احتفل “حزب القوات اللبنانية” في عاليه بذكرى مصالحة الجبل التاريخية بعنوان “راسخة ابدا”، في قاعة كنيسة مار شليطا – شرتون، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب السابق انطوان زهرا، وحضور وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب انيس نصار، راجي السعد، مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في القوات شارل جبور، مستشار وزير التربية صلاح تقي الدين، مندوب جعجع في قضاء عاليه جهاد متى، منسق قضاء عاليه اميل مكرزل، وكيلي داخلية عاليه والجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي يوسف دعيبس وجنبلاط غريزي على رأس وفد، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، رئيس اتحاد بلديات الجرد كمال شيا ونائبه حسين ابي المنى، المحامي بيار نصار وفاعليات.
بعد النشيد الوطني ونشيد القوات، تحدث مكرزل واكد “ان المصالحة هي مصالحة حقيقية”، واشار “الى انها كخطوة استراتيجية تقول للسوري اننا قادرون كلبنانيين ان نضع اسسا بين بعضنا وان نطوي صفحة الماضي”، لافتا الى “ان المصالحة لا تتأثر بالسياسات اليومية، ولا بفتح قبور الماضي”، مشددا “على ان العيش المشترك مصان”.
الشرتوني
ثم تحدث رئيس بلدية شرتون الدكتور جوزيف الشرتوني ورحب باقامة الاحتفال في بلدته مؤكدا “على اهمية المصالحة، وعلى ان شرتون تعالت على الجراح وهي كما كل القرى ارض لكل ابناء الجبل”.
نصار
بدوره، قال النائب نصار:”الحقيقة تقول ان لبنان لم يقم لولا جبل اسمه لبنان الصغير، وما التطاول والتحديات والعنتريات واللعب على اوتار الفتنة واثارة النعرات الا سهاما تدك في خاصرة الجبل”، داعيا “الى عدم المتاجرة بحقوق المسيحيين، فلا تلعبوا على اوتار الدفاع عن الكرامات واسترداد ما هو مسلوب، فهذه التعابير وذاك المنطق لا يخدم الا التشنج والتوتير والهدم”.
اضاف:”لقد وقع الجبل في خطأ تاريخي، فكانت حرب الجبل ودفع الجبل ولبنان ثمنا باهظا، ولكن لا يصحح الخطأ التاريخي الا حدث تاريخي فكانت مصالحة الجبل التاريخية التي استمدت قوتها من تاريخ العلاقات الفريدة بين المسيحيين والدروز”.
وتابع:”قالوا لنا فلنتصالح ونتحاور، قلنا نعم. قالوا فلنوقع وثيقة تفاهم واتفاق، قلنا نعم. قالوا سيادة واستقلال وكرامة، قلنا نعم. قالوا دولة وجيش قوي، قلنا نعم. قالوا مكافحة فساد، قلنا نعم. قالوا عهد قوي، قلنا نعم. قالوا لا معابر غير شرعية على حدودنا، قلنا نعم. قالوا بواخر، قلنا لا. قالوا فلنغطي التوظيف العشوائي وغير القانوني قلنا لا. قالوا مرسوم تجنيس الغرباء، قلنا لا. قالوا فلنحجم ونحاصر وليد جنبلاط في الجبل، قلنا لا ولا والف لا”.
وسأل:”اين كنتم يوم كانت طريق القدس تمر في جونيه؟ اين كنتم يوم كان الاحتلال يدك الاشرفية وزحلة؟ اين كنتم يوم كان سمير جعجع يدافع عن الوجود والكيان والوطن؟ اين كنتم يوم كان وليد جنبلاط يدفع ثمن مواقفه قمصانا سوداء؟ اين كنتم يوم كان وليد جنبلاط يصنع سلام الشجعان في يسوع الملك؟ كنتم تلصقون التهم فينا وما زلتم حتى اليوم تستحضرون الحرب وادواتها”، مؤكدا “ان لبنان بألف خير طالما الجبل بخير والمصالحة راسخة ابدا وستبقى الى ابد الآبدين”.
شهيب
اما شهيب فتوجه بالشكر الى “الرفاق في القوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع الشريك الاساس بالمصالحة”، وقال:”بعد حادثة قبرشمون المؤسفة، سادت عبارة جديدة المصارحة والمصالحة في وصف اعلامي للاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري، والمصارحة في نظرنا هي المكاشفة بالحقيقة، بالحقوق والواجبات المترتبة على الفرقاء كافة. فالمصارحة هي السير نحو البناء على الصدق وتحقيق الافضل وليست لغلبة فريق على آخر، كما انها ليست لحصول فريق على دور يفوق دوره وواقعه، وهي ليست ايضا لتسخير مؤسسات الدولة لغلبة فريق على آخر، فالمصارحة الطريق الاقصر للمصالحة المتينة.”
وتابع:”اما المصالحة، فهي السبيل الوحيد لتثبيت حياة مشتركة وطي صفحة الماضي والتطلع الى المستقبل، المصالحة هي ممارسة يومية تفتح الباب امام البناء المشترك لتكريس مقومات الصمود الاجتماعي وتعزيز العيش الواحد والبناء على تفعيل المؤسسات خدمة للمجتمع”.
وقال:”من موقع الواثق نتصارح، ومن موقع الحق والحرص نتصالح، وانطلاقا من ذلك، لا بد من التفكير بالمسار التاريخي للمصالحة التاريخية التي نعيش في ظلالها ونتمسك بها لانها تجسد الطريق الامثل لمستقبل واعد للبنان”.
وتابع:”لقد بدأ المسار في 20 ايلول من العام الفين مع النداء الشهير للمطارنة الموارنة الذي طالب بانسحاب الجيش السوري تنفيذا لاتفاق الطائف واستعادة السيادة المنقوصة للبنان. في تشرين الاول من العام نفسه لاقى وليد جنبلاط نداء المطارنة، وطالب بضرورة تنفيذ اتفاق الطائف واعادة تموضع الجيش السوري. ومع انطلاق لقاء قرنة شهوان، صدر في نيسان من العام 2001 البيان الاول لهذا اللقاء الذي اعلن بوضوح معارضته التمديد لولاية اميل لحود الرئاسية كون ذلك مطلبا سوريا خالصا”.
واضاف:”في آب من العام 2001، كانت الزيارة التاريخية لغبطة المأسوف عليه البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الى المختارة، حيث عقد لقاء المصالحة والذي قال فيه وليد جنبلاط:هل تسمح لي يا صاحب الغبطة ان اقول ان حرب الستين ورواسبها انتهت الى غير رجعة. وهل تأذن لي ان اعلن ان حرب الجبل قد ولت الى غير رجعة ايضا، معكم يا صاحب الغبطة نحمي الجبل نحمي لبنان ونحمي العيش المشترك في كل لبنان”.
وقال:”اما المغفور له البطريرك صفير، فكان واضحا وصريحا كما تعودنا عليه عندما قال في رده على جنبلاط: اذا كان هناك من لم تبلغهم نعمة المصالحة فإننا نأمل في ان يتمكنوا بمساعيكم المشكورة من ان ينعموا بها، لتعم الفرحة جميع القلوب وتغمر جميع النفوس. وليس من يجهل ان الوطن لا يمكنه ان يستعيد عافيته الا بتضافر جهود ابنائه اللذين عليهم ان يتصارحوا ويجاهروا بالحقيقة التي وحدها تنقذ لبنان”.
وتابع:”في 7 آب من العام، نفسه كانت حملة الاعتقالات الشهيرة بحق المعارضين لسلطة الوصاية السورية، ثم في السادس عشر من آب الانقلاب الشهير في مجلس النواب بتعديل قانون العقوبات الذي فسح المجال امام تشديد قبضة الوصاية الامنية على البلد. وتابعنا المسيرة المحفوفة بشتى انواع المخاطر، فكان لقاء البريستول والذي انبثقت عنه لائحة الشرف في ايلول 2004 المعارضة للتمديد لولاية اميل لحود الرئاسية وضمت نواب اللقاء الديمقراطي، نواب كتلة قرنة شهوان والنواب مصباح الاحدب، مخايل الضاهر، فارس بويز، احمد فتفت، وغطاس خوري. فكان الرد الاول بمحاولة اغتيال مروان حماده ثم كرت السبحة: الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، وليد عيدو، ولم تتوقف عن استهداف امنيين وعسكريين وصولا الى الشهيد محمد شطح. فكانت ثورة الارز، محطة الانصهار والتلاقي الثانية بعد مصالحة الجبل”.
وقال شهيب:”سيبقى رجال المصالحة الكبار، حاضرين دائما في ذاكرة ابناء الجبل، وإن نسينا لن ننسى الدور الايجابي لكثر ساهموا بالممارسة اليومية، بالقلم بالحوار في تعزيز هذه المصالحة، منهم من رحل ومنهم من ينتظر، لن ننسى المفكر السياسي الانيق ورجل الحوار والتلاقي الدائم سمير فرنجية ومعه قامات وطنية كبيرة ساهمت بدورها من خلال فكرها الجامع في تقريب المسافات وتذليل العقبات. نتذكر ايضا نسيب لحود والشهيد انطوان غانم وفارس سعيد وآخرين احباء، وكل ذلك تحت عباءة صاحب الغبطة. المصالحة الاساس في المختارة هي التي فتحت الطريق نحو المزيد من المحطات المشرقة والرائدة على طريق التواصل والتلاقي وصولا الى المصالحة مع الذات في خطاب وليد جنبلاط في مجلس النواب، مطالبا وبجرأة كبيرة، باعادة تموضع القوات السورية بحسب ما نص عليه اتفاق الطائف والخروج من العاصمة بيروت ومناطق اخرى، خصوصا بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000″.
واضاف:”اولويتنا ستبقى لوطننا واهلنا، يوحدنا ما اتفقنا عليه في الطائف وارسينا عليه سلمنا الاهالي بعيدا عن سياسة المحاور وسياسة الاستقواء وسياسة التفرقة والتشرذم ومحاولات التطويع والاقصاء والالغاء واستغلال النفوذ، والكيدية والانتقام والتوتير والاستهداف والعزل وتركيب الملفات واستخدام القضاء غب الطلب”.
واعلن اننا “عشنا جميعا ازمات السياسات العرجاء التي لا تبني على المشترك، وعسانا ان نكون قد ادركنا جميعا الحاجة الى تكريس المصالحة والبناء عليها. وفي الامس القريب، عبدنا الطريق في لقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا بمبادرة الرئيس بري ورعاية رئيس الجمهورية لغد نريده افضل لكل لبنان. لن نتخلى عن ثوابتنا الوطنية في كل حين. زادنا السعي الى حوار دائم مع الشركاء في الوطن: وإذا خاصمنا فبكبر نخاصم، واذا حاورنا فبكبر نحاور”.
وختم:”وحدة الصف الوطني مبتغانا والهدف، لأننا نؤمن ان لبنان لكل ابنائه، ولبنان لا يكون الا لكل ابنائه ولا يستمر الا بإيمان كل ابنائه بالوطن الواحد، بالوطن الجامع. فليطمئن الجميع المصالحة بألف خير واضحت كالخبز اليومي لابناء الجبل كل ابنائه، امس، اليوم، والى ابد الآبدين”.
زهرا
اما زهرا فاستهل كلمته بالطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على نفس شهداء الجبل، ونقل التحية من بشري ومعراب الى المختارة ودير القمر وشرتون، وخصوصا التحية من البترون، بترون بطريرك لبنان الكبير الياس الحويك، مستذكرا البطريرك “الذي اسس لاستعادة استقلال كل لبنان نصرالله صفير”.
وقال:”المصالحة راسخة حكما واليوم بلغت سن الرشد، اذ صار عمرها 18 سنة، فصارت عصية ومنذ اللحظة الاولى على اي عبث او تنكر. المصالحة راسخة خاصة عند من يشكك بها عندما يحتفل بذكرى 7 آب، يوم انتقم النظام الامني المشترك من لقاء اللبنانيين خلافا لارادة المحتل. وهي راسخة لانها بداية مسار اعادة بناء الدولة والركون لها والعيش بظلها، دولة بدأنا باسترداد سيادتها في 14 آذار، و14 آذار هي من ثمار مصالحة الجبل واعادة بناء الوحدة الوطنية”.
واكد “اننا نتطلع لبناء دولة سيدة عادلة ومزدهرة”، وقال:”نتكلم عن العدالة وهي اساس الاستقرار السياسي الامني الاجتماعي، والعدالة لا يمكن ان تقوم الا بقضاء مستقل، فعن اي عدالة وقضاء نتكلم ونحن ما زلنا نعترف بوجود محاكم استثنائية تعييناتها سياسية وخلفياتها ليست خافية على احد”.
ورأى “ان الدولة قاصرة اليوم بسلطاتها الدستورية عن امساك مصيرها بيدها، ودولتنا تخاف وشعبنا يخاف من ان يرمى في اتون صراعات لا شأن له بها، فكل يوم وآخر اذا مست ايران سيشتعل الشرق الاوسط”، مضيفا:”لماذا علينا ان نكون وقودا لاي صراع مع ايران او غير ايران؟ وفي الوقت نفسه يأتينا غلمان في السياسة يفتشون عن صراعات يومية مع اي طرف كان بدون اي مبرر او مناسبة، ونتكلم عن انقاذ اقتصادي”.
وامل “ان نكون امام ورشة حقيقية تسهم في تخفيف الازمة الاقتصادية، فليس لدينا بديل من الذهاب الى اصلاحات فعلية وحماية مجتمعنا من اي خطر وجودي، والخطر الاقتصادي اليوم هو خطر وجودي”، مطالبا “بوقف عقود التوظيف العشوائي فورا، وضبط المعابر غير الشرعية، وضبط التهرب الضريبي وضبط قطاع الكهرباء الذين باتوا يشكلون اذا ما تأمنت وارداتهم، 80% من العجز في الموازنة”.
واضاف:”بلدنا ليس فقيرا بل منهوبا، ونطالب “بتحول الحكومة الى فريق عمل انقاذي اقتصادي، لاننا لا نستطيع فرض ضرائب او الطلب من الناس المشاركة، الا اذا امنا فرص عمل ورفعنا نسبة النمو”، مشددا “على ان الرأسمال لا يطمئن الا بالاستقرار الامني وبالقضاء وبالنمو”، مؤكدا “على مرجعية الدولة وعدالتها وازدهارها ليبقى لبنان مجتمعا.