قال النائب فيصل كرامي للجديد: “نحن شعرنا منذ عام 1992 أن طرابلس مدينة مستهدفة بقيادتها السياسية، ويراد لها أن تستعمل كما استعملت في السابق، ولكن ما تغير أن الجسم الطرابلسي ضعف لدرجة أنه ما عاد باستطاعتنا تدارك الأمر .
أضاف “من الظلم التعاطي مع آل كرامي في الحكم كما يتم التعامل مع غير آل كرامي في الحكم، كانت طرابلس رأس في المعادلة، كل ما وجد في بيروت وجد في طرابلس في عهد رشيد كرامي، من مصرف لبنان إلى الإهراءات الى النقابات وغيرها. ونحن لا نتحمل مسؤولية ما حصل لانكم تعرفون أنه حين كان الرئيس عمر كرامي، رحمه الله، في سدة الحكم، كنتم تواكبون كل الأوضاع التي رافقت مرحلة حكمه، وانا كنائب أتحمل مسؤوليتي من موقعي ولكن لست في موقع قرار.
وتابع “طرابلس مدينة تعاني من حرمان وتطويق وإنماء غير متوازن واستهداف لقياداتها السياسية وتهميشها لمدة 30 سنة، ومن الطبيعي ان نصل لما نشهده اليوم، والسؤال: طرابلس تريد الدولة ولكن هل تريد الدولة طرابلس؟. ليس من مسؤولية الأثرياء والأغنياء أن يحسنوا الوضع الاقتصادي في طرابلس، بل هي مسؤولية الدولة اللبنانية، واذا لم نذهب لمعالجة الأسباب، فإن الثورة ان لم تبدأ هذا الاسبوع ستبدأ في الأسبوع القادم، وأنا على ثقة أن هذه الثورة ستمتد إلى كل لبنان وستتحول لانفجار. واليوم يوجد مواجهة جدية مع الأجهزة الأمنية في طرابلس، والبعض يتحدث عن مندسين وعن أموال تدفع، ولكن لا معطيات لدينا”.
ورأى أن “ثورة الناس هي ثورة على خياراتهم، هم اختاروا من أوصلهم الى الاقتصاد الريعي والمديونية، ولا نحمل فقط “تيار المستقبل” المسؤولية بل من شاركوه أيضا”.
وردا على سؤال عن تقصير الأجهزة الأمنية، قال كرامي :”لا تعليق”. مشددا على أننا “لسنا بحاجة للعواطف في هذه المرحلة، بل نحتاج لمن يقف معنا في هذه المحنة، مثلا في موضوع المساعدات للأهالي، نطالبهم بإعطاء الحصة الأكبر لطرابلس. وأؤكد أن الرئيس نجيب ميقاتي هو رجل دولة ومؤسسات وهو لم يقصد ما صرح به، وقد وجه اليوم تحية للجيش اللبناني، مؤكدا على تضامنه وامتنانه للجيش”.
وقال :”حتى هذه اللحظة لا يوجد دخول تركي الى طرابلس، وقد ذهبت الى تركيا لنقل ما تعانيه طرابلس، لأننا مدينة متروكة، وما سمعناه من الأتراك وسمعه الرئيس حسان دياب أيضا أنهم يرغبون بمساعدة طرابلس عن طريق الدولة اللبنانية فقط. لا داعي لوضع نقاط استفهام عن الدور التركي، لان لبنان يتلقى مساعدات من عدة جهات ولم نسمع حديث عن نوايا معينة.
وشدد “نحن كآل كرامي نفضل الموت على أن نضع نقطة دم في رقبتنا، وقد تعرضت شخصيا لمحاولة اغتيال سابقا، واعتبرها الرئيس كرامي رحمه الله خطأ يجب تخطيه، حفاظا على السلم في المدينة.الجيش اللبناني وكل الأجهزة الأمنية مسؤولون عن ضبط النفس، لأنهم بوجه أهلهم. وعلينا العودة إلى الأساس لمعالجة الأسباب لتخطي كل الأزمات”.
وأردف:” نوجه رسالة لسماحة المفتي: يا سماحة المفتي، يوجد في الطائفة غير سعد الحريري، يوجد فقر وجوع، لا نسمع صوتك إلا حين يتعلق الأمر بسعد الحريري. يوجد أوقاف في طرابلس، ونحن نجمع على وضع صندوق لطرابلس بإشراف المفتي محمد إمام، ونحن على ثقة بهذا الرجل وأمانته”.
وختم :” لو كانت استقالتي ذات فائدة لقدمتها الآن على الهواء”، ونحنا اختصاص استقالة”.