كان قاسياً هذه المرة في عظته، لكن من غير المقبول أن يبقى المسؤولون عن تشكيل الحكومة غير مبالين لوجع الناس وصرخاتهم”. وسألت: “ماذا يفعل الناس حتى يستفيق ضمير المسؤولين ليبادروا الى تشكيل الحكومة؟ هل ينتظرون ثورة جياع حقيقة تأكل الأخضر واليابس، وإذا ما حصل ذلك، ماذا سيبقى لهم ليتنازعوا عليه؟ يختلفون على تفسير المادة 54 من الدستور، فيما في لبنان خبراء دستوريون وقانونيون ليفسروا لهم ذلك طالما عجزوا عن تفسيرها. فأيهما أفضل، إقامة المتاريس ضد بعضهم أو الإستعانة بخبراء دستوريين؟”.
المصادر أكدت أنه “من حق بكركي أن تسأل ما إذا كان صحيحًا أننا وصلنا الى دولة بوليسية ديكتاتورية، بعد كل ما يترامى إلينا من أخبار تقشعر لها الأبدان عن توقيفات وفبركة ملفات بحق الناس الأبرياء، ذنبهم أنهم عبّروا عن رأيهم. فأين لبنان بلد الحريات الذي تغنينا به عقودا من الزمن؟”، المصادر شددت على “تمسك البطريرك الراعي بنداء رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية ببنوده الخمسة. وأولها التمسك بالولاء للبنان رسالة العيش المشترك وإحترام كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته، نائيا بنفسه عن الصراعات الخارجية وحساباتها الإستغلالية”. وأشارت إلى “توقف مبادرة الراعي باتجاه تقريب وجهات النظر بين عون والحريري في ما خص تشكيل الحكومة، الا في حال لمس رغبة منهما بتجاوز خلافاتهما، عندها لن يتردد عن التدخل”. وعن زيارة ماكرون الى لبنان قالت المصادر: “إننا ننتظرها بفارغ الصبر باعتبارها الفرصة الوحيدة للإنقاذ، ويكفي أن ماكرون يدعم حياد لبنان”.
عضو كتلة المستقبل النيابية النائب علي درويش أشار في حديث مع “الأنباء الإلكترونية” الى أن “الأمور الى تأزم، والفجوات إلى تراكم”، متهما البعض “بمحاولة إستغلال المرحلة وتوجيه رسائل مشفرة ليست خافية على أحد”. وقال: ”نحن في تيار المستقبل نحاول التخفيف من وجع الناس ومعاناتهم، ومن غير المقبول ما حصل في طرابلس من أعمال شغب وحرق البلدية وأرشيف المحكمة الشرعية”.
وبرأي درويش فإن الملف الحكومي مجمّد ولا جديد، ” بانتظار زيارة ماكرون الى لبنان”، آملا أن “تكون قريبة لأنها المؤشر الإيجابي الوحيد الذي يعول عليه لتشكيل الحكومة”، واصفا الوضع في لبنان بالسيء جدا.
مصادر تكتل لبنان القوي رفضت في إتصال مع “الأنباء الالكترونية” الدخول في سجال مع بكركي على خلفية ما جاء في عظة الراعي. وقالت “قد يكون الراعي محقا في غالبية ما أشار اليه لأن البلد من دون تشكيل حكومة لا يمكن أن يستمر. لكن المشكلة عند الرئيس المكلف وليست عند رئيس الجمهورية الذي يحرص على الدستور وحفظ حقوق الجميع”.
وعن زيارة ماكرون الى لبنان رحبّت المصادر بالزيارة، وأملت أن تساعد على حلحلة كل الخلافات وأولها تشكيل الحكومة.
مصادر عين التينة أكدت لجريدة “الأنباء الالكترونية” إستعجال رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل الحكومة أكثر من أي فريق آخر، وأنه جاهز للمساعدة، و”لكن للأسف المشكلة ليست عنده بل بمكان آخر”. وعما إذا كان هناك مؤشرات قريبة مع زيارة ماكرون الى لبنان، اكتفت المصادر بالقول إن الرئيس ماكرون مرحب به في أي وقت.
صحيا، سجل عدّاد كورونا يوم أمس 2139 إصابة جديدة و51 حالة وفاة. وفي ما لم تتبلور بعد مسألة تمديد التعبئة، أشار مصدر طبي في وزارة الصحة لـ “الأنباء الالكترونية” الى أن هذا الأسبوع سيكون حاسما في ما خص إستمرار خطة الطوارئ أو رفعها جزئيا، معتبرا أن المهم أن عدّاد الإصابات بدأ يخف