الخميس , 26 ديسمبر 2024

شهيب: سوق الغرب ستبقى الحاضنة لكل الجبل بعيدا عن أي خطاب لا يشبهها

أكد وزير التربية والتعليم العالي أن “سوق الغرب كانت وستبقى الحاضنة لأبناء الجبل كل الجبل، سوق الغرب العلم والثقافة والمعرفة والتلاقي بعيدا عن تداعيات خطاب أقل ما يقال فيه: لا يشبهها ولا يشبه ابناء هذه المنطقة”.

وقال: “إننا نتطلع عبر مجلس التعليم العالي إلى تطبيق القانون الذي ينظم قطاع التعليم العالي الخاص، والى اقفال المؤسسات والفروع الجامعية المخالفة والتي تسيء إلى سمعة لبنان الأكاديمية، وسوف نحرص على تشجيع المؤسسات المتمايزة كما سنشجع على تدريس البرمجيات لفتح باب سوق العمل أمام المتخرجين، ورغم الظروف التي تمر نجهد نحن وبعض المخلصين من أجل ترسيخ الاستقرار وتفعيل عمل المؤسسات والمضي قدما في التنمية والعصرنة سبيلا لتحسين حياة المواطنين وتعميم الخير العام”.

كلام شهيب أتى خلال رعايته حفل افتتاح الجامعة الصيفية للأنظمة والبيئات الذكية 2019 الذي تقيمه جامعة البلمند “كلية عصام فارس للتكنولوجيا” في سوق الغرب، بحضور النائب أنيس نصار، ممثل النائب الدكتور فريد البستاني الدكتور امين قعقور، رئيس إتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار الدكتور غازي الشعار، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، عميد كلية الطب في جامعة البلمند الدكتور كميل نصار، عميد كلية عصام فارس للتكنولوجيا الدكتور الياس خليل، عميد كلية العلوم الصحية في جامعة البلمند بالتكليف الدكتور كريم شتي وعميد كلية الهندسة في الجامعة الدكتور رامي عبود، مدير الجامعة اللبنانية للتكنولوجيا في عبيه الدكتور داني عبيد، مدير الجامعة اللبنانية لادارة الاعمال في عاليه الدكتور ذوقان الجرماني، أمين عام مؤسسة “العرفان” التوحيدية الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، مدير عام مؤسسة “الأشراق” الشيخ الدكتور وجدي الجردي، الشيخ نزيه صعب، عضو “لقاء ابناء الجبل” الدكتور منير حمزة، العميد وسام صافي، العميد اسماعيل حمدان، رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب، رئيس جمعية اصدقاء الجامعة اللبنانية الدكتور هشام عجيب، رؤساء بلديات ومخاتير، مدراء مدارس وثانويات، رؤساء وممثلي جمعيات أهلية ومدنية، فاعليات اقتصادية وتربوية ودينية وثقافية وإعلامية.

بعد النشيد الوطني، تحدث معرفا الدكتور سهيل مطر فقال: “يطيب لي أن أرحب بكم في رحاب جامعة البلمند حرم سوق الغرب، هذا الصرح العلمي الوطني الشامخ الذي لا يقتصر دوره فقط على توفير الشهادات لطلابه في مختلف الإختصاصات فحسب، بل هو معني بكل قضايا ومجالات الفكر والتنمية، وفي نشر ثقافة الألفة والمحبة والتلاقي وقبول الاخر، وذلك من أجل النهوض بمجتمعنا ووطننا الى مستقبل زاهر وواعد. إن نجاح جامعة البلمند خلال السنوات الخمس المنصرمة في سوق الغرب، ينبع من الإلتزام بقيم التعاون والإنفتاح مع المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والروابط والأندية والبلديات، كما وأنها حظيت بدعم واحتضان أهلها ومحبيها من كافة شرائح المجتمع في بيئة يسودها الاحترام المتبادل، وذلك من أجل استثمار كافة الوسائل والإمكانات لتنميته وتطويره”.

أضاف: “إن قطاع التعليم خلال السنوات الأخيرة شهد تطورات ملحوظة بفعل تطور التكنولوجيا، ولكن كل هذه التطورات التي أدهشتنا بالأمس القريب، قد تفقد بريقها أمام ما هو مرتقب من دخول الذكاء الإصطناعي على هذا القطاع، حيث كان الإنسان يريد من الآلة (الروبوت) أن تقوم بالمهام الشاقة بدنيا أو المرهقة ذهنيا بدلا عنه أو بمعيته، على أن يتولى هو دفة القيادة منفردا، ثم تطورت احتياجاته ليصبح راغبا في أن تساعده الآلة أو تنوب عنه في التفكير واتخاذ القرارات، وخاصة التي تتخذ من بين عدة بدائل لكل منها تبعاته. فبرزت الحاجة الى وجود مصطلح اخر تم تسميته بالذكاء الاصطناعي والذي هو فرع من فروع علم الحاسوب، أي أنه العلم الذي يجعل الآلات تفكِر مثل البشر، أي حاسوب له عق . ويبيِن في أحد التعريفات أن للذكاء الاصطناعي سلوكا وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. ومن أهم هذه الخصائص هي القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج عليها الآلة”.

بدوره، قال عميد كلية عصام فارس للتكنولوجيا: “الترحيب كل الترحيب بمعالي الوزير اكرم شهيب الذي منذ توليه وزارة التربية والتعليم العالي قد دأب على تحسين الوضع التعليمي في لبنان على كل المستويات، خاصة عبر الإهتمام بمعالجة مستوى التعليم العالي وتنظيم الجامعات الخاصة والشهادات الصادرة عنها. فمن المهم أن يبقى لبنان رائدا في الشرق الأوسط من حيث التعليم العالي، وكلنا ملء الثقة بالدور الذي يلعبه معاليه في هذا الإطار. الترحيب كل الترحيب أيضا برئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق المؤمن بمهمته الأساسية وهي تطوير الإنسان. وقد شدد منذ توليه مسؤوليته على أهمية التكنولوجيا التطبيقية التي تشمل كل القطاعات (الصحية والصناعية والإنتاجية وغيرها) والذي يسعى للوصول بجامعة البلمند نحو الإبتكارية العلمية. يسرني أن أرحب بكم في افتتاح أعمال الجامعة الصيفية عن الأنظمة والبيئات الذكية والتي تقام للمرة الأولى في لبنان والمنطقة وذلك بمشاركة جامعة Paris-Saclay و جامعة Paris-Est – ESIEE”.

أضاف: “في فرنسا، وهي جزء من سلسلة مدارس صيفية إحدى عشرة، أقيمت 4 منها في جامعة البلمند واستقبلت مشاركين من لبنان وسوريا والاردن والعراق وفلسطين، بدعم من الاونيسكو والجامعات الأوروبية ووزارات التعليم العالي في فرنسا ولبنان والمنطقة. فبعد احتلال الذكاء الإصطناعي مرتبة أساسية في القطاعات المختلفة مثل الطب والمواصلات، والقطاع المصرفي وغيرها بالإضافة إلى انتشار تقنية إنترنت الأشياء(IoT) في مختلف القطاعات ومنها الزراعية، شعرنا أن من واجبنا كمؤسسة تعليم عال استشراف المستقبل وتقديم الحلول الممكنة. لذلك، يشرفنا اليوم أن نستضيف في قلب فرع سوق الغرب لجامعة البلمند جامعة صيفية حول هذه المواضيع”.

وتابع: “تتميز جامعة البلمند، بفروعها كافة وأينما وجدت، بلعب دور إنمائي ريادي يعكس هموم محيطها ويعكف بلا كلل على إيجاد حلول علمية لها. وتحرص الجامعة على أن تكون جسر تواصل ما بين الهيئات الأهلية والمدنية والقطاع الخاص من جهة والعلماء والباحثين من جهة أخرى لتعطي توجها تطبيقيا وجدوى عملية للأبحاث والدراسات في إطار البحث عن حلول للمشاكل المعاصرة. وقد بدأنا في كلية عصام فارس للتكنولوجيا بلعب هذا الدور الريادي منذ اليوم الأول بمساعدة أصدقاء الجامعة في مختلف فروع الكلية في الكورة وعكار وسوق الغرب”.

من جهته، قال رئيس جامعة البلمند: “ان جامعة البلمند بفروعها الخمسة انما تمثل وجه لبنان الحضاري، وجه التعددية والتنوع، والانتشار. ان امتداد البلمند كصرح اكاديمي في عدد من المناطق اللبنانية انما يؤكد على روحية هذه الجامعة. انها جامعة لكل ابناء لبنان، انها جامعة لطموحهم، وآمالهم، ورؤيتهم لمستقبل مشرق في وطن يليق بهم، ويفتخرون به”.

أضاف: “لقد سعينا منذ تولينا مسؤولية رئاسة هذه الجامعة العزيزة على قلوبنا، الى ان نتابع مسيرة من اجتهد وضحى لبناء هذا الصرح العلمي. لذلك بدأنا بخطة عمل واضحة وعلمية من اجل رفع الشأن الاكاديمي للجامعة وهذا ما أعطى ثماره حيث صدر منذ اسبوعين التصنيف العالمي للجامعات والذي دل على تقدم جامعة البلمند عشر مراتب عما كانت عليه، وارتقائها الى المرتبة الثالثة في تصنيف الجامعات اللبنانية. وهذا التقدم في المستوى الاكاديمي انما يعود الى جهود كل العناصر التي تتكون منها الجامعة من طلاب واساتذة وخريجين وعمداء واداريين وكافة المسؤولين والموظفين على مختلف درجاتهم. من هنا، أدعو الجميع الى متابعة العمل الدؤوب لمزيد من التألق والازدهار”.

وتابع: “أما من ناحية خريطة الطريق التي وضعناها نصب اعيننا منذ اليوم الاول، فهي تختصر بالتالي: محاربة كل انواع ثقافة الفساد والهدر، محاربة كل انواع الثقافة الاستنسابية في المناصب العلمية فالشخص المناسب في المنصب المناسب، إعطاء كل ذي حق حقه سواء على الصعيد المادي او الاكاديمي او الاداري، العمل على تطوير ثقافة البحث العلمي الخلاق الذي من شأنه ان يؤدي الى التميز العلمي والابداع الاكاديمي، العمل على خلق اختصاصات نوعية تراعى ضرورة ايجادها فتساعد على خلق فرص عمل لخريجينا وتضفي طابعا علميا فريدا تتميز به جامعتنا”.

وختم: “من هنا كانت المناسبة التي نجتمع فيها اليوم تحت راية جامعة البلمند، لنؤكد مرة اخرى اننا سنبقى سباقين في اجتلاب الاختصاصات المتميزة ومواكبة الحداثة العلمية كموضوع ال AI الذي هو محور هذا اللقاء العلمي. وتماشيا مع هدف المحاضرات التي سوف تستمر خلال الايام الخمسة المقبلة”.

أما وزير التربية فقال: “نلتقي في سوق الغرب التي كانت وستبقى الحاضنة لأبناء الجبل كل الجبل، سوق الغرب العلم والثقافة والمعرفة والتلاقي بعيدا عن تداعيات خطاب أقل ما يقال فيه: لا يشبهها ولا يشبه ابناء هذه المنطقة ولن أزيد”.

أضاف: “من بين الجامعات الكثيرة في لبنان، على مختلف مستوياتها، أراد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الرفيق وليد جنبلاط أن تتربع جامعة البلمند في سوق الغرب، وأن تشكل حاضنة متقدمة لتحقيق التنمية البشرية في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا جميعا، وأن تؤدي دورا وطنيا وأكاديميا جامعا وأن تحقق استنهاضا علميا وثقافيا وفكريا يليق بهذا الجبل وأبنائه المحبين للعلم والمعرفة والثقافة. وهذا الأمر ما كان ليكون لولا صدق التعاون والتشارك مع الزميل أنيس نصار ومتابعة واشراف الدكتور كميل نصار ودعم واحتضان الدكتور ايلي سالم”.

وتابع: “اليوم يطيب اللقاء في هذه الجامعة الصيفية وفي حرم كلية عصام فارس للتكنولوجيا، من أجل الحديث عن الأنظمة والبيئات الذكية، إذ أننا في عصر أصبحت فيه التكنولوجيا قوة عظمى، من يمتلكها بأفضل صورة يمكنه أن يتفوق ويسيطر على مقدرات هذا العالم، وباتت الحاضنات التكنولوجية والبرمجيات والبيئات الذكية تشكل أكبر سوق عالمية ترفع اقتصادات الدول، وتتيح أمام الشباب أبواب الإنتاج المعرفي الذي يحقق فيه شبابنا نجاحات عالمية”.

وأردف: “نحن في وزارة التربية والتعليم العالي سنسعى الى الانتقال بالعمل التربوي والإداري نحو استخدام التكنولوجيا في التعليم العام، إذ باتت المنظومة التربوية والعلمية في نظر أبناء الجيل الجديد متخلفة عن اللحاق بالعصر وعن تلبية حاجاتهم ومحاكاة مهاراتهم وتطلعاتهم، وأصبح كل أمر غير مدرج على قائمة غوغل وكأنه غير موجود. لقد أدخلت المناهج في العام 1997 مواد المعلوماتية والتكنولوجيا إلى التعليم ولكن التطبيق كان خجولا ومتعثرا لأسباب مالية وإدارية، واليوم اصبحت كل المدارس تقريبا مرتبطة بشبكة الإنترنت. بالأمس أنجزنا امتحانات رسمية تم فيها اعتماد الكاميرات للمراقبة في غرف الإمتحان، كما تم استخدام المعلوماتية تدريجا في خلال التصحيح بصورة أكثر فاعلية، وقد أسهمت هذه العملية في إرساء مناخ من الهدوء والسكينة في الإمتحانات، وأوصلت كل صاحب حق إلى حقه في الحصول على النتيجة المنصفة لجهده”.

وقال: “منذ اليوم الأول لتسلمنا مهامنا في الوزارة، وجدنا مشكلة قائمة في المديرية العامة للتعليم العالي، فلم نتأخر عن إعطاء الإذن بالملاحقة القضائية للمشتبه بهم في موضوع الفساد، ونجحنا بعد فترة في إعادة العمل لمجلس التعليم العالي الذي ينظر بقضايا هذا القطاع البالغ الأهمية، وأحيينا اللجنة الفنية، وتابعنا العمل في لجنة المعادلات لإنجاز معاملات الطلاب. كما تابعنا العمل في لجنة الكولوكيوم، وأعدنا الحركة إلى دائرة المصادقات بعد توقف ناتج عن الوضع القضائي، وطلبنا من رئاسة مجلس الوزراء مرات عدة تكليف أحد الخبراء ليتولى مركز المدير العام للتعليم العالي، ولن يطول انتظارنا، إذ سنلجأ إلى تكليف أحد المديرين العامين إدارة الملف بانتظار صدور قرار مجلس الوزراء”.

أضاف: “إن رؤيتنا لمستقبل التعليم العالي تنطلق من الحرص على إعادة السمعة للشهادة الجامعية اللبنانية، وتشجيع المؤسسات على تطوير التخصصات لمواكبة عصر التواصل الرقمي، والإستعانة بمؤسسات عالمية لضمان الجودة ريثما ننتهي من دراسة قانون إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لضمان الجودة الذي نسعى إلى ان يكون الأداة الفاعلة في حماية التعليم العالي عبر المعايير والمواصفات والمتطلبات التي يفرضها على الجامعات، والتي توفر مستوى عالميا من الجودة والإعتمادية”.

وتابع: “كما اننا نتطلع عبر مجلس التعليم العالي وعبر تطبيق القانون الذي ينظم قطاع التعليم العالي الخاص، إلى إقفال الفروع الجامعية المخالفة والمؤسسات التي تسيء إلى سمعة لبنان الأكاديمية، وذلك عبر رفع توصية إلى مجلس الوزراء بالإستناد إلى احكام القانون الذي ينظم القطاع، لكننا سوف نحرص على تشجيع المؤسسات المتمايزة لكي تثابر على رفع مستوى مخرجاتها. كما سنشجع على تدريس البرمجيات لفتح باب سوق العمل أمام المتخرجين، فيما يبقى بعض المسؤولين لدينا يتسبب بالفوضى وينبش قبور الحرب ويحيي الإنقسامات، ونجهد نحن وبعض المخلصين من أجل ترسيخ السلام والمضي قدما في التنمية والعصرنة سبيلا لتحسين حياة المواطنين وتعميم الخير العام”.

وختم: “شكرا لجامعة البلمند ورئيسها الدكتور الياس الوراق وطاقمها الأكاديمي والتكنولوجي على مقاربة هذا الموضوع الحيوي البالغ الأهمية، وشكرا لفرع الجامعة في سوق الغرب ولكل من أسهم في التحضير لهذه الورشة النموذجية الجامعية الصيفية، والتي ننتظر نتائجها وتوصياتها”.

بعد ذلك، قدم وراق الى وزير التربية درعا باسم الجامعة، تقديرا “لجهوده ودعمه واحتضانه الدائم لمسيرة جامعة البلمند”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *