صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي ما يلي:
“يستمر الحديث عن الواقع السياسي في الجبل بالخطاب التشويهي نفسه الذي أدى الى ما آلت اليه الامور، ويطالعنا معالي وزير المهجرين غسان عطالله بقراءته التحليلية والتاريخية معتبرا ان قانون الانتخاب هو الذي أمن العودة السياسية الى الجبل مهاجما ما أسماه بالأحادية، متناسيا ان لوائح الجبل لم تكن يوما من لون سياسي واحد ولم يحتكر الحزب التقدمي الاشتراكي يوما التمثيل السياسي في الجبل، ولكن يبدو ان نزعة معاليه الى الاحادية داخل الطائفة المسيحية لم تسمح له بالاعتراف بنواب القوات اللبنانية والكتائب والوطنيين الاحرار والنواب المسيحيين المستقلين الذين مثلوا الجبل طوال سنوات خير تمثيل ولا يزالون. فعن أي عودة أمنها قانون انتخابه المسخ يتحدث؟ وهو القانون الذي أعاد اللبنانيين الى قطعان طوائف ليس الا ولم يخلق الا تحالفات هجينة وتسابق مقيت الى النيابة داخل كل حزب وتيار على الاصوات التفضيلية.
فعبثا يحاول عطالله ان يدعي انجاز العودة من بوابة تياره السياسي وقد تحققت قبله بسنوات والدورات النيابية المتعاقبة شاهدة على ذلك، وهو نفسه يعرف ان العودة السياسية للتيار الوطني الحر حصلت ايضا قبل قانون انتخابه العجائبي ومن المفيد تذكيره بأن الرئيس ميشال عون زار الجبل وزار المختارة وحري به وبتياره ان يحترموا ما أرساه رئيس تيارهم ايضا ويكفوا عن النبش بالقبور.
وعجبا بهذا الحرص على المصالحة الدرزية الدرزية من فريق دأب على إذكاء الخلاف داخل البيت الدرزي كلما سنحت الفرصة والامثلة كثيرة وفي اكثر من مناسبة.
ونشد على يد معاليه بترك القضاء يقوم بدوره في حادثة البساتين وغيرها، وعدم اطلاق الاتهامات المسبقة جزافا وانتظار التحقيقات، حرصا عليه من زلة لسان جديدة كمثل موقفه بما لا يعنيه حين أعلن بأن لا دفن لضحايا حادثة البساتين قبل احالة الملف على المجلس العدلي.
وغريب أمر معاليه عندما يتحدث عن المصالحة والعودة، فالناس لم تنس بعد تخويفه لهم من النوم في الجبل، ليأتي اليوم ويدعو الى لقاءات حوارية في القرى واعترافات من قبل الذين اقترفوا الاخطاء والاعتذار، فأي منطق هذا الذي بدل ان يدعو الناس الى طي صفحة الماضي وعدم نقل مآسيها الى الاجيال الجديدة، وإذ به يدعوهم لنبش الحرب وآلامها وتذكير الناس بعضهم لبعض بالمجازر ومشاهد الحرب ومن ثم الاعتذار، فأي عقل خبيث هذا لا بل اي عقل مريض هذا؟
واما عن دعوته للقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، فهو لطالما شدد في كل مواقفه على التنوع في الجبل والانفتاح على كل القوى السياسية انطلاقا من قناعته الراسخة بضرورة التلاقي والحوار ترسيخاً للمصالحة التي عبّدت طريق السلم الاهلي والاستقرار في البلد.
وبما أن معالي الوزير حريص على الثقة التي كسبها من وليد جنبلاط فلما كل هذا التحريض المستمر والنبش بالماضي وطلب الاعتذار والغفران عند كل محطة طالما ان القداس قد حصل والذي كان يقتضي ان يفتح صفحة جديدة نحو المستقبل لا منصة للتذكير بمحطات أليمة طواها الزمن منذ عقود.
وفعلا صدق معاليه عندما اعترف بأن وليد جنبلاط حريصا على الجبل وانه لن يقبل بأن يتكرر ما حصل في الجبل في الماضي البعيد كما القريب وحبذا لو يقتدوا بهذا التوجه ولا يتحدثون بلغة الابواب والشبابيك في الحدت وسواها.
واما عن دعوته الى الغداء في بيت الدين للمشاركة في اطلاق موسم صيف الشوف 2019 فهذا خير دليل على توجّه الحزب التقدمي الاشتراكي ووليد جنبلاط بأن لا عودة الى الماضي وان المستقبل امامنا وان ارادة الحياة لا بد ان تنتصر على ارادة نابشي القبور”.