شدد الرئيس نجيب ميقاتي، خلال احتفال في طرابلس لمناسبة اختتام البرامج التدريبية على “بناء وتطوير القدرات البشرية”، على أن “الواقع المقلق الذي نعيشه لا يمكن مجابهته باستمرار المناكفات والسجالات السياسية التي شهدناها أخيرا، والجمود الذي تشهده البلاد، لم يعد يسمح بترف المناكفات والخلافات والمغامرات المحدودة الأفق التي أثبتت التجارب السابقة والحالية أنها لا تؤدي الى نتيجة”.
وقال: “نحن في سباق مع الوقت لإنجاز ما هو ملح وأساسي لحل المعضلات التي تواجهنا ولإعطاء رسالة إيجابية أولا الى الشعب اللبناني القلق على مصيره وحاضره ومستقبله، وثانيا الى الخارج الذي يبدي استعدادا لمساعدتنا في حل مشكلاتنا. والأمل يبقى معقودا على الاسراع في إنجاز الموازنة في المجلس النيابي، بالتزامن مع إجراء جملة إصلاحات بنيوية جذرية لتحفيز الاقتصاد وزيادة النمو”.
وعن مناسبة الاحتفال، قال: “ما نحتفل بإنجازه اليوم هو خطوة أساسية وضرورية لتعزيز مكانة الشباب الاجتماعية ومن ثم السياسية، وبالتالي المساهمة في مكافحة ظاهرة التطرف العنيف ونشر قيم التعاون الإنساني، وهذا الأمر يعزز ثقة الشباب والشابات بمستقبلهم ويقوي إيمانهم بوطنهم ودولتهم ويوفر مجالا لإبراز المردود الوطني لأهمية التعليم كفعل وطني حقيقي”.
وكان الاحتفال الختامي للبرامج التدريبية على “بناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية”، أقيم على مسرح “مجمع العزم التربوي في طرابلس”، بالتعاون بين “دار العلم والعلماء” و “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” والمعهد العربي للتخطيط في الكويت.
وألقى رئيس مجلس ادارة “دار العلم والعلماء” عبدالرزاق قرحاني كلمة قال فيها: “نلتقي معكم اليوم يدا بيد لتحقيق تنمية مستدامة، ولن نوفر أي جهد لتحقيق الافضل في المدينة. ثمرة عملنا عمل تدريبي شارك فيه أكثر من الف مشارك بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط، لتوفير فرص عمل استثمارية في طرابلس”.
أضاف: “من الصعوبة أن يعبر اللسان عما في القلب والوجدان وبخاصة إذا أردنا أن نتحدث عمن كان للعزم والسعادة عنوانا أو أن نقدم صاحب القلب العامر بالايمان أو أن نعرف صاحب البصمة البيضاء في هذا الزمان وراعي مسيرة العلم والعلماء وبناء القدرات البشرية والمؤسساتية في كل مكان. رائد النهج الوسطي في كل ميدان، حفيد سلالة من العلماء وابن طرابلس الفيحاء الذي يسعى ان تكون منارة علم وعنفوان وأمان، ورغم ما أصابها من ظلم وحرمان أرادها محطة خير وبر وتلاق وريادة وسلام الى كل لبنان. الرئيس نجيب ميقاتي، هذا الكلام ليس مدحا وليس إطراء، إنه حقيقة ظاهرة للعيان وبيان نابع من الوجدان لا يسمعه ولا يراه سوى الصم والعميان”.
وتحدث المدير العام ل “المعهد العربي للتخطيط” الدكتور بدر مال الله، فلفت الى “العلاقة المميزة بين دولة الكويت ولبنان”، منوها “بجهود الرئيس نجيب ميقاتي الذي له في كل موقع بصمة خير في التنمية المستدامة في لبنان، وبالدعم الكامل الذي قدمه للعمل المشترك بين المعهد ودار العلم والعلماء”. وشدد على “ضرورة بناء منظومة اقتصادية متماسكة للنهوض بلبنان”. ولفت الى “إعداد الخريطة الاستثمارية لطرابلس بطلب من الرئيس ميقاتي، بهدف تحديد الفرص الاستثمارية في طرابلس”.
وفي الختام كان تبادل دروع التكريم وتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورات.