الجمعة , 27 ديسمبر 2024

جعجع: نحن نقف اليوم في وجه تنين الفساد ولن نسمح له أن يبتلعنا ولم نعد نريد موظفين عالة على الدولة فرضوا فقط لأنهم أصوات إنتخابية

أكد رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “حربنا على الفساد لن تكون سهلة باعتبار ان مغريات الفساد كثيرة، والمتورطون فيها كثر. وحدهم أصحاب القضية قادرون على ان يواجهوا، ونحن اولاد القضية وأهل المواجهة، نحن دفعنا ثمن هذا البلد دما، ولا يتوقع أحد منا استبداله بحفنة من الدولارات”.

كلام جعجع جاء خلال لقاء حاشد نظمته مصلحة الطلاب في الحزب، بمناسبة يوم الطالب، شارك فيه نحو ثلاثة آلاف طالبة وطالب من مختلف الجامعات والمدارس والمعاهد في لبنان، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور النواب ستريدا جعجع، أنطوان زهرا وجوزف المعلوف، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس، الأمين المساعد لشؤون الإدارة فادي ظريفه، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزف أبو جودة ورؤساء المصالح وأعضاء الهيئة العامة.

واستهل جعجع كلمة بتوجيه “تحية الى رفيقة العمر ستريدا جعجع ورفيق النضال النائب أنطوان زهرا والرفيق جوزيف المعلوف، وأقول لجماعة كلن يعني كلن: لأ مش كلن يعني كلن، فعلى الأقل 3 موجودون اليوم معنا”.

وقال: “في 7 آب 2001، اعتقلوا الطلاب ورئيس مصلحة الطلاب. ذهبوا هم، وبقيت المصلحة، وبقي الطلاب. طلاب القوات اللبنانية، طلاب القضية، طلاب البشير، طلاب الوطن، طلاب المقاومة التي لا تنكسر أبدا أبدا! وفي 7 ايار 2002، خطفوا رمزي عيراني، وفي 20 أيار قتلوه، في نيسان 2003، سلطة الوصاية وضعت الطلاب بالريو في Huvelin، في 1 أيار 2004، قتل الرفيق بيار بولس، في 19 أيلول 2007، فجروا الرفيق طوني ضو، ولا زلنا نجد أنكم اليوم هنا! هذا لأنكم طلاب القوات، طلاب القضية، طلاب المقاومة التي لا تنكسر أبدا أبدا”.

وتوجه جعجع الى الطلاب قائلا: “يمكن للبعض أن يعتبر أن زمن المقاومة قد ولى، لأن الحرب وعهد الوصاية انتهيا، ولكن هذا خطأ كبير: صحيح ان الحرب الساخنة ولت، ولكن الحرب الباردة لا زالت مستمرة، صحيح ان عهد الوصاية قد ولى، ولكن ملائكته، في الحقيقة شياطينه، ما زالوا حاضرين. الآن هو زمن المقاومة والصمود الفعليين. في آخر عشرين سنة لم يترك شيء إلا وقاموا به حتى يترك اللبناني أرضه ووطنه ويهاجر. أسوأ شيء قاموا به أنهم أفرغوا الدولة اللبنانية من الكثير من صلاحياتها بشكل بقيت فيه أقرب ما يكون الى هيكل عظمي، ناهيك عن الاغتيالات ومحاولات الاغتيال بالجملة، وتخريب علاقات لبنان بكثير من الدول الصديقة، فالتدخل العسكري المباشر بأزمات المنطقة وبالأخص في سوريا، ما جر على لبنان عداوات بالجملة، هذا كله خلق جوا مستمرا من عدم الاستقرار السياسي والأمني، أدى الى تراجع في كل أدوار الدولة في لبنان، ولاسيما على صعيد الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، وعلى مستوى البنى التحتية وكل الخدمات التي من المفترض أن تؤمنها الدولة للمواطن. أضيفوا الى كل ذلك فسادا ما بعده فساد. من جهة ثانية، عمليات الاغتيال والترهيب خنقت أصواتا كثيرة وتركت أصواتا أخرى تخفت وتساير الوضع حتى تنقذ رأسها”.

وشدد على أنه “في ظل هذا الجو، فان مجرد البقاء في لبنان والصمود والاستمرار هي المقاومة بحد ذاتها! هل ترون كيف ان الناس من حولكم بأكثريتهم يائسين، محبطين، مستسلمين؟ وهنا يأتي دوركم بالذات. دوركم حتى تقفوا سدا منيعا بوجه كل هذا المناخ التيئيسي الإحباطي. هذا يتطلب طلاب قضية ومقاومة، وانتم طلاب القضية والمقاومة. لن نسمح لأحد بتيئيس شعبنا، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نعيشها، سوف نبقى في طليعة المقاومين للوضع الشاذ الذي نعيشه حتى نساعد كل اللبنانيين لتمرير هذه المرحلة الصعبة، الى أن نصل الى شاطئ الأمان. فما من مشكلة من المشاكل المطروحة إلا ولها حلا، ان المهم في الوقت الحاضر التمسك بأرضنا ووطننا وبلدنا مهما صعبوا الحياة علينا. فهذه هي المقاومة، ومن يعرفها مثلنا، وسنبقى نقاوم ونقاوم ونقاوم حتى يتعبوا هم، وننتصر نحن وهذا ليس شيئا جديدا علينا”.

وتابع: “بالأمس ومنذ عشر سنوات، قضبان السجن تعبت ونحن لم نتعب، قضبان السجن لوت ونحن لم ننحن، قضبان السجن ذابت ونحن بقينا ثابتين، قضبان السجن انكسرت ونحن بقينا صامدين. فمنذ يومين، احتفلنا بذكرى اندحار عهد الوصاية وجيشه أمام شعب أعزل في يوم الاستقلال الثاني، في يوم 14 آذار ال2005 العظيم. وبالأمس أيضا، اندحرت مجموعات مسلحة بعشرات الآلاف، مدعومة بميزانيات هائلة، أمام تصميم مجموعات قليلة من المقاومين وشجاعتها واستبسالها، كانت في بعض الأوقات لا تتعدى العشرات”.

وأكد أن “ما من مشكلة إلا ولها الحل، اللهم ان نتحلى دائما بإرادة المواجهة والمقاومة، ونتشبث بأرضنا، ونبقى متشبثين بها حتى لا تتمكن أي قوة في الكون أن تفصلنا عنها، مهما حاولوا أن يكرهوننا بأرضنا وبوطننا من خلال زحمة السير، أو انقطاع الكهرباء والمياه، أو عن طريق الركود الاقتصادي أو عبر الفساد المستشري الذي يغضون النظر عنه باعتبار أن الشعب الفاسد لا يعود قادرا على المقاومة، مهما حاولوا أن يسمموننا بروائح النفايات، ومهما حاولوا تهجيرنا من البطالة، ومهما حاولوا تيئيسنا من كثرة المخالفات والتجاوزات والمحسوبيات، مهما حاولوا بكل هذه الأساليب لن ينجحوا، وسنبقى مقاومين صامدين هنا. سنقاوم هنا، ونلملم الجراح هنا، وننتفض هنا، ونواسي هنا، ونطالب هنا، ونقود هنا. الى حين تمر العاصفة، ونبقى جميعنا هنا. أن نبقى مقاومين وصامدين هنا، لا يعني أبدا أن نصبر فقط، لمجرد الصبر، حتى ينتهي الوضع الصعب الذي نعيش فيه. لا، فنحن لم نكن يوما مجرد أناس يتلطون حتى تمر العاصفة. نحن وفي عين العاصفة لن نترك فرصة تمر من دون محاولة تغيير الواقع الراهن. فعلى سبيل المثال نحن نقف اليوم في وجه تنين الفساد ولن نسمح له أن يبتلعنا، سوف نمد يدنا ونسحب مصالح الناس من فمه: حربنا معه ستكون من دون هوادة، وستكون هذه الحرب هاجسنا وعملنا اليومي: فرفاقنا الوزراء- وأوجه لهم تحية كبيرة من هنا- عيون مفتوحة في كل إجتماع، وعلى كل جدول أعمال، وكل بند، وعلى كل فقرة. فممنوع الصفقات، وممنوع التمريقات. نريد معالجة للنفايات من دون روائح فساد، نريد كهرباء من دون دخان صفقات. فالدولة أمنا ولو ان البعض يغتصبها ويحطم البلد، فالساكت عن الجريمة مشارك فيها”.

ورأى أن “الموظف في الدولة يجب أن يصبح مصدر إنتاجية، فلم نعد نريد موظفين عالة على الدولة، فرضوا فقط لأنهم أصوات إنتخابية. فالوظيفة بتروح وبتجي، ولكن البلد من يعيده؟ فالمعاملة الإدارية في هذا البلد ستصبح حقا مشروعا اذ ممنوع ان يصل الى يد الموظف إلا الرسم الذي تحتاجه هذه المعاملة. ومشروعنا الفعلي الأساسي لنتخلص من كل هذا الواقع المزري هو الحكومة الإلكترونية. حربنا على الفساد لن تكون سهلة باعتبار ان مغريات الفساد كثيرة، والمتورطون فيها كثر. وحدهم أصحاب القضية قادرون ان يواجهوا، ونحن اولاد القضية وأهل المواجهة، نحن دفعنا ثمن هذا البلد دما، ولا يتوقع أحد منا استبداله بحفنة من الدولارات”.

وأردف: “صحيح على هذا الدرب سيكون لنا أخصام وعداوات، ولكن من قال انه من السهل ان تكون مستقيما، ونظيفا وآدميا؟ وفي كل الأحوال، من قال في أي يوم من الإيام أنه سهل ان تكون قوات. والأمر الثاني الذي نعمل عليه حاليا وفي كل الأوقات، هو أن نعيد ما للدولة للدولة، ونعيدها دولة فعلية قوية، كل السلاح على أرضها لها وحدها، والعلاقات الخارجية محصورة بها، والقرار الاستراتيجي بيدها حصرا. البعض سيقول لنا ان هذا وهم، والبعض الثاني سيقول هذا حلم، ولكن نحن سنقول لهم: نحن أبناء القضية والمقاومة، ليس لدينا شييء اسمه وهم أو مستحيل. لدينا إيمان ينقل الجبال، لدينا تصميم يحقق الأحلام، وبشير حي فينا لا ينام”.

وختم جعجع: “أنتم اليوم براعم جديدة، كونوا واثقين ان القوة الكامنة فيكم هي أكبر بكثير من القوة الظاهرة، فإذا تسلحتم بالإيمان والتصميم اللازمين، أنتم قادرون أن تخرجوا القوة الكامنة فيكم، وتنقلوا بها الجبال، اذكروا دوما كيف تمكنا من نقل جبال عهد الوصاية من لبنان، وكيف ذوبنا حديد السجن. نحن ابناء القضية التي لا تنطفئ، نحن ابناء المقاومة التي لا تموت، هكذا كان أجدادكم وآباؤكم وأمهاتكم، هكذا هو جيلنا نحن، وهكذا أنتم ستبقون”.

بدوره، ألقى رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان كلمة قال فيها: “في زمن الحرب لبينا النداء وعلى جدران ساحات الظلم كتبنا شعار: يوم قل فيه الوفاء كنا لكم اوفياء، طلابا كنا وفي الاستشهاد أحياء، سقينا تراب لبنان، انقى الدماء. وانتهى زمن الحرب، اندثرت الغيوم وصفيت السماء، وخرج المارد المتمرد من الإعتقال وحل فينا الرجاء ان كان الله معنا، فمن علينا، والله معنا وسمع الدعاء وها انت يا يوم الطالب تطل سنة بعد سنة تروي مسيرتنا عنفوانا وصلابة، شرابا الذ من الماء. طلاب القضية شعارنا، تدعونا، فنلبي النداء فافرحوا فينا يا اهل الارض… وهللوا لنا ايها الشهداء”.

أضاف: “هذا تاريخنا، حاضرنا وهكذا سيكون مستقبلنا. ولدنا مشرقيين، واختارنا الرب ان نكون لبنانيين مسيحيين وطنيين، هذه الهوية مع كل ما تحمله من ثقافة، تراث وحضارة. هي قدرنا ومسؤولية كبيرة علينا ان نحافظ عليها، وبخاصة في هذه الايام البائسة، أليست هذه وصية بطريرك الاستقلال الثاني، أطال الله بعمره، مار نصرلله بطرس صفير لنا؟ تاريخنا امانة لنا ولأولادنا، لذا قررنا هذا العام كمصلحة ان نوثق هذا التاريخ ونعمل على وثائقي نعرض فيه للمرة الأولى تاريخ مصلحة طلاب القوات اللبنانية منذ التأسيس الى اليوم ورسالتي لكم أن تشاهدوه، باعتبار انه اذا ما قررت ان تقضي على شعب ما اجعله ينسى تاريخه”.

وتابع: “بعد حملة مكافحة المخدرات التي عملت عليها مصلحة الطلاب في الفترة الماضية، تبنينا هذه السنة خلال المؤتمر العام، قضية جديدة هي ملف التربية وتمكنا الى اليوم ان نعمل على ثلاثة مراسيم لإدخال مفهوم السلامة المرورية، الرياضة والبيئة ببعدهم النظري والتطبيقي في المناهج المدرسية، وقد اجتمعنا مع أغلبية الجمعيات المدنية في هذا السياق والخطوة التالية ستكون جولة على الوزراء والمسؤولين المعنيين بهذا الملف. وكما عودتكم مصلحة الطلاب سنبقى ساهرين على هذا الملف للوصول الى الهدف المنشود. واليوم عنوان المرحلة: سقط القناع. فاعلان النوايا الحسنة بيننا وبين التيار الوطني الحر اثمر وصول رئيس جمهورية قوي وكشف أيضا النوايا السيئة التي يضمرها كل المدعين في المرحلة السابقة حرصهم على وحدة المسيحيين والميثاق الوطني والوفاق. وهنا أوجه أكثر من سؤال: اولا، للذكرى فقط لا غير، ألم يكن حزب القوات اللبنانية دائما المبادر لإعلان طروحات سباقة بناءة ومفصلية ويكون الجواب محاربة وإسقاط وتخوين؟ كل الهدف من الحملات الإعلامية هو محاولة زعزعة ايمان مناصرينا بطروحاتنا. فيا أيها الشباب كما لم ينجحوا من قبل، لا تدعوا شيئا يهز ايمانكم بقضية الحزب. ثانيا، أين الداعمين لقانون إنتخاب يؤمن أغلبية مسيحية بأصوات المسيحيين؟ سأقول لكم أين هم، هم يرون ما هو اكثر قانون يضرب التمثيل المسيحي ليعتمدوه. ثالثا، الى من ينادي بالعيش المشترك وملأ وسط بيروت بالخيم وعطل الحركة الإقتصادية وبتر رجل الحكومات ويدها لغياب احد المكونات، أين هو اليوم العيش المشترك والميثاق بالتمديد رغما عن ارادة المسيحيين؟ رابعا، لكل الذين شككوا بالوفاق بين القوات والتيار، قريبين كانوا أم بعيدين، واعتبروه مصلحة شخصية او اتفاقا غير استراتيجي او لقاء ظرفيا عابرا، أسألهم: رئيس جمهورية قوي، حكومة تضم ثقلا وازنا للمسيحيين، أليست تلك معارك ناجحة في حرب استرداد الحقوق؟ واليوم، معركة قانون الانتخاب التي تخاض في ظل هذه الظروف التي نشهدها، أليست اقرب معركة لإكمال مسيرة استرداد الحقوق؟ حركة سياسية في البلد أليست أفضل من جمود دام حوالي ثلاثة أعوام؟ ولمن راهنوا انه بإدارة او نقابة او بلدية او مخترة، سوف يهتز الوفاق ويسقط، جوابي: نحن أيضا على مبادئنا ثابتون كما اننا على رؤيتنا السياسية والاستراتيجية صائبون. اما الجواب على كل هذه الاسئلة فهو التالي: صحيح ان زمننا اليوم يتطلب ان نكون منظمين ونعمل ضمن نطاق الدولة والاطر الصحيحة، وان نعمل تحت نطاق حزب مسجل في وزارة الداخلية، ولكن ليست هذه القوات اللبنانية، فالقوات اكبر بكثير من حزب، القوات قصة تاريخ ونضال وحرية، هي عائلة وأرض وبيت، هي نهج وفكر ومشروع، القوات نقطة زيت في كأس ماء مهما حاولوا تذويبها سواء بحرب او بتهجير او ببعض المقاعد الوزارية او بقانون انتخابات، في النهاية هذه النقطة ستطفو على وجه المياه”.

وختم دميان متوجها الى جعجع: “باسم الصبايا والشباب في مصلحة طلاب القوات اللبنانية نقول لك: ارثوذكسي او مختلط، نسبي او اكثري، مع وفاق أو دون وفاق، مع حلفاء او دون حلفاء، نحن ضد التمديد ونحن مع التجديد، حكيم نحن للانتخابات جاهزون، وفق اي قانون، وان شاء الله منتصرون، في سبيل قضية القوات في كل الظروف عاملون. بقيادتكم الحكيمة واثقون. فليحيا شهداء مصلحة الطلاب رمزي عيراني، بيار بولس، طوني ضو”.

وتخلل الاحتفال أفلام وثائقية عن مصلحة الطلاب، كما قدمت الفنانة باسكال صقر أناشيد وطنية، كما تم وضع إكليل على أرزة الشهداء.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *