“أفكر في عودة برنامجي”
خلال زيارة أوبرا وينفري إلى تورنتو في كندا خلال رحلة تسويقها كتابها الجديد “الطريق واضح.. اكتشاف اتجاه حياتك والغرض منها” (The Path Made Clear.. Discovering Your Life’s Direction and Purpose) تحدثت عن برنامجها الشهير واعترفت بأنها تفتقده بعض الأوقات، خاصة الأحداث المهمة التي ترغب خلالها في الحديث إلى جمهورها مباشرة كفترة الانتخابات الرئاسية على سبيل المثال.
وأضافت أنها تفكر في إعادة إحياء البرنامج، وأنها تحب أن يحدث ذلك، ولكن ربما لن يكون الأمر بصورة يومية كما كان في الماضي، فذلك كان كافيًا لمدة 25 عامًا.
وتحدثت خلال برنامج “إي تي كندا” (ET Canada) عن كتابها الأحدث وأنه يدور حول تحقيقها لأحلامها خاصة عندما كانت متشككة في نجاح برنامجها وتعد نفسها لأن تسلك مسيرة أخرى لو فشل، وتحاول خلال صفحات الكتاب مساعدة القراء على إيجاد طريقهم الخاص.
25 عامًا من النجاح
لا نحتاج حتى الاسم حتى نتذكر هذا البرنامج، فقد دأب الجميع على تسميته برنامج “أوبرا” وهو أشهر برنامج حواري أميركي، وبدأت إذاعته في الثامن من سبتمبر/أيلول 1986، واستمر 25 عامًا حتى 25 من مايو/أيار 2011، وقد أنتجته وقدمته أوبرا وينفري لتحظى بأعلى التقييمات طوال هذه المدة.
لم يكن الأمر مجرد برنامج حواري تلتقي فيه المذيعة بضيوف، بل “أوبرا” أصبح جزءا من الثقافة الشعبية العالمية عامة والأميركية على وجه الخصوص، وقد استخدمت وينفري البرنامج منصة تعليمية أحيانًا ولدعم نوادي الكتب أحيانًا أخرى، ووسيلة لتغيير حياة الملايين من المشاهدين، وعلى الرغم من ترويجه لمنتجات أو كتب بصورة غير مباشرة فإن البرنامج لم يحصل على أي مكاسب مادية من وراء هذه المنتجات.
وبدأ البرنامج لمدة نصف ساعة نهار كل يوم لتتغير مواعيده، وكذلك مواضيعه مع الوقت. ودأبت وينفري على تقديم مواضيع تهم الجميع ومختلفة عن السياق العام للبرامج الأخرى.
ويعتبر أوبرا أطول برنامج في تاريخ التلفزيون على الإطلاق، وحصل على 47 جائزة إيمي، حتى قررت أوبرا وقف تقديم برنامجها للجوائز عام 2000، وبعد 13 عاما تم اعتباره في المرتبة 19 بين أعظم البرامج والمسلسلات التلفزيونية في التاريخ.
كما أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 عن قرارها وقف البرنامج بعد سنتين بعد الموسم 25.
ضيوف أوبرا كانوا دومًا فوق العادة، ليس لشهرتهم ولكن لأنها كانت تختار دومًا قصصًا تمس القلوب، وتوثر على الملايين من المشاهدين، منها مقابلة أجرتها مع سيدة فقدت ابنها ذا العشر سنوات قبل ثلاثة أسابيع فقط بمسدس والد صديقه حيث وجده الأخير ولعب به وقتل رفيقه، وأدت هذه الحلقة لتغيير مشاعر ورأي الكثيرين حول الاحتفاظ بالأسلحة في منازلهم.
وكانت هناك فقرات شبه ثابتة في البرنامج، منها نادي الكتاب، والمنتجات التي استخدمتها وأعجبتها، وفقرات المساعدة على تحسين الذات، مع أطباء نفسيين متخصصين منهم د. فيل الشهير الذي تحدث في أحد الحلقات مع امرأة فقدت ابنتها منذ عقد ولكن ظلت تشعر بالمرارة والحزن بلا انقطاع، فيساعدها على تخطي ألمها والتركيز على 18 عامًا عاشتها الابنة بسعادة وصنعا معًا ذكريات تستحق الاحتفاء.
وبعد ثلاث سنوات من هذه الحلقة، ظهرت مرة أخرى في البرنامج وقد تغيرت حياتها بصورة إيجابية وتخلت عن قرارها السابق في الانتحار.
ولسنوات كان برنامج أوبرا وينفري محركًا للأحداث ومتابعًا أو صانعًا للتريندات حتى قبل اختراع هذا المصطلح، لذلك فإن عودتها بالفعل ستكون أمرًا رائعًا بكل المقاييس.